إعلان أربيل هل يلبّي طموحات الصحافة العراقية؟

البحث عن مناخ منفتح لحرية الرأي والفكر

شبكة النبأ: اجمع عدد من الشخصيات العراقية والدولية التي شاركت في مؤتمر اربيل لحرية الصحافة الذي اقامته وكالة أصوات العراق مؤخراً، في مدينة اربيل على ان المؤتمر جيد جداً ومهم، لتأسيس مناخ إعلامي منفتح. وأطلقت الوكالة المستقلة للأنباء أصوات العراق، أعمال المؤتمر برعاية منظمة التربية والعلم والثقافة (اليونسكو) وبعثة الامم المتحدة في العراق (يونامي) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة. 

وقال جورج باباجيانيس ممثل منظمة العلم والتربية والثقافة (يونسكو) إن “المؤتمر سار بشكل جيد جدا، فما رأيناه اليوم هو فرصة لأفراد يمثلون اتجاهات معينة في مناخ منفتح لمناقشة أرائهم واتجاهاتهم”.

وأعلنت وكالة أصوات العراق خلال المؤتمر عن مسابقة صحفية باسم “شهداء الوكالة الثلاثة الذين استشهدوا منتصف عام 2007 تقام سنويا تخليدا لذكراهم وجميع شهداء الصحافة في العراق.

وفقدت الوكالة أواسط العام 2007 ثلاثة من أبرز صحفييها في غضون اسبوعين، وهم سحر الحيدري (الموصل) ونزار عبد الواحد (العمارة) وعارف علي (بعقوبة)، سقطوا جراء اعمال العنف وهم يؤدون واجبهم الصحفي.

وأضاف باباجيانيس “ابرز ما تم في هذا المؤتمر هو اننا أسسنا لحوار وهذا امر هام جدا بأن تؤسس لحوار مدني في طاولة يجتمع عليها ممثلين الاتجاهات الاعلامية من كل انحاء البلد”.

وأعرب عن امله بان “يعتمد الاعلاميون على ما ينتجونه من اخبار مطبوعة واذاعية وتلفزيونية والتي يرفدون بها قرائهم على مبدأ الحوار المفتوح”.

ومن جانبه، قال القاضي عبد الرحمن زيباري، احد المشاركين في المؤتمر، إن “انعقاد مثل هذه المؤتمرات وفي مختلف المجالات وخاصة في مجال الحريات العامة هو مسألة ضرورية ويجب ان تهتم بها كافة المؤسسات سواء حكومية ام غير حكومية”.

وذكر “وبهذه الطريقة فقط يمكن تطوير المؤسسات والحريات وخلق الوعي سواء لدى المجتمع نفسه او لدى المؤسسات والجهات الرسمية”.

وأوضح زيباري أن “حرية الصحافة والاعلام هي معيار التطور في اي مجتمع، وان قياس المجتمع فيما اذا كان ديمقراطيا ام لا يكون عن طريق التطبيق”، مشيدا بدور “القائمين على المؤتمر وابارك جهودهم”.

اما رضوان باديني رئيس قسم الاعلام في جامعة صلاح الدين بمدينة اربيل فذكر “انطباعاتي عن المؤتمر جيدة وعالية حول جدية العمل الاعلامي في اقليم كردستان خاصة والعراق عامة”.

وأوضح “نفخر بانعقاد مثل هذا المؤتمر في اربيل عاصمة إقليم كردستان؛ لان هذه المرحلة عصيبة وتتطلب من الاعلاميين العمل بشكل راقي وحر. واضاف ان المؤتمر يساعد على صقل حرية الإعلاميين وخاصة نحن مقبلون على انتخابات برلمانية في اقليم كردستان.

ومن جانب آخر، قال هيوا عثمان مدير معهد الحرب والسلام في إقليم كردستان (IWPR) إن “المؤتمر جيد جدا وتم الخروج منه بتوصيات ضمن اعلان اربيل لحرية لصحافة”.

وأعلن المشاركون في المؤتمر عن وثيقة سُميت بـ”إعلان اربيل لحرية الصحافة” شارك في إعدادها ومناقشتها واقرارها أكثر من 50 صحفيا كردستانيا.

وتضمن الاعلان ديباجة وثمانية توصيات، فضلا عن تكليف اللجنة التي شكلها صحفيو كردستان المشاركون في المؤتمر، بمراجعة واعادة صياغة ثمانية مبادئ في مجالات توسيع حرية الصحافة.

ومن جانبها، قالت الصحفية العراقية ومراسلة قناة الحرة في كردستان سروة عبد الواحد إن “موعد المؤتمر ضروري جدا وذلك لتزامنه مع قرب موعد انتخابات كردستان، وان ابرز ما طرح في المؤتمر هو كيفية تعاطي وسائل الاعلام في يوم الانتخابات وهذه مسألة مهمة لإقليم كردستان.

وأوضحت ان “ما يميز هذا المؤتمر هو صدور توصيات وتشكيل لجنة لتنفيذ تلك التوصيات على ارض الواقع”.

وتوصيات المؤتمر هي:

1- على المؤسسات الاعلامية القيام بدور فعال في تعميق روح التعايش السلمي واحترام حقوق الفرد وتهيئة الأرضية لقبول الرأي الآخر اثناء حملة الانتخابات وتجنب بث روح الكراهية الطائفية أو القومية والابتعاد عن التشهير والتهديد وتشويه المعلومات.

