
شبكة النبأ: انتهز آلاف الاشخاص فرصة
رفع حظر التجول بصفة مؤقتة في وادي سوات بباكستان لمغادرة المنطقة
عندما شنّت طائرات حكومية هجمات على مواقع لطالبان، فيما يشير الى وجهة
تعامل جديدة بدأتها الحكومة الباكستانية لقتال تمرد متزايد من جانب
طالبان.
وانهار اتفاق سلام تم التوصل إليه في فبراير شباط استهدف اعمال
العنف التي تقوم بها طالبان في سوات، وشنَّ الجيش هجمات في ضواحي
مينجورا وهي البلدة الرئيسية في المنطقة.
وقال أحد سكان المنطقة ويدعى محمد خان وهو يضع افراد اسرته وعددهم
14 على ظهر شاحنة "لا يمكننا البقاء هنا بينما تسقط القنابل في كل مكان."
وقال انه وقع قصف بالقرب من منزله. وكان كثير من السكان يتجهون خارج
مينجورا سيرا على الاقدام وهم يحملون كل ما يمكنهم حمله.
ووافقت السلطات في فبراير شباط على مطلب طالبان بتطبيق الشريعة في
الوادي الذي كان يقصده السياح في الماضي لكن المتشددين رفضوا نزع
اسلحتهم وخرجوا من الوادي وانتشروا في مناطق مجاورة.
وسبب هذا العدوان انزعاجا في الولايات المتحدة وادى الى توجيه
اتهامات الى الحكومة بأنها تذعن للمتشددين.
وشنت قوات الامن هجوما يوم 26 ابريل نيسان لطرد المتشددين من
منطقتين مجاورتين لسوات هما دير وبونر وتدهور الامن بشدة في سوات منذ
ذلك الحين. بحسب رويترز.
واجتمع زرداري مع اوباما والرئيس الافغاني حامد كرزاي في واشنطن
الاربعاء الماضي. وقال اوباما في وقت لاحق ان الرئيسين "يقدران تماما
خطورة التهديد" الذي تفرضه القاعدة وحلفاؤها.
وقال اوباما بينما كان كرزاي وزرداري يقفان الى جواره في البيت
الابيض "الطريق امامنا سيكون صعبا. وسيقع مزيد من العنف وستحدث
انتكاسات."
وأضاف "لكن دعوني أكون واضحا -- الولايات المتحدة أقدمت على التزام
دائم بهزيمة القاعدة ودعم الحكومتين السياديتين في باكستان وافغانستان
اللتين تم انتخابهما بطريقة ديمقراطية."
وقالت قوات الامن الباكستانية ان 64 متشددا على الاقل قتلوا في سوات
ومنطقة بونر المجاورة في القتال يوم الاربعاء. كما قتل جنديان.
وقال متحدث باسم طالبان ان أكثر من 30 مدنيا قتلوا في سوات.ولم يرد
تأكيد مستقل لحصيلة القتلي في أي من الجانبين.
وقال سكان ومسؤولون حكوميون ان قوات الامن استخدمت طائرات مقاتلة
وطائرات هليكوبتر في مهاجمة معاقل المتشددين في أربعة أجزاء على الاقل
في وادي سوات نهاية الاسبوع الماضي.
ولم ترد تقارير بشأن القتلى والجرحى لكن متحدثا باسم رجل الدين
المتشدد صوفي محمد الذي توسط في اتفاق سلام استهدف انهاء اعمال العنف
التي تقوم بها طالبان في وادي سوات قال ان ابن رجل الدين قُتل عندما
اصابت قذيفة مدفعية منزله في منطقة دير المجاورة.
ولم يتضح من الذي أطلق القذيفة لكن الجيش هو الذي يستخدم المدفعية.
ويميل المتشددون الى اطلاق صواريخ ونيران اسلحة صغيرة.
وبدأ الناس يتدفقون خارج مينجورا بعد ان رفعت السلطات مؤقتا حظر
التجول. وقال كبير الاداريين في سوات خوشال خان انه لم ينصح أحد الناس
بالمغادرة لكن السلطات تساعد الذين يريدون مغادرة المكان.
وقال "توجد قوافل قوات قدمة وبمجرد ان ينتهي ذلك فان وسائل النقل
العام ستصبح قادرة على الحضور الى البلدة. وفي نفس الوقت فاننا نقدم أي
مساعدة يمكننا تقديمها للاشخاص المغادرين."
