المرأة السعودية معاناة مكبوتة وتعسّف مستمر من رجال الهيئة

قاضي سعودي يبيح ضرب الزوجة والإساءة المنزلية

اعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: تعد السعودية حسب اغلب تقارير المنظمات الحقوقية الدولية من أكثر الدول تعسفا ومصادرة لحقوق الإنسان، سيما فيما يتعلق بالاقليات وشؤون المرأة.

حيث يساهم الفكر المتشدد الذي يتبناه رجال الدين الوهابيون المهيمنون على اغلب الشؤون الثقافية والإنسانية والدينية في التضييق على مختلف الحريات والحقوق المدنية لأفراد المجتمع السعودي، بشكل علني وسافر، وممارسة التمييز الطائفي والعنصري.

فيما باتت المرأة السعودية من احد أكثر الشرائح تضررا بعد مصادرة اغلب حقوقها الانسانية والدينية على حد سواء.

إدانات واسعة لمصادرة حقوق المرأة

دعت منظمة حقوق الإنسان الحكومة السعودية استنكار الإساءات والانتهاكات بحق الزوجات، وهي القضية التي كانت من المحظورات سابقاً، إلا أنها أصبحت قضية ساخنة في السعودية مؤخراً.

وقالت مديرة المنظمة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سارة ليا ويتسون: "المطلوب هو أن تقر الحكومة بما لا يدع مجال للبس بأن العنف ضد المرأة غير مقبول ولن يتم التسامح إزاءه، وأن الحكومة ستلاحق الرجال المسيئين للزوجات."

وجاءت تصريح ويتسون على خلفية التقارير التي أشارت إلى أن قاض سعودي صرح في ندوة أقيمت مؤخراً حول العنف المنزلي والسماح للأزواج بصفع زوجاتهم في حالة التبذير والإنفاق الزائد عن الحد. بحسب(CNN).

فقد نقلت صحيفة "عرب نيوز" اليومية السعودية الناطقة باللغة الإنجليزية، عن القاضي حمد الرزين، قوله أمام مؤتمر البرنامج الوطني لحماية الأسرة: "إذا أعطى الزوج لزوجته 1200 ريال سعودي، وأنفقت 900 منها على شراء عباءة باهظة الثمن، وإن صفعها الزوج على الوجه كرد فعل على تصرفها، فهي تستحق هذا العقاب."

وعلى الفور، تعالت صيحات الاستهجان والاستنكار من الحاضرات على التصريحات التي اتضح أنها صادرة عن قاض، وفي ندوة تناقش منع العنف الأسري.

وأضاف الرزين، الذي كان يحول شرح أسباب تنامي ظاهرة العنف المنزلي في المملكة، أن الرجل والمرأة يتشاركان المسؤولية، إلا أنه قال إن بعض اللوم يجب أن يلقى على النساء بسبب تصرفاتهن. ونوه: "ما من أحد يلقي بجزء يسير من المسؤولية على النساء."

وقال الرزين إن عمق مشكلة العنف في المنزل لم تكن تعتبر حتى وقت قريب مشكلة خطيرة في البلاد التي تقضي تقاليدها بألا تعلن المشاكل العائلية خارج المنزل، وأصبحت النساء السعوديات خلال السنوات الأخيرة أكثر جرأة في التعبير عن مشكلة ضرب الأزواج للزوجات، وإساءة معاملة الآباء لأطفالهم.

وقالت ويتسون إن تصريحات الرزين لم تكن مناسبة على الإطلاق، وحتى القاضي لم يكن جاداً عندما قال ذلك.

وأضافت: "لا أعتقد أن ضرب الأزواج السعوديين لزوجاتهم أمر عادي.. لكن أن يقوم رمز ديني سلطوي بمنح ذلك السلوك مصداقية، فإنه يضع بذلك أولئك الذين يسيؤون لزوجاتهم والذين يرتكبون العنف المنزلي في خانة الأمن والسلامة مشيرين إلى موافقة الزعماء الدينيين على ذلك. وهذا هو ما يزعج في المسألة كلها."

وقضية العنف المنزلي في السعودية كانت من المحرمات والتابوهات، لكنها أصبحت قضية ساخنة في السنوات الأخيرة، إذ تقوم منظمات وجمعيات سعودية بتنظيم حملات لتثقيف العامة حول هذه القضية والمساعدة في منع العنف المنزلي، مثل برنامج السلامة الأسرية الوطني.

