أصداء أحداث ما بعد الانتخابات الإيرانية

 قلق أمريكي، خيبة أوربية وحذر خليجي

 

شبكة النبأ: خلفت الاحداث الاخيرة في ايران بعد اعلان نتائج الانتخابات مفاجأة كبيرة في العالم محدثة صدمة عند بعض الحكومات والقادة التي لم تعلق كثيرا على الاحداث منتظرة ماتخلفه الاحداث من نتائج.

ففي اطار ردود الافعال على الانتخابات الايرانية التي جرت مطلع الاسبوع وما تلاها من احداث شغب واضطرابات على خلفية اتهام المرشح موسوي لخصمه نجاد بتزوير نتائج الانتخابات لصالح الاخير، حثَّ الاتحاد الاوروبي ايران على عدم استخدام العنف ضد المحتجين على نتيجة انتخابات الرئاسة الايرانية المتنازع عليها ودعا السلطات الى النظر في الشكاوى بوقوع مخالفات.

فقد قال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون إن على إيران الرد على "القضايا الجدية" التي اثارتها إعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد. وأضاف براون في كلمة أمام مجلس العموم البريطاني "إن الطريقة التي يتعامل بها النظام مع المظاهرات المشروعة سيكون لها تداعيات مستقبلية على علاقات إيران مع بقية العالم.

من جانبها اعلنت واشنطن عن "قلقها الشديد" إزاء اعمال العنف التي تلت الانتخابات الايرانية. وقال المتحدث باسم الخارجية ايان كيلي "إن الولايات المتحدة، شأنها شأن بقية المجتمع الدولي تراقب بحذر الاحداث الجارية في ايران". واضاف "نحن شديدو القلق إزاء المعلومات التي تتحدث عن اعتقالات عنيفة واحتمال حدوث مخالفات خلال الانتخابات". كما أعلن البيت الأبيض أن نتائج الانتخابات الإيرانية "قيد البحث". وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس "ما زلنا بالطبع نشعر بالقلق حيال ما شهدناه". بحسب الـ فرانس برس.

أما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فقد عبر عن قلقه العميق حيال الوضع في ايران. ودعا ساركوزي إلى القاء الضوء على نتائج الانتخابات. وقال اريك شوفاليه المتحدث باسم الخارجية الفرنسية "اعربنا للمستشار الأول (في السفارة الإيرانية في باريس) عن قلقنا حيال المزاعم عن حدوث مخالفات في الانتخابات، وعن املنا أن تتم دراسة الشكاوى المقدمة بامعان". كما شددت الخارجية الفرنسية في بيان على ضرورة أن تحمي القوات الإيرانية سفارة فرنسا "التي استهدفت أمس (الأحد) في مظاهرة معادية".

من جانبها انتقدت السفارة الإيرانية في باريس "التصريحات المتسرعة وغير المسؤولة والتي تدل على تدخل من جانب بعض المسؤولين في الحكومة الفرنسية".

بدوره أعرب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، عن قلقه البالغ إزاء الاحتجاجات العنيفة التي أعقبت فوز الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، في الانتخابات الرئاسية، وتقول المعارضة إنها "مسروقة."

وأكد أوباما لحشد من الصحفيين في البيت الأبيض، إن القرار يعود للشعب الإيراني في اختيار قياداتهم، وأردف: "نحترم السيادة الإيرانية، ونسعى لتجنب أن تكون الولايات المتحدة قضية داخل إيران." بسحب الـ سي ان ان.

وأبدى انزعاجه البالغ إزاء أعمال العنف، وأضاف: "أعتقد أنه من الخطأ أن أصمت حيال ماشهدته على التلفزيون على مر الأيام القليلة الماضية."

وتجنب الرئيس الأمريكي الإشارة إلى مزاعم تجاوزات تخللت الانتخابات الرئاسية العاشرة في الجمهورية الإسلامية، وأضاف: "يجب سماع صوت الشعب الإيراني واحترامه."

وتابع: "أعتقد أن العملية الديمقراطية، وحرية التعبير، وإتاحة المعارضة السلمية للشعب، جميعها قيم بحاجة للاحترام."