وقالت السلطات المحلية انه نزح عدد يصل الى 38 الف شخص من سوات
ومناطق قريبة منذ اندلاع القتال في الشهر الماضي وان ما يصل الى 800
الف شخص قد يفرون من الوادي الذي يبلغ عدد سكانه نحو 1.6 مليون نسمة.
وفر مئات آلاف الاشخاص بالفعل من القتال في اجزاء مختلفة من المنطقة
الشمالية الغربية منذ اغسطس اب.
ويقيم العديد من النازحين مع اصدقاء وأقارب وفي اماكن ايواء مستأجرة
لكن عمليات النزوح الجماعي تضع اعباء اضافية على الاقتصاد الذي حصل على
دعم قيمته 7.6 مليار دولار في صورة قرض من صندوق النقد الدولي.
طائرات هليكوبتر باكستانية تقصف مواقع تابعة
لطالبان في سوات
وفي احداث متلاحقة قصفت طائرات هليكوبتر باكستانية السبت مواقع
تابعة لحركة طالبان في معقل الحركة بمنطقة وادي سوات بينما حال حظر
تجول دون انضمام سكان الى مئات الالاف من الاشخاص الذين فروا من القتال.
وأصبح القتال في الوادي الواقع شمال غرب باكستان والذي يبعد مسافة
130 كيلومترا عن اسلام اباد يمثل اختبارا لعزم باكستان على محاربة تمرد
طالبان المتنامي الذي يثير قلق الولايات المتحدة.
وشن جيش باكستان هجوما شاملا يوم الجمعة بعدما أعطت الحكومة الضوء
الاخضر له لطرد المتشددين من وادي سوات الذي كان في السابق منطقة جذب
سياحي. وقال الجيش في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة ان 143 متشددا
قتلوا في غضون الساعات الاربع والعشرين الاخيرة. بحسب رويترز.
واشتد القتال الاسبوع الماضي مما أدى الى عملية فرار مدني ضخم من
مناطق القتال في الايام القليلة الماضية لكن المخاوف تتنامى حول مصير
الاشخاص الذين ما زالوا في المنطقة ولم يتمكنوا من التحرك بسبب حظر
التجول.
وقال صلاح الدين خان وهو أحد سكان مينجورا المدينة الرئيسية في وادي
سوات عبر الهاتف "نشعر بالعجز. نريد الخروج لكننا لا نستطيع لان هناك
حظرا للتجول."
وأضاف بينما سمعت أصوات قصف طائرات حربية في الخلفية "حاولنا مغادرة
المنطقة أمس (الجمعة) بعدما خففت السلطات حظر التجول لساعات قليلة
لكننا لم نستطع لان طريق الخروج الرئيسي من مينجورا ظل مكدسا بالفارين
من المدينة."
وقال مسؤولون عسكريون ان طائرات هليكوبتر استهدفت ملاذات المتشددين
في مينجورا يوم السبت بعدما أطلق متمردون الصواريخ على قاعدة عسكرية في
البلدة لكن لم ترد تقارير فورية حول وقوع أي ضحايا من الجانبين.
وقال خوشال خان كبير المسؤولين الاداريين في سوات لرويترز ان حظر
التجول سيظل قائما خلال يوم السبت لكنه قال ان فسحة من الوقت ستتاح
لاحقا للسماح لمن يريدون ترك المدينة بالمغادرة.
وذكرت وكالة اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان هناك "عملية نزوح
واسعة النطاق". وأضافت نقلا عن تقديرات للحكومة الاقليمية يوم الجمعة
أن ما يصل الى 200 ألف شخص تركوا منازلهم على مدى الايام القليلة
الماضية وأن 300 ألف شخص في طريقهم للمغادرة أو على وشك ذلك.
طالبان تقطع رأسي مسؤولين باكستانيين في سوات
وكان باسم المتشددين قد قال الاحد الماضي، ان طالبان الباكستانية
قطعت رأسي اثنين من المسؤولين الحكوميين، في وادي سوات الشمالي الغربي،
انتقاما لقتل قوات الأمن لاثنين من قادة المتمردين.
