الاكراد واوربا يبحثان عن الاستقلالية عبر الغاز

مشروع سيؤدي الى تحالف استراتيجي كردي-تركي-اوربي

 

شبكة النبأ: يعتزم اشتراك يضمّ شركتين أوربيتين وأخريين من دولة الامارات تصدير كميات من الغاز من اقليم كردستان بشمال العراق للبدء في تغذية المرحلة الاولى من خط الأنابيب نابوكو، من أجل امداد أوربا بالغاز، وستساعد الصادرات اوربا في سعيها لتنويع إمدادات الطاقة بعيداً عن الابتزاز الروسي لاوربا.

لكن المتحدث باسم الحكومة العراقية قال ان العراق يرفض الاتفاقات التي وقعتها الحكومة الكردية الاقليمية مع شركتي نفط الهلال ودانة غاز الاماراتيتين والتي قد تؤدي الى توريد الغاز الى أوربا عبر خط أنابيب نابوكو. إلا أنه بيّنَ، ان العراق يعتزم توريد الغاز لخط الانابيب من حقل أكاس ويتوقع انتاج كميات كافية من الحقل للتصدير الى أوربا بحلول عام 2014.

ويرى مراقبون إن الإجراء الأحادي المتمثل بتصدير الغاز، الذي تعتزم حكومة الإقليم الإقدام عليه قد يمهد للخطوات جدية لانفصال الأكراد عن العراق.

حيث تراعي هذه الصفقة حسب رأي الكثير من المحليين السياسيين، توفير جانب من الحماية المتبادلة بين الطرف المصدر والمستورد، خصوصا أن حجم الأزمة الخانقة التي تعرضت لها أوربا خلال فصل الشتاء الماضي تؤكد الحاجة الأوربية الماسة للغاز.

فيما لا تخفي الحكومة المركزية في بغداد تخوفها من الحماية التي يسعى الأكراد لكسبها مع الأوربيين عبر الاتفاق المزمع إبرامه.

وسيمنح غاز كردستان أوربا مصدرا من العراق عبر تركيا بعيدا عن روسيا ومجال نفوذها الحالي. وتعتمد أوروبا على روسيا في نحو ربع امداداتها من الغاز الطبيعي. كان قطع الامدادات الروسية عن اوروبا الشتاء الماضي بسبب نزاع مع أوكرانيا قد حرم الالاف من التدفئة وجعل بحث القارة عن مصادر جديدة مسألة أكثر الحاحا.

وتعارض روسيا مشروع نابوكو وتعمل على تطوير مشروع ساوث ستريم المنافس. وقد وقعت اتفاقات مع شركاء يوم الجمعة للاسراع في تنفيذ المشروع. وانتقدت موسكو الولايات المتحدة ودولا سوفيتية سابقة لدعمها مشروع نابوكو.

وتعد روسيا أكبر شريك تجاري لتركيا. وتركيا بدورها ثالث أكبر مستهلك للغاز الروسي. وينتهي أجل اتفاق لامدادات الغاز وقعه البلدان منذ 26 عاما في 2012 واتفق الجانبان على العمل على تمديد الاتفاق.

ستكسب تركيا قدرة أكبر على المساومة في مساعيها الرامية الى الانضمام لعضوية الاتحاد الاوروبي كمعبر لصادرات الغاز من العراق. وبفضل موقعها الجغرافي بين منطقة الشرق الاوسط واسيا الوسطى وأوروبا تعتبر تركيا قدرتها على أن تكون شريكا استراتيجيا في مجال الطاقة من بين أقوى مسوغاتها للانضمام الى الاتحاد الاوروبي.

وسيزيد خط الانابيب من الترابط بين منطقة كردستان العراق وتركيا. وقد يكون لهذا تداعياته على الصراع الانفصالي الكردي المستمر منذ 25 عاما في المنطقة ذات الغالبية التركية في جنوب شرق تركيا والذي طالما كان مصدرا لعدم الاستقرار وعائقا امام انضمام انقرة لعضوية الاتحاد الاوروبي.وباعتبارها معبرا لامدادات الغاز الى أوروبا ستكتسب تركيا ايضا نفوذا في كردستان العراق. بحسب رويترز.

