الكوارث تتضاعف بسبب التغيّرات المناخية

الكوارث ازدادت 30 ضعفاً والثروة السمكية انخفضت بنسبة90%

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: يبدو ان الكوارث الطبيعية التي شهدتها أنحاء مختلفة من العالم خلال السنوات القليلة الماضية، لا تنتقي بين الدول الغنية أو الفقيرة، إلا أن الآثار التي تتركها تلك الكوارث وراءها تختلف شدّتها دون شك بين دولة وأخرى، ليس بسبب قسوة الكوارث في حد ذاتها وإنما لتباين أسلوب تعامل الحكومات معها، ومدى استعدادها المسبق للحد من آثارها فور حدوثها.

وقالت الأمم المتحدة في تقرير صدر مؤخرا، إن خطر الكوارث في أنحاء العالم يتزايد بسبب تضافر الاحتباس الحراري وتدهور البيئة وسوء تخطيط المناطق الحضرية.

وخلص التقرير إلى أن حياة ملايين الناس أصبحت في خطر بسبب قلة تقييم المخاطر التي تتهدد الناس في أماكن مختلفة من العالم.

وركز التقرير على الفروق بين السياسات المتبعة في البلدان الغنية والبلدان الغنية. وفي هذا الصدد، قال التقرير إن رغم أن اليابان والفلبين قد يتعرضان لأعاصير مدارية على نفس الدرجة من الحدة، فإن الحصيلة المتوقعة مختلفة إذ مقابل كل شخص يموت في اليابان سيقتل 17 شخصا في الفليبين.

ولاحظ التقرير أن السكان الفقراء في البلدان النامية معرضون أكثر من غيرهم للكوارث بسبب نقص التغطية الصحية. بحسب رويترز.

واتهم التقرير المسؤولين المحليين في بلدان العالم النامي بغض الطرف عن المنازل والمدارس والمباني المفتقرة إلى مقومات السلامة. ويرى في هذا الصدد أن الحكومات في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية تتجاهل الأحياء العشوائية التي تُقام في المناطق المنخضفة أو المناطق المعرضة لانهيارات طينية.

وذكر أن تسونامي الذي ضرب آسيا عام 2004 وزلزال الصين الذي حدث السنة الماضية ظاهرتان طبيعيتان لا يمكن تفاديهما لكن هناك الكثير من الإجراءات التي ينبغي اتخاذها بهدف تقليص المخاطر التي تهدد حياة البشر.

ويذهب إلى أن المجتمع الدولي يدرك المخاطر المرتبطة بظاهرة الاحتباس الحراري من قبيل التقلبات الجوية الحادة لكن معظم البلدان لم تتخذ إجرءات محددة بشأن كيفية التعامل مع الظاهرة عند تأثيرها على مدنها وبلداتها.

وترى الأمم المتحدة أن رصد الحكومات المختلفة لموارد مالية من أجل تقليص المخاطر يمثل اسثتمارا جيدا لأن تكلفة الكوارث مثل فقدان الحياة والممتلكات ومصادر الدخل أعلى من التعامل معها.

ويذكر التقرير أن هناك مليار شخص يعيشون في أحياء فقيرة في البلدان النامية تفتقر إلى أبسط مقومات السلامة البشرية في حال وقوع الكوارث الطبيعية.

ويرى التقرير أن ضعف شبكة الصرف الصحي يجعل الفيضانات أكثر حدة في مدن كثيرة ولا سيما في آسيا حيث البنيات التحتية الهزيلة في القطاع التجاري تعرض حياة العاملين فيه والزبناء إلى خطر العواصف والزلازل.

وأوضح التقرير، الذي حصلت عليه CNN بالعربية قبل إطلاقه رسمياً، أن في تلك الدول تزداد قابلية تعرض الأشخاص والممتلكات للأخطار الطبيعية، بمعدلات أسرع من معدلات تعزيز الحد من المخاطر، مما يؤدي إلى تزايد المخاطر الناجمة عنها.

وفيما أشار التقرير إلى أن البلدان ذات الاقتصادات الصغيرة، تكون أكثر قابلية للتضرر جراء الكوارث الطبيعية، مثل الدول النامية الجزرية الصغيرة، فقد ذكر أن البلدان النامية غير الساحلية، تكون هي الأخرى لديها قابلية أكثر للتضرر اقتصادياً جراء الأخطار الطبيعية.

وألمح التقرير إلى أن معظم الوفيات وتدمير الممتلكات، تتركز بشكل مكثف في مناطق صغيرة جداً، تتعرض لأخطار نادرة الحدوث، ولكنها شديدة جداً، إلا أن "الأضرار منخفضة الحدة"، التي تصيب المساكن، والبنية الأساسية، والمحاصيل، والثروة الحيوانية، تمثل أحد أوجه تأثيرات الكوارث المهمة و"غير مدركة جيداً" في نفس الوقت.

