الانتخابات اللبنانية: توازنات متقاربة وحزب الله الاقرب

توقعات بانحسار الأجندة الخارجية

اعداد: صباح جاسم

شبكة النبأ: يتوجه اللبنانيون في السابع من حزيران القادم إلى صناديق الاقتراع لتجديد تركيبة البرلمان المتكونة من 128 مقعدا، ويخوض السباق التشريعي أكثر من 700 مرشحا ينتمي عدد منهم إلى العائلات المعروفة التي اعتادت منذ الاستقلال على الاحتكاك مع المشهد السياسي اللبناني.

ويمثل مرشحون آخرون عائلات فقدت البعض من أبنائها في اغتيالات ميزت تاريخ لبنان السياسي خلال الحرب الأهلية وفي أعقاب اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، ويوجد ضمن هؤلاء نائبا الأكثرية وليد جمبلاط ابن كمال جمبلاط المغتال في العام 1977، وسعد الحريري ابن رفيق الحريري الذي فارق الحياة في اعتداء بالسيارة المفخخة عام 2005.

وتبدو الانتخابات النيابية في لبنان متقاربة ولكن حزب الله وحلفاءه لديهم فرصة جيدة للفوز بأغلبية ضئيلة على حلفائهم المدعومين من المملكة السعودية والغرب.

ويتوقع المحللون ان تذهب نتائج الانتخابات في ذلك الاتجاه ولكن لا توجد اي استطلاعات رأي يمكن الوثوق فيها.

ومن المؤكد ان ايران وسوريا سترحبان بنتيجة كهذه سينظر اليها باعتبارها نكسة للولايات المتحدة بعد مرور اربع سنوات على سيطرة تحالف 14 اذار المناهض لسوريا في بيروت.

ولكن من المتوقع ان يطلب حزب الله وحركة امل الشيعيين اللذين بالاضافة الى الزعيم المسيحي ميشال عون يشكلون اساس تحالف الثامن من اذار من منافسيهم الانضمام الى حكومة وحدة وطنية مما سيقلص من اي فرص لتغيير جذري في توجه لبنان السياسي او الاقتصادي.

وقال كريم مقدسي الذي يدرس مادة العلاقات الدولية في الجامعة الامريكية في بيروت "لقد كان واضحا منذ مدة الان بان حزب الله لديه رغبة قوية بالتأكيد على منظومة وحدة وطنية."

واضاف "ليس لديه على الاطلاق اي نية للسيطرة العدوانية على الدولة لذا فان من مصلحته الاستراتيجية ان يؤكد بان لديه نوعا من الشرعية والمصداقية في الاروقة الرسمية."بحسب رويترز.

وحزب الله هو الفصيل الوحيد الذي يملك السلاح بعد الحرب الاهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 وقد دخل معترك الحياة السياسية من اجل الحفاظ على اسلحته التي يقول انه يحتاجها في وجه اسرائيل.

والة التصويت للحزب بين الشيعة الذي يقل عدد المؤهلين منهم للتصويت عن عدد السنة هي بمثل قوة الته العسكرية التي لا مثيل لها في لبنان وهو يخوض الانتخابات على 11 مقعدا من اصل 128 في البرلمان. واغلبية المقاعد مقسمة سلفا بحسب نظام تقسيم السلطة الطائفي المعقد في لبنان. وقد تفوز حركة امل بعدد اكبر من مقاعد حزب الله. ويعتمد نجاح الكتلة في الانتخابات على عدد المقاعد التي يمكن لعون وحلفائه المسيحيين ان يحصل عليها.

ويقول شفيق المصري وهو استاذ حقوق في الجامعة اللبنانية "الفوز في الانتخابات قد يكون متقاربا جدا" مضيفا "لذا فانه ليس خيارا بل هو ضرورة العودة الى حكومة وحدة وطنية."

ويقوم المتنافسون على الجهة الثانية من الانتخابات بالتحضير لهذا الموضوع منذ ان اضطروا الى الانخراط في حكومة تضم الجميع في يوليو تموز الماضي.

وقال سعد الحريري وهو يترأس الحلف المناهض لسوريا انه يفضل ان يذهب الى المعارضة اذا فشل حلفه ورد امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله على ذلك بالقول بانه لن يترجى الحريري وحلفاءه بان ينضموا الى حكومة وحدة.