من جهته  قال مصدر أمريكي مسؤول، رفض تسميته، إن عدم وجود مراقبين للانتخابات جعل من الصعوبة التحقق من دقة النتائج. وأضاف أن هناك بعض العناصر- ومن بينها فوز نجاد في مسقط رأس موسوي - نبهت إلى مؤشرات مبكرة بحدوث تزوير. ورغم إعلان مجلس الوصاية التحقيق في مزاعم التزوير، إلا أن موسوي أبدى شكوكه حيال ذلك.

احترام إرادة الشعب الإيراني

بدوره قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إنه يتابع عن كثب الوضع في إيران وخاصة بعد الانتخابات الرئاسية وما أعقبها من خلاف حول نتائجها.

وأضاف للصحفيين: "إن موقفي وموقف الأمم المتحدة يتلخص في ضرورة احترام الإرادة الحقيقية للشعب الإيراني، وأنا أتابع عن قرب ما سيسفر عنه التحقيق في سير الانتخابات."

روسيا ترحب بأحمدي نجاد رئيسا لإيران..

كما أبدى وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند قلقا ازاء تأثير انتخابات الرئاسة الايرانية المتنازع عليها على تواصل ايران مع بقية أنحاء العالم خاصة فيما يتعلق ببرنامجها النووي.

وقالت بينيتا فيريرو فالدنر مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي للصحفيين "أحترم جميع المواطنين الايرانيين الذين أبدوا سخطهم وتظاهروا سلميا... أتمنى أن تحجم قوات الامن عن استخدام العنف."

وأضافت قبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في لوكسمبورج "أتمنى أن ينظروا بحق (السلطات الايرانية) في كل الشكاوى بوقوع مخالفات."

وحثّت بدورها ألمانيا ايران على القضاء على أي شكوك متعلقة بنزاهة انتخابات الرئاسة الايرانية وقالت انها تشعر بقلق بالغ ازاء قمع المحتجين بعد اعلان نتيجة الانتخابات. بحسب رويترز.

وذكر توماس شتيج المتحدث باسم الحكومة الالمانية "الحكومة الالمانية تعتقد أن المزاعم بوقوع تلاعب في الانتخابات يجب أن تفحص سريعا من جانب الجهات المسؤولة للقضاء على الشكوك المتعلقة بهذه النتيجة.

"نشعر بقلق بالغ ازاء ما نعتبره رد فعل مبالغا فيه من جانب قوات الامن في قمع المحتجين والناس الذين لهم حق التعبير عن ارائهم."

وانتقد شتيج أيضا القيود المفروضة على وسائل الاعلام الغربية التي تحاول تغطية الاخبار في ايران في أعقاب الانتخابات.

بدورها عبرت كندا عن "قلقها العميق" من المعلومات بشأن "مخالفات" وبشأن "اعمال ترهيب"، على حد قول وزير خارجيتها لورانس كانون.

لكن روسيا وفي موقف معاكس رحبت بالرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في روسيا يوم الثلاثاء وقالت ان الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها شأن داخلي. وصرح سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي للصحفيين في مدينة ايكاترينبورج "الانتخابات الايرانية شأن ايراني داخلي."

واستطرد "نرحب باجراء الانتخابات ونرحب بالرئيس الجديد في الاراضي الروسية ونعتبر اختياره لروسيا كأول مكان يزوره بعد الانتخابات أمرا رمزيا. هذا يعزز الامال باحراز تقدم في العلاقات الثنائية."

قلق اسرائيلي وارتياح لحلفاء ايران

من جهته هنأ حزب الله اللبناني مرشد الجمهورية الايرانية علي خامنئي على "انجاز الانتخابات الرئاسية" التي جرت الجمعة، والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد على "تجديد ولايته".

وقال حزب الله في بيان صادر عنه وتلقت وكالة فرانس برس نسخة منه الاحد ان الحزب "يتقدم من سماحة آية الله العظمى الامام القائد السيد علي الخامنئي والجمهورية الاسلامية الايرانية (...) باحر التهاني على انجاز الانتخابات الرئاسية".كما هنأ "الاخ الرئيس محمود احمدي نجاد بتجديد ولايته الرئاسية".