وعادة ما تكون الأسر الفقيرة أقل قدرة على مجابهة الخسائر، ونادراً ما تحصل على تغطية تأمينية، أو تغطية من الضمان الاجتماعي، بحسب التقرير، الذي أشار إلى أن تأثيرات الكوارث تؤدي إلى خفض الدخل والاستهلاك، وعادة ما تؤثر سلبياً على التنمية لفترة طويلة من الزمن.

وانتهى التقرير، وهو الأول الذي يصدر عن الاستراتيجية الدولية للحد من الكوارث التابعة للأمم المتحدة، إلى عدد من التوصيات، ضمن ما أطلق عليه اسم "خطة العشرين نقطة للحد من المخاطر"، رأى أنها قد تكون كفيلة بتخفيف أثار الكوارث الطبيعية، إذا ما التزمت الحكومات المختلفة بما ينبغي عليها نحو حماية شعوبها.

ومن بين ما أوصى به التقرير، الإسراع في الجهود الرامية لتجنب التغيرات المناخية الخطيرة، من خلال "الموافقة على اتخاذ تدابير فعالة"، من قبيل وضع إطار سياسة متعددة الأطراف لخفض الانبعاثات من غازات الدفيئة، وإقرار الحد من الانبعاثات الكربونية.

كما دعا التقرير إلى "تعزيز قدرات المجابهة الاقتصادية لدى الاقتصادات الصغيرة والقابلة للتضرر"، من خلال تنسيق السياسات الخاصة بتنمية القطاع التجاري والإنتاجي، مع سياسات التكيف مع تغير المناخ والحد من مخاطر الكوارث، خاصة في الدول الجزرية الصغيرة والدول النامية غير الساحلية.

وطالب التقرير بـ"تعزيز تنمية صناديق الكوارث بين الدول، للسماح بتحويل المخاطر الرئيسية بتكلفة معقولة، وتقديم آليات أكثر أماناً لتحقيق التعافي، وإعادة الإعمار"، بالإضافة إلى "تبني أطر لسياسات تنموية عالية المستوى"، للحد من المخاطر، بدعم من السلطات السياسية.

كوارث بيئية محدقة

من جهة اخرى حذّرت جمعية اوكسفام البريطانية العاملة في مجال الاغاثة من ان عدد البشر الذين يتأثرون بالكوارث التي يسببها تغير المناخ سيرتفع بنسبة خمسين في المئة ليصل الى زهاء 375 مليون بحلول عام 2015.

وجاء في دراسة اعدتها الجمعية ان انظمة الاغاثة الانسانية المعمول بها حاليا لن تتمكن من التعامل مع هذه الزيادة. بحسب رويترز.

وتحذر الدراسة من ان الزيادة المتوقعة في عدد وحجم الكوارث كالفيضانات والعواصف والجفاف قد تكون اكبر من قابلية منظمات الاغاثة على التعامل معها.

ودعت اوكسفام الى احداث نقلة نوعية في الطريقة التي يتم بها توفير المواد الاغاثية بحيث يصار الى اعتماد الحيادية مبدأا بدل النظام المعمول به حاليا الذي يأخذ العوامل السياسية وغيرها في الحسبان.

وقال روب بيلي من اوكسفام لبي بي سي إنه ينبغي زيادة المبالغ المخصصة للاغاثة بشكل كبير، الا ان المشكلة لا تنحصر في الموارد المالية إذ قال "ينبغي ان نتأكد من ان الاموال المتوفرة تنفق بطرق افضل. ففي الوقت الراهن، لا يتوفر جميع الفقراء الذين يتعرضون للكوارث على نفس القدر من المساعدة."

وقال إنه في عام 2004، انفقت الحكومات ومنظمات الاغاثة ما يعادل 1200 دولارا على كل ضحية من ضحايا كارثة امواج التسونامي التي ضربت القارة الآسيوية، بينما لم تنفق سوى 23 دولارا للشخص الواحد في الكارثة الاخيرة التي عصفت بتشاد.

ضحايا الكوارث الطبيعية لهذا العام 250 ألف شخص 

وتأكيداً لما تقدَّم أظهرَت نتائج احصائية اعدتها مؤسسة (مونشينار روكفرسيشارونغ) للتأمينات ان حوالي 250 الف شخص ذهبوا ضحية الكوارث على مستوى عالمي هذا العام.

وحسب الاحصائية فان قيمة الاضرار التي لحقت بالبشر جراء تلك الكوارث تقدر باكثر من مائة مليار يورو او ما يعادل حوالي 140 مليار دولار امريكي. بحسب تقرير لـ كونا.

وقال رئيس فريق اعداد الاحصائية بيتار هوبي فانه يمكن اعتبار عام 2008 من أسوأ السنوات على الاطلاق من حيث الاضرار البشرية والخسائر المادية التي حصلت في العالم جراء الكوارث الطبيعية.