ولكن من غير المتوقع ان يفضل نصر الله حكومة لون واحد قد يدير لها الغرب وبعض الدول العربية ظهورهم كما فعلوا عندما قامت حركة حماس الفلسطينية بتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وحماس وحزب الله على قائمة المنظمات الارهابية في الولايات المتحدة وقال المصري "ان المعارضة التي يقودها حزب الله ليس لديها القدرة على التعامل مع العالم الخارجي اذا اصرت على ان تحكم وحدها."

وادت هدنة في العلاقات السعودية-السورية الى نزع فتيل التوتر في لبنان في الاشهر الماضية. واستمرار الهدوء في المنطقة فيما يقوم الرئيس الامريكي باراك اوباما باستطلاع امكانيات الحوار مع ايران وسوريا قد يرجح كفة العقلانية على المواجهة.

نصرالله: فوزنا في الانتخابات بداية لبناء الدولة القوية

واكد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله ان فوز المعارضة في الانتخابات النيابية في لبنان سيمهد "لبناء الدولة القوية"، داعيا انصاره الى التصويت "للمقاومة".

وقال نصرالله في احتفال شعبي حاشد في "عيد المقاومة والتحرير" في الذكرى التاسعة لانسحاب الجيش الاسرائيلي من لبنان في 25 ايار/مايو 2000، "نحن نريد الدولة (...) القوية، القادرة، العادلة، الشجاعة، المسؤولة بجيشها وقواها الامنية وسلطتها السياسية لتدافع عن الجنوب وتصون كرامة الجنوب" الحدودي مع اسرائيل.

واضاف "لا نطرح المقاومة بديلا عن هذه الدولة، لكن الدولة التي تسمي نفسها دولة وتنسى الجنوب واهله، فهي ليست دولة اساسا حتى يؤخذ على المقاومة انها تطرح نفسها بديلا عنها". بحسب فرانس برس.

وكان نصرالله يرد على خصومه الذين ينتقدون تمسك حزب الله بسلاحه ومحاولته "بناء دولة داخل الدولة". وقال متوجها الى انصاره "بكم وبانتخابكم في 7 حزيران/يونيو، سنبني الدولة القوية ان شاء الله".

ودعا نصرالله، الذي كان يتحدث عبر شاشة عملاقة امام الالاف من مناصريه الذين قاطعوه مرارا بالهتافات والتصفيق، ابناء الجنوب الى عدم اعتبار ان المعركة الانتخابية في هذه المنطقة محسومة بسبب تاييد معظم الجنوبيين لحزب وحلفائه، والتصويت بكثافة.

وقال "البعض يطرحون الانتخابات كأنها استفتاء على المقاومة"، مضيفا "هدفنا ان تفوز المعارضة في الحكم (...) لبدء مرحلة انقاذية". واضاف ان "اكثر ناس معنيين بالمقاومة وسلاح المقاومة هم اهل الجنوب"، داعيا اياهم الى "التعبير عن موقفهم من المقاومة وسلاح المقاومة" من خلال الانتخاب.

وتابع "في السابع من حزيران/يونيو كل العالم يراقب الانتخابات في لبنان ويجب ان نقدم في كل قرية وبلدة ومزرعة وحي مشهدا من مشاهد الاعراس اعراس النصر والشهداء والمقاومين".

وطالب من جهة اخرى، بانزال عقوبة الاعدام "بالعملاء" الذين اعتقلوا اخيرا لقيامهم بانشطة تجسس لحساب اسرائيل. وقال "اطالب (...) بانزال عقوبة الاعدام بالعملاء الذين قدموا معلومات" ادت الى "فظائع وجرائم" في لبنان.

واذ رفض العقوبات المخففة، اعتبر ان مثل هذه العقوبات "لا تحمي بلدا، ومن يتساهل في هذا الامر شريك في سفك دماء اللبنانيين". كما رفض اعتماد ما سماه "التوازن الطائفي في عدد العملاء"، قائلا "ابدأوا بالاعدام بالعملاء من الطائفة الشيعية".

مسيحيو لبنان سيرجحون كفة الفوز في الانتخابات المقبلة

من جهة اخرى، يلعب مسيحيو لبنان المنقسمون بين الجهتين المتنافستين دورا حاسما في الانتخابات التي ستجري في السابع من حزيران/يونيو وسيرجحون اما كفة قوى 8 اذار التي يقودها حزب الله او كفة قوى 14 اذار الممثلة حاليا بالاكثرية النيابية التي يدعمها الغرب.

