قراءة في كتاب: نهاية الأصولية ومستقبل الاسلام السياسي

 

 

 

 

 

الكتاب: نهاية الأصولية ومستقبل الاسلام السياسي

المؤلف: فرج العشّة

الناشر: دار رياض الريس للكتب والنشر

عدد الصفحات: 219 - متوسطة القطع

عرض: جورج جحا

 

 

 

شبكة النبأ: يقول الكاتب الليبي فرج العشة ان مشاريع الاسلام السياسي سقطت بينما تحول نظام الحكم الاسلامي في تركيا الان الى نموذج للنجاح والتطور والى حكم علماني يقوم على روحية الاسلام.

وبعد حديث حاد عن الجماعات الاسلامية "الارهابية" وعن اخفاقها المحتم في نظره قال عن جماعات الاسلام السياسي "المعتدل" انها لن تجد حلا امامها مادامت تصر على انها تحتكر الحل لكل مشكلات المجتمع.

كلام فرج العشة الكاتب الليبي الذي يعيش لاجئا سياسيا في المانيا منذ سنة 1996 جاء في كتابه "نهاية الاصولية ومستقبل الاسلام السياسي" الذي صدر عن دار رياض الريس للكتب والنشر في 219 صفحة متوسطة القطع.

العشة في القسم الثاني من الكتاب المؤلف من قسمين قال عن الجماعات الاسلامية المسلحة وشعاراتها في محاربة الاستبداد والفساد "وهكذا انتهى الرفض الاسلاموي المسلح للدولة المستبدة الفاسدة الى ممارسات اجرامية مجانية يائسة."

اضاف "اما جماعات الاسلام السياسي المعتدل التي تطرح نفسها في صورة احزاب سياسية تقر حتى لا نقول تؤمن بالتعددية السياسية واللعبة الديمقراطية فلا حل عندها ما دامت تصر على انها وحدها صاحبة الحل لكل مشاكل المجتمع بل والعالم. بحسب رويترز.

"وما فوز حزب العدالة والتنمية التركي بالسلطة إلا اعلانا مدويا عن نهاية الاسلام السياسي وليس انتصارا ساحقا له كما روج الاسلاميون العرب تحديدا... ان ما حدث في تركيا لا شك في انه زلزال سياسي... زلزال من صنع اصوات ناخبين ساخطين على الوضع المعيشي البائس لغالبيتهم ووضعية هويتهم الثقافية الممزقة...

"وهو زلزال بمعنى انقلاب سياسي ابيض جاء عبر صناديق الاقتراع تعبيرا عن سخط شعبي ضد هيمنة المؤسسة العلمانية المتطرفة بجناحيها العسكري والمدني على الحياة السياسية وليس بالضرورة ضد طبيعة الدولة العلمانية او الدستور العلماني الذي تجذر بقوة في بنية الدولة والمجتمع."

وقال "ان الاسلام السياسي التركي الذي قدم نفسه في ثوب حزب العدالة والتنمية بقيادة زعيم براجماتيكي (رجب طيب اردوغان) قد قام بانقلاب جذري على الايديولوجية التقليدية في عناوينها الحزبية السابقة. انه انقلاب جذري طال مواقف جوهرية كانت تعد مقدسة في تصور عتاة الاسلام السياسي التقليدي الذين يمثلهم من يطلق عليهم " جناح اللحية والحجاب" داخل الحزب...

"وهم يشكلون غالبية اعضائه المنخرطين لكنهم انصاعوا مضطرين او متفهمين لضرورة التخلص من الربط الميكانيكي البليد بين السياسي والديني..."

واردف ان اردوغان "اتاتورك الاسلام السياسي" عمد الى "ازاحة رموز التيار التقليدي من الواجهة وقدم عليهم قيادات جديدة مرنة تجيد اللعبة الديمقراطية وفق شروط الخصم العلماني بدستوره ومؤسساته وعسكره الى درجة انهم يرفضون على لسان عبد الله جول (نائب اردوغان في الحزب) اعتبار انفسهم اسلاميين.. "لا تسمونا اسلاميين. نحن حزب اوروبي محافظ حديث لا نعترض اذا وصفنا باننا ديمقراطيون مسلمون على غرار الديمقراطيين المسيحيين في الاقطار الاوروبية الاخرى.

"اذن هو انقلاب قطيعة ايبستيمولوجية (معرفية) قبل ان تكون سياسية مع مفهوم الاسلام السياسي التقليدي وتقديم اطروحة ايديولوجية لاسلام سياسي حديث ضد الاسلام السياسي الكلاسيكي (الاخواني)."

وفي رأي فرج العشة انه "مع حزب العدالة والتنمية لا نكاد نميز شيئا مخالفا فيه لصفة الحزب العلماني. فبرنامجه برنامج انتخابي سياسي صرف لا وجود لوصفات دينية به وهو يعلن التزامه الكامل بالعلمانية ويفصل الدين عن السياسة وذلك لا يعني فصل الدين عن المجتمع..."

وقال ان اوروبا تراقب باهتمام فتركيا "رجلها الشرقي المريض" مرشح محتمل لعضوية الاتحاد الاوروبي" وكذلك يراقب صندوق النقد الدولي ومعه المستثمرون كيف سيتصرف حزب العدالة والتنمية..."

اضاف انه تابع في مواقع الكترونية اسلامية معتدلة كتابات وتعليقات حول هذا الزلزال السياسي وجلها مجد الانتصار وحسبه انتصارا لها "وبرهانا ملموسا على سقوط فكرة نهاية الاسلام السياسي لا سيما بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر ايلول" في الولايات المتحدة.

"لكنه في رأيي ابتهاج مصطنع يركب موجة ما جرى في بلاد الترك دون تحليل منهجي موضوعي لطبائع الاختلاف الجوهرية بين خطاب اسلام سياسي (عربي) تقليدي بدوي جامح محكوم بتركيبته السرية وافكاره المحنطة ولغته الخشبية ورؤيته المغلقة...

"وهكذا كما سقطت حاكمية الخلافة البالية في الاستانة (العام 1924) تسقط فيها اليوم ايديولوجية "الاسلام السياسي... ايضا ليظهر على انقاضها اسلام سياسي علماني يمتلك رؤية حداثانية واضحة للاسلام والعصر والمستقبل..."

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 30/آيار/2009 - 2/جمادى الآخرة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م