المثليّة الجنسية: تسونامي التحلل الاجتماعي العالمي القادم

ظاهرة النساء المثليّات إلى تزايد والوباء يمتد نحو أوربا

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: في سابقة منافية للأخلاق الاجتماعية والتعاليم الدينية لكل الاديان السماوية، وقّعَ حاكم ولاية امريكية مشروع قانون يضفي الصبغة القانونية على زواج المثليين مفسحاً الطريق امام الولاية الواقعة في شمال شرق الولايات المتحدة لتصبح خامس ولاية امريكية تفعل هذا بعد خمس سنوات من فتح ماساتشوستس الباب امام زواج المثليين.

ومن جهة ثانية امتد سرطان (المثليّة الجنسيّة) الى اوربا ليشمل السويد، فقد صوّتَ البرلمان السويدي مؤخرا بالموافقة على زواج المثليين، وفقا لما ذُكر عبر الموقع الإلكتروني للبرلمان.

البابا بينديكت السادس عشر من جهته جدّدَ في رسالة نهاية العام السنوية، معارضة كنيسة روما الكاثوليكية لسلوك المثليين جنسيا، محذرا أن استمرار هذه العادة سيؤدي يوما ما إلى تدمير النسل الإنساني. وقال "إننا نطالب الناس باحترام خلق الله، والطبيعة التي فطرَ الله عليها كل رجل وإمرأة." إلا أن البابا لم يذكر (المثلية الجنسية) بشكل خاص في خطابه الذي وجهه بشكل عام للمسيحيين واليهود الذين تنتشر المثلية في اوساطهم بأمريكا وأوربا واسرائيل...

حاكم ولاية أمريكية يوقع قانونا يجيز زواج المثليين

ووقع حاكم ولاية مين مشروع قانون يضفي الصبغة القانونية على زواج المثليين مفسحا الطريق امام الولاية الواقعة في شمال شرق الولايات المتحدة لتصبح خامس ولاية امريكية تفعل هذا بعد خمس سنوات من فتح ماساتشوستس الباب امام زواج المثليين.

لكن القانون قد يتأجل أو ربما يلغى في استفتاء عام محتمل في الولاية اذا حشد المعارضون لمشروع القانون دعما كافيا في الاسابيع القادمة.

وقال الحاكم الديمقراطي جون بالدتشي في بيان "قرأت العديد من المذكرات والرسائل التي ارسلت الي مكتبي ودرست قراري بعناية."

وهناك تشريع مماثل في نيو هامبشاير حيث ارسل المشرعون مشروع قانون لزواج المثليين الي حاكم الولاية. واذا أيده فستصبح رود ايلاند الوحيدة التي تحجم عن السماح بزواج المثليين في منطقة نيو انجلاند التي تضم ست ولايات.

وفي كاليفورنيا يأمل مؤيدو زواج المثليين في اسقاط المادة الثامنة من التعديل الدستوري لعام 2008 -التي تحظر زواج المثليين هناك- امام أعلى محكمة في الولاية. بحسب سي ان ان.

وكان مجلس شيوخ ولاية مين الذي يسيطر عليه الديمقراطيون قد صوّت بأغلبية 21 صوتا ضد 13 لدعم مشروع قانون يعيد تعريف الزواج بانه الرباط القانوني بين شخصين بدلا من رجل وامرأة. وأقر مجلس النواب الولاية مشروع القانون يوم الثلاثاء.

وقال ديفيد فارمر المتحدث باسم حاكم مين ان القانون يصبح ساريا في الولاية التي يسكنها 1.3 مليون نسمة بعد 90 يوما من انتهاء الدورة التشريعية والتي ستنتهي على الارجح في يونيو حزيران.

البرلمان السويدي يصادق على زواج المثليين

من جهة ثانية امتد سرطان الفساد والتحلل الاخلاقي ليشمل السويد فقد صوت البرلمان السويدي مؤخرا بالموافقة على زواج المثليين، وفقا لما ذكر عبر الموقع الإلكتروني للبرلمان.

وفي السابق، كان بإمكان أي شخصين من نفس الجنس تسجيل ارتباطهما وليس زواجهما، أما بعد صدور هذا القرار، فبإمكانهما تسجيل الزواج بصرف النظر عن الجنس!.