وتأتي هذه الانتخابات المصيرية بعد اربع سنوات شهد فيها لبنان صيف العام 2006 حربا مدمرة بين حزب الله واسرائيل واخطر ازمة سياسية ادت الى مواجهات مذهبية دامية في ايار/مايو في 2008 وهددت بحرب اهلية.

ويتنافس في هذه الانتخابات الاكثرية الحالية المناهضة لسوريا التي يشكل تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري اكبر قوة سنية والاقلية الحالية التي يقودها حزب الله الشيعي المدعوم من دمشق وطهران.ويشكل المسيحيون اقلية تبلغ 35% من اصل نحو اربعة ملايين لبناني وهم منقسمون بين الفريقين. بحسب فرانس برس.

وستدور المنافسة الحادة حول حفنة من المقاعد في بعض المناطق المسيحية مثل زحلة معقل مسيحي في سهل البقاع ذي الاكثرية المسلمة (شرق) حيث يتنازع الطرفان على اصوات المسيحيين.

ويؤكد استاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية ملحم شاوول ان "التصويت المسيحي يحدد توازن القوى". ويقول المرشح الشيعي على لائحة الاكثرية في المنطقة عقاب صقر "لولا المسيحيين لم تكن هناك معركة انتخابية".

ففي لبنان المتعدد الطوائف يقسم مقاعد المجلس النيابي المئة وثمانية وعشرين مناصفة بين المسيحيين والمسلمين لكن اختيارهم يتم من قبل المقترعين بغض النظر عن طوائفهم. ولكل طائفة عدد من المقاعد في الدائرة الانتخابية وفقا لوزنها الديموغرافي.

ورغم الدور الرئيسي الذي سيلعبه حاليا المسيحيون فهو اقل بكثير من الوزن الذي كانوا يتمتعون به قبل الحرب الاهلية (1975-1990) عندما كانوا ممسكين فعليا بالسلطة.

جو بايدن يربط مساعدات بلاده للبنان بتشكيلة الحكومة المقبلة

واعلن نائب الرئيس الاميركي جو بايدن ان مساعدات بلاده المستقبلية للبنان ستتوقف على "تشكيلة الحكومة المقبلة وسياساتها"، في تلميح الى احتمال فوز الاقلية الحالية التي ابرز اركانها حزب الله في الانتخابات النيابية المقررة في السابع من حزيران/يونيو.

وقال بايدن، وهو اول مسؤول اميركي على هذا المستوى يزور لبنان منذ ثلاثين عاما تقريبا، ان "الولايات المتحدة ستجري تقييما لبرنامج مساعداتها للبنان بالاستناد الى تشكيلة الحكومة المقبلة وسياساتها"، مشيرا الى انه "يعود للشعب اللبناني من دون غيره ان يقرر شكل وتشكيلة هذه الحكومة".

وقال بايدن "لم آت الى هنا لادعم اي فريق سياسي"، مضيفا "اتيت لاؤكد دعم الولايات المتحدة القوي لمبادىء اساسية".

الا انه حث "الذين يفكرون بالوقوف الى جانب معرقلي السلام الى عدم تفويت هذه الفرصة (الانتخابات) والى الابتعاد عن المعرقلين"، من دون ان يسميهم، وان بدا واضحا انه يقصد حزب الله الذي تعتبره واشنطن منظمة ارهابية.

واصدر حزب الله مع وصول بايدن الى بيروت ظهرا بيانا رأى فيه ان "الاهتمام الاميركي العالي بلبنان يثير ريبة قوية حول الاسباب الحقيقية الكامنة وراءه". بحسب فرانس برس.

واعتبر ان هذا الاهتمام "بات يشكل تدخلا صريحا وتفصيليا بالشأن اللبناني، وهو ما تترجمه الزيارات المتوالية لمسؤولين في الادارة الاميركية للبلد".

وقال النائب في حزب الله حسن فضل الله لوكالة فرانس برس ان زيارة بايدن "تندرج في سياق الاشراف الاميركي على الحملة الانتخابية لفريق لبناني يشعر باهتزاز وضعيته الشعبية والسياسية في ضوء المتغيرات الخارجية والنتائج المتوقعة للانتخابات النيابية".واعتبر فضل الله ان "هذه الزيارة في هذا التوقيت سترتد سلبا على المراهنين مرة اخرى على دعم اميركي اثبت عجزه في ذروة غطرسة (الرئيس الاميركي السابق جورج) بوش عن كسر ارادة اللبنانيين".