يذكر ان من الكوارث العاتية التي شهدها العالم في العام الحالي هي تلك التي حصلت في بورما حيث ذهب ضحيتها نحو 85 الف شخص فضلا عن انه مازال زهاء 50 الف شخص مفقودا اضافة الى الكوارث التي شهدتها الصين التي اودت بحياة اكثر من 88 الف شخص.

كما ان المانيا لم تشهد هذا العام كوارث طبيعية قاتلة كالتي حصلت في اجزاء اخرى من العالم بل انها شهدت حالات فيضانات وعواصف عاتية ادت الى مقتل عدد من البشر والى خسائر مادية طفيفة وذلك اذا ما قورنت بحالات اخرى في العالم.(النهاية

الكوارث الطبيعية كلَّفت الصين 110 مليارات دولار في 2008

وقالت الأمم المتحدة ان الكوارث الطبيعية تسببت في أضرار بلغت قيمتها نحو 110 مليارات دولار في الصين العام الماضي في تحذير لدول ناشئة أخرى غير مُجهزة لكوارث مُحتملة.

وقالت وكالة الاستراتيجية الدولية لخفض الكوارث، ان زلزالا مُدمرا ضرب اقليم سيشوان الصيني في مايو آيار الماضي وتقلبات جوية حادة جعلت الصين أكثر الدول تضررا من الناحية الاقتصادية بالكوارث الطبيعية في 2008. بحسب رويترز.

وأضافت الوكالة التابعة للأمم المتحدة ان الاقتصاد العالمي تكلف 181 مليار دولار من كوارث طبيعية مثل الفيضانات والعواصف والبراكين وحرائق الغابات والجفاف في عام 2008.

وقال سالفانو بريسينو مدير الوكالة ان أغلب الدمار كان يمكن تجنبه. وأضاف "هذه الخسائر كان بالامكان خفضها بدرجة كبيرة اذا كانت المباني في الصين وبخاصة المدارس والمستشفيات قد بنيت مقاومة بدرجة اكبر لزلازل." واضاف "كما أن نظاما فعالا للإنذار المُبكر مع وعي مُجتمعي جيد كان بامكانه إنقاذ أرواح الكثيرين في ميانمار."

وقالت الوكالة ان 235816 شخصا قتلوا في كوارث طبيعية العام الماضي بالمقارنة مع 16871 في العام السابق. وأضافت أن تكاليف الأضرار زادت عن مثليها في عام 2007 عندما بلغت 75 مليار دولار.

الحرارة خطر كبير يتهدد الامريكيين

وفي نفس السياق أظهرت "خريطة الموت" في الولايات المتحدة أن من المرجح ان تذهب الحرارة بأرواح أمريكيين أكثر مما قد تفعل الزلازل وان العواصف الرعدية تقتل أكثر من الاعاصير.

وعبّر باحثون جمعوا بيانات عن ضحايا الكوارث الطبيعية من الامريكيين عن املهم ان تساعد دراستهم مسؤولي استعدادات الطواريء على وضع خطط أكثر فاعلية.

ووجد فريق البحث في جامعة ساوث كارولاينا ان الحرارة والجفاف تسببا في 19.6 في المئة من اجمالي الوفيات التي وقعت بسبب مخاطر طبيعية وان عواصف الصيف الرعدية سببت 18.8 بالمئة في حين أودي الطقس الشتوي بنحو 18.1 في المئة من الضحايا.

وكانت الزلازل وحرائق الغابات والاعاصير مجتمعة مسؤولة عن اقل من خمسة بالمئة من كل وفيات المخاطر. بحسب رويترز.

وقال الباحثون في دورية (بيوميد سنترال للجغرافيا الصحية) انهم يأملون في تبديد بعض الغموض بشأن أكبر التهديدات التي يمكن ان تودى بحياة البشر أو تسبب اصابتهم.

وذكرت سوزان كاتر وكيفن بوردن من جامعة ساوث كارولاينا في تقريرهما الذي شمل بيانات من 1970 الى 2004 "أظهرت نتائجنا ان الاجابة هي ..الحرارة."

وقالت كاتر في مقابلة عبر الهاتف "اعتقد ان اغلب الناس سيظنون ان السبب الرئيسي للوفاة والدمار هو الاعاصير والزلازل والفيضانات. لن يقولوا الحرارة."وأضافت "الجدير بالذكر هنا انه مع الوقت فان الاحداث الفردية المدمرة وأحيانا الكارثية التي تحظى بتغطية اعلامية كبيرة مثل الاعاصير والزلازل مسؤولة عن وفيات قليلة نسبيا عند مقارنتها بأمور أكثر حدوثا وأقل كارثية مثل موجات الحرارة والاحوال الجوية القاسية."

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 2/حزيران/2009 - 5/جمادى الآخرة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م