سباق الرئاسة في ايران: من الموت لأمريكا الى الموت لـ(البطاطا)!

خامنئي يقترِع مبكِّراً وانحسار الفوز بثلاث شخصيات

 

شبكة النبأ: فيما دعا المرشد الايراني آية الله علي خامنئي الشعب الى عدم انتخاب رئيس للبلاد قد يتخذ موقفاً مؤيداً للغرب. دشّن مير حسين موسوي المرشح المعتدل بانتخابات الرئاسة المرتقبة، صحيفةً بعد شكاوى من جانب إصلاحيين من عدم السماح لهم بالظهور عبر وسائل الاعلام الرسمية قبل الانتخابات المقررة الشهر القادم.

لكن الامر اللافت في موجة الدعاية الانتخابية جاء ضمن مقال في الغارديان أفاد بـ، أن الشعار المفضّل في قاموس ثورة إيران الاسلامية منذ 30 سنة هو الموت لأمريكا، الموت لبريطانيا، الموت لإسرائيل والموت لصدام، والى ما هنالك من اعداء آخرين مفتَرضين. غير ان شعار الموت المرعب هذا أخذ يستهدف الآن عدواً جديداً مثيراً للغضب وغير متوقع هو (البطاطا)!.

 وقال خامنئي في خطاب تلفزيوني في مقاطعة كردستان الغربية "كونوا حذرين في خياراتكم ولا تقترعوا لاشخاص يسلمون دولتنا الى الاعداء ويسلبون دولتنا كرامتها".

واعتبر خامنئي ان انتخاب مرشح يفكر بتسليم نفسه الى قوة غربية او سلطة دولية سيكون كارثة على ايران. ودعا الشعب الايراني الى عدم التصويت لمن يريدون الاشادة بالغرب لتبوء موقع في الساحة العالمية معتبرا ان لا قيمة لهذه الامور لدى الشعب الايراني.

وتأتي ملاحظات خامنئي في اطار دعمه للرئيس الايراني الحالي محمود احمدي نجاد الذي يسعى الى تجديد ولايته لاربع سنوات اضافية. بحسب فرانس برس.

واعتمد نجاد في ولايته موقفا معاديا للغرب وخصوصا الولايات المتحدة رغم بعض المبادرات اللطيفة كتهنئة الرئيس باراك اوباما بالرئاسة الاميركية وتوجيه رسائل الى قادة العالم بمن فيهم الرئيس الاميركي السابق جورج بوش.

ويتنافس على الرئاسة الايرانية الى جانب احمدي نجاد رئيس الوزراء السابق مير حسن موسوي ورئيس مجلس النواب السابق مهدي كروبي بالاضافة الى القائد السابق للحرس الثوري الايراني محسن رضائي.

وقد اعلن المرشحون الثلاثة اختيارهم للحوار والتفاعل وسياسة الانفتاح نحو الغرب. وترفض الدول الغربية برنامج ايران النووي معتبرة ان طهران تسعى الى امتلاك اسلحة نووية، وهي تهمة ترفضها ايران لاعتبار اهداف برنامجها النووي مدنية.

وكان خامنئي اعلن في خطاب مشابه الثلاثاء الماضي دعمه لاحمدي نجاد من دون تسميته. وقال "علينا الاقتراع للمرشح الذي يحظى بدعم شعبي والذي يعيش ببساطة وتواضع،" مشيرا بذلك الى احمدي نجاد المعروف بطريقة عيشه المتواضعة.

واضاف "لا بد ان يكون المرشح قريبا من الناس وبعيدا عن الفساد والا يكون ارستقراطيا لكي لا يدفع بالشعب نحو الارستقراطية". وتابع "اعتقدد ان هذه امور مهمة".

مجلس صيانة الدستور يوافق على ترشيح موسوي

وفي سياق ذي صلة وافق مجلس صيانة الدستور الايراني على ترشيح رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي في الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 حزيران/يونيو بحسب ما صرح مستشاره الاعلامي ابوالفضل فاتح. وقال المستشار "وافق المجلس المؤلف من 12 عضوا على ترشيح السيد موسوي بحسب المعلومات التي حصلت عليها".

وكان موسوي رئيس الوزراء الاخير قبل الغاء المنصب في العام 1989 وهو يحاول العودة الى الساحة السياسية بعد غياب طال عقدين. بحسب فرانس برس.