وقالت ويتسون إن هناك الكثير من حالات العنف الأسري التي لا يتم الحديث عنها  في السعودية، كما أن هناك ضغوطاً هائلة على المرأة السعودية لمنعها من الحديث عن ذلك والمحافظة على خصوصية المسألة، بحجج مثل الفضحية والعار.

كذلك هناك أعراف اجتماعية تعزز الإساءة إلى النساء والعنف ضدهن، ويجادل البعض بأن مثل هذا الأمر ورد في القرآن وخصوصاً في حالة دفعها للطاعة، فيما يجادل آخرون وبأنه لا يوجد مثل هذا التصريح في القرآن.

وكانت الناشطة السعودية في مجال حقوق الإنسان، وجيهة الحويدري، قالت في تصريح سابق إن السعوديات يتعرضن لمثل هذه السلوكيات بشكل روتيني.

وعلقت "بهذه الكيفية يرى الرجل السعودي في المرأة.. إنها ليست عادة مكتسبة عبر القراءة أو التعلم من الأصدقاء.. بل تمت تربيته على هذا النحو..  بأن المرأة مخلوق أدنى."

وأضافت: "لم يدهشني هذا القول من قاض أو رجل.. فقد أنشأوا في ذات الثقافة.. ثقافة توافق على رفع اليد على المرأة.

وعلقت: "بهذه الكيفية يرى الرجل السعودي في المرأة.. إنها ليست عادة مكتسبة عبر القراءة أو التعلم من الأصدقاء.. بل تمت تربيته على هذا النحو..  بأن المرأة مخلوق أدنى."

وأضافت: "لم يدهشني هذا القول من قاض أو رجل.. فقد أنشئوا في ذات الثقافة.... ثقافة توافق على رفع اليد على المرأة."

وفي هذا السياق، أثار قاض سعودي آخر ضجة واسعة إثر رفضه طلباً بتطليق قاصر، في الثامنة من العمر، من زوجها الذي يكبرها بستة أضعاف عمرها، في حادثة أثارت جدلاً محلياً ودولياً وانتقادات منظمات حقوقية عالمية.

وقضت محكمة في منطقة عنيزة، أواخر الشهر الماضي بتطليق الطفلة من زوجها البالغ 47 عاماً.

مفتي السعودية يدعو الفتيات الى التمسك بالحشمة

من جهته دعا مفتي عام السعودية عبد العزيز بن عبد الله الفتيات السعوديات الى التمسك بالحشمة في مواجهة التحديات الليبرالية التي قال إنها تريد تغريب أنماط حياة الشبان.

وتتبنى السعودية البالغ عدد سكانها 25 مليون نسمة نظاما اسلاميا صارما وتشهد نزاعا بين المتشددين من رجال الدين والاصلاحيين بشأن مستقبل المملكة. وينظر الى الملك عبد الله على أنه اصلاحي حذر.

وقال ال الشيخ في تصريحات نشرتها وكالة الانباء السعودية "ان بعض أبناء المسلمين .. هداهم الله .. ممن تلوثت أفكارهم يريدون أن تكون المرأة المسلمة لا دين لها ولا حشمة ولا خلق لها ولا تمسك لها في دين ومروءة. يريدونها امرأة سافرة تمشي وتسافر وحدها وتعاشر من تشاء وتتصل على من تشاء لتعمل صداقات مع من تشاء وكل هذا خطر عظيم ومن يدعو الى هذا الفكر فانما يدعو الى فتح باب الشر على مصراعيه وهدم القيم والاخلاق."

وقال ان النظام التعليمي بحاجة الى معلمين يجعلون القيم المحافظة في قلب برامج أعمالهم. وتابع قوله "إن على القائمين على التعليم في الجامعات أن يتحلوا بهذه الصفة الكريمة .. الامر بالمعروف والنهي عن المنكر." بحسب رويترز.

وحذر مفتي المملكة من استغلال الهواتف المحمولة والرسائل النصية القصيرة لافساد النظام الاخلاقي الذي تدعمه المؤسسة الدينية القوية.

ولجأ كثير من السعوديين الى شبكة الانترنت لتجنب هذا النظام واقامة علاقات. كما استخدم بعض الرجال هواتف محمولة للضغط على نساء غير متزوجات بتهديدهن بسبب صور لهن ربما تكون بحوزتهم.

