انفلونزا البطيخ

حامد الحمراني

اعلنت وزارات الداخلية والدفاع والصحة وبشكل شفاف جدا جدا عن مقتل واصابة ( 355) عراقيا لشهر نيسان فقط، وهذه الحصيلة ايها السادة ليست بسبب اجتياح انفلونزا الخنازير في بلدنا الامن الذي يمتلك ثلاثة خنازير في متنزه الزوراء وتم قتلها جميعا.

الحصيلة اعلاه ليست بسبب انفلونزا الخنازير فان هذا المرض لم يشكل تهديدا على امننا القومي فانه ليس اسوأ من الانفلونزات التي سبقته سواء الطيور او العجول او البشوش اوالخيول.. فقد وجدنا حينها دجاجنا الوطني كيف كان  قمة النزاهة والصميمية وخرج من الازمة مرفوع الرأس ابيض الوجه وحتى بالنسبة لبقرنا العراقي فقد ضبط نفسه وطريقة تفكيره في قمة الجنون التي اصابت بقر العالم العام الفائت.

واننا بصراحة مريرة لا نشتكي من لحوم الحيوان وامكانية تحويله الى وباء، وحتى لو اكتشف مستقبلا انفلونزا الحمير فان الحمار العراقي غاية في المسالمة والدعة والمسكنة ونعرفه جيدا ليس له الرغبة وحتى القدرة في ايذاء الاخرين، يمكن لاننا وقعنا معه اتفاقية تاريخية جغرافية سلمية نمنع انفسنا بموجبها استخدامه لغير النقل وخاصة بعد الازدحامات الرهيبة في بغداد، ونرجو من الله ان لا تضطرنا الازمة الاقتصادية العالمية لاستخدامه لغير ذلك!!!!.

الحصيلة اعلاه ايها السادة ليست بسبب انفلونزا الخنازير ؛ لان الخنازير في بلادنا تخاف البشر اصلا والعراقيون بعيدون عنها يمكن لحرمة اكل لحمها الغالي الثمن.

فلم اشهد او اسمع ان في منطقة من مناطق العراق اكل احدهم لحم خنزير سواء كان مسلوقا او مشويا او عمله (تشريب خنزير)، ولم اصادف ان سمعت ان احدا حول رأس الخنزير الى ( باجة) ولم اسمع ان الخنزير نفسه تجرأ يوما ونافس اكلاتنا القومية والوطنية سواء السمك البني او الشبوط او الدولمة او كبة البرغل او الدليمية.

اقول ان هذا الرقم  (355) هو حصيلة انفلونزا التفخيخ التي من اعراضها تحويل الانسان الى اشلاء ومن اسبابها اللهاث على المناصب المتنازع عليها وحاضنتها اختفاء ثقافة التداول السلمي للسلطة ومنبعها ومثيرها ارتفاع درجات حرارة الاحتلال والاسهال الدكتاتوري وسعال حاد متطرف بسبب الفساد الاداري لعمل الرئة.

والعجب العجاب انك تسمع وترى الاجراءات الواسعة في العالم للحيلولة دون انتشار انفلونزا الخنازير الذي لم يقتل سوى 15 شخص  بالرغم من اكتشاف اصابته في 15 دولة في اوربا والامريكيتين، اما البقية فانهم مصابون ويمكن شفائهم، في الوقت الذي اعلنت فيه منظمات الصحة الطوارىء واغلقت بعض الدول المطارات والفنادق والمطاعم خوفا على مواطنيهم من الاصابة، اما نحن المصابون  بفايروسات انفلونزا البطيخ والتفخيخ وحمى العبوات الناسفة منذ ستة اعوام والتي فتكت بالامة العراقية وحولت نساؤها ارامل واطفالها ايتام فاننا نطلق سراح المفخخين ونزيد هذا الوباء ونديمه بالتصريحات المنفلقة المشجعة على الارهاب.

قال الناطق باسم الشهداء العراقيين ان سبب هذه الحصيلة المرتفعة هو وجود مناسبتين عزيزتين على العراقيين، الاولى سبعة سيارات نيسان مفخخة في مولد الحزب القائد والثانية ثمانية وعشرين عبوة ناسفة في مولد القائد الضرورة.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 17/آيار/2009 - 20/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م