اصداء خطاب اوباما: بلاغة وتعليقات وشكوك

مصدر إسرائيلي: أوباما ساذج وأمله سيخيب

اعداد: صباح جاسم

شبكة النبأ: قالت منظمة هيومان رايتس ووتش ان خطاب الرئيس باراك أوباما الذي تعهد فيه بفتح صفحة جديدة في السياسة الأمريكية في الشرق الاوسط تجاهلَ التجاوزات المستمرة في مجال حقوق الانسان في مصر حيث ألقى خطابه وفي دول عربية أخرى. مشيرة الى ان أوباما فوّتَ فرصة مهمة لانتقاد حالة الطوارىء المفروضة في مصر وانتهاك حقوق الانسان في الجزائر وسورية ومصر والسعودية...

وبينما سرّبَت اوساط اسرائيلية ردود افعال حكومة نتنياهو على خطاب اوباما واصفة أياه بأنه ساذج وأن أمله سيخيب، قال الرئيس الامريكي الاسبق جيمى كارتر الذي توسط في اتفاقات كامب ديفيد للسلام في عام 1979 ان اسرائيل تواجه لحظة فارقة بعدما دعا أوباما اسرائيل الى تجميد بناء المستوطنات وتعهدَ بالعمل على حل الدولتين.

وكتبَ ريس براينت مراسل الفاينانشيال تايمز عن زيارة الرئيس الامريكي الى المانيا وتحديدا موقع معتقل بوكنفالد حيث دعا من هناك العرب الى اظهار استعدادهم عقد علاقات دبلوماسية مع اسرائيل وتعهدات اسرائيلية بمتابعة عملية السلام في الشرق الاوسط.

وتضيف الصحيفة بأن خطاب اوباما المنفتح على العرب والذي القاه في القاهرة يوم الخميس، ودعوته الصريحة لاسرائيل بوقف حركة الاستيطان، تبعته دعوة صريحة للعرب الى اقامة علاقات دبلوماسية مع اسرائيل وتقديم تنازلات يعبر ببساطة عن ان الولايات المتحدة وعلى الرغم من خطابها الجديد المنفتح على العرب والمسلمين لا يأتي على حساب العلاقة الامريكية - الاسرائيلية والتزام واشنطن بأمن تل ابيب.

وتناولت مقالات الرأي في كل من صحيفة الاندبندنت والفاينانشيال تايمز والجارديان زيارة اوباما الى مصر ثم المانيا ومغزى الكلام الذي ادلى به في الساعات الـ48 الاخيرة.

وفي الاندبندنت قال محرر الشؤون الامريكية ديفيد اوسبورن في مقال له ان اوباما اظهر في اليومين الاخيرين "قدرته على ان يكون ملما في ادارة وصنع عملية سلام".

ويضيف اوسبورن بأن "اوباما الذي انتقد بحدة اسرائيل بسبب رفضها وقف الاستيطان يوم الخميس، عاد يوم الجمعة لتهدئة كلامه بالقول انه يتفهم المشاكل التي تعاني منها اسرائيل والتي تحول دون تمكنها من الالتزام بخريطة الطريق لحل النزاع في الشرق الاوسط.

ويضيف المحلل بأن "اوباما يحاول في كل خطوة يقوم بها ان يظهر التزامه بايجاد حل للنزاع في الشرق الاوسط واصر خلال زيارته القاهرة على رفض ما يقال عن انحياز واشنطن الى اسرائيل قائلا ان الولايات المتحدة لا يمكنها ان تفرض السلام على المعنيين لكنها على الاقل نجحت في انتاج الجو اللذين يسمحان باستئناف المفاوضات".

على صعيد آخر، كتب ماجد نواز في الجارديان عن نجاح اوباما "بنقل الخطاب السياسي الشرق اوسطي الى القرن الـ21 بعدما كان كل من اسامة بن لادن وجورج بوش قد اعادوه الى القرون الوسطى والحملات الصليبية". فالرئيس الامريكي الجديد، حسبما يقول الكاتب كسر معادلة "الغرب ضد الاسلام" ومر ذلك مرور الكرام على المحللين ووسائل الاعلام".

ويقوم نواز بتشريح الخطاب والمفردات المتداولة في الاعلام والسياسة ويسأل: "ماذا يعني العالم الاسلامي؟ وماذا تعني مخاطبة الغرب للعالم الاسلامي؟ ان العالم الاسلامي هو تحديدا ما يريد الاسلاميون بناءه على الرغم من وجود اعداد هائلة من المسلمين مثلا في اوروبا والولايات المتحدة وبلاد غير اسلامية. فكل المعادلة التي تضع العالم الاسلامي وجها لوجه مع الغرب هي في الواقع باطلة".

