سباق الرئاسة في إيران وحرب المساجلات

احمدي نجاد يواجه جبهتين من المحافظين والمعتدلين

إعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: دخلت مرحلة الانتخابات الإيرانية كما يراها المراقبون الى منعطف السجلات والاتهامات المتبادلة بين المرشحين، فيما انصبت اغلب تلك الاتهامات على سياسة الرئيس الحالي احمدي نجاد الذي لا يزال يحظى بفرصة كبيرة للفوز بولاية جديدة.

ويواجه نجاد ثلاثة خصوم رئيسيين من الإصلاحيين الى المحافظين يتفقون كلهم على انتقاد سياسات الحكومة، مع إغلاق باب الترشيح لانتخابات الرئاسة.

475 إيرانيا سجلوا ترشيحاتهم

أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية ان 475 إيرانيا سجلوا ترشيحاتهم للانتخابات الرئاسية الإيرانية المرتقبة في 12 حزيران/يونيو وهو نصف عدد المتقدمين بطلبات ترشيح في عام 2005.

وقال كامران دانشجو رئيس اللجنة الانتخابية التابعة للوزارة في تصريح صحافي "من بين الاشخاص ال475 الذين سجلوا ترشيحاتهم، هناك 433 رجلا و42 امرأة".

وابرز اربعة مرشحين سجلوا ترشيحاتهم هذه المرة هم الرئيس محمود احمدي نجاد ورئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي ورئيس مجلس الشورى السابق مهدي كروبي والقائد السابق للحرس الثوري الايراني محسن رضائي. بحسب فرانس برس.

الا انه يتوقع ان لا تسمح السلطات سوى لعدد قليل من هؤلاء بدخول السباق الانتخابي.

وسيقوم مجلس صيانة الدستور المتنفذ المؤلف من 12 عضوا من بينهم ستة رجال دين يختارهم المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية اية الله علي خامنئي وستة اخرون يقترحهم رئيس القضاء، بدرس الطلبات لتحديد المرشحين المؤهلين خوض الانتخابات.

وفي عام 2005 لم يوافق المجلس سوى على ثمانية مرشحين من بين 1014 تقدموا بطلبات. وفي نهاية المطاف خاض سبعة فقط الانتخابات.

وقال دانشجو ان اكبر المرشحين عمرا هذا العام هو رجل في السادسة والثمانين من العمر بينما اصغرهم شاب لم يتعد عمره 19 عاما. وقال ان غالبيتهم من الموظفين يليهم معلمو المدارس.

وبحسب الدستور الايراني يجب ان يتمتع المرشحون بخلفية سياسية او دينية ويحملوا الجنسية الايرانية ويؤمنوا بمبادئ الجمهورية الاسلامية ويدينون بالديانة الرسمية للدولة.

ويجب الا يقل عمر المرشح عن 18 عاما، الا انه لم يتم تحديد عمر اكبر المرشحين سنا.

وسيتم اعلان اسماء المرشحين الذين ستجري الموافقة عليهم في 20 و21 ايار/مايو وستستمر الحملة الانتخابية حتى 10 حزيران/يونيو.

واوضح دانشجو انه يحق ل46,2 مليون ايراني التصويت في الانتخابات.

واضاف "نامل انه مع مشاركة كبيرة من الشعب، ستجري انتخابات تجعل أعداءنا اكثر غضبا"، مشيرا الى ان اللجنة الانتخابية ستبذل كل جهد لمراقبة صناديق الاقتراع.

واضاف "نحن نعتبر حماية اصوات الناس واجبا دينيا. نحن لا نخاف من اي اشراف مستند الى القانون، لأننا طمأنا الناس والمرشحين باننا سنحمي الأصوات".

احمدي نجاد ينافس إصلاحيين ومحافظين

ويواجه الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ثلاثة خصوم رئيسيين من الاصلاحيين الى المحافظين يتفقون كلهم على انتقاد سياسات الحكومة، مع اغلاق باب الترشيحات لانتخابات الرئاسة.