وكانت السلطات قد أبرمت اتفاق سلام في فبراير شباط يهدف الى إنهاء
عنف المتشددين في وادي سوات السياحي سابقا لكن المتشددين رفضوا التخلي
عن السلاح واندفعوا خارجين من الوادي نحو المناطق المجاورة.
وأثار تحرك طالبان الباكستانية انتباه الولايات المتحدة وإسلام أباد
وشنت قوات الأمن قبل أسبوع هجوما لطرد المتشددين من اثنتين من المناطق
المجاورة لسوات.
وقال قائد الشرطة في مينجورا دانيشوار خان ان المسؤولين الحكوميين
خُطفا وقُطع رأساهما في خوازاخيل وهي قرية تبعد 18 كيلومترا عن مينجورا
البلدة الرئيسية في الوادي. وأُلقيت جثتاهما بجوار أحد الطرق.
وقال خان "قطع رأسا الضابطين. وأرسلنا عربة اسعاف لنقل الجثتين."
وأثارت أعمال العنف المخاوف بشأن مستقبل حليف الولايات المتحدة
الحيوي بالنسبة لمحاولات إعادة الاستقرار الى جارتها أفغانستان. بحسب
فرانس برس.
وقال أوباما في الأسبوع الماضي ان الوضع في باكستان يثير "قلقا
بالغا". وقال مسؤول أمريكي لاحقاً انه من المُرجح ان تناقش الولايات
المتحدة وباكستان توسيع برامج التدريب الامريكية لقوات الامن
الباكستانية خلال زيارة زرداري.
ووفقا لأرقام الجيش فقد قتل أكثر من 170 من المتشددين منذ بدء
الهجوم في 26 ابريل نيسان. ولا يوجد تأكيد مستقل لتقارير الجيش عن
الضحايا.
مسؤول باكستاني يحث سكان سوات على الفرار
وفي الغضون قال مسؤول باكستاني بارز إن السلطات حثت سكان مدينة
مينجورا الرئيسية بوادي سوات على إخلائها، في وقت بدا فيه اتفاق السلام
مع مسلحي طالبان متصدعا.
وذكر المسؤول كوشال خان إن السلطات رفعت حظر التجول كي يتمكن سكان
المنطقة من الفرار. وأكد خان ان على الناس الفرار من المنطقة من أجل
سلامتهم حيث يجوب مسلحو طالبان المنطقة ويزرعون الألغام المر الذي
يتطلب ردا من قوات الأمن. ولكنه لم يفصح عمّا إذا كان هناك هجوم عسكري
وشيك على المنطقة.
وتسعى القوات الباكستانية لطرد المتمردين من ضريح بير بابا أحد أهم
المواقع الدينية في مقاطعة بونير التي تبعد 100 كلم من العاصمة اسلام
اباد.
وقال الجيش في بيان إنه قتل سبعة من مسلحي طالبان بينهم قائد عسكري
رفيع لدى مهاجمة مواقعها في بونير.
وقال شاهد عيان في اتصال مع وكالة رويترز إن بونير تشهد اطلاق نار
كثيف منذ عدة ايام استخدمت فيه القوات الحكومية المدفعية الثقيلة.
ويقول مراسل بي بي سي في اسلام اباد إن من غير الممكن التأكد من
ادعاء الجيش الباكستاني. ويضيف سيد شعيب حسن أنه على الرغم من المؤشرات
على أن للحكومة اليد العليا في المعارك الدائرة حالياً، إلا أن
المسلحين يقاومون بشراسة، وربما تحتاج القوات الحكومية للمزيد من الوقت
قبل أن تفرض سيطرتها الكاملة على المنطقة.
وكان الجيش قد شن هجوماً لاجلاء طالبان عن بونير ولوار دير لوقف
انتشار نفوذها خارج منطقة وادي سوات التي تسيطر عليها.
وكانت قرية بير بابا أحد أول المواقع التي استحوذت عليها حركة
طالبان بعد سيطرتها على بونير في ابريل/ نيسان الماضي.
ولا تزال طالبان تسيطر على المنطقة على الرغم من نشر الجيش
الباكستاني دبابات ومروحيات وطائرات مقاتلة لاستعادتها.
