
شبكة النبأ: مع اقتراب الأيام الأخيرة
للانتخابات الإيرانية تصاعدت وبشكل ملفت وغير مسبوق حدة المنافسة قبل
أن تتخذ منحى أكثر حدة وهجومية، لتشمل تبادل التصريحات المضادة
والاتهامات المباشرة بين المرشحين الأربعة لشغل منصب الرئيس المقبل.
وتركزت اغلب المشادات بين المرشحين الأربعة على معالجة ملفات
السياسة الاقتصادية العلاقات الخارجية الإيراني، فيما تخللتها بعض
الاتهامات بالفساد الإداري والمالي التي أطلقها احمدي نجاد ضد منافسيه.
حيث يبدي منافسي الرئيس الحالي قلقهم من دفع البلاد إلى حافة
الانهيار، وتبنيه سياسات اقتصادية غير ملائمة ثم وضعه طهران في مواجهة
مع المغرب.
لكن بدى جليا للمتابعين حجم الانقسام والتباعد الفكري والسياسي بين
مؤسسات الدولة الايرانية المعقدة، خصوصا بعد الاتفاقات التي جرت من
وراء الستار لسحب دعم خامنئي للرئيس الحالي في الانتخابات.
الشباب لا يحبذون نجاد
شيء واحد يشغل أذهان الشبان الايرانيين الذين يجولون شمال طهران
الراقي بسيارات وضعوا عليها ملصقات الحملة الانتخابية هو حرمان الرئيس
محمود أحمدي نجاد من الفوز بولاية ثانية.
وأحجم ملايين الايرانيين الذين يميلون الى التيار الاصلاحي عن
المشاركة في انتخابات عام 2005 بعد أن خاب أملهم بسبب عرقلة المتشددين
للمبادرات الليبرالية للرئيس السابق محمد خاتمي.
ويتوقف مصير أحمدي نجاد السياسي على نسبة مشاركة هؤلاء الناخبين
المحبطين في انتخابات 12 يونيو حزيران ولو لسبب وحيد هو إسقاطه.
وتقول منة صدقاتي (25 عاما) وهي طالبة تدرس علم الاجتماع بجامعة
طهران وهي تحتسي القهوة وتأكل حلوى (الدوناتس) مع صديقاتها في شمال
طهران "سأدلي بصوتي لكن هذا فقط لانني أريد أن أرى أي أحد يفوز الا
احمدي نجاد. لقد خرب البلاد."
وتقل أعمار اكثر من ثلثي سكان ايران وعددهم 70 مليونا عن 30 عاما
وهم أصغر كثيرا من أن يتذكروا الحياة قبل قيام الثورة الاسلامية عام
1979 التي أطاحت بشاه ايران المدعوم من الولايات المتحدة.
ويتودد المرشحون الاربعة لانتخابات الرئاسة للناخبين الشبان في خطب
ورسائل انتخابية واستغلوا مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت مثل (فيس
بوك) لاستهداف الشبان.
وهناك أكثر من 150 الف ايراني أعضاء في موقع فيس بوك ويمثل الناخبون
الشبان كتلة ضخمة ساعدت خاتمي في الفوز بالانتخابات عامي 1997 و2001.
وفي الشهر الماضي حجبت السلطات الموقع لبضعة ايام مما كشف عن قلق
الحكومة من تأثيره.
لكن محللين يقولون ان من المرجح أن تنقسم الاصوات المناهضة لاحمدي
نجاد بين المنافسين المعتدلين للرئيس المتشدد وهما رئيس الوزراء السابق
مير حسين موسوي ورئيس البرلمان السابق مهدي كروبي. بحسب (رويترز).
بل ان كروبي وهو رجل الدين الوحيد الذي يخوض سباق الرئاسة التقى مع
أشهر مطرب لموسيقى الراب في ايران ساسي مانكان الذي يقدم حفلاته دون
ضجة.
وتزين صور موسوي وكروبي سيارات الشبان المنتمين للطبقة المتوسطة
الحريصين على منع أحمدي نجاد من الفوز خشية أن يضع ايران على مسار
تصادمي مع الغرب وأن يقلص أكثر من الحرية الاجتماعية.
