أعلنت الداخلية المصرية يوم 23-5-2009 عن إلقاء القبض على خلية
مكونة من سبعة أشخاص مصريين وأجانب مرتبطين بتنظيم القاعدة يعتقد أنهم
متورطون بانفجار حي الحسين بوسط القاهرة يوم الأحد 22 فبراير الماضي.
يوم الثلاثاء 3 مارس نشرت جريدة القاهرة تحليلا لكاتب هذه السطور عن
هذه الواقعة جاء فيه: (لم يتطرق السادة الخبراء إلى أي من الحوادث
المشابهة وآخرها تلك التفجيرات التي جرت في كربلاء قبل عشرة أيام فقط
من الآن وأمام المرقد الطاهر للإمام الحسين على هامش إحياء أربعينية
استشهاده في العشرين من صفر وغيرها من التفجيرات التي استهدفت زوار
الإمام الحسين وزوار الإمام الكاظم في بغداد رغم أن تحليل أي حدث لا بد
أن يتطرق للحوادث المشابهة على امتداد الساحة الإسلامية من شرقها إلى
غربها وعلى امتداد التاريخ, خاصة وأن أصابع الاتهام في كل هذه الحالات
تشير إلى مشروع فكري واحد يحمل على عاتقه معول الهدم ويوجهه نحو مجموعة
أهداف متشابهة).
الآن جاء الخبر اليقين من وزارة الداخلية رغم أنه لم يشر لإلقاء
القبض على الفاعل المباشر حيث أشار البيان إلى اعتراف أحد المعتقلين
بأن قيادة تحركهم أكدت مسئوليتها عن الحادث وأن المجموعة كانت تخطط
لتنفيذ هجمات داخل مصر وخارجها وأنها عثرت على عبوات متفجرة وذخائر في
حوزتهم.
أما لماذا حسمت الداخلية الأمر ووجهت أصابع الاتهام نحو تنظيم
القاعدة رغم أنها لم تتمكن من إلقاء القبض على كل المتهمين فيبدو أن
للأمر بعدا سياسيا أراد المسئولون حسمه منعا لبعض الجهات صاحبة الدور
المشبوه, من مواصلة توظيف حالة الغموض لصالح أهداف لا تبدو غامضة من
وجهة نظرنا.
موقع المصريون
يوم 18 مايو 2009 نشر الموقع المشار إليه تصريحات الدكتور مفيد شهاب
والتي أعلن فيها: إنه تلقى اتصالا من وزير الداخلية أطلعه خلاله على
المعلومات المتعلقة بالمجموعة التي نفذت العمل الإرهابي والتي تضم
عناصر مصرية وجنسيات مختلفة..
ثم أضاف الموقع ما يلي (وعلمت "المصريون" أن المتهمين أدلوا
باعترافات في التحقيقات التي أجرتها مباحث أمن الدولة تشير إلى تورط
جهات إيرانية وشيعية في التمويل والتنفيذ كما توصل التحقيق إلى وجود
صلة بين المجموعة المنفذة لتفجيرات الحسين، والتفجير الذي وقع منذ أيام
أمام كنيسة العذراء بمنطقة الزيتون).
لماذا سعى الموقع المذكور لنفي التهمة عن تنظيم القاعدة محاولا
إلصاقها بجهات أخرى في هذا التوقيت بالذات؟!.
الطريف في الأمر أن (الأخوة) المشرفين على الموقع وبعد أن أعلنت
الداخلية المصرية عن الجهة التي نفذت هذا العمل الإرهابي نشر الخبر
كالتالي: (ألقت الشرطة المصرية القبض على سبعة أشخاص للاشتباه في
تنفيذهم هجوما بقنبلة في منطقة سياحية شهيرة بالقاهرة نيابة عن تنظيم
القاعدة)!!.
ولا أدري لماذا لم يذكر الموقع اسم المنطقة واكتفى بوصفها بالشهيرة؟!,
هل لأن المنطقة بريئة حتى تثبت إدانتها؟!!, ولماذ لم يمتد هذا (الحياد
الإعلامي المناطقي) الذي اشتهر به الموقع ليشمل تلك الجهات والمناطق
التي سعى الموقع ومشغلوه جاهدين لتوريطها في هذا العمل الإرهابي؟!.
هل كان الموقع المذكور يراهن فعلا على كشف الحقيقة أم أنه كان يرغب
في بقائها مطمورة ليتسنى له مواصلة توظيف الحادث خدمة للهدف المرسوم
فكان أن جاء هذا الإعلان الصاعقة ليجد القوم أنفسهم في حالة حرج شديد
اضطرهم لإنكار اسم المكان؟!.
متى أصبحت ساحة الإمام الحسين بالقاهرة مجرد موقع سياحي شهير؟!.
العلاقة بين القاعدة والموساد
قبل أيام قليلة ألقي القبض في لبنان على واحد من أخطر عملاء الموساد
حيث ذكرت مصادر صحفية ومن بينها موقع التيار الوطني الحر أن المعلومات
التي تكشفت عنه والتي أدت الى اعتقاله جاءت من احدى الشبكات التي تم
القبض عليها بتهمة تفجير سيارات في بغداد جرى تهريبها عن طريق سوريا
حيث كان المتهم المذكور من العناصر الناشطة في إرسال الانتحاريين إلى
الساحة العراقية .
والأهم من هذا أن هذا العميل الصهيوني كان ضالعا وبقوة في تأجيج
الصراع الطائفي بين المناطق المختلفة في منطقة البقاع اللبناني.
الآن ومع انكشاف المزيد من شبكات التجسس الصهيوني في لبنان ومع تأكد
أن بعض هذه الشبكات كان مكلفا بتأجيج الصراع الطائفي بين السنة والشيعة
في المنطقة بأسرها من أجل تحقيق الهدف الإسرائيلي الذي أعلن عنه
بنيامين نيتانياهو وهو وضع العرب في مواجهة إيران والسنة في مواجهة
الشيعة يمكننا أن نقرأ خلفية بعض التفجيرات والصراعات التي يسعى البعض
لتأجيجها عبر تفجير سيارة هنا وعبوة ناسفة هناك في نفس الوقت الذي يسعى
فيه البعض لإكمال المهمة من خلال التحريض على محور الشر الإيراني
الشيعي!! |