مسؤول أوربي: نحترم خيار الناخب اللبناني وحزب الله ليس حماس

من جهة اخرى أكد رئيس بعثة المراقبة الأوربية للانتخابات النيابية في لبنان، خوسيه ايغناسيو سالافرانكا، أن الاتحاد الأوروبي "سيقبل نتائج الانتخابات التشريعية في لبنان ويحترم إرادة الناخبين مهما كانت."

وقال في حديث لـCNN بالعربية إنه ليس هناك من تشابه بين الحالة اللبنانية والحالة الفلسطينية في ما يتعلق بموقف الأسرة الدولية في حال اكتسحت قوى المعارضة اللبنانية، التي يقودها حزب الله، الأكثرية النيابية.

وأشار إلى أن الفارق الأساسي هو في أن حركة "حماس" الفلسطينية موضوعة على لائحة المنظمات الارهابية أما حزب الله فليس من ضمن هذه اللائحة، وأكد أن عمل البعثة يمتاز بمهنية عالية وحياد وشفافية، وهي البعثة الأكبر والأهم لجهة تشكيلها من بين البعثات الدولية المراقبة.

وعن إمكانية التزام الحياد، وخصوصا عن مصادر معلومات البعثة، قال سالافرانكا: "نحن نستمع لجميع الأطراف، للمرشحين والمجتمع اللبناني، لدينا فرق منتشرة في كل المناطق وتتحدث الى الجميع من دون استثناء، ونحن نواكب هذه الانتخابات في إطار علاقة الصداقة بين الاتحاد الأوروبي ولبنان."

وأعرب سالافانكا عن قلقه من عدم اكتمال تشكيل المجلس الدستوري قائلا إن وجود هذه الهيئة الدستورية ضروري "كي تنسجم العملية الانتخابية مع المعايير الدولية،" وكشف أنه أثار هذا الموضوع مع جميع المسؤولين اللبنانين الذين قابلهم بسبب أهميته بالنسبة للبعثة.

ويترأس الاسباني سالافرانكا، وهو عضو في البرلمان الأوروبي للمرة الثانية، بعثة المراقبة الأوروبية للانتخابات النيابية  في لبنان بعدما كان ترأسها في انتخابات عام 2005 عندما انتخب اللبنانيون ممثلين لهم في المجلس النيابي للمرة الأولى بعد الانسحاب العسكري السوري من لبنان.

وعن الفارق بين انتخابات عام 2009 وتلك الماضية  يقول "ما تغير هذه المرة هو التعديلات والتحسينات التي أدخلت على قانون الانتخاب وأهمها وضع سقف للإنفاق الانتخابي ومراقبة هذا الانفاق إضافة إلى إجراء الانتخابات في يوم واحد، علما أن لدينا قلق حيال سهولة التنقل يوم الانتخاب وقد أعربنا عن هذا القلق للمسؤولين وخصوصا لوزير الداخلية زياد بارود."

المشهد اللبناني وورثة السياسة

يتوجه اللبنانيون في السابع من يونيو/حزيران القادم إلى صناديق الاقتراع لتجديد تركيبة البرلمان المتكونة من 128 مقعدا، ويخوض السباق التشريعي أكثر من 700 مرشحا ينتمي عدد منهم إلى العائلات المعروفة التي اعتادت منذ الاستقلال على الاحتكاك مع المشهد السياسي اللبناني.

ويمثل مرشحون آخرون عائلات فقدت البعض من أبنائها في اغتيالات ميزت تاريخ لبنان السياسي خلال الحرب الأهلية وفي أعقاب اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، ويوجد ضمن هؤلاء نائبا الأكثرية وليد جمبلاط ابن كمال جمبلاط المغتال في العام 1977، وسعد الحريري ابن رفيق الحريري الذي فارق الحياة في اعتداء بالسيارة المفخخة عام 2005.

ورثة "الشهداء"

يمثل نحو 30 مرشحا "عائلات سياسية" ارتبط أسمائها بتاريخ لبنان الدستوري، ومن بين المرشحين الأكثر رواجا على الساحة السياسية اللبنانية نديم جميل ابن الرئيس اللبناني السابق بشير جميل الذي اغتيل عام 1982، ويذهب المعلقون في لبنان وخارجه إلى حد مقارنة عائلة جميل إلى عائلة كنيدي الأمريكية التي قتل العديد من أبنائها، أشهرهم الرئيس جون كنيدي المغتال في العام 1963 بمدينة دلاس.

