الكلباني وتكفير الشيعة: صمت السلُطات دلالة الرضا عن التشدد والتطرف

بيانات شجب واستنكار دولية والشروع بمقاضاة أئمة التكفير

 

شبكة النبأ: تصاعدت المطالبات بإقالة عادل الكلباني، إمام الحرم المكي، بعد تكفيره لكافة علماء الشيعة، في وقت يشهد فيه الشارع السعودي والمنطقة العربية عموما حالة من التوتر الطائفي، مما يشكل أكبر إحراج للحكومة السعودية التي تدعي بشروعها في عملية إصلاح شامل، منذ الفتوى ضد أصحاب الفضائيات "الفاسقة" التي أطلقها في سبتمبر الماضي رئيس مجلس القضاء الأعلى السابق صالح اللحيدان...

وتواصلت بيانات الإدانة الصادرة من الرموز الشيعية في السعودية وخارجها للتصريحات التكفيرية التي أطلقها الكلباني بحق الشيعة داعين الحكومة السعودية لمحاسبته وسن قانون يجرّم التكفير.

وجاء في بيان وقّعته شخصيات شيعية، أنه لا ينبغي أن تمر تصريحات الكلباني دون محاسبة وتحقيق في الدوافع والبواعث التي تقف وراءها ومنع تكرارها.

ووصفوا تلك التصريحات بـ"غير المسؤولة و لا المدروسة" وأنها مدعاة للإثارات الطائفية البغيضة.. التي نقف منها نحن الشيعة موقف الإدانة والاستنكار وفقا للبيان. ووقع البيان 163 شخصية دينية ووجهاء ومثقفون شيعة من الأحساء والقطيف. بحسب شبكة راصد الإخبارية.

وكان من أبرز الموقعين الشيخ حسن الصفار وثلاثة من قضاة المحكمة الجعفرية بالقطيف هم الشيخ علي آل محسن والشيخ غالب الحماد والقاضي الأسبق الشيخ عبدالله الخنيزي.

وطالب الموقعون بوقف ما وصفوها بالإدعاءات الكاذبة والاتهامات ومحاسبة كل من يتعدى على كرامة المسلمين وينتقص حقوقهم الوطنية على حد وصف البيان.كما تضمن البيان دعوة الحكومة السعودية إلى سن قانون يجرم التكفير الديني في المملكة.

واعرب الموقعون عن اعتقادهم بأن تصريحات الكلباني تساهم في اجهاض المساعي التي قام بها العاهل السعودي الملك عبدالله على صعيد حوار الأديان ومقررات بيان مؤتمر مكة الإسلامي.

ومضوا في القول بأن المرحلة التاريخية التي نعايشها "لا تحتمل مثل هذه النزاعات فالإسلام قد قُدم مشوها ممن يمارسونه بروح أبعد ما تكون عن مقاصده وأهدافه السامية التي جاءت بها الشريعة".

وعلى صعيد متصل أدان الشيخ عبد المحسن النمر وأمين عام الحوزة العلمية في الأحساء السيد هاشم السلمان التصريحات التكفيرية للشيخ الكلباني.

الشايب: تصريحات الكلباني تناقض التوجه الرسمي للملكة

وقال الناشط الحقوقي البارز المهندس جعفر الشايب أن تصريحات امام المسجد الحرام بحق المسلمين الشيعة تتناقض مع التوجهات الرسمية للمملكة في الحوار بين المذاهب الأديان.

وفي حديث لإذاعة هولندا العالمية قال الشايب إن تصريحات إمام الحرم المكي "تضر بسمعة المملكة في الخارج." مضيفا بأن "تصريحات الكلباني ليست جديدة في السعودية فقد سبق أن اصدر علماء ينتمون إلى المذهب الرسمي في الدولة فتاوى تتضمن الحكم بكفر الشيعة."