كما يواجه أحمدي نجاد منافسا محافظا هو محسن رضائي قائد الحرس
الثوري السابق لكن الرئيس له قاعدة دعم بين شبان معجبين بخطابه الذي
ينطوي على تحد فيما يتعلق بالقضية النووية وأسلوب حياته البسيط وتفانيه
في الاسلام الى جانب تعهداته بتحقيق العدالة الاجتماعية.
ويقول محمد رضا باقري (24 عاما) وهو عضو في ميليشيا الباسيج وهي
ميليشيا دينية وانتقد الحكومات السابقة لاهمالها الفقراء " سأصوت
لاحمدي نجاد لان سياساته في الاعوام الاربعة السابقة كانت عودة للقيم
الاساسية للثورة الاسلامية."
وأضاف باقري خريج الدراسات الاسلامية "احمدي نجاد بطل. وقف ضد من
كانوا أعداء ايران لسنوات لكنه في المقابل صادق دولا أخرى" مشيرا الى
العلاقات التي أقامها الرئيس مع أعداء الولايات المتحدة مثل فنزويلا
وبوليفيا.
ووصف محلل سياسي ايراني طلب عدم نشر اسمه بسبب حساسية القضايا
السياسية في ايران الانتخابات بأنها استفتاء على احمدي نجاد. وقال "بعض
الناس خاصة بين الشبان يؤيدونه والبعض لن يدلوا بأصواتهم الا ليمنعوا
انتخابه مرة أخرى."
تولى احمدي نجاد رئاسة البلاد عام 2005 بعد ان وعد بتقسيم الثروة
النفطية بين المواطنين الايرانيين العاديين وقام بجولات كثيرة في
الاقاليم ليوزع القروض ويقيم المشاريع التنموية.
ويقول اصلاحيون وحتى بعض المحافظين ان الرئيس لم يف بوعوده وأنحوا
عليه باللائمة في ارتفاع معدلات البطالة والتضخم الذي تحوم نسبته حول
18 في المئة.
لكن الزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي أشاد مرارا بحكومة
احمدي نجاد وحث الناس على انتخاب مرشح مناهض للغرب.
ومن الممكن أن يقود هذا التأييد الواضح الى حشد المحافظين وراء
احمدي نجاد لكنه قد يأتي أيضا بنتائج عكسية اذا استغل الناخبون
الرافضون الفرصة لتحدي المؤسسة الدينية لايران.
وشهدت ولاية احمدي نجاد ومدتها اربع سنوات حملة على نشطاء طلبة فضلا
عن تجدد جهود شرطة معنية بتطبيق ما تعتبره سلوكا إسلاميا.
وتساءلت صدقاتي التي كانت ترتدي حجابا فضفاضا احمر اللون "كيف أشعر
بالامان في حين يسمح رئيس دولة بالقاء القبض على النساء بسبب ما
يرتدينه."
أكاذيب احمدي نجاد
وحد مير حسن موسوي ومهدي كروبي ابرز منافسين للرئيس الايراني محمود
احمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 12 حزيران/يوينو،
صوتيهما للتنديد ب "اكاذيب" الرئيس والتأكيد ان البلاد في "خطر".
وخلال مناظرة تلفزيونية قال موسوي الذي يعتبر المنافس الابرز للرئيس
المنتهية ولايته الذي يترشح لولاية جديدة من اربع سنوات، "نلاحظ ظاهرة
مفاجئة (من جانب احمدي نجاد) الذي يقول ان الاسود ابيض وان اثنين زائد
اثنين لا يساويان اربعة بل عشرة. استشعر خطرا. ولا شيء اسوأ من ان تكذب
السلطة على الناس".
من جهته، انتقد مهدي كروبي "اكاذيب" الرئيس ولاسيما منها تلك التي
تتعلق به. وخلال مناظرة تلفزيونية اتهم احمدي نجاد كروبي بانه تلقى
اموالا عندما كان رئيسا للبرلمان من رجل اعمال سجن في وقت لاحق بتهمة
الفساد.
وقال "استشعر ايضا خطرا على البلاد". وفند موسوي تصريحات احمدي نجاد
في الايام الاخيرة وانتقدها.
وابرز خصوصا وثيقة رسمية تفيد ان التضخم كان حوالى 10% عندما تسلم
احمدي نجاد السلطة في 2005 فيما بلغ 25% بداية 2009. واواخر ايار/مايو،
تراجع التضخم الى 23,6% كما ذكر البنك المركزي.