وقدم رئيس مجلس الشورى السابق الاصلاحي مهدي كروبي ترشيحه رسميا للانتخابات التي ستجرى في حزيران/يونيو، تبعه رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي المحافظ المعتدل المدعوم من الاصلاحيين.

ويعرف حجة الاسلام مهدي كروبي الذي يبلغ 72 من العمر بلقب "شيخ الإصلاحات".

وصرح كروبي "اترشح من اجل التغيير" قبل ان يؤكد ان الحكومة الحالية "عاجزة عن القيام بعملها". بحسب فرانس برس.

وفي انتخابات 2005، احتج كروبي الذي حل ثالثا من حيث عدد الاصوات، علنا على مخالفات لمصلحة احمدي نجاد الذي حل ثانيا في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية.

من جهته يعرف موسوي الذي شغل منصب رئيس الوزراء في حرب العراق وإيران (1980-1988)، عن نفسه بانه "اصلاحي متعلق بمبادئ" الثورة الاسلامية لعام 1979.

وهو يعود الى مقدمة الساحة السياسية بعد غياب دام عشرين عاما وهو يتمتع بتأييد الرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي والأحزاب الإصلاحية الأساسية.

وصرح موسوي بعد تسجيل ترشيحه "قررت الترشح لأنني أجد الوضع السياسي والاقتصادي والثقافي مثيرا للقلق" مضيفا انه ينوي الدفاع عن "حرية الفكر والتعبير" والعمل على "تحسين العلاقات بين إيران والعالم".

اما المنافس الثالث لاحمدي نجاد فهو محسن رضائي الذي تولى قيادة حراس الثورة الإسلامية 16 عاما (1981-1997) ويشغل اليوم منصب الأمين العام لمجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يقوم بدور استشاري لدى المرشد الأعلى للجمهورية.

وكثف رضائي البالغ من العمر 54 عاما انتقاداته لسياسة احمدي نجاد الذي سجل ترشيحه للانتخابات، على غراره.

وصرح احمدي نجاد (52 عاما) ردا على سؤال حول فرص إعادة انتخابه "لا أفكر بهذه الأمور"، مؤكدا انه يرغب "فقط في خدمة الشعب".

بيد انه أضاف "يحدوني أمل كبير" في الفوز.

واحمدي نجاد من اكثر الشخصيات اثارة للجدل في النظام الايراني الاسلامي.

وقد شكل انتخابه رئيسا في 2005 مفاجأة للجميع، وهو يقدم نفسه دوما على انه مسلم مؤمن ورجل الشعب.

ويشير كثيرا في حديثه الى المهدي الامام الثاني عشر لدى الشيعة ألاثني عشرية التي يؤمن أتباعها بانه سيعود بعد غيابه ليشيع العدل.

كما حافظ على نمط حياة بسيط ويرتدي دائما ملابس متواضعة. وقد ثابر منذ انتخابه على زيارة القرى الأكثر عزلة في البلاد.

وبعد انتخابه كون لنفسه صورة "المتشدد" عبر وصف المحرقة اليهودية بأنها "خرافة" والتأكيد على أن إسرائيل العدو اللدود للجمهورية الإسلامية، مصيرها "الزوال عن الخارطة".

مرشح ايراني معتدل يستميل المحافظين

سعى مرشح رئاسي معتدل في ايران للفوز بتأييد الناخبين المحافظين بإدارة حملة انتخابية من مسقط رأس اية الله روح الله الخميني مؤسس الجمهورية الاسلامية في عام 1979 .

ودعا مير حسين موسوي للرجوع الى "القيم الأساسية" للخميني وذلك في محاولة لتقليل الدعم للرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد الذي يسعى لفترة رئاسة ثانية مدتها أربع سنوات في الانتخابات التي تجرى يوم 12 يونيو حزيران.

وقال موسوي عقب زيارة للمنزل الذي ولد فيه الخميني في عام 1902 "يجب علينا أن نرجع الى قيم الامام الخميني اذا أردنا العدالة والحرية في ايران." بحسب رويترز.