وحسب الشايب فإن مثل هذه التصريحات "تتناقض مع التوجهات الرسمية للدولة السعودية في فتح أبواب الحوار بين جميع المذاهب الإسلامية وكذلك بين الأديان."بحسب شبكة راصد الاخبارية.

وفيما يتعلق بمواقف الإدانة قال الشايب بأنها لم تقتصر على الشيعة وحدهم وإنما تضامنت معهم شخصيات سنية. وأشار في هذا الإطار خصوصا إلى مقالة لرئيس تحرير صحيفة الرياض تركي السديري.

المرجعيات الشيعية في ايران والعراق تردّ على التصريحات التكفيرية

وضمن أحدث ردود الفعل المنددة هاجمت المرجعيات الشيعية في العراق وإيران التصريحات التكفيرية لإمام المسجد الحرام الشيخ عادل الكلباني بحق الشيعة.

وندد ممثل المرجع الديني اية الله السيد السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي بفتاوى تكفير المسلمين الشيعة بقوله "هناك من لا يريد للأمة الإسلامية التوحد بل يريدها امة مفتتة".

وقال الكربلائي في خطبة بالصحن الحسيني في مدينة كربلاء "هناك من يصدر فتاوى تكفر الآخرين وآخر هذه الفتاوى صدرت في برنامج بثته الاذاعة البريطانية من قبل أحد الذي كفر جميع المسلمين الشيعة وعلماءهم دون استثناء".

وذلك في اشارة إلى تصريحات أطلقها الشيخ الكلباني الأسبوع الماضي وكفر فيها الشيعة كما شكك في سلامة تدين الصوفيين السنة.

وتسائل الكربلائي "هل تحفظ هذه الفتاوى الإسلام في الصميم أم تضعفه وما هي توصيات القرآن والرسول الأعظم حول وحدة المسلمين".مطالبا "جميع علماء الإسلام ببث الوحدة الإسلامية والتماسك شيعة وسنة وعدم السعي لبث التفرقة".

المرجع الديني الشيخ ناصر مكارم الشيرازي أوضح بأن هناك "من يصدرون فتاوى لكي ينفذ الارهابيون عملياتهم الإرهابية فلا بد من محاسبتهم من قبل جميع المذاهب الإسلامية".

لافتا الى أن "ما يحدث في العراق من عمليات إرهابية تزهق أرواح الأبرياء وتزيد من سفك الدم العراقي هي بسبب هذه الفتاوى".

وفي ايران رد رجال دين بشدة على التصريحات الاخيرة للشيخ عادل الكلباني حول تكفير الشيعة دون تمييز. ودعا آية الله حسين نوري همداني احد مراجع الدين في قم الحكومة الايرانية للقيام بتنبيه السلطات السعودية من اجل وضع حد للتصريحات المثيرة للفرقة بين المسلمين التي يطلقها ائمة الجماعة فيها.

وقال همداني ان الوهابيين المتطرفين اوعزوا لامام الجماعة في المسجد الحرام مؤخرا لكي يخاطب المسلمين الشيعة بالفاظ مسيئة وينسب لهم الکفر.

معتبرا الخطوة "استمرارا لأعمالهم المسيئة في وقت يحضر الكثير من الايرانيين المسلمين لاداء مناسك العمرة في مكة المكرمة".

ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية "إرنا" عن همداني قوله "إن الانحرافات التي وقعت في التاريخ الاسلامي نتيجة للابتعاد عن منهج الرسول أدت إلى التفرقة بين المسلمين وهي ما نتجت عنها فرق ضالة كالوهابية".

من جهته اصدر اية الله ناصر مكارم شيرازي بيانا خاطب فيه الكلباني "اذا كفرتم الشيعة وقام الاخرون بتكفيركم لن تحل اي مشكلة وسيصل اعداء الاسلام الى اهدافهم وهو ايجاد التفرقة بين المسلمين". مؤكدا ان المتشددين يتسببون في إراقة دماء الابرياء ولا جواب لهم حول ذلك يوم القيامة.