ويختم الكاتب بالقول ان "الاستسلام لهذا الخطاب النمطي الكسول يقوي الاسلاميين ويعزز نظرية صراع الحضارات، ومن هنا يصبح من الاجدى على الغرب بمسلميه وغير مسلميه التحاور مع الشرق، ولكن في حال اختار الغرب ان يعتبر نفسه دولا مسيحية لا تعتبر مسلميها كغيرهم من مواطنيها المسيحيين، فلا عجب اذا بأن نرى شبانا مسلمون يتنكرون لهويتهم الغربية ويتمسكون بهويتهم الاسلامية البحتة".

وتحت عنوان "سياسات تحقير النفس"، قام الكاتب كريستوفر كالدويل بتشريح الخطاب الذي القاه اوباما في القاهرة والذي يقول انه "وضع فيه وجها جديدا للسياسة الخارجية الامريكية لم يره العالم منذ سبعينيات القرن الماضي".

ويقول الكاتب وصاحب كتاب "افكار حول الثورة في اوروبا: الهجرة والاسلام في الغرب" والذي صدر في مايو ايار الماضي بأن امريكا "شاءت ام ابت عالقة في حرب تحاول فيها كسب عقول وقلوب المسلمين، لكن سياسة تحقير النفس من جيمي كارتر الى مخائيل جورباتشيف لا يحبذها الناخبون عادة لذلك لا يمكن ممارستها لوقت طويل".

وبعد تشريح للمفردات التي استعملها اوباما في خطابه وابعادها السياسية يقول الكاتب ان الاهم في خطاب اوباما التحول في الخطاب الامريكي حيال اسرائيل من خلال رفض قاطع لسياسة الاستيطان ما يجعل السياسة الخارجية لواشنطن مطابقة تماما لتلك التمبعة من قبل الاتحاد الاوروبي، معتبرا في المقال بأن "اسرائيل لن يسهل عليها القبول ببعض التحذيرات التي وجهها اوباما للفلسطينيين حيال استعمال العنف، او انتقاده الحاد لمن ينكر التاريخ - دون ان يسمي المحرقة بالاسم".

ويختم الكاتب بالقول ان "خطاب اوباما في القاهرة كان هدفه كسر صورة الاصطفاف الامريكي مع اسرائيل في المفاوضات آملا ان يؤدي ذلك الى تقديم المسلمين تنازلات في المستقبل. فهذا الخطاب المغلف بـ"الريال بوليتيك" او الواقعية السياسية والذي وصل حتما الى العقول والقلوب لحسن صياغته بدهاء كبير، لم يجعل واشنطن اقوى من قبل ولم يجعل العالم اكثر امانا".

كارتر يشيد بسياسة اوباما

من جهة ثانية قال الرئيس الامريكى الاسبق جيمى كارتر الذي توسط في اتفاقات كامب ديفيد للسلام في عام 1979 ان اسرائيل تواجه لحظة فارقة بعدما دعا الرئيس الامريكي الحالي باراك أوباما اسرائيل الى تجميد بناء المستوطنات.

وقال كارتر "هل ساتحدى علنا رئيس الولايات المتحدة....ليس فقط في احاديث خاصة في المكتب البيضاوي ولكن امام العالم .. ام ساحافظ على علاقة الوئام بين رئيس الوزراء والرئيس الهامة جدا للشعب الاسرائيلي."

وقال كارتر ان دعوة اوباما لتجميد المستوطنات "مهمة جدا" وسلم بانه من الصعب للغاية على الاسرائيليين قبول ذلك.واضاف "لا أرى أي امكانية للسلام بين اسرائيل والفلسطينيين اذا واصلت اسرائيل توسيع المستوطنات."

وقال كارتر انه يعتقد ان من غير المرجح ان تشن اسرائيل هجوما على ايران. ووصفت اسرائيل مرارا تخصيب ايران لليورانيوم بانه تهديد لوجودها.

وقال كارتر "لا اعتقد ان اسرائيل تلقت اي نوع من التشجيع من البيت الابيض على المضي قدما في مغامرة عسكرية ضد ايران. ولا ارى اي مؤشر على ان اوباما يخطط لاي نوع من الخيارات العسكرية."

واضاف "سيكون من التهور الشديد ان يفعلوا ذلك. فالعواقب ستكون وخيمة بشدة. لا اعتقد ان ايران كدولة ذات سيادة ستقبل بهجوم عسكري... دون الرد باقصى قدرة واعتقد انه سيكون ردا قويا جدا."