وفيما حاول موسوي مخاطبة قاعدة التأييد المحافظة لاحمدي نجاد كافح كذلك لإقناع بعض المعتدلين بمؤهلاته الإصلاحية بالرغم من أنه يتمتع بدعم الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي.

وسألت طالبة في التجمع الانتخابي "أخبرنا سيد موسوي.. ما هي الإصلاحات الأساسية بالضبط."

وقال عبد الكريم سروش وهو فيلسوف إصلاحي بارز انتقدته مؤسسة المتشددين بسبب آرائه الليبرالية ان موسوي لم يتخل بالكامل عن أفكاره " الثورية" السابقة.

ونقلت صحيفة فرهانجي اشتي عن سروش قوله "موسوي ليس لديه شيء جديد ليقدمه. هناك تلميحات قلق في تعليقاته."

وقال سعيد ليلاز المحرر بصحيفة سرماية الاصلاحية "موسوي لم يقل أبدا انه شخصية معتدلة."

ويعتبر الكثير من المعتدلين وحتى بعض المحافظين أن موسوي الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء أثناء حرب ايران ضد العراق في الفترة بين 1980 و1988 هو أقوى منافس لاحمدي نجاد في الانتخابات.

ويعتقد كثيرون أن خبرته ستساعده في توجيه اقتصاد ايران أثناء الازمة العالمية الراهنة.

وظل موسوي المعماري والرسام بعيدا عن الواجهة السياسية لحوالي عقدين.

وتعهد في حال انتخابه بالسعي لتغيير الصورة "المتطرفة" التي اكتسبتها ايران في الخارج أثناء رئاسة أحمدي نجاد ولم يستبعد إمكانية التفاوض مع الرئيس الأمريكي باراك اوباما.

وبينما يعبر أحمدي نجاد عن معارضة السياسات الأمريكية فان المسؤولية المطلقة لتشكيل السياسات الرئيسية في إيران بين يدي الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.

ويتوقع محللون أن يكون الاقتصاد والتضخم المرتفع في خامس أكبر مصدر للنفط في العالم من القضايا الرئيسية في الحملات الانتخابية.

وقال طالب فنون يدعى كميار سيهاتي (23 عاما) في اراك المدينة الصناعية بوسط إيران بالقرب من خمين "اعتقد أن موسوي مثل أحمدي نجاد يقدم تعهدات لن ينفذها."

ويلقي منتقدون باللوم على أحمدي نجاد في نمو اقتصادي مخيب للآمال وارتفاع الأسعار لكن تعهداته بتوزيع أكثر عدالة لثروة إيران النفطية مازالت تجد صدى لدى الفقراء. وربما يشكل الفشل في الفوز بإعادة الانتخاب نهاية حياته السياسية.

وقال رضا رضائي وهو بائع متجول (72 عاما) في خمين أثناء الإنصات الى خطاب موسوي "سأصوت لاحمدي نجاد. انه واحد منا ويهتم بنا ويمنح المال للفقراء مثلي."

مير حسين موسوي يحاول العودة الى الساحة السياسية

يعود مير حسين موسوي المحافظ المعتدل الذي سجل ترشيحه للانتخابات الرئاسية الايرانية المرتقبة في 12 حزيران/يونيو الى الساحة السياسية بعدما تولى منصب رئيس الوزراء خلال القسم الاكبر من سنوات الحرب الثماني بين ايران والعراق.

وهذا الرجل المتكتم الذي يقدم نفسه باعتباره "اصلاحيا متمسكا بمبادىء" الثورة الاسلامية لعام 1979، يعود الى الساحة السياسية بعد غياب استمر 20 عاما.

ولد موسوي في 29 ايلول/سبتمبر 1941 وكان احد مؤسسي الحزب الاسلامي الذي دعم الامام الخميني بعد مغادرة الشاه. بحسب فرانس برس.

وعين رئيسا للوزراء عام 1981 اي بعد عام من اندلاع الحرب العراقية الايرانية.