وتابع شيرازي بيانه "لقد قلنا مرارا ونكرر ذلك بانه اذا جلستم على مسافة بعيدة وقمتم بتكفيرنا بدون اجراء اي حوار مع الجانب الاخر فستكون نتيجة ذلك الانحراف عن الاسلام. يجب ان يأتي كبار شخصياتكم ويتكلموا بصداقة ومودة حتى يتبين ان ما تقوموا به مبني على اسس باطلة".

البرلمان العراقي يطالب باعتذار سعودي عن تصريحات الكلباني

من جهة ثانية أكد نائب عراقي أن برلمان بلاده طالبَ السلطات السعودية بالإعتذار عن تصريحات إمام الحرم المكّي التي وصفها بأنها "مسيئة" للشيعة في العراق.

وقال البرلماني عن الكتلة الصدرية في مجلس النواب العراقي نصير العيساوي في تصريح لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء، أن "جميع الكتل السياسية الممثلة في البرلمان طالبت السلطات السعودية بالاعتذار عن التصريحات المسيئة للشيعة التي أطلقها مؤخراً إمام الحرم المكي عادل بن سالم الكلباني" على حد قوله.

وأوضح العيساوي أن البرلمان ناقش تلك التصريحات في آخر جلسة عقدها، وأعتبرها تصريحات تحض على العنف وتحث على اثارة الفتنة الطائفية بين المسلمين واشاعة العداوة والبغضاء بينهم. وطالب السلطات السعودية بعدم إلتزام الصمت عنها حسب تعبيره. بحسب شبكة راصد الاخبارية.

وتابع أن "مجلس النواب صوّت خلال هذه الجلسة بالاغلبية المطلقة لعدد حاضريها على قرار يدعو الحكومة العراقية إلى اقامة دعوة قضائية ضد الكلباني واتخاذ جميع الاجراءات القانونية الكفيلة برد الاعتبار لجميع المسلمين من الطائفة الشيعية".

وزاد "القرار طالب أيضاً السلطات الرسمية السعودية بالاعتذار لهذه التصريحات المسيئة للإسلام التي لاتهدف سوى إلى تمزيق وحدة المسلمين وبث روح الفرقة والشقاق بينهم" وفق قوله.

مقاضاة 22 مفتيا سعوديا امام محكمة جرائم الحرب بتهمة التكفير وإهدار الدم

وفي سياق الحملات الرامية لمكافحة التكفير والتشدد قررت مؤسستا آل البيت في كل من القاهرة وبغداد توحيد جهودهما الرامية لملاحقة 22عالما سعوديا بتهمة إصدار الفتاوى التي ترمي الشيعة بالكفر وتحض على قتالهم.

واكد محمد الدريني رئيس مؤسسة آل البيت بأنه إتفق مع رئيس مؤسسة تجمع البيت الهاشمي في بغداد وعد الحسيني على ملاحقة رجال الدين السعوديين في مختلف المحاكم بهدف القصاص لارتكاب جرائم ضد الانسانية وفقا لـ"القدس العربي".

وأضاف أن رحلته لواشنطن الرامية لرفع دعوى ضد السلفيين السعودين تم تأجيلها عدة أيام لحين إنتهاء مؤسسة آل البيت في العراق من كافة الإجراءات الخاصة برفع دعوى قضائية أمام المحاكم الدولية.

كما أكد المرجع الشيعي وعد الحسيني رئيس مؤسسة آل البيت الهاشمي بالعراق أن اللجان إنتهت بالفعل مؤخرا من إعداد لائحة الإتهام التي ستطال من أسماهم بـ"مجرمي السعودية" على ما ارتكبوه في حق أحفاد آل البيت سواء بالعراق أو بكل بقاع الأرض.