وقال مخاطبا الرئيس احمدي نجاد ان "المسؤولين يستطيعون القول انهم
لم يروا هذه الوثيقة". وكان احمدي نجاد اكد في الايام الاخيرة ان
التضخم "تراجع الى 15%".
ويترشح الى الاقتراع اربعة مرشحين منهم الرئيس المنتهية ولايته الذي
يتطلع لولاية ثانية من اربع سنوات. ويواجه رئيس الوزراء السابق مير
حسين موسوي الذي يعتبر اكبر منافسيه والذي يرى انصاره ان مشاركة مرتفعة
ستصب في صالح مرشحهم. والمرشحان الاخران هما الاصلاحي مهدي كروبي رئيس
البرلمان سابقا والمحافظ محسن رضائي قائد حرس الثورة سابقا. بحسب فرانس
برس.
وتوقع كمران دانشجو مسؤول لجنة الانتخابات في وزارة الداخلية "مشاركة
قياسية" في الانتخابات.
وقال "اكيد ان اقتراع 22 خرداد (12 حزيران/يوينو) سيشهد مشاركة
قياسية". واضاف ان وزارة الداخلية المكلفة تنظيم الانتخابات وضعت
استراتيجية تهدف الى تحقيق "مشاركة قصوى" للناخبين الايرانيين ال46,2
مليونا.
من جهة اخرى حذر مساعد رئيس اركان القوات المسلحة الايرانية مسعود
جزائري مهدي كروبي بشان تصريحاته حول تدخل ميليشيا الباسيج الاسلامية
في الاقتراع.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية عن جزائري قوله "رغم انه خلال
الانتخابات الرئاسية السابقة (2005) كرر كروبي وغيره من المرشحين تلك
الادعاءات بعد اربع سنوات، لم يفلحوا في توفير اي وثيقة تدل على
اتهاماتهم ومن المؤسف ان يواصل دعايته".
واضاف ان القوات المسلحة التي تنتمي اليها الباسيج، تحتفظ لنفسها
بالحق في رفع شكوى.
وطعن كروبي في نتائج الانتخابات الرئاسية سنة 2005 التي فاجا
المحافظ المتشدد محمود احمدي نجاد الجميع بفوزه بها.
رجل دين يتمنى هزيمة نجاد
من جهة اخرى لا يخفي رجل الدين الايراني الاصلاحي الميول آية الله
العظمى يوسف صانعي تمنياته بفشل الرئيس الحالي محمود احمدي نجاد في
الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 12 حزيران/يونيو، موضحا ان حكومته
لم تنجح في تحسين الاقتصاد.
وقال آية الله صانعي في مدينة قم انه رسميا "لا يدعم اي مرشح محدد".
واضاف "ساصوت في الاقتراع وادعو كل الناخبين الى الادلاء باصواتهم
لنتمكن من تغيير الوضع".
وآية الله صانعي من تلاميذ آية الله روح الله الخميني مؤسس
الجمهورية الاسلامية حيث شغل مناصب رفيعة في السنوات الاولى التي اعقبت
الثورة الاسلامية في 1979.
وقال ان "المبادىء الثورية للامام (الخميني) ما زالت حية، لكن بعض
جوانبها تغيرت في عهد الحكومة التاسعة" التي شكلها احمدي نجاد اثر
انتخابه في 2005.
ويأخذ آية الله صانعي على احمدي نجاد "ابعاده عددا كبيرا من
الاداريين الموهوبين والتضخم والبطالة وافقار السكان". بحسب فرانس برس.
وتتجاوز نسبة البطالة 12% والتضخم 25% بينما يتهم خصوم احمدي نجاد
الرئيس الايراني بتبديد العائدات التي حصلت عليها ايران، الدولة
الرابعة المنتجة للنفط في العالم، من مبيعات النفط عندما كان سعره
مرتفعا.
وانخفضت الاسعار الى حد كبير اليوم ويتوقع ان تواجه الدولة قريبا
عجزا خطيرا في الموازنة.
وقال رجل الدين "لست موافقا على الوضع الحالي". واضاف ان "الامام (الخميني)
لا يريد هذه القضايا. انه يريد تحسين حياة الناس".