منظمة العفو الدولية: على الحكومة حماية
أهالي سوات من الانتهاكات
من جهة اخرى وبالتزامن مع بدء القتال بين القوات الباكستانية
وطالبان قالت منظمة العفو الدولية إن على الحكومة الباكستانية أن تتحرك
فوراً لحماية مئات الآلاف من أهالي وادي "سوات" وغيره من مناطق البلاد
من هجمات المتمردين. فبحسب التقديرات الرسمية، قُتل على مدار العام
الماضي ما لا يقل عن 1,200 شخص، بينما نزح 200,000 – 500,000 غيرهم من
وادي "سوات" نتيجة للقتال الدائر بين المجموعات التابعة لطالبان
باكستان والجيش الباكستاني.
وفي هذا السياق، قال سام زريفي، مدير برنامج آسيا والمحيط الهادئ في
منظمة العفو الدولية، إن "طالبان باكستان قد أظهرت استهتارها بأرواح
أهالي وادي سوات وحقوقهم، بينما انتهكت القوات العسكرية الباكستانية في
كثير من الأحيان حقوقهم الإنسانية ولم تعر أي اهتمام لسلامة البشر
الذين تدعي أنها تحاول حمايتهم".
فمنذ عام 2007، تمكنت جماعة مسلحة محلية تنتمي عقائدياً إلى حركة
طالبان أفغانستان من السيطرة الفعلية على ما يقرب من 80 بالمئة من
أراضي وادي "سوات"، الذي كان في يوم من الأيام وجهة للسياح لا تبعد
أكثر من 100 ميل عن إسلام أباد. بحسب فرانس برس.
وارتكبت طالبان باكستان في "سوات" انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان،
بما في ذلك أعمال قتل ذهب ضحيتها عشرات العاملين الحكوميين ومن رأت
فيهم خارجين على التعاليم الدينية. إذ لجأت طالبان إلى جلد الرجال على
مرأى من الجمهور لحلقهم ذقونهم، بينما دمرت الدكاكين التي تبيع الأشرطة
الموسيقية وحظرت على النساء مغادرة منازلهن إلا برفقة محرَم.
وبسبب هذا المناخ من التعصب، أطلقالسكان المحليون على ساحة "منغورا"
الرئيسية، كبرى مدن المنطقة، تسمية "خوني تشوك"، أي "الساحة الدموية"،
في إشارة إلى عرض طالبان باكستان أكثر من عشرين جثة في الساحة.
ويتواجد في وادي "سوات" نحو 3,000 من متمردي طالبان. وكثيراً ما
يعرِّض هؤلاء المدنيين للخطر جراء لجوئهم إلى القرى مع علمهم بأن هذا
يمكن أن يسثير حفيظة قوات الجيش.
وعلى مدار السنوات الخمس الماضية، تأرجح رد الحكومة على تحركات
المتمردين في "سوات" وغيره من المناطق القبلية بين شن عمليات عسكرية
غالباً ما كانت عشوائية وغير متناسبة ووقع ضحيتها مدنيون، وترْك
المواطنين الباكستانيين وشأنهم لانتهاكات الجماعات المتمردة.
وينتشر في وادي "سوات" حالياً ما يصل إلى 15,000 من قوات الحكومة
المكلفين بملاحقة المتمردين. ويستخدم هؤلاء المروحيات الهجومية
والمدفعية الثقيلة في عملياتهم، وغالباً بطريقة لا تميز بين مدني
ومقاتل، ما يُلحق الأذى بالمدنيين قبل غيرهم. ويشير عشرات الآلاف من
الأشخاص الذين فروا من المنطقة إلى أن فرارهم يعود إلى الخشية من
العمليات العسكرية للحكومة وليس إلى تصرفات طالبان.
ويقول سام زريفي: "إن على الحكومة الباكستانية تطبيق استراتيجية
تركز في الأساس على احترام حقوق مواطنيها ورفاههم، والامتناع عن
استخدام سياسة العصا العسكرية الغليظة التي تعرض أرواح المدنيين
للمخاطر. وينبغي على الحكومة أيضاً ضمان أن لا تترك المدنيين تحت رحمة
طالبان".
وقد أدانت منظمة العفو الدولية الحملة التي تشنها طالبان باكستان ضد
التعليم، ولا سيما تعليم البنات. فعلى مدار الأشهر الثمانية عشر
الماضية، قامت طالبان بتدمير أكثر من 170 مدرسة في "سوات"، بما في ذلك
ما يربو على 100 مدرسة للبنات. وأدت هذه الهجمات إلى انقطاع العملية
التعليمية بالنسبة لأكثر من 50,000 طالب، بدءاً بتلاميذ المرحلة
الأساسية، وانتهاء بالمستوى الجامعي، بحسب التقديرات الرسمية.
