لا يلام النظام المصري، فقد أصيب بداء التشكيك وقد أبلغته جريدة
الأهرام ان إيران وسورية وقطر وحماس والأخوان المسلمين متورطون
بالتخطيط لمؤامرة ضد مصر فأصيب بداء الخوف من اسم المقاومة وحزب الله
ومن صور السيد حسن نصر الله .
يوم بعد يوم يواجه النظام الحاكم في مصر أزمة جديدة تزيد من أزماته،
قبل أيام خرجت حركة باسم "شباب 6 ابريل" تسعى إلى تغيير النظام المصري
ديمقراطيا بالطريقة السلمية، وليس تغيير شخص، بل تغيير نظام بالكامل.
لتزيد من حجم الأزمة السياسية الداخلية المتفاقمة بين النظام والمعارضة
مع الأخوان وحركة كفاية وغيرها, ومؤخرا حلت أزمة جديدة صحية وهي وباء
أنفلونزا الخنازير، حيث قررت الحكومة القضاء على ربع مليون رأس خنزير
كخطوة احترازية، مما تسبب باصطدامات بين الحكومة وأصحاب حظائر تربية
الخنازير، لتزيد الملف الاقتصادي سوءا.
كما أن هناك أزمة يعاني منها النظام المصري وهي تراجع مكانته
السياسية في المنطقة لاسيما إنها تعرضت لهزة كبيرة بسبب موقفه من بعض
القضايا ومنها القضية المركزية والمحورية القضية الفلسطينية وموقفه من
المقاومة، وسيزيد النظام من حجم خسائره على المستوى الشعبي المصري
والعربي، عندما اختار محاسبة ومواجهة المقاومة بحجة إنها أرادات أن
تدافع عن شرف الأمة والعرب وعن الحق الفلسطيني... عبر استخدام أرض
الكنانة.
مصر داعمة للمقاومة
مصر العروبة تحمل سجلا ناصعا في دعم المقاومة والمقاومين وهي صاحبة
التاريخ الثوري والحركي والقومي في الدفاع عن الحق العربي وبالذات
الفلسطيني، مصر قدمت القادة والشهداء وفتحت حدودها للمقاومين الشرفاء
من جميع العالم لمساعدة الشعوب العربية التي كانت ترزح تحت الاحتلال
ومنها فلسطين حيث دعمت الشعب الفلسطيني طوال تاريخ الصراع، مصر شاركت
في جميع الحروب ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي وتحملت ويلات تلك الحروب،
وللشعب المصري مواقف مشرفة حيث دعم المقاومة بالدم والمال والكلمة ولا
يزال.
إلا ان النظام (..) تخلى عن هذا الشرف شرف ريادة المقاومة العربية،
عندما باع ذلك الشرف وباع الحق العربي الفلسطيني للصهاينة بصك دولي
يسمى اتفاقية كامب ديفيد. يعترف بموجبه بالكيان الصهيوني الإسرائيلي
على الأراضي العربية، ويكون خير مدافع عن أمن حدود الدولة الغاصبة.
بينما إسرائيل وعلى لسان وزير خارجيتها ليبرمان يهدد مصر بقوله: من
الواجب على إسرائيل قصف السد العالي المصري!
النظام المصري والتحديات
طبعا لا يلام النظام المصري على ذلك، فهو نظام أصيب بداء التشكيك
حيث قالت جريدة الأهرام الرسمية للنظام: إن إيران وسوريا وقطر وحماس
والأخوان المسلمين متورطون بالتخطيط لمؤامرة كبرى ضد مصر!!، وأصيب بداء
الخوف من أسم المقاومة ومن أسم حزب الله ومن صور السيد حسن نصر الله إذ
أصبح من يرفع صورة نصر الله أو يؤيد المقاومة مجرما يستحق الاعتقال
والمحاكمة؛ وهو نظام أصيب بالعجز وعدم القدرة على مواجهة التحديات
ومنها التحديات الداخلية الشعبية في مصر (..)، وعاجز عن إيقاف نزيف
الخسائر الفادحة على مستوى السياسة الخارجية في المنطقة، فهو مع كل ما
يقدم من خدمات لدولة إسرائيل كوسيط..
فهو لم ينجح في كسبها، وهو بتلك السياسة خسر الشعب الفلسطيني,
لاسيما عندما وقف متفرجا على اعتداءات إسرائيل المتكررة على
الفلسطينيين واخرها الحرب على غزة، حيث رفض النظام المصري فتح حدوده
التي تربطه بغزة لتقديم العون والمساعدة، وإنما اكتفى بلوم حركة حماس
على الحرب، وبذلك الموقف خسر النظام الشارع المصري والعربي.
ولقد فقد النظام المصري القدرة على استثمار تاريخ مصر كلاعب مؤثر
على الساحة الفلسطينية، لجمع الفلسطينيين على أجندة معينة تخدم الشأن
الفلسطيني. وفي الشأن اللبناني تكبدت مصر خسارة سياسية بدعمها لطرف
محدد..، كما أن النظام دخل كلاعب مؤجج في إثارة النعرات الطائفية في
الوطن العربي عندما قال: إن ولاء الشيعة العرب لإيران. وساهم في خلق جو
ما يمسى بالعداء مع إيران، كما أن علاقة النظام المصري ليست على ما
يرام مع عدد من الزعماء العرب، ومن تابع القمة العربية الأخيرة وما
قبلها يمكنه الاستنتاج!.
إلى أين يتجه النظام المصري، والى أين سيأخذ مصر العروبة والتاريخ
والثورة والثقافة؟ الإجابة لدى الشعب المصري الداعم للمقاومة والحق
العربي.
* كاتب سعودي |