ويشارك نديم جميل لأول مرة في سباق انتخابي في بيروت شأنه في ذلك شأن نايلة تويني بنت الصحافي والنائب جبران تويني المغتال في 2005، وتنتمي نايلة تويني البالغة من العمر 24 عاما لقائمة نديم جميل.

ولا يعد نديم المرشح الوحيد الذي يمثل عائلة جميل المارونية الحاضرة بقوة في المشهد السياسي اللبناني، فقريبه سامي قرر هو الآخر دخول السباق التشريعي على قائمة بالمتن. وفي حال انتخابه في المجلس النيابي الجديد، سيخلف نديم جميل شقيقه بيار وزير الصناعة المغتال في 2006.

على خطى الأب رينيه معوض

وفي مدينة زغرتا في الشمال، يسعى ميشال معوض ابن النائبة والوزيرة السابقة نايلا معوض والرئيس السابق المغتال رينيه معوض (1989) إلى شق طريقه على الساحة السياسية

اللبنانية.

ميشال معود مترشح للانتخابات النيابية اللبنانية في منطقة زغارتة

وفي تصريح لفرانس 24 قال ميشال معوض "أفض أن يصوت الناخبون على أساس برنامجي ومسيرتي السياسية وليس بحكم انتمائي لعائلة معوض". ويقول مرشح مدينة زغرتا انه لا يريد تقويم "النظام السياسي الإقطاعي" في أشارة إلى وزن العائلات السياسية الكبرى ونفوذها في المشهد السياسي، بل يسعى من خلال دخوله الانتخابات إلى "إسماع صوت الشباب وإعطائهم فرصة المشاركة في الحياة الديمقراطية".

وتعلق نايلا معوض على مشاركة أبنها في انتخابات السابع من يونيو/حزيران بقولها : "الجيل الجديد الذي ينتمي إليه ابني يدرك جيدا المخاطر التي تواجه البلاد، لأنه تأثر كثيرا بتداعيات الحرب، لذلك يتعين على جيل ميشال معوض على رفع التحدي ومواصلة المعركة من أجل سيادة لبنان".

يعتبر سليمان فرنجية "وريث" عائلة طالما سيطرت على مقاطعة انتخابية تحت راية جده سليمان فرنجية رئيس البلاد السابق، ووالده النائب توني فرنجية المغتال في 1978.

وسيحاول المرشح سليمان فرنجية المقرب من الرئيس السوري بشار الأسد في السابع من يونيو/حزيران استرجاع مقعده في البرلمان الذي خسره في انتخابات 2005.

وعلى عكس سليمان فرنجية حليفه في صفوف المعارضة، لا ينتمي العماد ميشال عون الذي حصد غالبية "الأصوات المسيحية" عام 2005 لفئة "العائلات السياسية" الكبرى.

ويدعي ميشال عون بأنه أول منتقدي "النظام الإقطاع السياسي" في لبنان، ومع ذلك فقد دفع مؤخرا بصهره جبران باسل لتولي منصب وزير الاتصالات، ويشارك حبران باسل في الانتخابات النيابية شأنه في ذلك شأن آلان عون، حفيد العماد ميشال عون.

أما زعيم القوات اللبنانية سمير جعجع والخصم الدائم لميشال عون فقد رشح على قائمة حزبه عقيلته ستريدا لتخوض سباق السابع من يونيو/حزيران في معقله الانتخابي في مدينة بشري في شمال البلاد.

مَن هُم اللاعبون الاساسيون في انتخابات لبنان؟

يقترع لبنان في السابع من حزيران في انتخابات تشريعية يتنافس فيها تحالفان سيطر تناحرهما على السياسة اللبنانية منذ اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري عام 2005 . كما سيخوض الانتخابات ايضا سياسيون مستقلون. والتحالفان هما تحالف الرابع عشر من اذار المناهض لسوريا بقيادة سعد الحريري وهو سياسي سني وتحالف الثامن من اذار الذي يضم حزب الله الشيعي وهي جماعة سياسية وعسكرية تدعمها سوريا وايران.

تحالف الرابع عشر من اذار:

فاز تحالف الرابع عشر من اذار المناهض لسوريا بالاغلبية البرلمانية في انتخابات عام 2005. استمد هذا التحالف اسمه من تظاهرة ضخمة جرت في بيروت بعد شهر من اغتيال الحريري للمطالبة بانهاء النفوذ السوري في لبنان.