وسيعلن مجلس صيانة الدستور الذي يهيمن عليه المحافظون والمكلف النظر في الترشيحات رسميا لائحة نهائية لاسماء المرشحين المؤهلين لخوض لانتخابات الرئاسية في 20 و21 ايار/مايو.

ويضم المجلس ستة رجال دين يختارهم المرشد الاعلى بالاضافة الى لجنة حكم من ستة اعضاء يقترحها رئيس السلطة القضائية.

وكان عدد المرشحين الى الرئاسة وصل الى 475 مرشحا خلال فترة تسجيل الترشيحات التي استمرت حتى 9 ايار/مايو ولمدة خمسة ايام.

مرشَّح معتدل للرئاسة يصدر صحيفة

وفي اطار مايبدو انه دعاية انتخابية، دشّن مير حسين موسوي المرشح المعتدل بانتخابات الرئاسة في ايران، صحيفة بعد شكاوى من جانب اصلاحيين من عدم السماح لهم بالظهور عبر وسائل الاعلام الرسمية قبل الانتخابات المقررة الشهر القادم.

وحملت الصفحة الرئيسية للاصدار الاول من صحيفة كلمة سابز (كلمة خضراء) صورا لموسوي ومسانده البارز الرئيس السابق محمد خاتمي وعنوانا رئيسيا ينقل عن موسوي قوله "حقوق الانسان والحرية هما الهدف الاسمى (للمرشح) الكفؤ."بحسب فرانس برس.

وقالت الافتتاحية ان الصحيفة تهدف لان تكون "مراة تعكس كل شيء ... وتسلط الضوء على طريقنا المستقبلي."

وفي "ميثاق حقوق الانسان" في 28 نقطة نشر على الصفحة الرئيسية قال موسوي انه سيدعم الحريات الاساسية ويحظر التعذيب والرقابة ويزيد مخصصات الضمان الاجتماعي للنساء والعمال وكبار السن.

ويشكو أنصار موسوي وهو رئيس الوزراء خلال الحرب الايرانية العراقية في الفترة من 1980 حتى 1988 وانصار المرشح الاصلاحي مهدي كروبي من عدم السماح لهم بالظهور في وسائل الاعلام الرسمية التي يديرها محافظون بعضهم مقربون من الرئيس محمود أحمدي نجاد.وتنفي الاذاعة والتلفزيون الحكوميين التحيز.

ويعتبر كثير من المعتدلين بل وبعض المحافظين موسوي أقوى منافس لاحمدي نجاد في الانتخابات.ويعتقد كثيرون ان خبرته المستمدة من سنوات الحرب ستساعده في قيادة الاقتصاد الايراني خلال الازمة العالمية.

ويقول اصلاحيون ان الجولات التي يقوم بها احمدي نجاد في انحاء ايران قبل بدء الفترة المحددة للحملات الانتخابية في 22 مايو ايار ترقى الى حد القيام بحملات انتخابية غير قانونية وينبغي الغاؤها. وينفي أحمدي نجاد ذلك ويرفض الحد من زياراته المحلية.

ويحمل منتقدون أحمدي نجاد مسؤولية النمو الاقتصادي المخيب للامال وارتفاع الاسعار غير أن وعوده بتوزيع عوائد الثروة النفطية بشكل اكثر عدالة لا تزال تجد لها صدى بين الفقراء.

الشخصيات الرئيسية في انتخابات الرئاسة الايرانية

ويدلي الناخبون الايرانيون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية التي ستظهر وجهات نظرهم في أداء الرئيس المتشدد المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد وذلك في 12 يونيو حزيران. وفيما يلي نبذة مختصرة عن الزعيم الاعلى للجمهورية الاسلامية والمرشحين الرئيسيين للانتخابات، بحسب رويترز:

اية الله علي خامنئي:

بوصفه الزعيم الاعلى يتمتع خامنئي بسلطة مطلقة بموجب نظام حكم رجال الدين في ايران المعروف باسم "ولاية الفقيه". ولا ينتخب الزعيم الاعلى في اقتراع شعبي لكن رغباته يمكن أن يكون لها تأثير قوي على الانتخابات التي تجري في اطار قواعد تحددها القيادة الدينية.