2- على  المؤسسات  الاعلامية بالتنسيق مع الجهات المعنية الشروع بإقامة ندوات وورش عمل للصحفيين لغرض تزويدهم بالمعلومات القانونية والمهنية، بالإضافة إلى إقامة ندوات تجمع القضاة والقانونيين مع الصحفيين لمزيد من التفهم لطبيعة عمل الصحافة من جانب، ولاطلاع الصحفيين على القوانين النافذة المتعلقة بعملهم من جاب آخر، وتحديد المسؤوليات القانونية المترتبة على خرقها، بهدف الوصول إلى مزيد من الوعي القانوني.

3-  نطالب حكومة الاقليم بضمان توفير حسن سير العملية الانتخابية قبل وبعد اجراء الاتخابات، كما عليها تقديم التسهيلات اللازمة للصحفيين كي يتمكنوا من نقل الوقائع والاحداث والحصول على المعلومات بحرية، وعدم السماح باستخدام دوائر ومؤسسات الدولة في الحملات الانتخابية

4- تم تشكيل لجنة خاصة تضم، إضافة للجهات الرسمية، ممثلين عن نقابة صحفيي كردستان والمؤسسات الاعلامية الاخرى لمتابعة سير الانتخابات وتسجيل الخروقات التي يتعرض لها الصحفيون خلال تغطيتهم للانتخابات، وأن تتخذ إجراءات فورية لمعالجتها مع الجهات المعنية.

5-  على الصحفيين التقيد  بالمبادئ والاخلاقيات المهنية والمواثيق الدولية وتوصيات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عند نقلهم للاخبار والتقارير.

6-  على وسائل الاعلام الحكومية الحفاظ على التزام الحيادية، والوقوف على مسافة واحدة من جميع الكيانات السياسية المشاركة في الانتخابات؛ لأن الحيادية هي من أهم مبادئ عمل الصحفي المحترف، كما أنها من أهم العناصر المساعدة في إنجاح الانتخابات في جميع مراحلها.

7-  ينبغي على المؤسسات الاعلامية تشجيع المواطنين على المشاركة بالانتخابات والتصويت كحق قانوني ودستوري لهم.

8-  تبني البلاغ  الصادر عن  نقابة صحفيي كوردستان بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة.

وفي مجال توسيع الحريات الصحفية في اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يحتفل  به المشاركون في المؤتمر أسوة بزملائهم الإعلاميين في كل أنحاء العالم، كلّف المشاركون اللجنة المشكّلة  في مؤتمر اربيل  بمراجعة واعادة صياغة المباديء التالية:

1- سن قانون يضمن للصحفيين حق الحصول على المعلومات بشكل واسع والوصول الى مصادر المعلومات بسهولة ووضع آلية تكفل ذلك، لتجنب وقوع الصحفيين في أخطاء مهنية.

2- إقامة دورات وورش عمل مستمرة داخل البلاد وخارجها لرفع المستوى المهني للصحفيين.

3- تأسيس هيئة مستقلة للإعلام مرتبطة بالبرلمان لتنظيم العمل الصحفي والإعلامي على أساس المبادئ المهنية.

4- تثقيف الصحفيين قانونيا ودستوريا، خاصة في مجال الحقوق وحريات التعبير عن الرأي والحصول على المعلومات.

5- ايجاد آلية مناسبة لكي تقوم الحكومة بدعم الاعلام ماليا بشكل متساو، سواء كان حزبيا، أو حكوميا، أو أهليا.

6- منع التهديدات والضغوط السياسية والاقتصادية على الصحفيين (فصلهم من العمل على سبيل المثال) وإفساح المجال للصحفيين بتسجيل دعاوى قضائية على مؤسساتهم الاعلامية اذا ما قامت بطردهم من العمل بسبب ممارسة حرية التعبير عن الرأي.

7- منح الإعلانات الرسمية لجميع المؤسسات الاعلامية بشكل متساو، وليس حصرها بالاعلام الحزبي.

8- ضمان حق الصحفي في الحفاظ على حماية سرية مصادره، وضرورة تأسيس بنك للمعلومات في جميع مؤسسات الدولة لتمكين الصحفيين من الحصول على المعلومات.

إطلاق إعلان اربيل لحرية الصحافة في ختام المؤتمر

وجرى في ختام المؤتمر إطلاق (إعلان اربيل لحرية الصحافة) الذي تضمن مجموعة من البنود التي نوقشت وأقرت خلال المؤتمر، فضلا عن الاتفاق على تشكيل لجنة موسعة لمتابعة تطبيق البنود الواردة في الاعلان.

وتألفت اللجنة من ممثلين عن نقابة صحفيي كردستان ووكالة اصوات العراق والامم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP  والصحافتين الحزبية والمستقلة في إقليم كردستان ومعهد الحرب والسلام للصحافة ورئاسة اقليم كردستان ووزارة الداخلية ومنظمات المجتمع المدني المتخصصة بالاعلام.

وستأخذ هذه اللجنة على عاتقها متابعة تنفيذ مقررات “اعلام اربيل لحرية الصحافة” والتوصيات التي خرج بها المؤتمر.

كما تضمنت اعمال المؤتمر، فضلا عن إلقاء الكلمات الخاصة بالمناسبة ومناقشة بنود اعلان اربيل لحرية الصحافة، إقامة معرض خاص بشهداء وكالة اصوات العراق وعرض فيلم خاص عن حياة الصحفي نزار عبد الواحد.

وفقدت وكالة أصوات العراق أواسط العام 2007 ثلاثة من أبرز صحفييها في غضون اسبوعين، وهم سحر الحيدري (الموصل) ونزار عبد الواحد (العمارة) وعارف علي (بعقوبة)، سقطوا جراء اعمال العنف وهم يؤدون واجبهم الصحفي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 10/آيار/2009 - 13/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م