ومن شأن صادرات الغاز القادمة من المنطقة الكردية المتمتعة بحكم شبه ذاتي بالعراق الى السوق التركية أن تجعل تركيا معتمدة على امدادات للطاقة يسيطر عليها أكراد العراق.

ويمكن أن تساعد الصادرات من كردستان العراق في الوفاء بحاجات أنقرة من الغاز وتزيل عقبة محتملة امام مشروع نابوكو. ويمكن أن يصل نحو مليار قدم مكعبة من الغاز يوميا الى السوق التركية من مشروع كونسورتيوم كردستان. ويعادل هذا أكثر من 15 بالمئة من امدادات نابوكو البالغة ثلاثة مليارات قدم مكعبة وهي النسبة التي تحتاجها تركيا لاسواقها المحلية.

وستدفع صادرات الغاز منطقة كردستان العراق المتمتعة بحكم شبه ذاتي الى مسرح امدادات الطاقة العالمي. وتعتزم المنطقة أن تعلن عن أول مشاركة لها في سوق الطاقة العالمية من خلال امدادات عبر الخطوط الشمالية لتصدير النفط الى تركيا في يوينو حزيران.

مسؤول روسي يهوّن من وطأة مشروع نابوكو

وقال مسؤول روسي ان اتفاقا من شأنه اطلاق مشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي نابوكو وتقليل اعتماد أوربا على روسيا لا يشكل حدثا مأساويا بالنسبة لموسكو.

وتعارض موسكو مشروع نابوكو وتطور مشروع ساوث ستريم المنافس لامداد أوروبا. ووقعت روسيا اتفاقات يوم الجمعة للاسراع في تنفيذ مشروع ساوث ستريم.

وصرح الكسندر سلطانوف الممثل الرئاسي الروسي الخاص الى الشرق الاوسط ونائب وزير الخارجية لرويترز على هامش المنتدي الاقتصادي العالمي في الاردن "لا أرى أي أحداثا مأساوية (في اتفاق العراق)."

وأضاف ان الامدادات القادمة من اقليم كردستان العراق عبر خط الانابيب نابوكو لن تقلل من جاذبية امدادات الغاز الروسية بالنسبة لأوربا في المستقبل. بحسب رويترز.

وتشكل اليوم كونسورتيوم يضم أو.ام.في النمساوية وام.أو.ال المجرية مع شركة نفط الهلال وشركتها الزميلة دانة غاز من الامارات العربية المتحدة لضخ ما يصل الى ثلاثة مليارات قدم مكعبة يوميا من غاز منطقة كردستان العراق. ويمكن ان تغذي نصف هذه الكمية خط الانابيب نابوكو لامداد أوروبا. وتعتمد أوروبا على روسيا في نحو ربع وارداتها من الغاز الطبيعي.

الحكومة العراقية ترفض اتفاق غاز كردستان مع الشركات الاماراتية

وقال متحدث باسم الحكومة العراقية ان العراق يرفض الاتفاقات التي وقعتها الحكومة الكردية الاقليمية مع شركتي نفط الهلال ودانة غاز بالامارات والتي قد تؤدي الى توريد الغاز الى أوروبا عبر خط أنابيب نابوكو.

الا أن المتحدث علي الدباغ قال ان العراق يعتزم توريد الغاز لخط الانابيب من حقل أكاس للغاز ويتوقع انتاج كميات غاز كافية من الحقل للتصدير الى أوروبا بحلول عام 2014 .

وفي غضون ذلك رحبت المنطقة الكردية التي تتمتع بالحكم الذاتي في شمال العراق بخطة للغاز الطبيعي تبلغ قيمتها ثمانية مليارات دولار من شركات أوروبية وعربية قالت أنها يمكن أن تمد أوروبا بالغاز.