وخامنئي الذي ينتقد الولايات المتحدة محافظ يلعب دورا لتحقيق التوازن بين مراكز القوى المتنافسة في ايران. ونادرا ما دافع عن قضايا اصلاحية. تولى رجل الدين البالغ من العمر 69 عاما هذا المنصب عام 1989 بعد وفاة اية الله روح الله خميني الذي قاد الثورة الاسلامية لايران عام 1979 والتي أطاحت بالملكية المدعومة من الولايات المتحدة.

محمود احمدي نجاد:

الانتخابات هي اكبر اختبار لشعبية احمدي نجاد منذ حقق فوزا مفاجئا في السباق الانتخابي لعام 2005.

ويثير العضو السابق بالحرس الثوري وخطابه المناهض لاسرائيل ودفاعه عن برنامج ايران النووي قلقا في الغرب. وتفاقم التوتر بين الولايات المتحدة وايران في عهده.

وينحي منتقدون في الداخل باللائمة عليه في النمو الاقتصادي المثير للاحباط وارتفاع الاسعار لكن وعوده بتوزيع الثروة النفطية لايران بشكل اكثر عدالة ما زالت تلقى صدى لدى الفقراء. ومن الممكن أن يكون الفشل في الفوز بولاية ثانية ايذانا بنهاية حياته السياسية.

وحصل احمدي نجاد الذي هو اول رئيس لايران من غير رجال الدين منذ عام 1981 بدعم علني من خامنئي لكن الزعيم الاعلى لم يدعمه صراحه في معرض استعداده لخوض الانتخابات.

مير حسين موسوي:

ينظر كثير من المعتدلين بل وبعض المحافظين الى موسوي (67 عاما) على انه اقوى المنافسين لاحمدي نجاد على الرئاسة. وقد اكتسب سمعة طيبة لادارته الاقتصاد بكفاءة حين كان رئيسا للوزراء ابان الحرب بين ايران والعراق التي استمرت منذ عام 1980 الى عام 1988.

وتم الغاء هذا المنصب عام 1989 وابتعد موسوي وهو مهندس معماري ورسام عن الواجهة السياسية منذ ذلك الحين. وهو يؤيد اتباع سياسة خارجية تصالحية تجاه الغرب.

وبوصفه رئيسا للوزراء في وقت الحرب دافع موسوي عن سيطرة الدولة على الاقتصاد لكنه يشجع الان مزيدا من التحرير للاقتصاد باعتبار هذا السبيل الامثل للتعامل مع مشكلات مثل التضخم والبطالة.

مهدي كروبي:

رجل دين معتدل ومنتقد لاذع لاحمدي نجاد. خاض كروبي الانتخابات الرئاسية لعام 2005 ايضا. وقد جدد تعهده بتوزيع حصص من عائدات النفط الايراني على كل مواطن يتجاوز الثامنة عشرة من العمر.

وانضم كروبي الناشط في الثورة الاسلامية الى معسكر الاصلاحيين حين كان رجل الدين محمد خاتمي رئيسا للبلاد منذ عام 1997 الى عام 2005. غير أنه حين كان رئيسا للبرلمان منذ عام 2000 الى 2004 رضخ في بعض الاحيان لضغوط من متشددين في المجالين الديني والامني أعاقوا اصلاحات خاتمي. 

ويحبذ كروبي تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة التي كثيرا ما توصف في ايران بأنها "الشيطان الاعظم." لكنه ايضا يتبع الخط الرسمي الذي ينادي بتقديم الولايات المتحدة تنازلات سياسية مقدما.

البطاطا تدخل لعبة الانتخابات الإيرانية! 

وفي سياق ذي صلة بعملية الدعاية الانتخابية في ايران كتبَ روبرت تريت، مقالا في صحيفة الغارديان، جاء فيه: كان الشعار المفضل في قاموس ثورة إيران الاسلامية منذ 30 سنة هو : «الموت لأمريكا، الموت لبريطانيا، الموت لإسرائيل والموت لصدام»، والى ما هنالك من اعداء آخرين مّفتَرضين.

غير ان شعار «الموت» المرعب هذا، الذي لا يزال يتردد خلال خطب صلوات يوم الجمعة الدينية، وفي الحشود الشعبية المؤيدة للرئيس محمود أحمدي نجاد، اخذ يستهدف الآن عدواً جديداً مثيراً للغضب وغير متوقع: البطاطا.