جانب من ضحايا الارهاب في العراقوأضاف أن الفتوى الصادرة من السعودية والموثقة بالصوت والصورة والتي أوصى أصحابها بإزهاق أرواح الشيعة باعتبارهم من الكفار تعد حسب الأعراف والقوانين الدولية من الجرائم ضد الإنسانية .

وتابع لقد أسفرت الفتوى عن وقوع عدد كبير من الحوادث وسقوط آلاف الضحايا وجميعها ستكون أدلة الإثبات على تلك الجرائم أمام المحاكم الدولية.

وقال نمتلك الأدلة اليقينية عن تأثير تلك الفتاوى على تزايد معدلات العنف والعمليات الإرهابية في العراق، وهناك سلسلة تفجيرات حدثت عقب فتوى الـ22عالما سعوديا نتج عنها سقوط العديد من القتلى والضحايا.

وأشار إلى أن الملف بالكامل تم تسليمه لمسؤول عراقي من أجل النظر فيه لرفع الدعوى أمام محكمة جرائم الحرب الدولية وذلك لأن تلك المحكمة لا تقبل برفع الدعاوى القضائية إلا عبر مؤسسات دولية.

وحول الأماكن التي سيتم رفع الدعاوى القضائية قال لن تكون في قطر بعينه بل سنذهب لكل قطر تقبل قوانينه بمحاكمة مجرمي الحرب وسافكي الدماء كي نقتص لقتلانا وجرحانا.

مضيفا ان ما نقوم وسنقوم به هو حق مشروع فمن غير المعقول أن نترك الحرية للمجرمين كي يفلتوا دون عقاب على جرائمهم.

واعتبر الوهابيين الذين أصدروا الفتوى الأخيرة بأنهم أعداء للإسلام وتساءل إذا كانوا يحكمون على آل البيت بتلك الأحكام فبماذا سيحكمون على الإسرائيليين.

الشيخ قاسم: تصريحات الكلباني إعلان حرب داخلية بين ابناء الأمة

وفي نفس السياق وصف رجل الدين البحريني البارز الشيخ عيسى قاسم تصريحات امام المسجد الحرام الشيخ عادل الكلباني الأسبوع الماضي والتي كفر فيها المسلمين الشيعة بأنها "شر عظيم على الأمة واعلان حرب داخلية بين أبناءها".

وقال قاسم في خطبة الجمعة بجامع الإمام الصادق بمنطقة الدراز بأن الحكم بالكفر على ملايين المسلمين من موقع ديني رسمي كبير على مسمع من العالم كله فضلاً عن جميع المسلمين وإباحة الدماء والأعراض والأموال التي حرم الله، وصانتها شريعته، وفي ذلك أكبر خدمة للكفر المتربص بالإسلام والمسلمين.

وقال تعليقاً على تلك التصريحات لإمام الحرم المكي بأنه في الوقت الذي ننكر بأشد درجات الإنكار على التعاطي مع الشتم والسب واللعن بين المسلمين صحابة كانوا أو غير صحابة، فإن التكفير للمسلم لجريمة أكبر وأخطر.

وأشار إلى أنه لو تواجهت مساجد المسلمين وجوامعهم في قضية التكفير، ولو كل طائفة تكفر الأخرى من خلال مساجدها ومحاريبها لأحترقت هذه الأمة في أيام، ولم يمهلها عصف الفتن عن الهلاك أكثر من ذلك.

وأبدى الشيخ قاسم تعجبه من أن يحكم ذوو المناصب الدينية الرسمية الكبيرة بقضية الكفر على ملايين المسلمين المصلين الصائمين الملتزمين بأصول الإسلام وفروعه ببرودة أعصاب حكماً فاسداً في كلا من كبراه وصغراه. بحسب شبكة راصد الاخبارية.

وتسائل قاسم وسط جموع غفيرة من المصلين عن مدى علم هؤلاء بالغيب في صحة تعبد الشيعة باللعن على الصحابة وشتمهم.