وحثت منظمة العفو الدولية الحكومة على اتخاذ تدابير حمائية كي تكفل
مواصلة الطلاب من الجنسين تعليمهم، بما في ذلك من فروا من ديارهم،
عندما تعود المدارس إلى فتح أبوابها في 1 مارس/آذار. وقالت منظمة العفو
إنه على الحكومة، إذا لم تتمكن من حماية المدارس في المنطقة، ضمان
إتاحة وسائل بديلة لتعليم الأطفال النازحين.
ومضى سامي زريفي إلى القول: "إن طالبان، بتدميرها فرص التعلم، تهدد
حقوق جيل آخر من الباكستانيين. وعلى الحكومة الباكستانية ضمان تمتع
الأشخاص الهاربين من النـزاع بفرص كافية للحصول على احتياجاتهم
الأساسية من الغذاء والرعاية الصحية والتعليم، وتمكين الهيئات
الإنسانية المحلية والدولية من تقديم مساعداتها بصورة آمنة".
حقائق عن وادي سوات
سوات، هي منطقة مأهولة، مختلفة عن المناطق القبلية المجاورة الواقعة
على الحدود مع أفغانستان. وفي العادة، يقطنها نحو 1.5 مليون شخص. وعلى
مدار السنتين الماضيتين، تمكن رجل الدين المتشدد مولانا فضل الله
وأتباعه من إحكام السيطرة بصورة متزايدة على الإقليم، فارضين إدارة
بحكم الأمر الواقع فيه.
وقد رسَّخت الجماعة سيطرتها بإقامة نظام قضائي مواز يضم أكثر من 70
"محكمة" لتسيير "العدالة على نحو سريع وسهل"، وفي واقع الحال عن طريق
فرض عقوبات ترقى إلى مرتبة المعاملة القاسية أو المهينة أو اللاإنسانية.
وقد استخدمت طالبان فترات البث الليلية على موجات الأف أم، لإعلان
قوائم بأشخاص "مطلوبين" من (السياسيين المحليين والعاملين الحكوميين)
كي يمثلوا أمام محاكمها أو تحمل التبعات، كما راحوا في الآونة الأخيرة
يهددون بقتل جميع المحامين والقضاة، إذا لم يتوقفوا عن العمل في النظام
القضائي للدولة.
وقد طلب نصف المسؤولين في شرطة "سوات"، البالغ عددهم 800، أو ما
يزيد على ذلك، إجازات من الخدمة أو تركوا مناصبهم بسبب خشيتهم من عدم
البقاء على الحياة في حال استمروا بأعمالهم.
وفي مايو/أيار 2007، انهارت خطة للسلام بين الحكومة والمتمردين في "سوات"
سمحت من الناحية العملية للمقاتلين بأن يعيدوا صفوفهم. ومنذ ذلك الوقت،
لم تعلن الحكومة أية سياسة واضحة بشأن السبل التي تعتزم انتهاجها
لحماية حقوق المقيمين في وادي سوات.
سؤال وجواب: حول حركة طالبان باكستان
في ظل المواجهات المحتدمة بين الجيش الباكستاني وحركة طالبان
باكستان التي تعرضت مواقعها للقصف في وادي سوات شمال غربي باكستان،
يلقي هذا التقرير الضوء على حركة طالبان من خلال صيغة سؤال وجواب، بحسب
بي بي سي.:
من هم طالبان باكستان؟
معظم مقاتلي حركة طالبان باكستان ينتمون إلى عرق الباشتون الذين
يتركزون في مناطق شمال غربي باكستان المحاذية للحدود مع أفغانستان، وهم
يدعمون حركة طالبان في أفغانستان، وكثير منهم فروا من أفغانستان بعد
إزاحتهم عن الحكم في أواخر عام 2001.
وشكل 13 فصيلا يتركزون في مناطق مختلفة في شمال غربي باكستان جماعة
أطلقوا عليها حركة طالبان باكستان ويتزعمها بيت الله محسود الذي يتخذ
من جنوب وزيرستان على الحدود مع أفغانستان مقرا له.
وخصصت الولايات المتحدة في شهر مارس/آيار الماضي مكافأة بقيمة 5
ملايين دولار أمريكي لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى تحديد موقع محسود أو
القبض عليه.