وقالت الحكومة الكردية التي تمضي قدما في تعاقداتها النفطية رغم ادانة الحكومة المركزية في بغداد ان الامدادات من الخطة الجديدة لاستخراج الغاز من الحقول الغنية في المنطقة ستركز على السوق المحلية.

وقالت الحكومة الكردية في بيان انها على ثقة بأنه ستكون هناك كميات اضافية كبيرة من الغاز تكفي احتياجات مشروع خط أنابيب نابوكو من حقول الغاز الحالية المكتشفة ومن العديد من المناطق الاخرى التي تشهد حاليا عمليات تنقيب وتقييم بمقتضي تراخيص.

وكانت الحكومة العراقية قد أدانت في وقت سابق تلك الاتفاقات وقال على الدباغ المتحدث باسم الحكومة ان العراق يرفض الاتفاقات التي وقعتها الحكومة الكردية الاقليمية مع شركتي نفط الهلال ودانة غاز بالامارات والتي قد تؤدي الى توريد الغاز الى أوروبا عبر خط أنابيب نابوكو.

وقال الدباغ ان العراق يعتزم توريد الغاز الى أوروبا الا أن الخطط لن تشمل الشركات التي وقعت اتفاقات مع الحكومة الكردية بشكل مستقل عن حكومة بغداد.وأشار الى ضرورة تطبيق معايير وزارة النفط وليس معايير الحكومة الكردية أو غيرها.وأضاف أن الحكومة ترفض أي اتفاق لا يشمل وزارة النفط العراقية.

واشتركت شركتا أو.ام.في النمساوية وام.أو.ال المجرية مع شركتي نفط الهلال ودانة غاز للكشف عن خطة قيمتها ثمانية مليارات دولار للبدء في تغذية مشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي نابوكو لامداد أوروبا والحد من اعتمادها على روسيا.

وقال مصدر مسؤول بشركة خطوط الانابيب التركية المملوكة للدولة بوتاش وهي أحد المساهمين بخط أنابيب نابوكو ان نقل الغاز من اقليم كردستان بشمال العراق سيمكن مشروع خط أنابيب نابوكو من نقل الغاز الى أوروبا بحلول عام 2014.

وأكد الدباغ على الجدول الزمني مضيفا أنه يتوقع توافر كمية كافية من الغاز لتغذية خط الانابيب بعد الوفاء بالطلب المحلي داخل العراق.

ودخلت الحكومة العراقية المركزية في خلاف طويل الامد مع الحكومة الكردية الاقليمية بشأن قانونية اتفاقات الطاقة التي وقعتها الحكومة الكردية مع شركات أجنبية دون مشاركة وزارة النفط.

"او ام في" النمساوية تستثمر في حقول الغاز العراقية

وأعلنت مجموعة النفط والغاز النمساوية "او ام في" ابرام اتفاق للمشاركة في استثمار حقول الغاز في شمال العراق التي قد تغذي انبوب نابوكو المقبل.

واعلنت اهم مجموعة للنفط والغاز في اوروبا الوسطى في بيان انها اشترت 10% من شركة "بيرل بتروليوم كومباني" التي تستثمر حقلين ضخمين للغاز في كردستان العراق هما خور مور وشمشمال.

وقال نائب رئيس المجموعة المكلف شؤون التنقيب والانتاج هلموت لانغانجر في بيان "باتت او ام في" الان تملك فرصة نادرة للمشاركة في تقويم وتطوير وانتاج كميات ضخمة من الغاز قريبا من السوق الاوروبية، ما يمكن ان يشكل مواد اولية لانبوب نابوكو للغاز". واضاف ان "هذه الصفقة ستعزز الى حد كبير موقع "او ام في" في الشرق الاوسط، اضافة الى ان المجموعة ترى في كردستان العراق منطقة مهمة للنمو". واستثمرت الشركة النمسوية حتى الان 350 مليون دولار. بحسب فرانس برس.