وأضاف: أليس هذا من الرجم بالغيب؟ هذا العالم الشيعي في بيته ما أدرى هذا المفتي والمتفوه بالباطل أنه يتعبد بشتم هذا الخليفة أو ذاك حتى يعطي حكماً كلياً لكفر كل عالم شيعي؟ أهذا علم؟

 وتأتي تصريحات الشيخ عيسى قاسم امتدادا لردود فعل المرجعيات الدينية الشيعية في قم المقدسة التي طالبت حكومتها بلفت نظر الحكومة السعودية إلى ضرورة الحد من فتاوى التكفير التي يطلقها رجال الدين في المملكة.

هل يدفع الكلباني ثمن أخطاءه على غرار اللحيدان

وتصاعدت المطالبات بإقالة الشيخ عادل الكلباني، إمام الحرم المكي، بعد تكفيره لعلماء الشيعة، في وقت يشهد فيه الشارع السعودي والمنطقة العربية عموما حالة من التوتر الطائفي، مما يشكل أكبر إحراج للحكومة السعودية منذ الفتوى ضد أصحاب الفضائيات "الفاسقة" التي أطلقها في سبتمبر الماضي رئيس مجلس القضاء الأعلى سابقا، الشيخ صالح بن حميد اللحيدان، و التي ضج منها العالم. بحسب شبكة راصد الإخبارية.

وكان الكلباني - المشهور بـ «اوباما السعودية» لبشرته سوداء اللون و الذي عيّنه الملك عبد الله بن عبد العزيز في سبتمبر 2008 إمام الحرم الإسلامي الأول بمكة المكرمة، كجزء من مشروع الانفتاح والتسامح وللتأكيد على عدم وجود التفرقة والعنصرية - قد قال في الرابع من مايو الماضي في مقابلة مع قناة بي. بي. سي، أن علماء الشيعة "كفار" و أكد أن الشيعة لا يحق لهم أن يكونوا ممثلين في "هيئة كبار العلماء"، أعلى هيئة دينية في المملكة العربية السعودية.

وأثارت تصريحات الكلباني زوبعة من الانتقادات الغاضبة والمتشنجة وتناوب رموز الشيعة للمطالبة بإقالته ومحاكمته وذهب بعضهم إلى مطالبة الحكومة السعودية بالاعتذار رسميا للشيعة.

وكان الزعيم الشيعي المعتدل، الشيخ حسن الصفار، من بين المنتقدين للتصريحات "التكفيرية"، فدعا لإقالة الشيخ الكلباني أو "الاعتذار رسميا عن منهجه التكفيري ضدّ الشيعة"، مضيفا في خطبة الجمعة أنه "لا يصح أن يتولى إمامة الحرم من يعمد لتكفير شريحة واسعة من المسلمين والتشكيك في سلامة شريحة أخرى" و واعتبر أن بقاء الكلباني في منصبه إماما للحرم "يضر بحكومة البلد بالدرجة الأولى".

الشيخ الصفار طالب بعزل الكلباني لتكفيره الشيعةأما الشيخ عبد الكريم الحبيل، فقد طلب من الملك عبد الله بعزل الشيخ الكلباني، متهما إياه ضمنيا ب "الإرهاب العقدي"، ومطالبا الدولة أن تعتذر للشيعة بشكل رسمي ومعتبرا أن مثل هذا الخطاب يعد "ضربة لكل مبادرات حوار الأديان".

أما السيد حسن النمر الصائغ، رجل الدين البارز في مدينة الدمام، فحذر قائلا: "قد يترتب على التكفير التفجير" كما حصل في بعض البلدان المجاورة وكما حصل في كثير من بلدان المسلمين.

