ديوان آل كمونه ودورة الاجتماعي في مدينة كربلاء المقدسة

قصص وذكريات تاريخية ساهمت في تغيير الأحداث

عدسة وتقرير: حسين كاظم العرادي

 

شبكة النبأ: تنتشر في مدينة كربلاء القديمة العديد من المواقع التراثية التي تحاكي في أصالتها عمق المدينة الاجتماعي والتاريخي.

ويعد مضيف وديوان آل كمونه المجاور لتلة الزينبية  جوار الروضة الحسينية المطهرة احد ابرز المواقع التراثية، سيما ان جدرانه الحافلة بالكثير بالصور التذكارية القديمة، التي تؤرخ العديد من القصص ومناسبات المهمة للمدينة.

يقول الأستاذ علي عبد الحسين كمونه احد الشخصيات الاجتماعية البارزة في كربلاء:  بمرور الوقت اتخذ أهالي كربلاء بمختلف شرائحهم من الديوان الذي تأسس منذ اكثر من مائة عام مقرا شبه رسمي للتداول في شؤون المدينة، لذا نجده حافلا بالكثير من المواقف والذكريات المهمة.

ويضيف: "لا يزال حتى الان اغلب عشائر ووجهاء كربلاء يتخذون من الديوان مقرا لمداولة بعض الشؤون الاجتماعية وحل النزاعات العشائرية".  

ويسترسل كمونة الذي يعد الراعي الرسمي للديوان بحكم كونه رئيس عشيرة بني اسد في كربلاء: " عقب انهيار النظام في سنة 2003 عقد اول اجتماع لأهالي كربلاء في الديوان للتداول شؤون المحافظة وانتخاب المحافظ".

يذكر إن أهالي المدينة قاموا بانتخاب الشيخ علي عبد الحسين كمونه كأول محافظ بعد تغيير النظام مباشرة.

وعن الجلسات الادبية والمعرفية التي يشهدها الديوان يقول كمونه: " كما يشهد الديوان بشكل دوري تنظيم جلسات الادب والشعر، حيث يرومة العديد من الادباء والمثقفين الرواد، الى جانب شيوخ ووجهاء عشائر المدينة، كما ينظم الديوان مجالس العزاء في شهري محرم الحرام وصفر.

الجدير بالذكر ان اسم الديوان اقترن باسم عائلة ال كمونه العريقة في مدينة كربلاء المقدسة، والذي يعود نسبهم الى قبيلة بني اسد التي تشرفت بمشاركة الامام السجاد بدفن الجثمان الطاهر للامام الحسين عليهما السلام وبعض شهداء واقعة الطف الشهيرة.

ومضات تاريخية

تولى آل كمونة سدانة الحرمين الشريفين في عهد المصلح الشهيد (داود باشا) حيث تولى الشيخ محمد ابن عيسى آل كمونة سدانة الروضتين (الحسينية والعباسية) وساهم آل كمونة مساهمة كبيرة في الحفاظ على كربلاء والذود عن كرامتها وكرامة ساكنيها وزوارها في واقعت (نجيب باشا) التي ارضتها كلمة (غدير دم) سنة 1258 وكان الدور البارز للشيخ مهدي كمونة وأخيه الشيخ محمد حسن وأولاد الشيخ محمد آل كمونة ولهم مواقف حميدة بالتفاوض مع قيادة الجيش العثماني وإنهاء النزاع وكان للشيخ محسن آل كمونة رئيسي بأخماد الفوضى التي حاولت اجتياح كربلاء من العصابات واهمها عصابة (علي هدلة)  وقد لمع آل كمونة من خلال التصدي للجيش العثماني بقيادة (عاكف بيك) الذي حاول اجتياح المدينة وتخريبها حيث قام الشيخ محمد علي آل كمونة بقيادة المقاومة ضد الجيش العثماني ومنعوه من الدخول الى كربلاء والحقوا به هزيمة كبرى وبعدها تولى الشيخ محمد علي والشيخ فخر الدين اولاد الشيخ محسن كمونة ادارة المدينة بعد طرد العثمانيين منها، وللشيخ (فخر الدين كمونة)  اهزوجة يناشد بها الامام الحسين (ع) يقول فيها : (يحسين جارك بحماك  فخر الدين كمونة).

اول محافظ

عند دخول القوات البريطانية الى العراق تم تعيين الشيخ فخر الدين كمونة البارز بالدفاع عن المدينة في واقعة (حمزة بيك)  المعروفة سنة 1333ه.

لكن بعد اكتشاف الوعود الكاذبة من قبل البريطانيين لأبناء العراق عند الاحتلال البريطاني اندلعت الثورة العراقية الكبرى عام 1920 وانظم آل كمونة الى الثوار في كربلاء ومنهم الشيخ هادي بن الشيخ محمد آل كمونة الذي حوكم من قبل البريطانيين وتم نفيه الى جزيرة (بنجام)  الهندية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 11/حزيران/2009 - 14/جمادى الآخرة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م