ومن الفساد ماقتَلْ.. رئيس كوريا الجنوبية السابق ينتحر

 

شبكة النبأ: يبدو أن الرئيس الكوري الجنوبي السابق روه مو هيون (62 عاما) الذي انتهت فترة رئاسته الوحيدة حيث دامت خمسة أعوام، قد قفزَ من فوق تلة خلف منزله بالريف الاسبوع الماضي تاركاً رسالة كتبَ فيها "لا تلقوا باللوم على أي أحد هذا هو القدر"، محاوِلاً التخلص من شبهات فساد حامت حوله في الفترة الاخيرة...

وقد تركتْ هذه الرسالة علامات استفهام وعِبَر فيما يخص كوريا الجنوبية وغيرها من البلدان التي تعاني الفساد الاداري والمالي، ففي لحظة معينة ادرك هذا الرجل بأنه كقائد كان حاملاً لشعار الإصلاح قد فشلَ فشلا ذريعا ولايمكن إصلاح ذلك الفشل او تلافي تداعياته ومن هنا اتخذ قرار إنهاء حياته، ولعل ذلك قد يصلحُ كعِبرة لأولئك الذين يمتصون دماء الشعوب ويتجاوزون على حقوق مواطنيهم مستغِلّين السلطة والصلاحيات أبشع استغلال...

ونقلت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية عن مساعد للرئيس السابق والذي يعمل محاميا للعائلة قوله إن هيون ترك "وصية انتحار لعائلته."

وقالت الوكالة إن هيون قد خرجَ في الصباح للمشي في الجبال، برفقة مساعد له، لكنه عمد إلى القفز من قمة جبل قريب من منزله. بحسب سي ان ان.

وقد وجد الرئيس السابق طريحا وفي رأسه جروح، وتم نقله إلى مستشفى بوسان الجامعي في مدينة بوسان جنوب البلاد، لكن مصادر المستشفى رفضت إعطاء مزيد من التفاصيل حول القضية.

ويأتي انتحار هيون بعد تحقيقات ربطت بينه وبين فضيحة فساد جرى اتهام زوجته فيها أيضا، إبان فترته الرئاسية التي دامت خمس سنوات وانتهت العام الماضي.

وبحسب "يونهاب" فإن هيون اتهم وعائلته بتلقي رشى جاوزت قيمتها ستة ملايين دولار من أحد رجال الأعمال، والذي اعترف بتقديم رشى لكثير من المسؤولين السياسيين من ضمنهم الرئيس السابق.

وكان هيون اعترف بان زوجته أخذت أموالا من رجل أعمال محلي ثري عندما كان رئيسا واعتذر علنا، ولكنه قال انه لم يكن يعلم بالأمر عندما أخذت زوجته الأموال.

انتحار روه يضع رئيس كوريا الجنوبية في مأزق

ويواجه لي ميونج باك، رئيس كوريا الجنوبية أزمة بشأن كيفية تهدئة الغضب السياسي الذي قد يهدد الإصلاحات الاقتصادية والذي تفجّرَ بعد انتحار سلفه روه مو هيون.

وزادت مخاوف الرئيس بعد أن قالت كوريا الشمالية انها أجرت تجربة نووية قوية يرى محللون أنها تهدف في جانب منها الى الضغط على الرئيس الكوري الجنوبي ليتخلى عن سياساته المتشددة تجاه بيونجيانج والتي تتناقض مع سياسات سلفه روه الذي حاول إخراج جارته الشمالية من عزلتها بتقديم مساعدات على نطاق كبير.

لكن المحللين قالوا ان هذه التجربة ربما تفيد الرئيس الكوري الجنوبي في نهاية المطاف اذ أنها تحول الاهتمام عن السياسة الداخلية وربما تلتف الجماهير حول زعيمها في وقت الشدة.

وهبطت أسهم سول في التعاملات المبكرة بسبب المخاوف من أن تؤدي وفاة روه الى اضطرابات اجتماعية وانقسامات سياسية.

وتعرضت الأسهم لمزيد من الهبوط عندما وردت أخبار عن التجربة الكورية الشمالية التي تسببت أيضا في انخفاض الوون مقابل الدولار غير أن الاسهم والعملة تعافت في وقت لاحق. بحسب رويترز.

وفاز لي وهو رجل أعمال سابق فوزا ساحقا في انتخابات أُجريت في ديسمبر كانون الاول عام 2007 بعد أن تعهد بالتخلص من سياسات يسار الوسط التي انتهجها روه. ويشير مؤيدون للرئيس الراحل بأصابع الاتهام الى الحكومة الجديدة المحافظة في التحقيق الذي دفع روه للانتحار.

وقال سونج يونج جيل النائب البارز بالبرلمان عن الحزب الديمقراطي وهو حزب المعارضة الرئيسي لاذاعة ام.بي.سي "أعتقد أن هناك مسائل سيتحمل (لي) المسؤولية السياسية عنها."

وقال هاهم سونج ديوك استاذ العلوم السياسية بجامعة كوريا ان الغضب الشعبي يتركز في الوقت الحالي على ممثلي الادعاء لكن اي خطأ من قبل لي قد يثير الرأي العام ضده واعتباره شخصا عقد العزم على الانتقام السياسي. وأضاف "حينذاك سيهدد هذا جدول أعمال الحزب الحاكم في الجلسة البرلمانية الطارئة في يونيو."

زعيم كوريا الشمالية يبعث بتعازيه لعائلة روه

من جهة اخرى قالت وسائل الاعلام الرسمية في كوريا الشمالية ان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج ايل بعثَ ببرقية عزاء الى عائلة الرئيس الكوري الجنوبي الراحل روه مو هيون الذي التقى معه في بيونجيانج عام 2007 في اجتماع قمة تاريخي. بحسب رويترز.

ويبدو أن روه الذي انتهت فترة رئاسته الوحيدة التي دامت خمسة أعوام قبل نحو 15 شهرا انتحر بالقفز من فوق تل يطل على منزله الريفي بعد توريطه في فضيحة فساد لطخت صورته كاصلاحي.

وقالت البرقية المؤلفة من عبارة واحدة ونشرتها وكالة الانباء الكورية الشمالية "مع سماعي انباء ان الرئيس السابق روه مو هيون مات في حادث اعرب عن عزائي العميق لارملته كوون ريانج سوك وعائلته المكلومة."

وهاجمت وسائل الاعلام الكورية الشمالية التي اوردت لاول مرة نبأ وفاة روه بعد يوم تقريبا من انتحاره خليفته الرئيس لي ميونج باك بشدة، لوقفه تدفق المساعدات غير المشروطة التي شهدتها خلال حكم روه وربطه بدلا من ذلك المساعدات بالتحركات التي تقوم بها بيونجيانج لإنهاء برنامجها للاسلحة النووية.

والتقى روه وكيم في اكتوبر تشرين الاول 2007 في ثاني اجتماع قمة بين الدولتين اللتين مازالتا من الناحية الفنية في حالة حرب.

واستاءت كوريا الشمالية ايضا من عدم تنفيذ حكومة لي المحافِظة كثيرا من التعهدات التي اعلنها روه ومن بينها خطة لانفاق مليارات الدولارات للمساعدة في اعادة بناء البنية الاساسية المتهالكة بكوريا الشمالية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 2/حزيران/2009 - 5/جمادى الآخرة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م