واتهم مسؤولون باكستانيون محسود بتزعم سلسلة من الهجمات الانتحارية
في مناطق مختلفة من باكستان منذ اقتحام الجيش الباكستاني للمسجد الأحمر
في إسلام آباد في يوليو/تموز عام 2007 بهدف سحق جماعة متشددة كانت تقيم
في المسجد المذكور.
ومنذ أن أشار المسؤولون الحكوميون بأصابع الاتهام إلى محسود بأنه
المشتبه الرئيسي وراء تدبير اغتيال رئيسة الوزراء السابقة، وزعيمة حزب
الشعب، بنظير بوتو، في هجوم بالأسلحة والقنابل على موكبها في مدينة
روالبيندي في شهر ديسمبر/ كانون الأول من عام 2007 بدأت سمعة محسود في
الانتشار.
ويُذكر أن فصيل طالبان في وادي سوات جزء من حركة طالبان باكستان،
ويقوده زعيم محلي يسمى فضل الله وهو صهر أحد رجال الدين المؤيدين
لطالبان كان قد جمع آلافا من رجال القبائل للقتال إلى جانب طالبان
أفغانستان بعد إزاحتهم عن السلطة في عام 2001.
ورغم أن الكثير من زعماء طالبان شاركوا في الحرب الأفغانية، فإنهم
يستغلون الفقر والإحباط على خلفية العجز الذي يسم جهاز القضاء والغضب
من ملاك الأراضي واتساع نطاق المشاعر المعادية للولايات المتحدة بهدف
تجنيد أنصار جدد.
هل هناك صلة بين طالبان باكستان وتنظيم القاعدة؟
يقول مسؤولون استخباراتيون باكستانيون إن طالبان باكستان أقامت
علاقات مع تنظيمات متشددة أخرى
يقول مسؤولون استخباراتيون وخبراء أمنيون إن محسود متحالف مع تنظيم
القاعدة إذ منح اللجوء إلى أعداد كبيرة من المقاتلين الأجانب بمن فيهم
العرب ومواطنو آسيا الوسطى لكن ليس من الواضح طبيعة هذا التحالف الذي
أقامه مع القاعدة علما بأن زعماءها يختبئون على طول الحدود الأفغانية
الباكستانية.
ما هي العلاقة بين طالبان باكستان وطالبان
أفغانستان؟
يدين عناصر طالبان باكستان بالولاء إلى الملا عمر الذي يتزعم طالبان
أفغانستان ويقرون بأنهم أرسلوا مقاتلين عبر الحدود إلى أفغانستان حيث
يأمل مقاتلو طالبان في طرد القوات الأجنبية ويعتبرونها قوات "احتلال".
لكن هناك خلافات بين فصائل طالبان بشأن مقاتلة القوات الباكستانية،
فبعضها يعارض العنف الذي يستهدف القوات الباكستانية ويرى أن طالبان
ينبغي أن تركز جهودها القتالية في أفغانستان.
لكن المجموعة التي يرأسها محسود وفضل الله ترى أن مقاتلة القوات
الباكستانية مبرر بسبب مساندة هذه الأخيرة للمجهود الحربي الذي تقوده
الولايات المتحدة في أفغانستان ضد القاعدة وطالبان أفغانستان.
وأنشأت الفصائل التي ترغب في حصر القتال في أفغانستان تنظيما أُطلق
عليه اسم "اتحاد شورى المجاهدين"، ويرى المحللون أن الخطوة تهدف إلى
اتحاد جميع الفصائل في وجه الحشود العسكرية الأمريكية في أفغانستان.
هل ترتبط طالبان باكستان بتنظيمات أخرى؟
يقول مسؤولون استخباراتيون باكستانيون إن طالبان باكستان أقامت
علاقات مع تنظيمات متشددة أخرى يتركز معظمها في إقليم وسط البنجاب، مما
أعطى لمقاتلي طالبان القدرة على توسيع نفوذهم خارج منطقة الباشتون في
الشمال الغربي من البلاد.
وأحد هذه التنظيمات يُسمى "عسكر وجهانجفي"، وهو تنظيم سني متشدد
يُنظر إليه على أنه يشكل أحد الواجهات الرئيسية لتنظيم القاعدة في
باكستان. |