هيومان رايتس ووتش: أوباما تجاهلَ انتهاك حقوق الإنسان

من جانب اخر قالت منظمة هيومان رايتس ووتش ان خطاب الرئيس باراك أوباما الذي تعهد فيه بفتح صفحة جديدة في السياسة الأمريكية في الشرق الاوسط تجاهل التجاوزات المستمرة في مجال حقوق الانسان في مصر حيث ألقى خطابه وفي دول عربية أخرى.

وقالت المنظمة التي تتخذ من لندن مقرا لها ان "أوباما فوت فرصة مهمة لانتقاد حالة الطوارىء المفروضة في مصر وانتهاك حقوق الانسان في الجزائر وسورية ومصر ودول اخرى".

واضافت المنظمة ان اختيار اوباما القاهرة لالقاء خطابه "مثير للجدل لأن النظام في مصر يسكت المعارضين وتنظم فيها انتخابات غير نزيهة ويعتقل معارضون". بحسب بي بي سي.

وأوضحت المنظمة ان أوباما "تحدث عن اهمية حرية الرأي لكنه لم ينتقد اعتقال منشقين وصحفيين واصحاب مدونات في مصر والسعودية وسوريا وتونس ودول اخرى".

ومضت المنظمة تقول إنه "بدلا من الافتخار بقرار حكومته عدم اللجوء الى التعذيب كان من الأفضل لو طلب من حكومات المنطقة بما فيها مصر ان تحذو حذوه".

وقالت ساره لي ويتستون مديرة المنظمة في الشرق الاوسط "اذا أراد اوباما معالجة أسباب كراهية المسلمين للولايات المتحدة فعليه مواجهة الأنظمة القمعية في المنطقة التي تدعم واشنطن عددا منها وخصوصا البلدان التي زارها".

الإعلام الأسباني يطرح تساؤلات حول إشارة أوباما إلى الأندلس 

من جهة اخرى اثارت اشارة الرئيس باراك اوباما في خطابه في القاهرة الى تسامح الاسلام في الاندلس في ظل الخلافة الاسلامية في القرون الوسطى، تساؤلات في الاعلام الأسباني.

وقال اوباما في خطابه الذي نشره موقع البيت الابيض الالكتروني ان «الاسلام معروف بتسامحه. نرى ذلك اذا ما قارنا تاريخ الاندلس وقرطبة في ظل محاكم التفتيش».

وكان اوباما يلمح الى سيطرة العرب على قسم كبير من أسبانيا خلال القرون من الثامن إلى الخامس عشر وخصوصا في قرطبة (جنوب) في القرنين العاشر والحادي عشر. بحسب فرانس برس.

وكتبت صحيفة «ال موندو» اليمينية على صفحتها الاولى على موقعها الالكتروني ان اوباما «ربط بشكل يثير الشك بين الخلافة في قرطبة ومحاكم التفتيش».

وكتبت صحيفة «آه بي ثي» اليمينية ان اوباما «خلط بين الاندلس ومحاكم التفتيش». واعتبرت صحيفتا «الـ موندو» و«الـ باييس» (يسار وسط) على موقعهما الالكتروني ان التسامح الاسلامي خلال «احتلال الاندلس خرافة» وكذلك «التفاهم بين اليهود والمسيحيين والمسلمين».

وانتقدت «آه بي ثي» الجمعة على موقعها «عدم ذكر أسبانيا» في اشارته الى تحالف الحضارات لتشجيع حوار الاديان.

مصدر إسرائيلي: أوباما ساذج وأمله سيخيب 

وكتبت صحيفة معاريف الاسرائيلية ان بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي شاهد خطاب الرئيس الامريكي باراك أوباما في مكتبه في القدس الى جانب مستشاره السياسي ورئيس مجلس الامن القومي عوزي اراد. وسمع نتنياهو كل كلمة على لسان الرئيس. واستدعى رئيس الوزراء اليه الوزراء دان مريدور، وبيني بيغن وموشيه يعلون لصياغة الرد الاسرائيلي.