صحيفة تصف سعوديات بالفجور

من جهتها باشرت أربع جهات حكومية في السعودية النظر في شكوى صحفيات سعوديات تعرضن للقذف والاتهام بالفجور من قبل صحيفة إلكترونية سعودية.

وكانت الصحيفة الإلكترونية نشرت تقريرا جمعت فيه إساءات للإعلاميين والإعلاميات في العاصمة الرياض، وقذفتهم بالفجور وترك الصلاة وإقامة السهرات الحمراء مع قيادات الصحف في المنطقة ذاتها.

وقالت الإعلاميات الموقعات على الشكوى في تصريحات نشرتها صحيفة عكاظ المحلية أن هذه الخطوة جاءت بعد تعدد الحملات المسيئة للإعلاميين ومهنتهم، واستغلال شبكة إنترنت للإساءة إلى مهنة الصحافة والصحافيين السعوديين، محملات القائمين على المواقع الإلكترونية المسؤولية المهنية والقانونية والشرعية عن كل حرف ينشر في الصحف الإلكترونية.

وقالت الإعلامية السعودية شريفة السعيد إن دعوى الإعلاميات ضد موقع الصحيفة الإلكترونية يأتي من منطلق المحافظة على نزاهة ونظافة ميدان مهنة الإعلام، التي اختارها الناس لتكون صوتهم وسلطتهم الرابعة.

وأضافت السعيد "لقناعتنا التامة بزيف وبطلان ما تم تجميعه من قصص وصور ملفقة في موقع الصحيفة عن المجتمع الإعلامي؛ وكذلك لرفضنا التام لأية جهة تجعل من الإعلاميات طريقا للإساءة إلى سمعة بلادنا الطاهرة، قررنا أن نرفع خطابات الشكوى لأربع جهات حكومية مختصة، هي وزارة الداخلية، وزارة الإعلام، هيئة حقوق الإنسان، وهيئة الصحافيين السعوديين".

وتابعت" ندعو الجهات الحكومية لتحمل مسؤولياتهم في الدفاع عن مهنة الإعلام، وكذلك الدفاع عن سمعة أبناء البلاد وبناتها ممن طالهم القذف وتشويه السمعة، ونحن عددنا 13 إعلامية من عدة مؤسسات صحافية من الصحافة المقروءة والمرئية".

وأكد عدد من القانونيين المختصين في قضايا الإعلام أن القائمين على المواقع الإلكترونية، يتحملون مسؤولية السماح بتمرير مواد القذف والتشهير والإساءة، وأن التذرع بأنه لايمثل رأي الموقع أو الصحيفة أو أنها تعليقات القراء لايعتد به، إذ أن شبكة إنترنت تصنف وسيلة إعلامية، ومن حق كافة المتضررين اللجوء للقضاء والحصول على التعويضات المالية والأدبية حتى في قضايا قديمة، إذ أن ما ينشر على الشبكة باق كمستند.

إجراءات صارمة ضد صالات رياضية نسائية

أغلقت السعودية في الآونة الأخيرة صالتين في مدينة جدة الواقعة على ساحل البحر الأحمر وأخرى في الدمام على ساحل الخليج لعدم حصولها على ترخيص وذلك تعبيرا عن عدم الرضا عن العدد المتزايد للصالات الرياضية النسائية غير المرخصة.

وردا على ذلك يروج كُتاب أعمدة في الصحف ومدونون لشعار "دعوها تسمن" الساخر كطريقة لمحاربة الحملة رغم أنه من المُرجح أن تكون المعركة خاسرة.

ولا توجد صالات رياضية مختلطة للرجال والنساء في المملكة نظرا لقيمها الدينية والقبلية المحافظة وللنفوذ الواسع الذي يتمتع به رجال الدين في المجتمع.

مشاركة النساء في الالعاب الرياضية قضية مثيرة للجدل في المملكة منذ فترة طويلة حيث يحظر تدريس الالعاب الرياضية في مدارس الحكومة للفتيات ويصدر رجال الدين فتاوى دينية تحرم ممارسة المرأة للالعاب الرياضية.

وبينما تحصل الصالات الرياضية للرجال على تراخيص من الهيئة الحكومية المعنية بالرياضة لا توجد في المملكة سلطة رسمية تشرف على الصالات الرياضية النسائية.

وقالت فوزية العوني الناشطة النسائية السعودية البارزة ان فكرة الرياضة النسائية غير واردة في أذهان مسؤولي الحكومة السعودية.

