
شبكة النبأ: للعام السابع على
التوالي، أجرى مقعد السادات للسلام والتنمية بجامعة ميرلاند بالتعاون
مع مؤسسة زغبي الدولية استطلاعاً للرأي خلال شهري إبريل ومايو من العام
الحالي في ست دول عربية، هي: مصر، الأردن، المملكة العربية السعودية،
لبنان، المغرب، والإمارات؛ للوقوف على رؤية شعوب المنطقة لقضايا
منطقتهم، وللسياسات الأمريكية تجاهها.
عن منهجية الاستطلاع يقول "شبلي تلحمي Shibley Telhami" أن هناك
عددًا من الأسئلة التي أعيد طرحها على المستطلعين من الدول الستة ذاتها
التي يُجرى فيها الاستطلاع سنويًّا. وهذا العام تراوحت حجم العينية ما
بين 4.000 إلى 4.087 مستطلع. وأوضح "تلحمي" أن هناك نتيجتين الأول بدون
مصر والأخرى عند إضافة مصر، نظرًا لحجم السكان الكبير بها الذي يغير من
النتائج النهاية لاستطلاع عند إضافتها؛ وذلك نظرًا لأن المصريين لديهم
رؤية محايدة بصورة كبيرة عن الرئيس "أوباما" لذا فإن احتساب النتائج في
الدول الخمسة بدون إضافة مصر مرة، ومرة أخرى بإضافتها يظهر الفرق والذي
يكون في كثير من الحالات كبيرًا. وتختلف نتائج الاستطلاع من دولة من
الدول الستة إلى أخرى. وفي تقريرنا هذا سنعرض لأهم نتائج الاستطلاع
الإجمالية للدول العربية الست إجمالاً وليس كل دولة على حدةٍ. بحسب
موقع تقرير واشنطن.
تأييد عربي لأوباما
عن توجهات العرب تجاه الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" أظهر
الاستطلاع أن 45% لديهم رؤية إيجابية عن "أوباما"، وبدون إضافة مصر تصل
تلك النسبة إلى 50%. ونسبة من لديهم رؤية محايدة عنه تصل إلى 28% في
مقابل 24% لديهم رؤية سلبية. وترتفع نسبة التأييد في المملكة العربية
السعودية والتي تصل إلى 79% في مقابل 14% لديهم رؤية سلبية. وإجمالاً
يظهر الاستطلاع انخفاض نسبة من لديهم سلبية عن الرئيس "أوباما" في
الدول الستة.
وارتفاع نسبة من لديهم رؤية إيجابية عن "أوباما" مقارنة بسلفه "جورج
دبليو بوش" لا يُعد مؤشرًا قويًّا على الحماسة العربية تجاه الرئيس
الأمريكي الجديد "باراك أوباما"، فقد وصلت نسبة من لديهم رؤية إيجابية
قوية عن أوباما إلى 11%، وفي سؤال مفتوح عن القائد الذي يعجبك على
مستوى العالم اختارت الأقلية أوباما كأحد هؤلاء القادة.
ويظهر الاستطلاع تمتع باراك أوباما بشعبية بين المستطلعين العرب
مقارنة بالرئيس الأمريكي الأسبق "جورج دبليو بوش" ووزيرة خارجيته
الحالية ومنافسته السابقة على بطاقة الحزب الديمقراطي "هيلاري كلينتون".
ففي سؤال مفتوح عن أكثر شخصيتين على مستوى العالم تكرهها سمى 61%
الرئيس "بوش" الابن كأول شخصية عالمية يكرهها المستطلعون العرب. ويُظهر
الاستطلاع ارتفاع نسبة من لديهم رؤية سلبية عن وزيرة الخارجية الحالية
مقارنة بمن لديهم رؤية إيجابية والتي تصل إلى 45% و22% على الترتيب
مقارنة بـ24% لديهم رؤية محايدة عن هيلاري.
العراق وفلسطين أولوية عربية
انعكست الرؤية الإيجابية للمستطلعين العرب عن "أوباما" في ارتفاع
أملهم بشأن السياسة الخارجية الأمريكية تجاه قضايا المنطقة. فبعد
أسابيع قليلة من وصول إدارة أوباما إلى البيت الأبيض عبرت الأغلبية
(51%) عن أملهم في سياسة أمريكية جديدة تجاه منطقة الشرق الأوسط،
ولكنها تصل في الدول الخمسة الأخرى بدون أخذ النسبة في مصر في الاعتبار
إلى 59%. في حين أعرب 28% عن رؤية محايدة حول السياسة الأمريكية في ظل
إدارة أوباما تجاه قضايا المنطقة في مقابل 14% محبطين من شأن أي تغيير
في السياسة الأمريكية في ظل إدارة أوباما.