وذكر الموقع الإلكتروني أن أي شخصين مثليين تم تسجيل ارتباطهما في السابق يمكنهما التوجه الآن إلى دائرة الأحوال الشخصية لتحويله إلى زواج، أو إبقائه كما هو.

ويعتبر الحزب الديمقراطي المسيحي أبرز المعارضين لمثل هذا القانون، حيث قال يفون أندرسون، أحد أعضاء هذا الحزب: "للأسف، فصدور هذا القانون ليس مزحة الأول من نيسان، وإنما هي حقيقة. لدينا المزيد من العمل الذي يتعين القيام به."

ظاهرة النساء المثليّات إلى تزايد

وبعد أن كانت العلاقة المثلية بين النساء سراً مكتوماً في الماضي القريب، يرى خبراء أن هذه الظاهرة باتت تقليعة جديدة تحتل مركزا أساسيا على صفحات الجرائد ووسائل الإعلام، بحيث قاربت أن تكون تيارا قويا يعصف بالعلاقات البشرية.

ويؤكد بيني كلين، المعالج النفسي والأستاذ في جامعة ييل، أنه يلاحظ زيادة في عدد اللواتي يرتبطن بعلاقات عاطفية مع نساء أخريات، وأضاف "بات من الواضح الآن أن تغيير الميول الجنسية عند الناس بات أكثر قربا لتصور الكثيرين من الماضي، وأصبحت الفرص متاحة الآن لإحداث هذا التغيير أكثر من أي وقت سابق، خصوصا وأن المجتمع بات أكثر تقبلا لمثل هذه الأمور."

ورأت نصيرة حقوق المرأة وأستاذة الدراسات الجنسية في جامعة كنتاكي، أنه من الطبيعي عند "إزالة أحد المحرمات، أن يتيح ذلك المجال أمام الناس كي يجربوا هذا الشيء،" ولكنها رأت أن هذا لا يعني وقوع المجتمع في براثن الانحلال لأنه ليست كل الخيارات الجنسية مفتوحة أمام الجميع.

وأشارت بعض الدراسات الحديثة إلى أن هناك حالة من "الميعان الجنسي" عند أفراد من الجنسين، وخصوصا عند النساء، ما دعا أستاذة علم النفس والدراسات الجنسية في جامعة يوتا، ليزا دايموند، إلى القول إن هذا "لا يعني أن الجميع هو ثنائي الجنس أو له ميول مثلية، ولكنه يشير إلى أن الأشخاص يتجاوبون بطرق مختلفة تجاه محفزات مختلفة."بحسب سي ان ان.

وكانت دراسات سابقة بينت أن الذكور العاديين، لا يتجاوبون إلا مع الجنس الآخر، بينما كانت ميول السيدات أقل ثباتا من حيث الجنس اللواتي يفضلونه، كما أنه تبين أن ميولهن الجنسية أكثر عرضة للتغيير من الرجال.

ويذكر أن العلاقات المثلية بين المشاهير، باتت ظاهرة تشد إليها الأنظار، فمثلا خرجت الممثلة الأمريكية الشهيرة ليندسي لوهان بعلاقتها مع "الدي .جي." سمانتا رونسون إلى العلن، وكانت نجمة مسلسل "Sex and the City"، سينثيا نيكسون، قد تركت عشيقها بعد علاقة دامت خمسة عشرة عاما، لتواعد سيدة أخرى بعد ذلك.

المثلية الجنسية تهديد لنسل الإنسانية

البابا بينديكت السادس عشر من جهته، جدّدَ في رسالة نهاية العام السنوية، معارضة كنيسة روما الكاثوليكية لسلوك المثليين جنسيا، محذرا أن استمرار هذه العادة سيؤدي يوما ما إلى تدمير النسل الإنساني.

وقال البابا خلال كلمة ألقاها أمام حشد من رؤساء الكنائس، "إننا نطالب الناس باحترام خلق الله، والطبيعة التي فطر الله عليها كل رجل وإمرأة." إلا أن البابا لم يذكر المثلية الجنسية بشكل خاص في خطابه.

وتذم الكنيسة الكاثوليكية أي جماع خارج حدود الزواج، ومنها جماع المثليين جنسيا، إلا أن الكنيسة لا تعتبر الشذوذ الجنسي من السيئات.