وخلال هذه الحرب التي استمرت ثماني سنوات، كان الامام الخميني يدير البلاد ويترأسها آية الله علي خامنئي الذي هو اليوم المرشد الاعلى للجمهورية.

وتولى مير حسين موسوي ادارة اقتصاد في اوقات الازمة. وفرض نظام تقنين للمواد الغذائية ورقابة متشددة على الاسعار.

وتم الاستغناء عن خدماته عام 1989 السنة التي تلت انتهاء الحرب مع الغاء المنصب الذي كان يتولاه.

وانسحب انذاك من الساحة السياسية لكي يكون مستشارا للرئيسين السابقين اكبر هاشمي رفسنجاني (1989-1997) المحافظ البراغماتي ومحمد خاتمي (1997-2005) الاصلاحي.

وقد انسحب الرئيس السابق محمد خاتمي بعدما كان اعلن انه سيترشح للانتخابات، لصالح موسوي وقدم له دعمه.

ورئيس الوزراء السابق عضو ايضا في مجلس تشخيص مصلحة النظام التي يرئسها رفسنجاني.

وتعهد موسوي باعادة الاستقرار الى اقتصاد هزته سياسة التضخم التي اعتمدها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد.

كما يعتزم الاستعانة بخدمات العديد من الخبراء في ادارته في حين يقول منتقدو احمدي نجاد بانه كان يفضل الاعتماد على نفسه.

وفي مجال السياسة الخارجية يريد تغيير صورة "التطرف" التي اعطيت لبلاده في الخارج، نظرا للتصريحات التي ادلى بها الرئيس الحالي ضد اسرائيل والغرب.

وفي المقابل يبقى وفيا للنهج الرسمي للجمهورية الاسلامية في الملف النووي الايراني.

وتطالب القوى الغربية بموجب قرارات مجلس الامن الدولي بان تعلق ايران هذا البرنامج خشية الا تحوله لغايات عسكرية.

وقال موسوي في الاونة الاخيرة "ايا كانت الحكومة، لا اعتقد انها ستتجرأ على القيام بخطوة الى الوراء في هذه المسالة لان الشعب سيتساءل عن الاسباب" مشيرا الى "المصالح البعيدة المدى" لايران.

والى جانب دعم خاتمي، يحظى موسوي بسمعة جيدة لدى اوساط المثقفين. وقد تخصص بالهندسة المعمارية ويتولى ادارة اكاديمية الفنون في ايران فيما تترأس زوجته زهرة راهنورد جامعة الزهراء في طهران.

محسن رضائي يحمل بعنف على احمدي نجاد

كما وجه المرشح الايراني المحافظ محسن رضائي انتقادات حادة الى الرئيس الايراني المتشدد محمود احمدي نجاد، متهما اياه باخذ الجمهورية الاسلامية الى شفير "الهاوية". بحسب فرانس برس.

وقال رضائي في مؤتمر صحافي ان "الطريق التي يتبعها احمدي نجاد تقود الى الهاوية" مؤكدا انه "لطالما انتقد" الرئيس.

وحتى الان لم يعلن احمدي نجاد ترشحه لولاية ثانية، فيما يبدو رضائي القائد السابق للحرس الثوري الايراني المرشح الوحيد حتى الساعة من معسكر المحافظين.

وعلق رضائي على مواقف احمدي نجاد حيال الملف النووي الايراني "اعتقد ان كلام احمدي نجاد ينطوي على المجازفة". وتخضع ايران لعقوبات من مجلس الامن الدولي بسبب رفض تعليق برنامجها تخصيب اليورانيوم. كما انتقد رضائي السياسة الاقتصادية التي ينتهجها الرئيس متهما اياه "ببعثرة المال في انحاء البلاد". وشكك اقتصاديون في سياسة النفقات العامة التي تعتمدها الحكومة والتي ساهمت بشكل كبير في تفاقم التضخم.

وعلى صعيد السياسات الخارجية اعتبر رضائي ان "الغرب والولايات المتحدة بحاجة الينا اليوم". بالتالي دعا الى الاستجابة لمبادرات الادارة الاميركية المنفتحة حيال ايران معتبرا ان على طهران "استغلال حاجاتهم هذه لخدمة مصالحنا الوطنية"، رافضا "السلبية وكذلك المجازفة".