الكتل الرئيسية في تحالف 14 اذار:

* تيار المستقبل - سعد الحريري

اختير سعد الحريري ليخلف والده سياسيا في عام 2005 والحريري هو السياسي الاكثر نفوذا في صفوف المسلمين السنة بلبنان. وقاد الحريري (39 عاما) تحالف الرابع عشر من اذار طوال اربع سنوات من المواجهة مع الفصائل المنافسة المدعومة من دمشق. ويتمتع رجل الاعمال والملياردير بدعم قوي من المملكة العربية السعودية.

* الحزب التقدمي الاشتراكي - وليد جنبلاط

جنبلاط (59 عاما ) هو الزعيم الدرزي الاكثر نفوذا في لبنان. قاد الحزب التقدمي الاشتراكي منذ اغتيال والده كمال جنبلاط عام 1977 . وبعد ان كان يوما حليفا لسوريا انتقل بشكل حاسم الى المعسكر المناهض لها في عام 2004 . وتبنى مؤخرا مواقف تصالحية أكثر من حلفائه في تحالف 14 اذار.

* القوات اللبنانية - سمير جعجع

جعجع الذي يرأس حزب القوات اللبنانية هو زعيم مسيحي ماروني وهو الوحيد من بين زعماء الحرب الاهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 الذي دخل السجن وبقي فيه 11 عاما بعد ادانته بارتكاب جرائم قتل سياسية الى ان اطلق سراحه عام 2005 . واعتبر نفسه سجينا سياسيا. وجعجع (57 عاما) ليس مرشحا في الانتخابات لكن زوجته ستريدا مرشحة.

* حزب الكتائب - امين الجميل

يرأس الجميل (65 عاما) حزب الكتائب اللبنانية ذات الغالبية المسيحية المارونية. تولى رئاسة الجمهورية من عام 1982 حتى عام 1988 . وتولى المنصب عقب اغتيال شقيقه بشير حليف اسرائيل الذي انتخب للرئاسة عام 1982 لكنه قتل قبل تولي المنصب. ولا يخوض الجميل الانتخابات البرلمانية لكن نجله سامي وابن شقيقه نديم هما مرشحان. وكان نجل الجميل الاكبر بيار النائب والوزير اغتيل عام 2006 .

تحالف الثامن من اذار:

تشكل تحالف الثامن من اذار ردا على التظاهرات المناهضة لسوريا التي هبت في لبنان بعد اغتيال الحريري. استقت اسمها من تظاهرة جرت في الثامن من مارس اذار عام 2005 لاظهار التأييد لسوريا. وانضم الزعيم السياسي المسيحي ميشال عون الى التحالف عام 2006.

الكتل الرئيسية في تحالف 8 اذار:

* حزب الله - السيد حسن نصر الله

حزب الله هي جماعة اسلامية شيعية مدعومة من سوريا وايران تشكلت بعد الغزو الاسرائيلي عام 1982 . يستقي حزب الله قوته من ذراعه العسكري بالاضافة الى شبكته الاجتماعية والخيرية. وضعته الولايات المتحدة على قائمتها الخاصة بالمنظمات الارهابية. امينه العام هو السيد حسن نصرالله (48 عاما). لم يترشح نصر الله للانتخابات حيث ان كتلة حزب الله البرلمانية يترأسها محمد رعد.

* حركة امل - نبيه بري

يتولى نبيه بري رئيس مجلس النواب منذ عام 1992 وزعيم حركة امل اعلى منصب للمسلمين الشيعة وفقا لنظام تقاسم السلطة الطائفي. بري (71 عاما) يقود حركة امل منذ عام 1978 عندما اختفى مؤسس الجماعة الشيعية الايراني المولد الامام موسى الصدر خلال زيارة الى ليبيا. وطالما اعتبر بري واحدا من اشد حلفاء سوريا في لبنان.

* التيار الوطني الحر- ميشال عون

عاد عون (74 عاما) من المنفى في عام 2005 ليفوز بعدد من المقاعد يفوق اي زعيم مسيحي اخر في الانتخابات البرلمانية التي جرت في ذلك العام. كان من اشد خصوم النفوذ السوري في لبنان. ثم ابرم تحالفا مع حزب الله في عام 2006 وطوى صفحة من الصراع التاريخي مع دمشق في عام 2008 عندما زار سوريا. خدم عون قائد الجيش السابق كرئيس للوزراء من عام 1988 حتى عام 1990 حتى اجبرته القوات السورية على الخروج من القصر الجمهوري.