واشاد الحزب ب"المشاركة الكثيفة في اجواء الحرية والحضارة والتنظيم، ما يضاهي اكثر الديموقراطيات عراقة في العالم".

واعتبر حزب الله ان "الظروف التي جرت في ظلها الانتخابات هي اسطع دليل على قوة وصلابة نظام الجمهورية الاسلامية ورسالة بليغة من الشعب حول عمق التزامه بهذا النظام، ونموذجا يحتذى لدى شعوب العالم".

اما اسرائيل، فقد دعت الاسرة الدولية الى التحرك "بدون تساهل" ضد ايران.وقال وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان ان "الاسرة الدولية يجب ان تتحرك بدون تساهل ضد البرنامج النووي الايراني والمساعدة التي يقدمها هذا البلد الى منظمات ارهابية ضالعة في محاولات لزعزعة استقرار المنطقة".

ورأى نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون ان "اعادة انتخاب احمدي نجاد يدل على ان التهديد الايراني يتزايد"، داعيا الاسرة الدولية الى وضع حد "للبرنامج النووي الايراني والارهاب الايراني".

وفي موسكو، عبر لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي (الدوما) قسطنطين كوساتشيف عن امله في ان يبدي الرئيس الايراني "مزيدا من التفهم والحكمة حيال الاسرة الدولية (...) ويبتعد عن السياسة الاحادية التي ترتكز على القوة العسكرية وتطوير برنامج نووي".

وكان الرئيس السوري بشار الاسد اول من هنأ محمود احمدي نجاد باعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الاسلامية الايرانية.

وقد وجه الرئيس السوري "برقية تهنئة" الى الرئيس الايراني "اعرب فيها عن اخلص التهاني واطيب التمنيات للرئيس احمدي نجاد وللشعب الايراني الشقيق بالمزيد من التقدم والازدهار".

من جهته، قال الناطق باسم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) فوزي برهوم في بيان ان نتائج الانتخابات الايرانية "يجب ان تكون مدعاة لكثير من الاطراف لتغيير سياستها تجاه الحالة الرسمية الايرانية".

ورأى ان هذه النتائج "دليل على نجاح البرنامج الرسمي الايراني في رعاية مصالح الشعب ومواجهة كل التحديات وتلبية تطلعات الشعب الايراني عبر الاستمرار في رعاية مصالحة وحمايته من الاخطار".

دول الخليج تبدي رد فعل حذرا على فوز أحمدي نجاد

من جانبها أبدت حكومات دول الخليج العربية التي تخشى نفوذ إيران المتزايد في المنطقة رد فعل حذرا على فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بالانتخابات هذا الأسبوع.

وهاجمت وسائل اعلام شبه رسمية في السعودية التي تطبق نظاما ملكيا مطلقا وليس لديها برلمان منتخب النتائج بوصفها غير ديمقراطية. بحسب رويترز.

وكتب عبد الرحمن الراشد في جريدة الشرق الاوسط المملوكة لسعوديين "تزوير النتائج أهون الأعمال على نظام أمني ديني لا يؤمن بالفرص والحظوظ فيما يعتبره حقه."

أما قناة العربية التلفزيونية المملوكة أيضا لسعوديين والتي قامت بتغطية موسعة للانتخابات فقالت ان إيران أغلقت مكتبها أسبوعا دون إبداء أسباب.

وقال دبلوماسي غربي في الرياض "السعوديون لديهم جنون الشك في إيران ولديهم أسباب أكثر لهذا بعد إعادة انتخاب أحمدي نجاد... لم تكن لديهم أوهام بأن حدوث شيء هناك سيؤدي الى تغيير كبير في السياسة."

وشكك معارضو أحمدي نجاد في فوزه الساحق بانتخابات الجمعة مما أدى الى خروج احتجاجات بالشوارع. وأربك فوزه القوى الغربية التي تحاول حث خامس أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم على كبح برنامجها النووي.