كما انتقد ضمنيا تصريحات احمدي نجاد حول المحرقة والتي وصفها ب"الخرافة"، معتبرا انها "مسألة تاريخية ينبغي عدم استخدامها سياسيا". وترشح الرئيس السابق للحرس الثوري الى انتخابات 2005 لكنه انسحب قبل يوم الاستحقاق.

واعتبر رضائي ان التحدي الكبير امامه في حال انتخابه يكمن في مكافحة "الفقر، غلاء الاسعار، والبطالة".

كروبي على ميليشيا الباسيج الابتعاد

دعا الاصلاحي مهدي كروبي أحد منافسي الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في انتخابات الرئاسة الايرانية ميليشيا الباسيج الايرانية والقوات المسلحة يوم السبت الى عدم التدخل في انتخابات الرئاسة المقررة في يونيو حزيران على عكس تصريحات أدلى بها قائد بارز.

وسلطت تصريحات كروبي رئيس البرلمان السابق الضوء على القلق وسط المعتدلين من أن يحصل أحمدي نجاد على دعم مهم من ميليشيا الباسيج الدينية في مساعيه للفوز بفترة رئاسة ثانية. بحسب رويترز.

وميليشيا الباسيج التي تضم ما يقدر بنحو 12 مليون عضو تابعة للحرس الثوري الذي أدلى قائده بالتصريحات التي كان كروبي يرد عليها.

وأحمدي نجاد ذاته عضو سابق في الباسيج وشارك في الحرب العراقية الايرانية التي اندلعت من عام 1980 حتى عام 1988 . وكان أحمدي نجاد انتخب في عام 2005 لرئاسة ايران بعد أن تعهد باحياء مباديء الثورة الاسلامية الايرانية التي قامت عام 1979 .

وقال كروبي للصحفيين بعد أن سجل اسمه كمرشح في انتخابات الرئاسة المقررة في 12 يونيو حزيران "نحن هنا لتنظيم انتخابات نزيهة دون تدخل من الباسيج أو القوات المسلحة أو القوى المارقة."

وأضاف مشيرا بشكل واضح الى محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الايراني دون أن يذكره بالاسم "الباسيج الواقعون تحت اشرافك عليهم الابتعاد تماما عن الانتخابات."

وكانت صحيفة اعتماد ملي نقلت عن جعفري قوله في عدد يوم الجمعة "جزء من الباسيج لا يعد جزءا من القوات المسلحة ومسموح له بالمشاركة في المناقشات السياسية والقيام بدور فعال." ولم يذكر المزيد من التفاصيل.

وتتمتع ميليشيا الباسيج بدعم بين الشبان الموالين لمباديء الثورية الاسلامية ولها فروع في المدراس والجامعات وأماكن العمل وغير ذلك من الاماكن.

وانتقد مساعد بارز لرئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي الذي ينظر اليه على أنه أبرز منافسي أحمدي نجاد من المعتدلين في سباق الرئاسة الايرانية تصريحات جعفري أيضا.

وقال لصحيفة اعتماد ملي مشيرا الى مؤسس الثورة الاسلامية "اذا كانت ( التصريحات) تعني أن الباسيج ستساند بطريقة منظمة مرشحا بعينه... فهذا ضد نظام الزعيم الراحل (اية الله روح الله) الخميني."

ولم يشر موسوي نفسه لهذا الامر أثناء تسجيل اسمه كأحد المرشحين قائلا للصحفيين انه سيسعى لتسحين علاقات ايران مع العالم اذا انتخب رئيسا للبلاد.

وتابع "حضرت لتأسيس علاقات أفضل بين ايران والعالم بازالة التوتر وعبر التواصل البناء." وقال انه سيسعى "لاعادة الاحترام للايرانيين في العالم."

