
شبكة النبأ: ما الذي تعتقده الغالبية
العظمى لعامة المسلمين حقيقة؟ فبدلاً من الاستماع للمتطرفين أو
الاعتماد على آراء رجال الدين فحسب، لماذا لا نعطي الفرصة للأغلبية
الصامتة للتعبير عن رأيها وإلى أي حد سيكون هذا الصوت مختلفا أو
متشابها مع الأصوات الأخرى من أميركا؟
للإجابة على هذه الأسئلة أجرى مركز جالوب للدراسات الخاصة بالمسلمين
دراسة، بدأتها وقادتها داليا مجاهد كبير المحللين والمدير التنفيذي
لمركز جالوب للدراسات الخاصة بالمسلمين، وقد نشرت الدراسة في كتاب
بعنوان "من يتحدث باسم الاسلام" ما الذي يعتقده بليون مسلم حقيقة؟" وفي
الثاني والعشرين من نيسان/أبريل 2009 ومن خلال محاضرة بعنوان "من
يتحدث باسم الاسلام" ألقتها بأحد المباني التابعة لوزارة الخارجية،
قامت داليا مجاهد بعرض بعض من هذه النتائج.
واستغرقت هذه الدراسة ست سنوات من البحث وأجريت من أجلها أكثر من 50
ألف مقابلة تمثل 1.3 بليون مسلم، يعيشون في أكثر من 35 دولة يكون معظم
سكانها من المسلمين، أو يوجد عدد كبير من المسلمين بين سكانها. وهذه
الدراسة تمثل أكثر من 90% من المجتمع المسلم على مستوى العالم لذا
فإنها أكبر و أشمل دراسة من نوعها. بحسب موقع امريكا دوت غوف.
وكشفت الدراسة عن بعض المعلومات اللافتة للنظر أو المثيرة للدهشة،
فقد أوضحت الدراسة أن المسلمين حول العالم لا ينظرون إلى الغرب ككتلة
متراصة متناغمة بل إنهم ينتقدون دولة ما أو يشيدون بدولة أخرى بناء على
سياسة هذه الدولة و ليس بناء على ثقافتها أو ديانتها.
أثبتت الدراسة أن مواطني الدول ذات الأغلبية المسلمة يتفقون مع
الأميركيين بنسبة متساوية في رفضهم للهجمات على المدنيين ويعتقدون أنه
لا يمكن تبريرها من الناحية الأخلاقية . وأن الذين اختاروا العنف و
التطرف فإنما دفعهم إلى ذلك هو السياسة و ليس الفقر أو التدين. و عندما
طلب ممن استُطلعت آراؤهم أن يصفوا أحلامهم بالنسبة للمستقبل فإنهم لم
يذكروا أي شئ عن المشاركة في "الجهاد" – وهو الاسم الذي تستخدمه
الجماعات المتطرفة لتبرير هجماتها- وإنما تلخصت إجاباتهم في الحصول
على وظيفة أفضل.
وتبعا لدراسة جالوب، فإن 93% من المسلمين الذين أدانوا الهجمات
الارهابية في 9/11 استشهدوا بآيات من القرآن الكريم للتدليل على
الإدانة. وهذا يدعم استنتاجا مهما وهو أن التطرف المسلح قد لا يكون
قائما على مبادئ إسلامية ولكن على التوجه السياسي، ففي معظم الهجمات
الانتحارية منذ العام 1980 وحتى العام 2004 كان الدافع الأساسي المعلن
هو إسقاط الاحتلال الأجنبي وليس لبواعث دينية.
عندما سئلوا عن أكثر ما يعجبهم في الغرب، أوضحت الدراسة أن مواطني
الدول الاسلامية وضعوا التكنولوجيا في المرتبة الأولى والحرية
والديمقراطية في المرتبة الثانية. و قد عبروا عن إعجابهم العميق
والواسع النطاق بحرية التعبير والحق في التجمع وسيادة القانون ومحاسبة
الحكومة مثلما يرون في دول الغرب. بينما يضع الأميركيون في الولايات
المتحدة الحرية والديمقراطية في المرتبة الأولى والتكنولوجيا في
المرتبة الثانية.
والجانب الأكثر أهمية واللافت للنظر في هذه الدراسة، هو أوجه
التشابه في كثير من الأمور بين مواطني الدول الإسلامية ومواطني الدول
الغربية.
ومثال على ذلك، ذكر الفصل الأول من الدراسة وكان بعنوان "الديمقراطية
والسلطة الدينية" أن 42% من الأميركيين الذين أجريت مقابلات معهم في
استطلاع للرأي أجراه مركز جالوب رأوا أن "القيادات الدينية يجب أن يكون
لها دور مباشر في صياغة الدستور. بينما أعرب 55% عن اعتقادهم في أن
القيادات الدينية " يجب ألا تضطلع بأي دور في الدستور." وقد عبّر
الإيرانيون عن آراء مشابهة لذلك.
وقد توصل استطلاع الرأي الذي أجراه مركز جالوب إلى أن آراء
الأميركيين في بعض القضايا متقاربة مع آراء مواطني الدول الإسلامية
أكثر من تقاربها مع آراء نظرائهم من الأوروبيين الغربيين، ومثال على
ذلك، في سؤال حول الهدف من الحياة، كشفت النتيجة عن مفاجأة في نمط
الإجابة: فقد ثبت أن 94% من الأميركيين يعتقدون أن حياتهم لها هدف مهم،
مقارنة باعتقاد 68% من المواطنين الفرنسيين و69% من الهولنديين في وجود
هدف مهم لحياتهم، في حين أن 96% من الإندونيسيين عبروا عن وجهة نظر
مشابهة لوجهة نظر الأميركيين، وكذلك فعل 91% من مواطني المملكة العربية
السعودية.
جدير بالذكر أن مركز جالوب للدراسات الخاصة بالمسلمين، هو مركز بحثي
لا ينتمي لأي من الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة، متخصص في
الأبحاث الخاصة بوجهات نظر المسلمين في جميع أنحاء العالم.
وبالاشتراك مع البروفيسور جون ل. اسبوسيتو بجامعة جورج تاون، قامت
داليا مجاهد بتأليف كتاب بعنوان "من يتحدث باسم الاسلام"؟
ومؤخرا عيّن الرئيس أوباما داليا مجاهد عضوة بلجنة شؤون الأديان
بالبيت الأبيض. |