بما ان انتخابات هذا العام تتم بمشاركة العديد من المرشحات بالإضافة
للمرشحين، فالدول المشهورة بالسحر شهدت طلبا متزايدا على الخواتم
والعقود وفصوص الخرز خاصة النوعية المجربة مسبقا التي حققت لحامليها
الفوز، وأسعارها أصبحت في العالي رغم الأزمة الاقتصادية !.
السحر والشعوذة والاستعانة بهما أصبحت ظاهرة تنتشر في زمننا أكثر من
أي زمن آخر، فهو يمارس «عيني عينك» على الهواء مباشرة.. والفئة التي
تلجأ لذلك ليس فقط أصحاب الثقافة البسيطة من الفقراء المعدومين «المتمرمطين»
من الحياة المعاكسة الذين يلجأون إلى كل ما هو خارق لتغيير الحال إلى
أحسن حال، وليس فقط الطبقة الوسطى ومن يبحث عن تحسين الوضع المادي بعد
الأزمة المادية العالمية، وليس فقط عمن تبحث عن عريس بعدما فقدت الأمل
بالزواج، أو من تريد المحافظة على زوجها. بل هناك رجال على وزن ثقيل
جدا وليس المقصود زيادة الوزن وإنما المكانة والمنصب، فهناك رجال
السياسة والاقتصاد والرياضة والفن، وحتما للنساء في جميع المجالات
النصيب الأكبر من السحر كما أشارت الدراسات.
وحياة الوجهاء والقادة والرؤساء والوزراء والنواب والمسؤولين.. لا
تخلو من ممارسات وتصرفات ترتبط بالشعوذة والسحر، بجانب الحنكة والقوة
وكل ما يؤدي إلى الحفاظ على المكانة والمنصب، فهناك أحد الملوك».. في
أكثر من مناسبة وعلى فترات متباعدة كان، يلجأ إلى الشعوذة والسحر،
وهناك روايات كثيرة حفظتها الذاكرة الجماعية». ويُنقل عن الرئيس
الأميركي السابق رونالد ريغان انه من أشهر الرؤساء استعانة بالمنجمين
عبر زوجته نانسي التي كانت على تواصل (خط ساخن) مع المنجمة جوان كويلجي..
ولقد استطاع التنجيم والسحر أن يدخلا عالم الرياضة والرياضيين من
أوسع أبوابه الاحترافية، وأصبحنا نسمع ونقرأ عن مسابيح وخواتم، وصب
مياه في غرف التبديل، وجلب سحرة، ودفع مبالغ ضخمة لهم لتحقيق الفوز!.
ويُنقل عن أحد المرشحين انه كلما شرع في فعالية أو واجهته تحديات
ومشاكل وتعكر مزاجه أو أصيب بزكام، أصيب بالقلق وصرخ: عين ما صلت على
النبي – صلى الله عليه وآله - إنه من عيون المنافسين ومن عمل شر النفوس
الأعداء، ولازم من إبطال العمل.. ويدفع له مبلغا كبيرا لإبطال العمل؛
وقبل عدة أشهر نشرت «الدار» مقالا للكاتب المميز الزميل حسن الأنصاري
جاء فيه:«يقال إن أحد المرشحين في الانتخابات السابقة كان يحاول تأجير
«خرزة» فأرسل بعض أصدقائه المقربين إلى «سورية» فقيل له ان «الخرزة» تم
تأجيرها لأحد مواطنيه وهو منافس له فانسحب من ترشيح نفسه. وآخر نجح
بالانتخابات لأنه أجر أقوى «خرزة» موجودة من جنوب افريقيا!».
وبما أن انتخابات هذا العام تتم بمشاركة العديد من المرشحات
بالإضافة للمرشحين، فالدول المشهورة بالسحر شهدت طلبا متزايدا على
الخواتم والعقود وفصوص الخرز خاصة النوعية المجربة مسبقا التي حققت
لحامليها الفوز، وأسعارها أصبحت فوق رغم الأزمة الاقتصادية!.
«ما فيش حد أحسن من حد» وبما ان رجال السياسة والمناصب الكبرى
يلجأون للسحر والشعوذة لتحقيق الفوز والشهرة، فان الفنانين والفنانات
لهم ذات الحق، قبل أيام نشرت جريدة «الدار» خبرا عن القبض على مشعوذة
شهرتها طاغية في الوسط الفني تستطيع جلب الشهرة والمال، وان فنانة دفعت
للمشعوذة 20 ألفا لتستحوذ على قلب رجل أعمال شهير، ويأتي القبض عليها
ضمن قانون تجريم السحر والشعوذة.
أقول لقد منيت هذه المشعوذة بخسارة فادحة وفي وقت حساس جدا، كان
باستطاعتها أن تحقق مكاسب عالية لو انها ظلت حرة طليقة، ولتمكن العديد
من المرشحين والمرشحات من الاستفادة من خبرتها وإمكاناتها الخارقة-
التي أوصلتها للسجن وبدون أن تستحوذ على قلب زعيم يطلعها من الجريمة
والسجن.. وأكيد وراء سالفة القبض عليها مجموعة من الناخبين المنافسين و
الناخبات المنافسات كانوا على علم بعلاقتها بغيرهم من المنافسين!
فهل أصبحت مجتمعاتنا الخليجية والعربية بهذه الدرجة من القلق
والتوتر وضعف الإيمان وعدم الثقة والإرادة؟ كي تلجأ للسحر والشعوذة،
وهل حقا ان للسحرة والمشعوذين دورا ونصيبا من الانتخابات، وهل يثق
الناخب بمرشح يلجأ للسحر؟ وكيف سينظر المرشح الفائز وهو يرى ان الفضل
للسحر ولطلاسم الساحر لا لمواهبه؟
أخيرا: اللهم ارزقنا سحر التوكل عليك وتفويض الأمر إليك.. يا رب.
|