وهو ينظر باستياء الى مبادرات الرئيس الحالي في السياسة الخارجية.
ولم يكف احمدي نجاد عن تصعيد لهجته للدفاع عن البرنامج النووي
الايراني في مواجهة الضغوط المتزايدة للاسرة الدولية من اجل تعليقه.
وقد وصف قرارات مجلس الامن الدولي التي تدين ايران في هذا الشأن
بانها "مجرد قصاصات ورق".
وقال آية الله صانعي "عندما نسمع الرئيس احمدي نجاد ينتقد اتفاق سعد
اباد، نعتقد انه مخطىء اذ ان الاتفاق كان مستحيلا لولا موافقة" مرشد
الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي.
واتفاق سعد اباد الذي وقعه الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي في 2003 مع
فرنسا وبريطانيا والمانيا، ادى الى تعليق النشاطات النووية الحساسة.
وقد انتقد احمدي نجاد خلال جولة في سمنان في 20 ايار/مايو هذا
الاتفاق معتبرا انه "مشين".
وقال صانعي ان "السياسة النووية لا علاقة لها بالرئيس بل تعود الى
مرشد الثورة" آية الله علي خامنئي.
ومرشد الثورة الاسلامية هو اعلى سلطة في الدولة، ولم يعبر يوما عن
اعتراضه على مواقف الرئيس في هذا الشأن. كما انه لم ينتقد تصريحات
احمدي نجاد بشأن محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية.
مناظرة انتخابية
يذكر ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد رد على اتهام المرشح
الاصلاحي مهدي كروبي اياه بالكذب في موضوع اداء حكومته، بكيل من
الارقام والرسوم البيانية في مناظرة تلفزيونية بينهما.
وقال كروبي وهو احد المرشحين الاربعة للانتخابات الرئاسية في 12
حزيران/يونيو ان "الشرط الاول لاي حكومة يكمن في صدقها والقاعدة الاولى
هي في الاحجام عن الكذب".
وابرز احمدي نجاد في المناظرة سلسلة من الاحصاءات الرسمية ومجموعة
من الرسوم البيانية ليثبت بحسبه ان انجازات حكومته غير مسبوقة مقارنة
بالحكومات السابقة.
وبدا الرئيس الايراني اكثر ثقة بنفسه مقارنة بالمناظرة التي جمعته
الاربعاء الفائت بمنافسه الابرز رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي.
وترأس كروبي (72 عاما) مجلس الشورى من العام 2000 الى 2004 في اثناء
ولاية الاصلاحي محمد خاتمي.
وقال كروبي مخاطبا احمدي نجاد "كل ارقام الخبراء تعارض ما تقدمونه"
مشيرا الى ان "التضخم اكبر بكثير مما تقولون" و"البطالة تفاقمت".بحسب
فرانس برس.
واتهم احمدي نجاد كروبي بانه "حصل على معلومات خاطئة"، معتبرا ان
الارقام التي ابرزها تشكل "دليلا مضادا لاصدقائك الاصلاحيين".
وحين هاجمه كروبي بعدها في موضوع "الفساد المالي" لافتا الى قضية
فقدان اموال حين كان احمدي نجاد رئيسا لبلدية طهران (2003-2005)، رد
الرئيس الايراني متحدثا عن ثروته الشخصية.
وقال "لا تملك اي دليل على اختلاس اموال" قبل ان يسأله "كيف اشتريت
منزلك"، الامر الذي اربك كروبي.
ثم اتهمه الرئيس بانه يوم كان رئيسا للبرلمان حصل على اموال من رجل
الاعمال شهرام جزائري الذي سجن لاحقا.
زوجة مير حسين موسوي تهدد برفع شكوى
من جانبها هددت زوجة مير حسين موسوي المرشح الذي يعد اهم منافس
للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية المقررة في
12 حزيران/يونيو، برفع دعوى ضد الرئيس لتصريحاته خلال حوار متلفز.
وطعن الرئيس احمد نجاد خلال الحوار المتلفز مع موسوي في الثالث من
حزيران/يونيو في صحة شهادة دكتوراه تحملها زهرة رهنورد. وقالت زوجة
موسوي في مؤتمر صحافي "على احمدي نجاد ان يعتذر الى الامة الايرانية
ولي شخصيا ولزوجي لانه انتهك حياتنا الشخصية". واكدت انه اذا لم يفعل
فانها سترفع شكوى ضده خلال 24 ساعة.