كما أدان أكثر من 160 من شخصيات دينية ومثقفين سعوديين تصريحات الشيخ الكلباني بحق الشيعة و طالبوا في بيان الحكومة السعودية بمحاسبته وبسن قانون يجرم التكفير الديني في المملكة و أكدوا أنه "لا ينبغي أن تمر تصريحات الكلباني دون محاسبة".

ومن بين ردود الفعل، ما ورد على لسان العديد من الكتاب الشيعة، من بينهم محمد الشيوخ، الذي اقترح على الشيعة عدة "خطوات لمقاومة الفتاوى التكفيرية" من بينها "تنظيم حملة إعلامية عالمية" و"مطالبة الدول المحتضنة للتكفيريين، ومن بينها الحكومة السعودية، بضرورة سن قوانين تجرم وتعاقب التكفيريين والمحرضين على الفتنة الطائفية" وكذلك "رفع دعوات قضائية ضد التكفيريين لملاحقتهم حقوقيا وقضائيا محليا وعالميا".

وقد نقلت 'القدس العربي' عن محمد الدريني، رئيس مؤسسة آل البيت، بأن "مؤسستا آل البيت في كل من القاهرة وبغداد قررتا توحيد جهودهما الرامية لملاحقة 22عالما سعوديا بتهمة إصدار الفتاوى التي ترمي الشيعة بالكفر وتحض على قتالهم"، لمحاكمتهم في مختلف المحاكم بهدف القصاص منهم بعد اتهامهم بالوثائق بارتكاب جرائم ضد البشرية".

كما أدان الكاتب علي آل غراش تصريحات الشيخ الكلباني و عبر عن أسفه أن يصدر "هذا الكلام الطائفي التكفيري من شيخ (...) ويمثل الدولة التي تحتضن وتشرف على أقدس بقعة على وجه الأرض، مما يشكل ضربة لمنهج الحكومة بالاعتراف بالمذاهب وحوار الأديان، وضربة موجعة لـمشاريع خادم الحرمين الشريفين المتمثل بحوار الأديان والحوار الوطني، والإصلاحات والتغيير في الوطن".

وكان الملك عبد الله منذ توليه السلطة في أغسطس 2005 قد انتهج طريق الحوار مع الغرب، الذي توّج في شهر يوليو 2008 بتنظيم ندوة "حوار الأديان" في مدريد، بمبادرة من العاهل السعودي.

وكان الملك السعودي قد أصدر في فبراير الماضي تعديلات حكومية شاملة تميّزت أساسا بإعفاء رئيس مجلس القضاء الأعلى وعضو هيئة كبار العلماء، وعدد من كبار رجال الدين من مهامهم، مما أعتبره البعض "انقلابا أبيضا" على "الحرس الفقهي القديم" وحربا على الفساد والإخفاق في العمل، بينما رأى فيها آخرون خطوة إصلاحية جريئة، بدماء شابة.

وكان الشيخ اللحيدان قد أصدر فتوى، وهي عبارة عن دعوة غير مباشرة لقتل أصحاب قنوات التلفزيون التي "تبث الفساد والفسق و/أو تثير الفتنة بين المسلمين". فأثار الشيخ اللحيدان، الذي كان يستهدف بصفة غير مباشرة القنوات التابعة لرجال أعمال سعوديين مقربين من الأسرة الحاكمة السعودية، انتقادات شديدة للنظام السعودي في الغرب.

وأثارت هذه البيانات والصريحات والمقالات سيلا من التعليقات على مواقع الانترنيت، بعضها منددة بالشيخ الكلباني وبعضها مؤيدة له.

يقول "ياسر الناصر" على موقع "راصد": "المسؤول الأول عن تصريحات الكلباني هي الدولة، لأن منصب إمامة الحرم المكي بيدها، ومن غير المقبول أن تعقد الدولة مؤتمرات لحوار الأديان ثم يخرج لنا موظفها الرسمي في الحرم المكي ليعلن عبر قناة فضائية تكفير علماء الشيعة".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 18/آيار/2009 - 21/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م