هذه الرؤية المفعمة بالأمل لم تنعكس في ارتفاع نسبة التأييد العربية
للولايات المتحدة فمازال 77% من العرب يعتبرون واشنطن من أكبر
التهديدات بالإضافة إلى إسرائيل، ولكن تلك النسبة كانت مرتفعة في
استطلاع العام الماضي (2008) والتي وصلت إلى 88%. مقارنة بين نتائج
استطلاع هذا العام (2009) والعام الماضي (2008) تُظهر النتائج أنه ليس
هناك تغيير كبير في نسبة من لديهم رؤية إيجابية عن الولايات المتحدة،
ولكن هناك تغيير كبير ومهم في نسبة من لديهم رؤية سلبية عن الولايات
المتحدة، فقد انخفضت تلك النسبة في استطلاع هذا العام عن استطلاع العام
الماضي والتي وصلت إلى 46% و64% على الترتيب.
وعن القضايا العربية التي ستتصدر أجندة الرئيس أوباما احتلال العراق
والصراع العربي الإسرائيلي أولوية القائمة، في حين أظهرت نتائج
الاستطلاع احتلال كل من أفغانستان وباكستان مكانة منخفضة في قائمة
المستطلعين العرب التي ستتصدر أجندة "أوباما" تجاه قضايا المنطقة، فقد
رأى 3% فقط أنهما قضيتان مركزيتان لابد أن تهتم بهما إدارة أوباما. في
حين عبر 16% عن مركزية التوجهات الأمريكية تجاه العالمين العربي
والإسلامي كقضية مركزية على الأجندة الأمريكية يليها قضية حقوق الإنسان
التي احتلت مكانة مهمة بين المستطلعين اللبنانيين والإماراتيين.
تأييد حل الدولتين
على عكس الحرب الإسرائيليةـ اللبنانية عام 2006 والتي رأى فيها
الأغلبية أن إسرائيل هي الخاسر الرئيس مقابل انتصار حزب الله اللبناني،
رأت الغالبية العربية أن إسرائيل كانت المنتصر الأول من العدوان
الإسرائيلي على قطاع غزة أواخر العام الماضي (2008) وأوائل هذا العام
ذلك العدوان الذي استمر لقرابة اثني وعشرين يومًا، والتي خسرها
الفلسطينيون بجدارة حسب نتائج الاستطلاع.
وعن التقييم العربي لقوة إسرائيل بعد حرب غزة رأي 11% فقط أن
إسرائيل أصبحت أكثر قوة مقارنة بـ16% في استطلاع العام الماضي، في
مقابل اعتقاد 44% أنها ضعفت و44% محايدون.
وعن التعاطف العربي للحركتين الفاعلتين على الساحة الفلسطينية (فتح
وحماس) عبر 49% وبدون احتساب مصر 39% عن تعاطف متساوي تجاه الحركتين.
في مقابل 22% متعاطفون مع حماس والتي تصل إلى 33% بدون احتساب مصر، في
حين يتعاطف 12% مع فتح وتصل تلك النسبة بدون أخذ مصر في الحسبان إلى
14%. وترتفع نسبة التأييد لحماس في الأردن بنسبة 68% وفي المملكة
العربية السعودية بنسبة 46% وأخيرًا في لبنان بنسبة 43%.
وعن الرؤية العربية لحكومة وحدة وطنية فلسطينية عبر 74% عن رغبتهم
في حكومة وحدة وطنية مقابل 12% لحكومة حماسوية و7% لحكومة فتحوية.
وتُظهر نتائج الاستطلاع استمرار التأييد العربي لحل الدولتين على
أساس حدود 1976، وتصل نسبة التأييد لحل الدولتين في استطلاع هذا العام
73% في مقابل ارتفاع نسبة المعارضة إلى 25% في استطلاع هذا العام
مقارنة بنسبة المعارضة والتي تقدر بـ 19% في استطلاع عام 2008. وتعتقد
الأغلبية (60%) أن انهيار حل الدولتين سيؤدي إلى اشتعال الصراع خلال
السنوات القادمة.
ويُظهر الاستطلاع في الوقت ذاته استمرار حالة التشاؤم العربية حيال
استمرار عملية السلام الإسرائيلية ـ الفلسطينية والتي وصلت إلى 50%
خلال هذا العام. وفي الوقت ذاته ترتفع نسبة من يرون أن السلام أمرًا
حتميًّا ولكنه يحتاج أكثر من خمس سنوات والتي ارتفعت من 27% في العام
الماضي إلى 80% في استطلاع هذا العام.
إيران تهدد المنطقة
سعى الاستطلاع إلى الوقوف على رؤية الشعب العربي تجاه إيران
وبرنامجها النووي، فقد أظهر الاستطلاع ارتفاع نسبة الانتقاد العربي
لإيران لاسيما في مصر والمغرب، فـ13% يعتبرون إيران أحد أكبر تحديين
يواجهان المنطقة العربية مقارنة بـ7% في استطلاع العام الماضي. وتصل
تلك النسبة هذا العام بدون احتساب مصر إلى 20% مقارنة بـ11% في استطلاع
عام 2008.
