التسلح بالثقافة الاقتصادية لمواجهة الأزمة المالية

مركز النبأ الوثائقي

 

شبكة النبأ: أولى العلماء والمفكرون أهتماماً كبيراً للتربية، ومع دق ناقوس الخطر الاقتصادي عالميا دأب هؤلاء العلماء والمفكرون على إتمام مشروع التربية بكل جوانبه، وللتربية الاقتصادية إهتمام خاص؛ لأن التربية الاقتصادية تساهم في خلق ثقافة تقي المجتمعات من  أية أزمة إقتصادية.

إن غياب التربية والثقافة الاقتصادية عن أذهان المجتمعات والتبذير والإسراف وغياب الوعي الاقتصادي، فضلا عن العادات السيئة التي طرأت؛ نتيجة الحروب والسرقات والفساد والمحسوبية، كل هذا ساهم في خلق فوضى كبيرة في الكثير من البلدان، مما خلق حالة من الذعر في نفوس الناس، وبالتالي توجب على الجميع التسلح بثقافة اقتصادية تساهم في خلق مناخ إقتصادي آمن ومستقر يقي من أي أزمة مالية تؤثر على حياة الناس.

ولو أردنا أن نقي أنفسنا من أية أزمة يتوجب علينا ابتداء الطفل أن نتعود على الانفاق الصحيح وعلى الاستهلاك المعقول وتشجيع الناس على التسلح بثقافة إقتصادية تقوي إقتصاد البلد، فان كل ذلك يسهم في خلق أجواء أقتصادية آمنة ومستقرة.

بالاقتصاد والنظام نتقدم

يقول المرجع الديني الامام السيد محمد الشيرازي (رحمه الله): لقد أصبحت الدنيا تسير(على الأغلب) تحت رعاية النظام والاقتصاد، فكل جماعة أو أمة أو شعب، يفقد أحد الأمرين ينزل مستواه.. وينزل.. حتى يصل أسفل سافلين، والمسلمون يفقدون كلا الأمرين (إلا ما شذ) ولذا نرى تأخرهم كل يوم في جميع جوانب الحياة، بينما الطرف المقابل أخذ بالصعود كل يوم في مختلف نواحي الحياة.. لندع الغربيين: فهذه اليابان غزت العالم بصناعتها مع أنها ــ قبل مائة سنة ــ كانت من الدول المتأخرة، إنها أخذت فجأة بالنظام والاقتصاد، ولذا أخذت بالتصاعد حتى بدأت تهدد الغرب في صناعتها..

ويضيف الإمام الشيرازي: الإسلام أول دين نادى بهذين الأمرين، حيث قال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم): (نعم العون على الدين: الغنى)، و الإمام علي (عليه السلام) (الله..الله.. في نظم أمركم).

فلماذا لا نأخذ بهما؟ والنظام والاقتصاد يجب أن يكونا من واقعنا؛ لا شيئاً يفرض علينا فرضاً.. إن مايجري علينا هو وليد عدم تفهم الاقتصاد في الجانب الاجتماعي والديني..

إن علينا أن ندخل النظام والاقتصاد في جميع جوانب الحياة اليومية وغير اليومية إذا أردنا التقدم.

ميزانية من أجل التربية

الفقيه السيد محمد رضا الشيرازي (قدس سره) من جهته يقول: يجب أن ننظر إلى مسألة التربية باعتبارها مسألة علمية وجادة تستحق كل الاهتمام، لأنّ أي تغاضٍ أو تجاهل لها سيؤدّي إلى انحراف مئات بل آلاف الأفراد عبر التاريخ، لجهة أنّ كل طفل في العصر الحاضر يمثّل أجيالاً مستقبلية قادمة ستخرج من صلبه.

وأضاف: يجب تخصيص جزء من ميزانية الأسرة لصرفها في قضايا تربية الأطفال مثل شراء الكتب وما شابه ذلك، كذلك يجب ألا ننسى أنّ إناطة المسؤولية بالأطفال ترسّخ شعور الثقة بالنفس لديهم وتستثير فيهم مواهبهم الدفينة وتساعد في صقل شخصيتهم.

نكتشف من خلال كل ماذكر هناك مضامين كثيرة تنطوي عليها التعاليم الاسلامية حيث يقول الله تعالى"والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً" الفرقان(67)،  وقال تعالى "ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً"، الإسراء(29).

خلاصة القول، لابد من توعية المجتمعات إقتصادياً وتوضيح أبعاد الأزمات التي تمر على الشعوب، وتثقيف المجتمع بسلوكيات إقتصادية مشروعة عبر مختلف الوسائل التعليمية من صحف ومجلات وندوات وبرامج تلفزيونية ونشرات إقتصادية متخصصة تساهم فيها الدوائر الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، مع عرض نماذج وتجارب للاقتصادات الناجحة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 16/آيار/2009 - 19/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م