واضاف الكاتب: اليوم، اصبح «الموت للبطاطا» شعار الحملات المناهضة للرئيس أحمدي نجاد في سباق انتخابات الرئاسة الساخن الراهن.

فقد أطلقه مؤيدو رئيس الحكومة السابق مير حسين موسوي، الذي يسعى لكسب اصوات دعاة الإصلاح، وذلك خلال تجمع جماهيري حاشد في ياسوج وسط إيران الاسبوع الماضي.

وكان هؤلاء المتظاهرون قد اطلقوا هذا الشعار ضد سياسة الحكومة في منح الناس حصصاً مجانية من البطاطا في محاولة واضحة لشراء أصوات الناخبين، وابعاد الاهتمام عن وضع الاقتصاد الذي يعاني من ارتفاع نسبة التضخم والبطالة برأي المناهضين للرئيس نجاد، ولاشك ان هناك استياء بالفعل من تزايد أسعار الخضروات والمواد الغذائية الاساسية.

وتابع الكاتب: بيد ان المسؤولين في الدولة يؤكدون ان وفرة محصول البطاطا هذه السنة هي التي دفعت الحكومة لتوزيعها بالمجان. ولابد من الاشارة هنا الى ان هذه الممارسة ليست جديدة في الحقيقة، فقد بدأت لاول مرة خلال مسيرة في عهد الرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي قرب مدينة سيراز عندما جرى تفريغ اكياس من البطاطا من الشاحنات وتوزيعها على مؤيدي الرئيس بطلب من حاكم محلي كان قد عينه أحمدي نجاد.

غير ان خاتمي، الذي كان قد أعلن ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة هذه السنة ثم انسحب منها، قال ان ماحدث - موضوع توزيع البطاطا - كان مؤامرة للإساءة اليه ولابعاد الناخبين عنه.

واستطرد الكاتب: الحكومة انكرت في البداية تورطها في العملية الاخيرة، لكنها اعترفت بها بعد ارتفاع الاصوات المناهضة لمثل هذه الممارسة في الدوائر الرسمية والجامعات والمستشفيات.

جدير بالذكر ان احدى زيارات أحمدي نجاد لمدينة اصفهان كانت قد تصادفت مع بيع كميات كبيرة من البطاطا بأسعار زهيدة في جامعتين بالمدينة، ولما كانت هذه المادة الغذائية تشكل جزءاً رئيسياً من وجبة الاسرة في إيران، كان لابد ان يقبل الناس على شرائها بحماس.

بيد ان الحكومة رفضت الزعم القائل ان هذه الممارسة ماهي إلا رشوة انتخابية وقالت انها كانت امام احد خيارين اما توزيع البطاطا على المواطنين او تركها لتتعفن.

وأفاد الكاتب: عباس رجائي رئيس لجنة الزراعة في البرلمان الإيراني ربط وفرة المحصول بارتفاع سعر التعرفة مما منع تصدير البطاطا، وأنكر التلميحات التي اشارت الى ان كميات البطاطا تلك كانت جزءاً من شحنة مساعدة الى مدينة غزة اعادتها اسرائيل الى مصدرها فيما بعد.

ومهما يكن الامر، لم يعد هناك شك في ان البطاطا اصبحت ورقة رابحة، مثل القضايا الاخرى التي يتناولها رجال السياسة المتنافسين كبرنامج إيران النووي والعلاقات مع الولايات المتحدة فقد اعلن مؤيدو المرشح الاصلاحي الآخر مهدي كاروبي عن نفس الاحتجاجات التي كان قد عبر عنها مؤيدو موسوي، وذلك عندما هتفوا خلال حشد جماهيري في أصفهان: «لا نريد حكومة البطاطا».

كما شجب مفاوض إيران النووي السابق حسن روحاني، الذي كان قد عالج قضايا استراتيجية مهمة، عملية توزيع البطاطا بالمجان باعتبارها ممارسة حكومية غير سليمة.

واختتم الكاتب مقاله بنقل تعليق غريب جداً قائلا: أقوى انتقاد لهذه المسألة صدر عن عباس عابدي، مستشار كاروبي، حيث قال: «ولماذا ليس البصل أيضاً؟ انه اغلى ثمناً من البطاطا، فاذا كانت الحكومة تريد مساعدة الناس حقاً، عليها توزيع حصصاً مجانية من البصل ايضاً.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 23/آيار/2009 - 25/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م