ويرى 58% في استطلاع هذا العام أن إيران تسعى إلى امتلاك أسلحة
نووية مقارنة بـ39 عام 2008. وترتفع نسبة (53%) من يرون أن من حق إيران
امتلاك برنامج نووي في مقابل 40% مقتنعين بضرورة توقف المساعي
الإيرانية لامتلاك برنامج نووي. وهذا يشير إلى تغير مهم عن استطلاع عام
2008 الذي دعم فيه 22% الضغوط الدولية لوقف البرنامج النووي الإيراني.
ويظهر الاستطلاع ارتفاع نسبة (46%) من يرون أن تأثير امتلاك إيران
لأسلحة نووية سيكون سلبيًّا مقارنة بـ29 يرون أنه سيكون تأثيرًا
إيجابيًّا على الأوضاع في المنطقة. وتختلف تلك النسبتان عن استطلاع
العام الماضي حيث رأى 29% أن تأثير امتلاك طهران سلاحًا نوويًّا
سلبيًّا على المنطقة وقضاياها في مقابل 44% يرون أنه إيجابي.
ولكن في سؤال مفتوح عن أكثر دولتين تشكلان تهديدًا للمنطقة جاءت
إيران في المرتبة الثالثة بعد إسرائيل والولايات المتحدة. ومن الجديد
بالذكر أن 9% من المستطلعين اعتبروا الصين أحد أكثر دولتين تهددان دول
المنطقة.
وعن العراق أظهر الاستطلاع أن 65% من المستطلعين في الدول العربية
الست يرون أنه مع سحب الولايات المتحدة قواتها من العراق بنهاية عام
2011 كما هو مخطط له فإن العراقيين سيكونون أكثرًا تجاوزًا لخلافاتهم.
وهي تلك النسبة التي لم تختلف كثيرًا عن نسبتها في استطلاع العام
الماضي والتي وصلت إلى 61%. ويرى 72% أن العراقيين بعد الحرب الأمريكية
على العراق في مارس 2003 أضحت أحوالهم أكثر سوءًا مما كانت عليه قبل
الحرب. وقد انخفضت تلك النسبة عن نظيرتها في استطلاع العام الماضي، حيث
رأى 82% أن أحوال العراقيين أصبحت أكثر سوءًا مقارنة بأحوالهم قبل مارس
2003.
شافيز يتفوق على نصر الله
كان لتزايد الانتقادات لحزب الله اللبناني وتدخله في الشئون الدول
العربية لاسيما في مصر تأثيرًا على مكانة زعيمه "حسن نصر" كزعيم محبوب
لدى شعوب الدول العربية. ففي سؤال مفتوح عن الشخصية التي تعجبك خارج
دولتك، عرف 6% زعيم حزب الله اللبناني "حسن نصر الله" وهي نسبة منخفضة
جدًا عن تلك النسبة (26%) التي عرفت "نصر الله" كأكثر القيادات التي
تعجبهم خارج دولهم في استطلاع العام الماضي. وفي استطلاع هذا العام كان
رئيس فنزويلا "هوجو تشافيز" هو الرابح، حيث عرف 24% "تشافيز" بأنه أكثر
الشخصيات المحبوبة لدى الشعوب العربية، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بـ4%
كانوا عرفوا "تشافيز" بأنه شخصية محبوبة في استطلاع العام الماضي.
ويظهر الاستطلاع في سؤال مفتوح عن الدول والقوى التي يفضلون أن تلعب
الدور الرئيس على الساحة الدولية رأت النسبة الأكبر (23%) فرنسا وتلك
النسبة بالدول الخمسة بدون احتساب مصر تقدر بـ31%، في حين جاءت
الولايات المتحدة في المؤخرة بنسبة 8%. ولكن المدهش في الاستطلاع
ارتفاع نسبة ألمانيا إلى 23%، ولكن 18% بدون احتساب مصر، وهي نسبة
مرتفعة عن النسبة التي كانت عليها في استطلاع العام الماضي.
وتظهر نتائج الاستطلاع إلى ارتفاع نسبة استخدام الإنترنت أكثر من
مرة في الأسبوع والتي وصلت إلى 36% مقابل 38%لا يستخدمون الإنترنت وهي
نسبة منخفضة عن العام الماضي والتي قدرت فيها نسبة عدم استخدام
الإنترنت 52%. وعن اختيارات شعوب المنطقة لأفضل القنوات الإخبارية
العالمية تصدرت قناة الجزيرة القطرية القائمة بنسبة 55% التي ارتفعت
قليل عن 53% تلك النسبة التي حصلت عليها العام الماضي. مع ارتفاع نسبة
إسهام قناة العربية أيضًا، لكن الصورة تختلف من دولة إلى أخرى. |