* تيار المردة - سليمان فرنجية

سليمان فرنجية (43 عاما) وزير الداخلية السابق هو صديق شخصي للرئيس السوري بشار الاسد. والد فرنجية ووالدته وشقيقته قتلوا برصاص مسلحين مسيحيين في عام 1978 في اطار صراع القوى بين الفصائل المسيحية في ذاك الوقت. جد فرنجية لوالده الذي كان يدعى ايضا سليمان فرنجية كان رئيسا للبنان في الفترة بين 1970 و1976.

مستقلون:

* نجيب ميقاتي

ينحدر ميقاتي (53 عاما) وهو رجل اعمال وملياردير سني من مدينة طرابلس في شمال لبنان حيث ترشح كمستقل على لائحة تضم رموزا من تحالف الرابع عشر من اذار. تولى لمدة قصيرة منصب رئاسة الوزراء في عام 2005 في حكومة اشرفت على اجراء الانتخابات التشريعية الاخيرة. وصف علاقاته مع سوريا والمملكة العربية السعودية بانها جيدة وتعتبر فرصه جيدة لتولى رئاسة الوزراء مجددا.

* ميشال المر

المر رجل الاعمال الثري هو سياسي من طائفة الأرثوذوكس تولى من قبل منصب نائب رئيس الحكومة. وبسبب المنافسة مع عون قام المر (77 عاما) بتشكيل تحالف انتخابي مع 14 اذار في منطقة المتن المسيحية التي تعتبر من المناطق التي قد تحسم من ستكون له الاكثرية المقبلة. وكان نجل المر الياس وهو وزير الدفاع قد تعرض لمحاولة اغتيال في عام 2005 .

القضايا الخلافية التي تواجه لبنان

وفيما يلي القضايا الاساسية بين الكتل المتنافسة، بحسب رويترز:

سلاح حزب الله

يعتبر دور ميليشيات حزب الله وهي اقوى من قوات الدولة نقطة خلافية كبرى. فقد اتهم تحالف 14 اذار حزب الله بتوريط لبنان في حرب عام 2006 واستخدام سلاحه لفرض ارادته على لبنانيين اخرين في عام 2008 عندما سيطرت الجماعة وحلفاؤها بالقوة على النصف المسلم من بيروت وفرضت شروطها في نهاية صراع سياسي استمر 18 شهرا.

واستمر زعماء 14 اذار في المطالبة بقصر السلاح على الجيش فقط وهو مطلب يلقى صداه في قرارات مجلس الامن التابع للامم المتحدة. لكن حزب الله تعهد بالاحتفاظ بسلاحه قائلا انه ضروري للدفاع عن لبنان في مواجهة اسرائيل. وليس واردا تغيير موقفه على المدى القصير او المتوسط بصرف النظر عن نتائج الانتخابات. ويقر البرنامج الانتخابي للزعيم السياسي المسيحي ميشال عون وهو حليف لحزب الله رسميا بدور المقاومة الشعبية في الدفاع عن لبنان.

العلاقات مع سوريا

سلخ لبنان من مدار سوريا هو في صلب أجندة 14 اذار منذ اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري بينما العديد من قادة 8 اذار تربطهم علاقات وثيقة بدمشق. وبعد وقت قصير من اغتيال الحريري رضخت سوريا للضغوط الدولية وانهت 29 عاما من وجودها العسكري في لبنان. واستجابت دمشق الان لمطلب دولي اخر باقامة علاقات دبلوماسية مع جارتها الصغيرة للمرة الاولى منذ استقلال البلدين. ولا تزال سوريا تواجه مطالب من قوى 14 اذار والامم المتحدة بترسيم حدودها مع لبنان. وتتهم 14 اذار ايضا سوريا بتسليح الجماعات الفلسطينية المتمركزة في لبنان.