وفي رده الرسمي حذر رئيس الوزراء من مناكفة اوباما والروح الجديدة التي يحاول ان يبثها. وكان الرد متواضعا وفاترا: «حكومة اسرائيل تعرب عن الامل في ان يؤدي الخطاب الهام للرئيس اوباما في القاهرة بالفعل الى فترة جديدة من المصالحة بين العالم العربي والاسلامي وبين دولة اسرائيل»، كما جاء من مكتب رئيس الوزراء. «نحن شركاء في امل الرئيس اوباما في ان يبشر الجهد الامريكي ببدء عهد جديد يؤدي الى انهاء النزاع واعتراف عربي شامل باسرائيل كدولة للشعب اليهودي، تعيش بامان وسلام في الشرق الاوسط. اسرائيل ملتزمة بالسلام وستساعد قدر استطاعتها في توسيع دائرة السلام مع مراعاة مصالحها الوطنية وعلى راسها الامن».

وخلف الكواليس وفي الغرف المغلقة في اروقة ديوان رئيس الوزراء الموقف من مضمون الخطاب كان اقل دبلوماسية واكثر شكا بكثير. فقد قضت محافل سياسية رفيعة المستوى بان «اوباما ساذج»، وانه «مليء بالنوايا الطيبة ولكن بانتظاره خيبة امل اذ ان الدول العربية لن تقدم البضاعة». كما انطلقت في مكتب رئيس الوزراء خيبة امل من النبرة الهزيلة التي اتخذها اوباما تجاه ايران وخطر التسلح النووي.

ورحب ايهود باراك وزير الدفاع، بالخطاب. وقال «فيه تعزيز وتشجيع للمحافل المعتدلة والمحبة للسلام، مثلما فيه ايضا تحد للارهاب والاسس العنيفة المتطرفة التي تهدد الاستقرار في منطقتنا والسلام العالمي باسره»، قال، «نحن نرحب بالتزام الرئيس بوجود وامن دولة اسرائيل». وانضم وزير الخارجية افيغدور ليبرمان هو الاخر الى المرحبين فقال: «خطاب الرئيس اوباما كان هاما. فقد اعرب عن الارادة لخلق عالم افضل تسوده العدالة والديموقراطية».لا ريب ان الفترة القريبة القادمة ستكون عاصفة بل وربما دراماتيكية في علاقات اسرائيل ـ الولايات المتحدة. المرحلة القادمة: بعد عدة اسابيع، نحو شهر حسب مصادر سياسية في القدس، الرئيس اوباما سينهي خطوة بلورة مبادرة السلام الاقليمي الشامل خاصته حسب الجدول الزمني. وقبل ذلك، يقولون في القدس، سيتعين على اسرائيل ايضا ان ترسم لنفسها خطة سياسية مفصلة.

الحكومة العراقية ترحّب والصدر يصف الخطاب بـ المعسول والمنسَّق 

من جهة ثانية وفيما يخص الشأن العراقي انبرى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ليندد بما ذكره الرئيس الامريكي باراك اوباما بخطابه عن العلاقات الاستراتيجية بين البلدين في القاهرة، مؤكدا «ان المقاومة والمعارضة ستستمران ولن نصدق اقوال الادارة الامريكية إلا بعد الانسحاب من العراق وأفغانستان».

واضاف في بيان اصدره تعليقا على الخطاب وحصلت «الوطن» على نصه «ليس من حقه ان يشن الحروب ويقود الاحتلال وجيوشه لإخضاع الشعوب واستعمارها ويذيقها ألوان العذاب والقتل والتشريد والتهجير وان يتحدث كمنقذ للشعوب أو مطالب بحقوقهم».

واعتبر الصدر ان صانعي السياسة الامريكية ما زالوا يعادون الاسلام وما تحدث به اوباما لا يتعدى «الخطابات السياسية المعسولة والمنمقة لا تعبر الا عن أمر واحد وهو ان أمريكا تريد ان تنتهج نهجا آخر في ارضاخ العالم لسيطرتها وعولمتها».

وشدد رجل الدين العراقي الذي يقيم في ايران لاكمال دراسته الدينية بانه لا يتوقع من «قائد الارهاب ان يكون ملاكا ولا قاتل المدنيين وقاصفهم في العراق وأفغانستان وباكستان ان يكون محررهم ولا نتوقع من داعم اسرائيل أو حليفها الأول ان يكون مقربا من الاسلاميين والعرب» .

ورحبت التصريحات البرلمانية والرسمية بتجديد الرئيس الامريكي التزامات بلاده تجاه العراق، مما جعلت عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، النائب عبد الباري الزيباري ينتقد ما وصفه بـ «المبالغات» التي تطلقها بعض وسائل الاعلام بشأن شكل العلاقات بين بغداد وواشنطن من انها قائمة على اساس التبعية بـ «انها اجحاف للشعب العراقي»، مؤكدا ان «قول اوباما بان بلاده ستتعامل مع العراق كشريك وليس كعميل هي نفي واضح لطروحات بعض القوى السياسية بشأن شكل العلاقة بين البلدين».

واعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ ترحيب الحكومة بتجديد الرئيس الامريكي التزامات ادارته تجاه العراق واحترام مواعيد انسحاب قواتها وفق اتفاقية سحب القوات الموقعة بين البلدين وعدم الرغبة في وجود قواعد عسكرية على اراضيه بما يتطابق ورؤية الحكومة العراقية والرغبة بعلاقة شراكة استراتيجية بين البلدين.

وتوجه نائب رئيس الوزراء رافع العيساوي الى الولايات المتحدة في زيارة رسمية تستمر عدة ايام، وسيلتقي خلال الزيارة عددا من المسؤولين الحكوميين وأعضاء من الكونغرس لبحث مستقبل العلاقة بين العراق والولايات المتحدة في ضوء اتفاقية الاطار الاستراتيجي الخاصة بالجوانب التنموية والخدمية واتفاقية انسحاب القوات الامريكية، حسب بيان أصدره ناطق اعلامي باسم مكتبه.

ووصف النائب عن جبهة التوافق عمر عبد الستار الكربولي خطاب اوباما بـ «الخطاب الاعلامي الجديد» لكسب الشارع العربي، مطالبا الرئيس الامريكي ان ينقل اقواله الى خطوات عملية تطبيقية «لكي يعمل باتجاه استقرار الاوضاع في المنطقة والشرق الاوسط عموما».

حزب الله: خطاب أوباما تشاطر كلامي ممّن أباد الشعوب

من جهته شنَّ حزب الله اللبناني هجوماً عنيفاً على الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، والمواقف التي أدلى بها في الخطاب الذي وجهه للعرب والمسلمين، خلال زيارته للعاصمة المصرية القاهرة، فاعتبر أنه يمثل نسخة عن سياسات واشنطن المتناقضة، التي يقوم تاريخها على "إبادة الشعوب"، ولا يحق لها بالتالي أن تكون في موقع "المرشد والناصح."

واعتبر الحزب، الذي تصنفه واشنطن ضمن القوى المتهمة بـ"الإرهاب"، أن خطاب الرئيس الأمريكي، وإن بدا مختلفاً بعض الشيء عن كلام الإدارات السابقة، فإنه "يبقى إلى الآن من نوع التشاطر الكلامي، الهادف إلى تلميع صورة واشنطن البالغة التشوه، ولا يرقى بأي حال ليعبر عن إستراتيجية أو أهداف جديدة."

وقال البيان إن من كان تاريخه "قائما على إبادة الشعوب من الهنود الحمر والفييتناميين واليابانيين، وحاضره قائم على الاستمرار في إبادة الشعوب في العراق وافغانستان وباكستان، ودعم أعمال الإبادة والمجازر الإسرائيلية وجدار الفصل العنصري في فلسطين لا يصلح ان يكون في موقع المرشد والناصح."

كما اعتبر أن هذا الجانب لا يستقيم له: "أن يحاضر في أصول تحقيق السلام، ولن تسعفه البلاغة اللفظية في التعمية على إسهامه الاساسي في تغييب احلال العدالة الفعلية."بحسب سي ان ان.

واعتبر الحزب أن أي تغير يلمسه أهل المنطقة والشعوب العربية والاسلامية في الخطاب الاميركي لا يعود الى تغير في استراتيجية واشنطن، وإنما إلى "الفشل الذي اصاب محاولاتها المتتالية لاحتلال دول العالمين العربي والاسلامي وتعثر سياساتها  القائمة على القهر والحرب."

ورأى الحزب أن فشل السياسة الأمريكية وما وصفها بـ"خياراتها الاستكبارية العدوانية،" إنما يعود إلى "قوى المقاومة والتحرر والاستقلال، في حين ان بعض حكومات المنطقة كانت تشكل جزءا من منظومة هذه السياسة وفي موقع التحالف والدعم المتبادل معها."

وختم البيان باتهام السياسة الأمريكية في المنطقة في عهد أوباما بأنها "ما تزال تتنكر لحقوق الشعوب وأهمها حق مقاومة الاحتلال وتحقيق السيادة والاستقلال،" واعتبر أنه كان الأجدى بأوباما "أن يتحمل مسؤوليته التي طالما تحدث عنها وأغرق العالم بشعارات التغيير بالمبادرة فعلياً لاتخاذ موقف جدّي من القضية الفلسطينية."

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 10/حزيران/2009 - 13/جمادى الآخرة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م