و "او ام في" هي احد المساهمين في مشروع نابوكو الذي يرمي الى نقل الغاز من بحر قزوين الى اوروبا من دون المرور بروسيا، وذلك لتقليص اعتماد الاتحاد الاوروبي على الغاز الروسي.

لكن المشروع يواجه صعوبات في العثور على موارد لتغذية الانبوب، بعدما رفضت ثلاث دول رئيسية منتجة للغاز على ضفاف بحر قزوين هي كازاخستان وتركمانستان واوزبكستان دعم المشروع في اجتماع في براغ في مطلع ايار/مايو.

حقائق عن مشروع خط الانابيب نابوكو

وتشكّلَ كونسورتيوم من شركة نفط الهلال الاماراتية وشركتي "أو.ام.في" النمساوية و "ام.أو.ال" المجرية، لضخ أكثر من ثلاثة مليارات قدم مكعبة يوميا من الغاز من اقليم كردستان العراق يمكن أن يمر نصفها عبر مشروع خط الانابيب نابوكو لامداد أوروبا.

ويهدف خط الانابيب نابوكو الى الحد من اعتماد أوروبا على الغاز الروسي. وكان نزاع وقع في يناير كانون الثاني بين روسيا وأوكرانيا قد حرم المستهلكين الاوربيين من امدادات الغاز لمدة أسبوعين في فصل الشتاء مما جعل المشروع أكثر إلحاحاً. بحسب رويترز.

وفيما يلي بعض الحقائق الاساسية عن المشروع:

- خط الانابيب نابوكو مشروع بقيمة 7.9 مليار يورو (10.69 مليار دولار) لنقل الغاز من تركيا الى النمسا عبر بلغاريا ورومانيا والمجر.

- من المقرر البدء في مد الخط الذي يبلغ طوله 3300 كيلومتر عام 2011 ومن المتوقع ان تبدأ أول عمليات التسليم في 2014 بطاقة سنوية أولية تدور بين ثمانية وعشرة مليارات متر مكعب.

- بحسب دراسات للسوق يهدف المشروع لنقل 31 مليار متر مكعب كحد أقصى من الغاز سنويا.

- جرت أول محادثات بشأن المشروع في فبراير شباط 2002 بين أو.ام.في غاز وبوتاش التركية وام.أو.ال وترانس جاز الرومانية وبلغار غاز البلغارية.

- في عام 2002 وقعت الاطراف الخمسة بروتوكولا بعزمهم الاشتراك في مد خط انابيب غاز جديد يربط احتياطيات الغاز المهمة في الشرق الاوسط ومصر وبحر قزوين بالنمسا وأوروبا عبر خط انابيب غاز جديد يمر بتركيا وبلغاريا ورومانيا والمجر.

- في أكتوبر تشرين الاول 2002 أجرت الاطراف المعنية دراسة جدوى لمد الخط الجديد.

- في ديسمبر كانون الاول 2003 قدمت المفوضية الاوروبية منحة تغطي نحو 50 بالمئة من تكلفة اجراء دراسة الجدوى التي تشمل تحليلات للسوق ودراسات فنية واقتصادية ومالية.

- في 2004 اكتملت دراسة الجدوى. وأشارت النتائج الى جدوى المشروع من الناحيتين الفنية والاقتصادية.

- في 2005 مضى الشركاء قدما في المشروع وبدأوا مرحلة التطوير.

- في 2006 استعان الشركاء بمستشار لمساعدتهم في ارساء العطاءات الخاصة بالاعمال الهندسية.

- في يونيو حزيران 2005 وقع اتفاق المشروع المشترك. وحدد الاتفاق قواعد مشروع خط الانابيب نابوكو.

- أصبحت أر.دبليو.اي الالمانية سادس مساهم في فبراير شباط 2008. وقال الكونسورتيوم انه مستعد لضم مساهم سابع اذا ما أدى ذلك لتعزيز المشروع.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 21/آيار/2009 - 23/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م