ونُقل عن المؤتمر الأمريكي للأساقفة الكاثوليك، تأكيدهم لضرورة التمييز بين الجماع الجنسي بين المثليين الذي يعتبر بالنسبة للكنيسة أمر غير أخلاقي، والشذوذ الجنسي الذي ليس بالضرورة أمرا غير أخلاقيا.

 وأضاف البابا في كلمته السنوية للعشيرة الرومانية والأساقفة، أن " الحفاظ على الإنسانية وحمايتها من التدمير هو جزء من مهمة الكنيسة."

وقال إن الكنيسة مسؤولة عن حماية النسل الإنساني بقدر ما هي مسؤولة عن حماية الكائنات المهددة بالانقراض.

ونقل عن المؤتمر الذي عقد في بريطانيا وويلز أن البابا تحدَث عن صون الكنيسة لكرامة الإنسان، خلال رسالة وجهها لكل المسيحيين في العالم.

يذكر أن البابا الذي أمضى قرابة العقدين في أروقة الفاتيكان، شغل منصب عميد كلية الكرادلة، ورئيس التجمع من أجل ميثاق الإيمان، ولذلك فهو يعتبر من المتشددين فيما يخص بالمذهب الكاثوليكي.

الأطباء ينتقدون (علاج المثليين)

وانتقد عدد من الأطباء النفسانيين في بريطانيا عرضا سيعلن عنه خلال مؤتمر ديني لعلاج المثلية الجنسية.

ومن المنتظر أن يستمع المؤتمرون إلى عرض عالم النفس الأمريكي جوزيف نيكولوسي الذي أعلن من قبل أنه استطاع مساعدة عدد من الأشخاص على التحول إلى الغيرية الجنسية.

وقال نيكولوسي إنه تمكن من مساعدة عدد ممن هم غير راضين عن ميولهم المثلية على "تقوية ميولهم الغيرية" وذلك طيلة 25 سنة، وقدر نسبة نجاح بالثلثين.

وصرح نيكولوسي للبي بي سي قائلا: "لدينا أدلة كثيرة على أن هؤلاء الأشخاص لم يصابوا بأذى وبأن العلاج ناجح."

لكن الكلية الملكية للأطباء النفسانيين ترى أن هذه المزاعم لا تستند إلى براهين كما أن العلاج قد يكون مضرا لما يمكن أن يتسبب فيه من قلق وكدر.وقال الناطق باسم الكلية: "لا وجود لدليل يؤكد إمكانية تغيير الميول الجنسية."

متحوّلة جنسياً تنال نصف مليون دولار من مكتبة الكونغرس

وفي نادرة سفيهة وغير مسبوقة قررت محكمة أمريكية منح إحدى المتحولات جنسياً قرابة نصف مليون دولار على سبيل التعويض، بعد أن اعتبرت أنها تعرضت لتمييز جنسي أدى إلى رفض طلب توظيفها في مكتبة الكونغرس إثر خضوعها لعملية حولتها من رجل إلى امرأة.

واعتبرت المحكمة أن ديانا شروير تستحق التعويض بسبب عدم نيلها وظيفة محللة في شؤون الإرهاب، بعد أن أطلعت القائمين عليها على نيتها القيام بعملية جراحية تنهي من خلالها هويتها الذكورية، التي كانت خلالها تحمل اسم ديفيد شروير، وتشغل صفة قائد لقوة وحدات خاصة في الجيش الأمريكي.

وكانت مكتبة الكونغرس ووزارة العدل الأمريكية قد رفضتا تهمة ممارسة التمييز الجنسي، واعتبرتا أن القرار القائم على التحول الجنسي لا يجب النظر إليه على أنه مخالفة قانونية، غير أن المحكمة رفضت ذلك، وحكمت لشروير بـ491 ألف دولار.

وقالت شروير بعد الحكم: "لقد خدمت بلادي لأنني كنت مؤمنة بوطن ملتزم بتأمين فرص متساوية للجميع من أجل أن يكون لهم حياة ذات معنى، وقد تعرض هذا الإيمان للاهتزاز عندما قيل لي أنني غير جديرة بالقيام بما تدربت على القيام به طوال حياتي لمجرد أنني متحولة جنسياً."