ومضت تقول ان حرمان المرأة من ممارسة الرياضة وسيلة أخرى لتهميشها وتقديم مبرر لعزلها وقالت ان هذا أمر لا يمكن احتماله.

والنتيجة هي معدلات عالية من الاصابة بمرض السكري وهشاشة العظام بين النساء وهي أمراض تقول وزارة الصحة السعودية انها تسعى لمكافحتها.

وقال الشيخ عبد الله المنيع عضو هيئة كبار العلماء السعودية في فتوى دينية منشورة في صحيفة عكاظ يوم الخميس "ممارسة رياضة كرة القدم والسلة مثلا فيها المزيد من القفز والحركة وهذه الامور قد تؤثر على الفتاة البكر من الجانب الصحي."

وقالت امرأة تشرف على ناد للعب كرة السلة في جدة ان هذه المدرسة في التفكير موجودة للأسف وتتبنى تفسيرا مشوها للاسلام.

وقد يسمح بالصالات الرياضية النسائية فقط في المستشفيات كمراكز صحية تخضع لاشراف وزارة الصحة ولكن الأسعار مرتفعة للغاية وتصل الى حوالي ألف ريال (266 دولارا) في الشهر ولا يستطيع سوى الأثرياء تحمل تكلفة الاشتراك فيها.

وانتشرت أشكال أرخص من هذه النوادي ولكن الشكوك تحيط الآن بمستقبلها.

أنباء عن سعوديات يقُدن سيارات

نقلت صحيفة "الوطن" السعودية عن شهود عيان تأكيدهم أنهم شاهدوا نساء سعوديات وأجنبيات يقدن سياراتهن في شوارع جدة، مشيرين إلى أن هذه الظاهرة بدأت في التزايد بالتزامن مع الإجازة، وخصوصاً في منطقة الكورنيش في الفترة المسائية.

وقال "القحطاني": إن دوريات المرور لم تسجل مخالفة واحدة بمثل هذه الحالات، وأضاف: إن إدارة المرور تراقب عن كثب شوارع المدينة، للتأكد من عدم وجود مخالفات أو تجاوزات لنظام السير في المملكة سواء من قبل الفتيات أو الفتيان.

وأشار إلى أن: التعامل مع مخالفة قيادة المرأة للسيارة يتم وفق نظام المرور الجديد، ويُستدعى مالك المركبة للتأكد من المخالفة وتُستكمل إجراءات الحادثة كما هو متبع، وأن أي بلاغ تستقبله الدوريات حول قيادة نساء للسيارات يجب أن يتضمن رقم اللوحة الذي تحمله السيارة المخالفة.

وتمنع السلطات السعودية قيادة المرأة للسيارة في المملكة لأسباب دينية بحجة أنها تؤدي إلى مفاسد.

وكان عضو مجلس الشورى السعودي "محمد آل زلفة" تبنى فكرة السماح للمرأة بقيادة السيارة، وتمت إحالة الموضوع إلى النقاش داخل المجلس، الذي انتهى بإصدار هذا النظام ورفعه إلى مجلس الوزراء السعودي لدراسته وإصدار قرار بشأنه، إلا أن المجلس رفضها في ما بعد.

حملة "أمة أقرأ تقرأ"

وفي سياق ثقافي أطلقت مجموعة من الشابات السعوديات حملة لتشجيع السعوديات على القراءة تحت شعار "أمة أقرأ تقرأ" من خلال مناقشة كتاب يتم قراءته كل أسبوعين بعد الاتفاق عليه.

واختارت الشابات وعددهن عشرة عنوان "فكرة كتاب" ليكون اسم لمجموعتهن، التي تهدف إلى إشراك الأخريات في مناقشة ما يقرأن للاستفادة والتحفيز على القراءة الهادفة، ودعوة شخصيات من المجتمع لسن من مشاهيرها غالباً ولسن من فئة عمرية واحدة ومن شرائح مختلفة الأطياف والتفكير، للمشاركة في القراءة بصوت عالٍ، وفقا لصحيفة الحياة السعودية.

وتقوم "فكرة كتاب" على ملتقى دوري كل أسبوعين تتم فيه مناقشة كتاب يتفق عليه مسبقاً، تدير النقاش شخصية قادرة على إدارة النقاش، بحسب موضوع الكتاب الذي لا يشترط أن يكون محدد بمجال معين.