وبالرغم من أن الخلاف بين ايران والغرب بسبب أنشطة طهران النووية يتصدر عناوين الصحف في الخارج الا أن محللين يتكهنون بأن يهيمن الاقتصاد في خامس دولة مصدرة للنفط في العالم ونسبة التضخم التي زادت عن تسعة بالمئة ومعدل البطالة في البلاد على الحملات الانتخابية.

وقال موسوي انه سيعمل من أجل مساعدة المتأثرين من ارتفاع نسبة التضخم وتعهد بتوفير وظائف جديدة.

وندد أحمدي نجاد الذي سجل نفسه كمرشح في الانتخابات يوم الجمعة بالانتقادات الموجهة لسياساته الاقتصادية قائلا ان ايران تعاملت بشكل جيد مع الازمة الاقتصادية العالمية.

سيدة إيران الأولى

وتحت عنوان "زوجة تنضم إلى حملة زوجها المرشح لانتخابات الرئاسة في إيران"، كتبت صحيفة الجارديان تحقيقا لروبرت تايت عن زهرة رهنافارد، التي بدأ البعض في بلادها يطلق عليها منذ الآن "سيدة إيران الأولى المقبلة."

وفي الحكاية أن زهرة، التي تغطي جسدها بالكامل بالشادور الأسود وتكتب المقالات التي تحث فيها النساء المسلمات على عدم التخلي عن الحجاب، بدأت مؤخرا تقود تحوُّلا حقيقيا وكبيرا في ميدان السياسة الإيرانية التي يحكم الرجال قبضتهم عليها.

تقول الصحيفة إن السمة الأساسية في ذلك التحول الذي تقوده زهرة وتخوض غماره هي مقدرتها الفائقة على إبقاء الأضواء مسلطة على زوجها، مير حسين موسوي، الذي يسعى لانتزاع لقب "رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية" من منافسه الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد. ويأخذنا تحقيق الجارديان في جولة في ربوع إيران، تقول الصحيفة إنها ترمز بحد ذاتها إلى تحوُّل نوعي وجذري في المشهد السياسي الذي طالما طبع الجمهورية الإسلامية منذ عام 1979، ويتمثل هذا التحول بمرافقة زهرة لزوجها حيثما حل وارتحل في حملته الانتخابية التي ستُتوج بإجراء الانتخابات في الثاني عشر من شهر يونيو/حزيران المقبل.

أثارت زهرة جدلا واسعا عندما دعت عبادي إلى إلقاء محاضرة في الجامعة التي كانت ترأسها.

تقول الجارديان إن زهرة هي أول إيرانية تشغل منصب رئيسة جامعة، وهي أيضا التي أثارت جدلا واسعا في البلاد عندما دعت الناشطة في مجال حقوق الإنسان والحائزة على جائزة نوبل للسلام ،المحامية الإيرانية شيرين عبادي، لإلقاء كلمة في الجامعة التي كانت ترأسها.

وتذكرنا الصحيفة كيف أن زهرة اضطرت لمغادرة منصبها مع اشتداد حملة إقصاء الأكاديميين الإصلاحيين عن مواقعهم في أعقاب وصول أحمدي نجاد إلى السلطة في البلاد في عام 2005.

من جهة اخرى قالت تقارير إعلامية إيرانية إن رأفت بيات، العضو السابق في البرلمان الإيراني، سجلت ترشيحها لخوض الانتخابات الرئاسية، والتي من المقرر تجرى في 12 يونيو/حزيران المقبل.

وقالت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية إن بيات سجلت ترشيحها في مقر وزارة الداخلية الإيرانية، لكن ينبغي أن تحصل على موافقة مجلس الوصاية للتمكن من خوض سباق الرئاسة.

وجاء تسجيل بيات، بعد ساعات من تسجيل ترشيح رئيس الوزراء الإيراني السابق، مير حسين موسوي الذي حضر إلى مقر اللجنة المشرفة على الانتخابات في وزارة الداخلية، وسجل ترشيحه إلى الدورة العاشرة لانتخابات رئاسة الجمهورية. بحسب (CNN).

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 14/آيار/2009 - 17/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م