وأضافت: "القرار الذي صدر أعاد لي ثقتي بديمقراطيتنا، وقد أدركت المحكمة الأذى الذي لحق بي جراء هذا التمييز، الأمر الذي منحني الأمل بأن جهات أخرى قد تدرك ذلك أيضاً."

وكان شروير، قبل تحوله إلى امرأة، يحمل رتبة عقيد في الجيش الأمريكي، ويقود وحدة خاصة مهمتها التصدي للإرهاب، وقد تقاعد من الجيش عام 2004، وعمل في القطاع الخاص قبل التقدم بطلب للتوظيف في مكتبة الكونغرس.

المثليون يلجأون إلى المواقع الاجتماعية

وفي وقت يفرض فيه الكثير من دول العالم قوانين ضد المثلية الجنسية باعتبارها نوعا من التحلل الاخلاقي المدمر للأسرة والمجتمع والعلاقات الانسانية، خصوصا في الدول العربية والإسلامية، فإن الموقع الاجتماعي Facebook  أصبح ملاذا "آمنا" لهؤلاء في مسعاهم للبحث عن تنظيم أنفسهم.

فقد لجأ عدد من المثليين العرب، إلى إنشاء جمعيات ومجموعات خاصة بهم على الانترنت، في دول مثل المغرب، والسعودية، والأردن، وسوريا.

وفي مجموعة تدعى "شواذ جدة،" وتضم أكثر من 500 عضو، قال أحد المثليين، ويسمي نفسه "قمر جدة"، إنه انضم للمجموعة لأنه "يريد تكوين صداقات دائمة للتعارف الجاد والصداقة بمعناها الحقيقي،" واصفا نفسه بأنه "إنسان طيب القلب وراق ومثقف ومتعلم."

ولا تتهاون معظم الدول العربية، خصوصا السعودية، مع المثليين ولا تمنحهم أي حقوق على الإطلاق، بل إن تلك الدول فيها قوانين تجرم المثلية الجنسية، بعقوبات تصل أحيانا إلى الإعدام.

وفي سوريا، التي عمد فيها نحو 200 مثلي إلى إطلاق مجموعة على Facebook سموها "مثلي مثلك"، كتب أحد القائمين عليها، يقول: "أنا مثلي ويحق لي أن أعبر عن رأيي..أنا لست شاذا أو منحرفا، كما يعتقد البعض.. أنا إنسان له مشاعر أحب وأفرح وأغضب وأحزن."

وطالب المسؤول عن المجموعة، والذي لم يسمي نفسه، بإلغاء مواد في القوانين الجزائية في بلده سوريا، والتي تعاقب المثلية الجنسية، قائلا: "أنا مثلي ولم أختر ذلك، فمن منا يختار أن يكون أبيض أو أسمر، طويل أو قصير."

وفي الأشهر الماضي، ومع الشهرة الواسعة التي حققها Facebook، أصبح الموقع ملاذا للمجموعات التي كانت تبحث عن تنظيم نفسها، بدءا بالمثليين، وانتهاء بالحركات المسلحة، مثل تنظيم القاعدة، ونمور التاميل، وغيرها.

وفي الإطار ذاته، أطلقت مجموعة من المثليين حملة على الموقع الاجتماعي تهدف لجمع مليون عضو، لكن هذه المرة، وسعت المجموعة اهتماماتها، لتحوي المثليين من الرجال والنساء، والمتحولين جنسيا والجنس الثالث، وثنائيي الجنس أيضا.

وقال القائمون على المجموعة، في صفحتها على الموقع، إنهم يهدفون إلى "معرفة كم عدد الشواذ جنسيا على Facebook الذي يضم 200 مليون مشترك.

ونجحت المجموعة حتى الآن، في جمع أكثر من 56 ألف عضو، من مختلف الأعراق والجنسيات، بعد أن قال القائمون على المجموعة إن جميع الشواذ يمكنهم الانضمام، "حتى هؤلاء الذين لم يدركوا بعد ميولهم الجنسية."

وليست هذه المجموعة وحدها المعنية بحقوق المثليين على ذلك الموقع، بل هناك مئات منها، لكن هذه وسعت اهتمامها ليشمل كل من لديه ميول جنسية "غير طبيعية".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 8/حزيران/2009 - 11/جمادى الآخرة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م