وتناولت الفتيات في لقائهن الأول كتاب "السر"، وفي اللقاء الثاني كتاب "إجابات في الحب" الذي صادف يوم الحب العالمي، وكان لقاؤهن الأخير عن مناقشة وطرح لأفكار كتاب "جدد حياتك" للإمام الغزالي، الذي سبقه نقاش عميق غاص داخل رواية "الطين" لعبده خال.

وتقول صاحبة الفكرة بشرى قاري أن "فكرة كتاب" ليست وليدة المصادفة، وجاءت بتعطش شديد من قبلنا نحن العضوات المؤسسات لفكرة كتاب، وقد حرصنا على أن تكون المجموعة مكونة من جيل شاب وقيادات شابة، مؤكدين على أن احترام الرأي الآخر، والسير على مبدأ "اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية".

وأضافت قاري أن الفكرة نشأت منذ كنت بالجامعة، ووجدت أننا في زمن عزت فيه القراءة، وراودتني الفكرة كثيراً حتى تبلورت، وهدفنا منها أن نجعل "أمة أقرأ تقرأ" من خلال اختيار كتاب في شتى المجالات يتم التصويت على مناقشته بعد القراءة من دون إلزام الجميع بقراءته، شرط أن يواكب حدثاً معيناً.

وأشارت إلى أن الاشتراك في "فكرة كتاب" يكون عن طريق البريد الإلكتروني، أو الحضور إلى إحدى القراءات مع إبداء الرغبة بالاشتراك، ويتم دخول اللقاء برسوم رمزية للجميع حتى غير المشتركين بالعضوية، أو زيارة المجموعة على "الفيس بوك" الذي يدونون فيه اقتراحاتهم وأخبار المجموعة ومواعيدها وتقاريرها وتلخيص الكتب التي تتم مناقشتها.

الرياضة النسوية على المحك

يقف فريق "جدة المتحد" او "جدة يونايتد"، أول فريق نسائي لكرة السلة في السعودية، حائرا كونه لا يستطيع تمثيل السعودية في أي بطولات أو دورات خارج البلاد، وإنما يمثل نفسه فقط حين يلعب أمام فريق آخر في الخارج.

فالسعودية لا تسمح للنساء بالمنافسة رياضيا في مناسبات دولية، حتى أن الفتيات ممنوعات من ممارسة الرياضة في المدارس الحكومية السعودية.

وليس ذلك فقط، بل ان بعض التقارير الصحافية أشارت إلى أن الأندية الرياضة النسائية (للياقة والرشاقة) التي تتزايد شعبيتها في السعودية قد يتم إغلاقها لغياب إطار قانوني ينظمها، ولأن السلطات تمنح تراخيص للاندية الخاصة بالرجال فقط.

وفرض فريق "جدة المتحد" نفسه وظهر إعلاميا فيما رآه البعض تمردا على التقاليد المرعبة في السعودية وتحديا لها ما أثار غضب بعض رجال الدين في السعودية والذين أصدر مجموعة منهم بيانا هاجموا فيه ما تقوم به النساء من ممارسة للرياضة في النوادي النسائية بالسعودية، ووصفوهن بأنهن "قليلات حياء".

وطبقا للقوانين السعودية، فإن المرأة غير مسموح لها بقيادة السيارة، مما يتطلب وجود مرافق لكل عضوة من أعضاء فريق "جدة المتحد" لتوصيلها إلى مكان التدريب الذي يبعد كثيرا عن منزلها، وهذا المرافق إما أن يكون الأب أو الأخ أو الزوج أو حتى السائق الخاص.

تقول لينا المعينا، مؤسسة وقائدة الفريق التي تحدثت عن أحلامها وما تهدف إليه من وراء تكوين هذا الفريق قائلة "إن ما نراه في الإعلام من صورة للمرأة السعودية مغطاة من رأسها حتى أخمص قدميها دون اسم أو وجه لا يمثل حقيقة الأمر، أؤكد أن هناك وجها آخر مشرقا للمرأة السعودية نحاول أن نظهره رغم ما نلقاه من مصاعب نتغلب عليها واحدة تلو الأخرى دون محاولة لخرق القواعد والقوانين المعمول بها في بلدنا". بحسب فرانس برس.

ولينا هي ابنة خالد المعينا، رئيس تحرير أشهر صحيفة تصدر باللغة الإنكليزية في السعودية، وهي صحيفة (عرب نيوز).

وتدير مؤسسة رياضية تتبعها عدة ملاعب للبنين والبنات يبلغ عددهم نحو 250 لاعبا ولاعبة يدفعون اشتراكات شهرية لممارسة الرياضة داخل هذه الملاعب تحت إشراف مدربين ومدربات.