واضافت ان احمدي نجاد كان "يريد التخلص من خصمه"، عبر هذه الملاحظات.
وتابعت "وبعد ذلك اعتقد انه سيستفز زوجي الاذري وفي النهاية حاول
القول انه لا جدوى من تلقي النساء تعليما عاليا". ويقال عن الاذريين
انهم يولون اهمية قصوى لشرف نسائهم.
وخلال الحوار قال احمدي نجاد دون ان يذكرها ان زوجة موسوي "حصلت على
شهادة دكتوراه دون الخضوع لامتحان". وعرض امام الكاميرا بشكل سريع
وثيقة قال انها نسخة من دكتوراه رهنورد وعليها صورة امراة. بحسب فرانس
برس.
ورد موسوي وهو يبدو غاضبا ان زوجته "مثقفة بارزة اجتهدت خلال عشر
سنوات من اجل الحصول على شهادة الدكتوراه". واعلنت الجامعة الاسلامية
الحرة الموازية للجامعات الرسمية والتي تخرجت منها زهرة رهنورد، ان تلك
الشهادة "شرعية وطبق القانون".
الرئيس بيدق شطرنج
فيما علقت صحيفة (لوس انجليس تايمز) في مقال تناول الانتخابات
الايرانية بالقول: "لقلقهم من دفعه البلاد إلى حافة الانهيار، وتبنيه
سياسات اقتصادية غير ملائمة ثم وضعه طهران في مواجهة مع المغرب، ضم
دعاة الإصلاح والمحافظون صفوفهم بعضها لبعض على ما يبدو لشن حملة لا
سابق لها من وراء الكواليس من أجل اسقاط الرئيس محمود أحمدي نجاد في
الانتخابات المقبلة بايران".
وتضيف الصحيفة: "فقد وضعت الشخصيات البارزة في كلا المعسكرين
المذكورين ثقلها وراء المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي لامتلاكه
باعتقادهم الفرصة الافضل لهزيمة الرئيس المتشدد في انتخابات يوم الجمعة
المقبل، ولوضع البلاد على مسار جديد صحيح.
بعض المراقبين وصفوا ما حدث بأنه عملية اعادة اصطفاف في السياسة
الداخلية الايرانية ازالت الصدع القديم بين دعاة الإصلاح والمحافظين
التقليديين ووضعت براغماتيي كلا المجموعتين في موقف واحد ضد
الراديكاليين مثل الرئيس أحمدي نجاد.
يقول استاذ العلوم السياسية جواد إطاعات وهو من العاملين في حملة
موسوي: بعض مؤيدي موسوي يحيون افكاره، وهناك آخرون لا يريدون احمدي
نجاد لكن الجميع يعتقدون بان المحافظة على الأمة اكثر أهمية من الحفاظ
على الحكومة.
ويؤكد بعض المنخرطين في النشاط المناهض لاحمدي نجاد انهم احبطوا
مناوراته ومناورات حلفائه، ومنهم القائد الروحي الأعلى علي خامنئي
وانهم سيطروا انتخابيا على المؤسسات الايرانية.
والحقيقة ان خامنئي، الذي كان قد أكد علنا مرة انه لا يمتلك إلا
صوتا واحدا في الانتخابات، يساند بهدوء احمدي نجاد رغم اهتمامه بأن
يبدو فوق المنافسة الجارية الآن.
بيد أن الكثيرين من مؤيدي نجاد في البرلمان يسخرون من الجهود
المبذولة ضده بالقول ان عمليات استطلاع الآراء تشير إلى أن الشعب سوف
يعيد انتخابه رغم الجبهة القوية التي تشكلت ضده.
وبالمقابل يخشى المناهضون للرئيس من ان يؤدي فوزه الى زيادة عزلة
ايران دوليا والى اضعاف الطبقة الوسطى وتعزيز قوة العسكر والحرس الثوري.
