كيف نقي أنفسنا من الارهاب وتداعياته

علي الطالقاني

 

شبكة النبأ: كثر الحديث في وقت سابق عن المناطق والمحافظات المحيطة ببغداد، وكوني من سكنة مناطق مثلث الموت سابقا، والتي هاجرت منها بسبب الأرهاب، ساتحدث عن دواعي بقاء القوات الأمريكية في هذه المناطق بالرغم من الاتفاقية التي تنص على أنسحابها، وعن كيفية الوقاية والتصدي للارهاب.

الساحة السياسية العراقية تشهد تطورات جديدة اعتبرها المحللون والمراقبون مؤشراً خطيراً نحو ظهور الارهاب مرة أخرى حيث خلف 335 قتيلا، خلال شهر ابريل/نيسان الماضي وهو الأعلى في الشهور السبعة الأخيرة.

وعن التكتيك الجديد الذي سمعنا عنه سمعنا مؤخرا باستقطاب تنظيم القاعدة لأفراد من مختلف مناطق العراق وهذا ما كشف عنه المتحدث باسم وزارة الداخلية، اللواء عبد الكريم خلف عن خلية لتنظيم القاعدة، تضم ثلاثة أشخاص من محافظة الديوانية، أحدهم من منتسبي وزارة الداخلية، ارتكبوا عشرات عمليات القتل والتفجير في بغداد، إحداها سبقت زيارة الرئيس الأميركي باراك اوباما لبغداد بيوم واحد.

الجيش الأميركي بعد التداعيات الأمنية التي حدثت في بغداد وديالى وكركوك والموصل، كثف جهوده على استثناء هذه المدن من انسحابه المقرر نهاية شهر حزيران المقبل، وذلك بعد أن قدم قادة عسكريين تقارير تشير الى التحديات التي تواجه القوات العراقية من قبل الارهاب في هذه المناطق.

فقد كشف قائد عسكري أميركي رفيع المستوى في بغداد أن القوات الاميركية تبحث تقارير عسكرية ميدانية حول الاوضاع الامنية في بعض المدن العراقية التي ما زالت بحاجة الى الدعم المباشر للجيش الاميركي بعد المدة المقررة لسحب القوات الأمريكية من العراق.

معتبرا أن الأوضاع الأمنية في مدن الموصل وديالى وأطراف العاصمة بغداد ما زالت هشة وبحاجة الى دعم أميركي مباشر لقوات الأمن العراقية. وأن الجانب الأميركي قد يطلب من الجانب العراقي اجراء مفاوضات لاستثناء بعض المدن العراقية من الانسحاب الاميركي في حالتين.

الأولى: موافقة الحكومة العراقية.

 الثانية: بقاء الأوضاع الأمنية في هذه المدن على حالها دون تحسّن. و أن عملية تنفيذ الاتفاق الامني ما زالت جارية ووفقاً للخطوات المرسومة لها.

الكشف الأمريكي عن نية بقائه في بعض مناطق العراق لم يأت من فراغ، وانما له تداعيات أخرى ولكن عند مراجعتنا لحوادث العنف في هذه المناطق سنجد أن وجهة النظر الأمريكية فيها نوع من الصحة، ولكن هل هذا يعني أن نسلم بهذا الكشف وأن نعتمد على الآراء الأمريكية فقط، فثمة وجهة نظر أخرى تنبع منا نحن العراقيين من سكنة المناطق الساخنة.

الارهاب رمال متحركة

المنطقة الشمالية تمر بعدة منعطفات ومشاكل من أبرزها، مشكلة الفيدرالية، ومشكلة كركوك، ومشكلة الانتخابات، تضاف الى ذلك مشاكل اقليم كردستان الداخلية ومنها مشكلة حزب العمال الكردستاني.

وبالنسبة للمنطقة الشمالية الغربية فقد أصبحت خلال الاعوام الثلاثة الماضية تحت رحمة  الجماعات الارهابية  ذات الروابط القوية مع تنظيم القاعدة. فخلال مدة الصراع ضد الحكومة العراقية نشأت التحالفات والروابط بين الجماعات الإسلامية المتطرفة والمسلحة في المناطق الغربية والشمالية الغربية، وذلك على النحو الذي أدى إلى ظهور حركات متطرفة والتي أكدت وجودها من خلال عمليات القتل والتفجير في المسرح العراقي بشكل يحقق التعاطف مع الحركات المتطرفة في دول العالم.