وأضافت المعينا "ما نفعله يبعث برسالة مفادها أن النساء عليهن ممارسة الرياضة، ونريد أن نصبح مثلنا مثل غيرنا في الدول الأخرى".

وعن بداية فكرة تكوين هذا الفريق، قالت "بدأ الأمر عندما عدت إلى السعودية بعد أن تخرجت من احدى الجامعات في الولايات المتحدة الأميركية، وكنت قد قابلت زوجي هناك للمرة الأولى ولعبنا كرة السلة معا، لكن في السعودية كان الأمر محظورا، فبادرت إلى تجميع بعض اللاعبات ومدربة لتكوين الفريق وأطلقت عليه اسم "فريق جدة المتحد".

ومع البداية المتأخرة للفريق، تعترف لينا المعينا بأنها وعضوات فريقها في وضع سيء، لكن الأمر المهم بالنسبة لهن هو "الريادة".

وتقول "آجلا أم عاجلا سيبنون قاعات تدريب للنساء وسيسمحون بها في المدارس، وستظهر المواهب، وربما نحصل على فريق أولمبي ممتاز، لم لا؟. الأمر سيأخذ وقتا طويلا، ربما لن نشهد نحن فريقا أولمبيا، لكن ربما بناتنا سيصلن الى الأولمبياد.. أتمنى ذلك".

وتجمع عضوات الفريق على أن ممارستهن لكرة السلة توفر لهن شيئاً آخر، وهو الفرصة للخروج من المنزل. كما وأنها تشعرهن بالسعادة، وبأنهن يافعات، وتعطيهن طاقة إضافية وثقة عندما يعدن إلى منازلهن.

ورغم ذلك التفاؤل، فإن هناك مخاوف من أن الظهور الإعلامي ل"فريق جدة المتحد" النسائي لكرة السلة قد يغضب المحافظين في السعودية. وتشير لينا المعينا إلى أن زوجها الذي دفعها للعب كرة السلة، يصر على أن الأمر لا يتعلق بالدين، ويؤكد "أننا لا نرتكب خطأ، فديننا يشجع على الرياضة وعلينا أن نكون لائقين بدنيا".

وتضيف" المجتمع منقسم بين مؤيد ومعارض في هذا الاتجاه، وعلينا مواصلة ما بدأناه حتى نحرك المياه الراكدة".

فريق كرة قدم فضلا عن كرة السلة، تفتخر مواطنة سعودية أخرى هي ريما عبد الله بأنها اول من دعت لتشكيل فريق نسائي لكرة القدم في جدة يسمى "كينغز يونايتد" أو اتحاد الملوك بشعاره البرتقالي والأسود, ويضم في عضويته 25 فتاة, اجتمعن صدفة في مقهى نسائي لمتابعة إحدى مباريات دوري ابطال اوروبا، ومع سخونة اللقاء وتفاعل المشاهدات اقترحت تكوين فريق نسائي متكامل.

وقالت ريما عبد الله في حديث تلفزيوني ان الفتيات "قمن بتجميع مبالغ مالية لاستئجار استراحة خاصة شمال جدة تحتوي على ملاعب عشبية لكرة القدم" , مشيرة الى ان التدريبات "تمت بعيدة عن اعين الرجال".

وتوضح ايضا ان الفريق "يضم لاعبات متزوجات لكن غالبيته من العازبات"، كاشفة عن ان فريقها "لعب مع ثلاثة أندية نسائية أهلية جديدة، و4 فرق مكونة من طالبات المدارس الأميركية في جدة والتي تضم لاعبات غير سعوديات ومن عدة جنسيات مختلفة وان المباريات حظيت بحضور جماهيري منقطعة النظير خصوصا ان الحضور اقتصر على النساء والاطفال".

وعن مستقبل كرة القدم النسائية في السعودية، قالت "انه متى ما أتيحت الفرصة واعتمدت فرق كرة القدم النسائية سنكون نواة لأول منتخب سعودي نسائي، وسنحرص على تمثيل بلدنا بشكل لائق ومشرف".

وناشدت الامير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب لإتاحة الفرصة للرياضة النسائية وإنشاء أماكن مخصصة للنساء لوجود كوادر ومواهب نسائية في عدد من الالعاب الجماعية والفردية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 20/آيار/2009 - 23/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م