محكمة الحريري

انشاء محكمة دولية لمحاكمة المشتبه بهم في اغتيال الحريري كان هدفا رئيسيا للسياسيين المناهضين لسوريا الذين القوا باللائمة على دمشق في حادث الاغتيال. وكانت القضية في صلب ازمة سياسية مع حلفاء سوريا في لبنان والنظام الاساسي للمحكمة لم يقره قط البرلمان او الرئيس. ووافق مجلس الامن في مايو ايار عام 2007 على تشكيل محكمة خاصة بلبنان وبدأت مهامها في مارس اذار في لاهاي. وشكك حزب الله مجددا في حيادية التحقيق الدولي في الاغتيال بعد ان امرت المحكمة باطلاق سراح اربعة ضباط سجنوا دون اي اتهام رسمي منذ سنة 2005 وقد تم توقيفهم بطلب من رئيس لجنة التحقيق الدولية حينذاك. وقال زعيم حزب الله في خطاب القاه في اول مايو ايار انه لا يجب ان يطلب منه احد القبول بقرارات المحكمة ووصف التحقيق بانه "غير نزيه" و "مسيس". ومن المرجح ان تؤدي هذه القضية الى المزيد من التوتر في لبنان في حال اصدار الادعاء اي اوراق اتهام او في حال استدعائه للشهادة ايا من المسؤولين السوريين او حلفائهم اللبنانيين.

حقائق عن النظام السياسي الطائفي في لبنان

وفيما يلي حقائق عن النظام الانتخابي الطائفي في لبنان، بحسب رويترز:

* يضم البرلمان اللبناني 128 مقعدا تتوزع حسب حصص ثابتة بين عشرة من اصل 18 طائفة دينية في البلاد مع الاحتفاظ بمقعد للاقليات.

* يخصص نصف عدد المقاعد للمسيحيين بطوائفهم المختلفة والنصف الاخر للمسلمين سنة وشيعة ودروز وعلويين.

* تتوزع المقاعد بين 26 دائرة انتخابية.

* وزعت اعداد المقاعد المخصصة للمسيحيين او المسلمين في كل منطقة بحيث تعكس عدد السكان وتركيبتهم الطائفية في هذه المناطق. بعض المناطق مثل صور في الجنوب ينحصر تمثيلها على المسلمين فقط. والبعض الاخر مثل المتن شمالي بيروت ينحصر التمثيل على المسيحيين فقط.

* يضع السياسيون من مختلف الطوائف في كل منطقة قوائم انتخابية. يمكن للقائمة ان تشمل مرشحين لبعض او كل المقاعد المتوفرة في الدائرة.

* يشكل حلفاء (14 اذار) و (8 اذار) المتنافسون قوائم مضادة في معظم المناطق الانتخابية. كما يترشح بعض المستقلين ومنهم من ترشح على قائمة 14 اذار.

* يجب ان يدلي المقترعون باصواتهم في دوائرهم الانتخابية.

* يوجد حوالي 3.26 مليون لبناني مؤهلين للانتخاب على الرغم من ان مئات الالاف يعيشون في الخارج حيث يعملون هناك ولن يمكنهم التصويت ما لم يعودوا الى لبنان في يوم الاقتراع.

* يشكل المسلمون 60.4 بالمئة من اصوات الناخبين في حين يشكل المسيحيون 39 بالمئة. ولدى السنة اكبر عدد من المقترعين المسجلين وهم 27.2 بالمئة يليهم الشيعة 26.7 بالمئة والمسيحيون الموارنة 20.9 بالمئة وذلك وفقا للقوائم الانتخابية لوزارة الداخلية.

* عند تشكيل البرلمان يجب انتخاب رئيس المجلس النيابي الذي يجب ان يكون شيعيا وهو منصب من المرجح ان يذهب مرة اخرى الى رئيس حركة امل المؤيد لسوريا نبيه بري حليف حزب الله والذي يتولى هذا المنصب منذ عام 1992 .

* كما يختار النواب رئيس الوزراء الجديد وهو منصب يتولاه مسلم سني. ويجري النواب مشاورات نيابية مع الرئيس المسيحي الماروني ويعلموه باختيارهم. والرئيس ملزم بتكليف الشخصية التي حصلت على اوسع تأييد من البرلمان.

* يشكل رئيس الوزراء عندها الحكومة الجديدة. ولاعتبارات طائفية توزع الحقائب السيادية الكبرى في الحكومة على الطوائف الاربع الكبرى في البلاد. وهذه الحقائب هي الداخلية والدفاع والمالية والخارجية التي توزع على الموارنة والروم الارثوزكس والسنة والشيعة.

* يقع على عاتق مجلس النواب ايضا انتخاب رئيس ماروني على رأس الدولة. لكن انتخاب خلف للرئيس الحالي ميشال سليمان الذي تنتهي مدة ولايته عام 2014 لن يكون على جدول اعمال البرلمان المقبل.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 30/آيار/2009 - 2/جمادى الآخرة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م