وتنفي طهران الاتهامات الغربية التي تدعمها دول عربية بقيادة السعودية بالسعي الى تطوير أسلحة نووية.

وتعتبر السعودية نفسها معقل المذهب السني وتخشى ان تعترف واشنطن في نهاية المطاف بايران كقوة اقليمية بعد رأب الصدع بينهما.لكن كثيرا من دول الخليج الصغيرة الحريصة على الحفاظ على علاقات جيدة مع أقلياتها الشيعية تتمتع تقليديا بعلاقات ودية مع طهران.

وقدمت دولة الامارات العربية المتحدة التي تأمل حل نزاعها بشأن جزر مع ايران تهنئة مبكرة للفائز في بيان بثته وكالة الانباء الرسمية.

ويقول سهيل الراجحي وهو مدرس عماني بمدرسة ثانوية "السبب الوحيد لدعمي فوز أحمدي نجاد بالانتخابات هو تحديه الجريء للولايات المتحدة بالبرنامج النووي."

وفي البحرين التي تحكم أسرتها السنية الحاكمة أغلبية شيعية أشاد بعض المعلقين الشيعة بالزعيم الايراني.

وكتب قاسم حسين في جريدة الوسط "نجح نجاد في تقديم نفسه في صورة الرئيس المتواضع البسيط وهو أمر يستهوي القلوب في الشرق ولو تقدم مرشح مثله في أي بلد عربي مقابل الرؤساء الحاليين لصوتت له الجماهير."

وفي اول بادرة من نوعها  في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية، حيث يعد الإيرانيون، من أكثر الجنسيات التي تعيش في البلاد، نظمت عدة مظاهرات، رفعت فيها ذات الشعارات ومنها "يوم الحساب آتٍ.. لكشف الحقيقة،" و "أين ذهب صوتي،" حيث تجمع قرابة المائة من الشباب أمام القنصلية الإيرانية. بحسب السي ان ان.

وعبر أحد المتظاهرين هناك، رافضا الكشف عن اسمه، عن غضبه من نتائج الانتخابات الإيرانية، إلا أنه نفى أن يكون غضب الشعب من النتيجة، وإنما من طريقة الانتخابات، وقال "لا أعتقد أن القضية هي قضية من الرابح في هذه الانتخابات، إنما هي انعدام العدل والحرية في التصويت، وإذا تركنا الأمر يحدث هذه المرة، فالأمور ستؤول إلى الأسوأ."

ورأت متظاهرة إيرانية، أن التصويت هو حق لكل فرد في إيران، مشيرة إلى أن عملية التصويت كان متلاعبا بها، وقالت "نحن هنا اليوم لنطالب بحق إنساني أساسي، وهو حرية التصويت، وحرية انتخاب من نريد، وليس اختيار شخص فاز قبل بدء عملية التصويت."

وعبر المتظاهرون عن رفضهم لاستخدام العنف ضد أنصار المرشح مير حسين موسوي، وقال فابو، أحد المتظاهرين، "نحن هنا لحماية بلادنا، وحماية شعب إيران الذي يتعرض الشباب منهم إلى العنف والقتل والضرب، وهو أمر غير عادل أبدا."

ولم يتردد بعضهم بوصف الرئيس محمود أحمدي نجاد بالديكتاتور، مشيرا إلى أن تجاهل الموضوع سيحول إيران إلى بلد ديكتاتوري.

وقال أحد هم معلقا "إذا حدث الأمر مرة أخرى فإن الانتخابات القادمة ستسجل نتيجة 99.9 في المائة كما كان أيام صدام حسين العراق، أو مثل مصر وسوريا."

ولوحظ أن المتظاهرين وضعوا أقنعة على وجوههم، وعند سؤالهم عن السبب قال فابو، "لأسباب أمنية، لأننا إذا لم نقم بذلك فإن أعضاء السفارة سيأخذون بعض الصور لنا .. ويرسلونها للحكومة.. مما يعني زجنا بالسجون."

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 17/حزيران/2009 - 19/جمادى الآخرة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م