يقول سعيد ليلاز وهو محلل سياسي له اتصالات مع النخبة السياسية: ليس
بوسعنا حكم ايران بطريقة مماثلة لما يجري في كوريا الشمالية، فنحن لا
نقبل سيطرة العسكريين على المدنيين ولا تستطيع ايران ان تضحي بقوتها
الاقتصادية من اجل صنع الصواريخ كما لا يمكن ان تفيدها التهديدات التي
يطلقها وكلاؤها في لبنان وفلسطين وغيرهما من الاماكن الاخرى.
على اي حال، اذا كانت مثل تلك الجهود المناوئة للرئيس والتي تجري من
وراء الستار تبين كيف يمكن استخدام مراكز القوى داخل دائرة السلطة
المعقدة في ايران، الا انها تبين ايضا مدى الانقسام الذي زرعه احمدي
نجاد داخل المؤسسة الحاكمة.
فمن الواضح ان هذه الجهود تنبع الآن من داخل الدولة، ويشارك فيها
بعض ابرز الاسماء المحافظة مثل: علي اكبر ناطق نوري وعلي اكبر ولايتي،
وكلاهما من المقربين لخامنئي الذي يمثل السلطة السياسية والعسكرية
الاعلى في البلاد.
لكن اذا كان هناك عقل مدبر وراء هذه الجهود المناوئة للرئيس نجاد
فإن هذا العقل لابد من ان يكون الرئيس الاسبق علي اكبر هاشمي رافسنجاني،
رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، الذي يتوسط في النزاعات بين هيئات
الحكومة، ورئيس جمعية الخبراء التي تُشرف على مكتب القائد الاعلى".
وفي هذا السياق، يقول عدد من المطلعين السياسيين المقربين من معسكره
ان رافسنجاني توصل قبل بضعة اشهر الى صفقة مع خامنئي يقوم بها (رافسنجاني)
بتشجيع الرئيس المعتدل السابق محمد خاتمي على الانسحاب من سباق
الانتخابات مقابل عدم وقوف القائد الاعلى بجانب احمدي نجاد في الحملة
الانتخابية.
أنا لست ميشيل أوباما..
اما زوجة مرشح معتدل للرئاسة في ايران رفضت مقارنتها بالسيدة الاولى
للولايات المتحدة الامريكية ميشيل أوباما ولكنها تعهدت بلعب دور مؤثر
في تحسين حقوق المرأة في الجمهورية الاسلامية.
وأحدثت زهرة راهنافارد أمرا جديدا في السياسة الايرانية بقيامها
بدور نشط في الدعاية لزوجها رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي وقامت
يوم الاحد بخطوة أوسع عندما دعت الصحفيين الى مؤتمر صحفي.
وطالبت زهرة راهنافارد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الذي شكك
في مؤهلاتها الاكاديمية خلال مناظرة تليفزيونية مع موسوي بالاعتذار
وقالت ان النساء سيحصلن على نفوذ أكبر اذا ما فاز زوجها في انتخابات
الجمعة القادمة. بحسب رويترز.
وقالت زهرة راهنافارد الاستاذة الجامعية والجدة البالغة من العمر 61
عاما ويعتقد مؤيدوها أنها من الممكن أن تكون سيدة أولى رائدة لايران
"أنا لست ميشيل أوباما. أنا زهرة راهنافارد.. ولكنني أحترم كل الناشطين
في مجال حقوق المرأة في أي مكان في العالم."
وقالت زهرة راهنافارد ان موسوي سوف يعين نساء في مناصب قيادية في
الحكومة. وقد استخدمت أكثر من مرة كلمة "نحن" في حديثها عن كيفية تحقيق
سياسات زوجها.
وقالت "لقد رصد ما لا يقل عن موقعين أو ثلاثة مواقع وزارية
لسيدات... (و) العديد من نواب الوزراء والسفراء والمستشارين ومديري
العموم."
وهونت من شأن الرأي القائل بأن المحافظين الذين يسيطرون على
البرلمان الايراني قد يحدون من دورها وقالت ان موسوي سوف يعيد النظر في
قضايا المسجونات السياسيات.
وقالت زهرة راهنافارد التي كانت ترتدي شادور أسود مزينا بغطاء رأس
عليه رسوم زهور "سنعيد النظر في قضاياهن. وأؤكد لكم أن حرية الرأي
ستكون أولوية."ونادرا ما تظهر زوجة الرئيس الايراني الحالي أحمدي نجاد
للعلن. |