أما المنطقة الوسطى ذات الخليط السكاني فهي الأخرى تعاني من انقسامات طائفية أثر موجة العنف التي خلفتها قوى الارهاب بعد العام 2003، والجذور التي بنى عليها نظام صدام لمكونات المناطق وبالخصوص حزام بغداد الأمني الذي وضعه كطوق لحماية وجوده.

المنطقة الجنوبية هي الأخرى تعيش حالة من الفقر ورداءة في الخدمات. تضاف الى ذلك حالة المد والجزر في السياسة المحلية. كل هذه الارهاصات تساهم في هز البنية السياسية والاجتماعية في العراق، مما تعزز هذه الارهاصات من وجود قوى الارهاب في هذه المناطق. فضلا عن رغبة القوات الأمريكية بالبقاء على الاراضي العراقية، لا للدفاع عنها وإنما لأطماعها.

التطورات الارهابية الأخيرة إلى أين

تزامنت دعوة الامريكيين ببقائهم في المناطق الساخنة في وقت تسعى فيه واشنطن إلى بقاء نفوذها في هذه المناطق من العراق نحو استبدال خطوط الضغط على الحكومة العراقية، من حيث إقناع بعض الجهات السياسية عبر تقديم المساعدة الأمنية في الوقت الذي بدأت عمليات الارهاب تأخذ تكتيكاً جديداً تتمثل خطوطه العامة عبر عدة محاور:

- اخترق القوات الأمنية.

- السعي لإقناع الحركات المتطرفة الموجودة في المحافظات العراقية لجهة القيام باعمال عنف.

- استحداث آليات جديدة لتنفيذ ضربات نوعية في مناطق مختلفة من العراق.

أن القضاء على قوى الارهاب لا بد أن يتم على يد العراقيين، ولن يتحرك لا الأمريكيين ولا غيرهم للقيام بذلك، لأن حركات الارهاب وجدت الدعم والمساندة بواسطة السكان المحليين المعارضين للوجود الأمريكي.

كيف نواجه الارهاب

لمواجهة الارهاب طرق عديدة نذكر جملة منها قد تقي من بقاء العراق بين مطرقة الارهاب وسندان الامريكيين.

- أخذ زمام المبادرة في التصدي للارهاب، وإيجاد قيادات خارج نظام المحاصصة، قائمة على الأدارة بشكل مهني واختيارها على أساس الكفاءة. وأن يجري اختيار القوى الأمنية من قبل  لجان عسكرية وأمنية متخصصة.

- رصد الغرباء الذين يخترقون صفوف المصلين في المساجد والحسينيات. ولاشك أن المتولين على البيوت الدينية يعرفون بعضهم البعض وبالتالي يمكنهم معرفة الغريب وتمييزه.

- تفعيل دور اللجان الشعبية برئاسة مختار المحلة وتكوين مجلس لمساعدة المختار على عمله بحيث يكون قائما على نظام مؤسساتي له صلاحيات جمع المعلومات ورصدها وتسجيل السكان ومعرفة سكان الحي الأصليين والمستأجرين. ولا يفوتنا إلا أن نوصي هذه المؤسسة بأن ترعى حقوق الناس ومشاعرهم واحترامهم.

- التوعية الدينية التي تحث على حرمة دم المسلم.

- خلق روح التعاون بين الأجهزة الأمنية وبين المواطنين، لأنهم عين من عيون النظام فكلما ازدادت مسؤوليتهم ازداد معها الحس الأمني والوطني.

- فضح مخططات الإرهابيين، وتبيين طرق تفكيرهم وما هي الاساليب التي يتبعوها في استقطاب ذوي النفوس الضعيفة، فهم يؤثرون خاصة بالشباب عبر التلاعب بعواطفهم.

- معاملة الارهابيين بحزم فأن ذلك يقلل من التأثر بهم والسير على نهجهم.

- أن يلعب الاعلام دوره الحقيقي عبر نقل الحقائق الى الموطنين عندما يتم الكشف عن جريمة ما، لأن ذلك يعزز من ثقة المواطنين بالأجهزة الأمنية؛ وبالتالي سيكون هناك دور كبير ومؤثر على معنويات المواطنين.

- مراقبة سلوك الأبناء، فأن المراقبة والتوعية من الأولويات في التربية البيتية، وأن الاباء هم أول من يهمه الأمر لذلك يجب عليهم الانتباه إلى أي سلوك خاطىء للأبناء.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 16/آيار/2009 - 19/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م