شبكة النبأ: تناولت الصحف الغربية
الشان العراقي بمواضيع مختلفة، فبينما تحدثت صحيفة عن الدور الجديد
لمجالس الصحوة في العراق، تحدثت أخرى عن تكميم أفواه الصحافيين في
العراق، بينما تحدثت صحيفة عن البريطانيين والحرب في العراق.
دور جديد لوحدات الصحوة
صحيفة لوس انجليس تايمز تحدثت عن مجالس الصحوة ودورها الجديد في
العراق، حيث كتب "ليز سلاي" موضوعاً في الصحيفة عن الحوار الذي يدور في
بيت زعيم صحوة الانبار احمد أبو ريشة، الذي يقع في مزرعته، حول مسائل
عملية تتصل بشؤون الحكم والميزانية إذ يقول أبو ريشة الذي يقود وحدات
الصحوة منذ اغتيال اخيه عام 2007: الصحوة الآن كيان سياسي واقتصادي
ولذا، اصبحت استراتيجيتنا الآن مالية واقتصادية.
وأضاف" ليزسلاي" بالطبع، ربما يشعر المنتسبون للصحوة التي يسميها
العسكريون الامريكيون ابناء العراق بالامتعاض لأن الحكومة العراقية
التي يهمن عليها الشيعة وضعتهم على الهامش، لكن هؤلاء العرب السنة
الذين انتظموا في وحدات الصحوة المسلحة، وحولوا بنادقهم ضد رفاقهم
السنة المقاتلين في القاعدة اصبحوا هم من يحكم محافظة الانبار الآن.
فقد احتلت قائمة مرشحي الصحوة المركز الاول في الانتخابات البلدية
التي جرت في يناير مما منحها حق تعيين المحافظ وتشكيل ادارة الحكم
المحلي.
وقال "ليزسلاي" يكمن للتحدي امام الصحوة مع استعداد المجلس المحلي
الجديد لبدء العمل الآن في اظهار كفاءتها في ادارة شؤون المحافظة مثلما
اظهرت قدرتها على سحق القاعدة في العراق.
وأشار الكاتب الى أملا كبيرا عندما يحدث تحول حقيقي في حركة الصحوة
التي كانت قد بدأت عام 2006 كانتفاضة عشائرية ضد مسلحي القاعدة الذين
عملوا لفرض تفسير متشدد للشريعة الاسلامية على محافظة الانبار الواقعة
في الجزء الغربي من العراق.
وأشار الى التحول السياسي في هذه المنطقة لم ينطلق بشكل يبشر
بالنجاح أو يبعث على التفاؤل. فقد حفلت فترة الانتخابات باتهامات صادرة
عن مختلف الاطراف تشير الى عمليات تزوير في عدد الاصوات، كما هدد أبو
ريشة بان الصحوة سوف تلجأ للعنف اذا لم تكن من الفائزين، وكانت من
بينهم بالفعل، واصبحت بعد ذلك اكثر ليونة بالمقاييس العراقية.
لجأ أبو ريشة عقب الانتخابات لاختيار رجل اعمال يرتدي بدلة وربطة
عنق، كان قد امضى معظم سنوات الحرب في الخارج يدير شركة للانشاءات في
الامارات العربية، حاكما لادارة المحافظة.
وأضاف "ليزسلاي" كان لا بد لهذا الاختيار ان يثير الاحتجاج على ما
يبدو. لكن في جلسة تضمنت تناول عدد من كؤوس الشاي الاسود اللون مع وعود
سياسية جذابة ببداية جديدة في المحافظة، تمكن أبو ريشة من التغلب على
احتجاجات تعيين رجل كان في الخارج خلال صراع الانبار الدامي مع رجال
القاعدة.
جر لندن الى حرب العراق
في صحيفة الديلي تلجراف نشرت صورة وتقريرا: في الصورة تظهر
استعدادات بضع جنود بريطانيين يهمون بالصعود إلى مروحية في طريق عودتهم
إلى بلادهم من العراق، وفي التقرير قصة قصة "جرِّ" لندن قبل أكثر من ست
سنوات إلى المشاركة في غزو تلك البلاد، كما يرويها نايجل إنكستر،
النائب السابق لرئيس فرع الاستخبارات الخارجية البريطانية (M16).
ينقل تقرير الديلي تلجراف، والذي أعده مراسلها لشؤون الأمن، دانكان
كاردام، عن إنكستر قوله إن بريطانيا جُرَّت إلى الحرب في العراق، الأمر
الذي كان دوما ضد قناعاتنا وحكمنا على الأمور.
يقول ضابط الاستخارات البريطاني السابق، الذي كان على رأس منصبه
عندما اتخذت الحكومة البريطانية قرارها بالدخول بالحرب، إنه كان هنالك
ثمة تحفظات على مستوى عال جدا في جهاز الاستخبارات السرية البريطاني
بشأن دخول الحرب.
ويعتقد المحللون أن من شأن أقوال إنكستر، والتي جاءت في سياق كلمة
ألقاها أمام معهد أبحاث السياسة العامة، أن تُعيد إشعال الجدل الذي دار
في السابق بشأن التدخل السياسي بالحرب.
بريطانيا المتورطة
والطريف أن الكشف عن "توريط" بريطانيا في الحرب على العراق جاء عن
طريق ضابط كان يشغل مثل هذا المنصب الرفيع في نفس الجهاز الذي تم
تحميله مسؤولية الفشل الاستخباراتي بشأن حرب العراق.
ومعلوم أن قرار دخول لندن تلك الحرب جاء بناء على المساعدة التي
قدمها جهاز (M16) من خلال إعداده للملف الذي قال فيه رئيس الوزراء
البريطاني السابق، توني بلير، إن العراق كان مستعدا لاستخدام أسلحة
الدمار الشامل في غضون 45 دقيقة.
ويُلقي إنكستر باللائمة بدخول بريطانيا الحرب على وزارة الخارجية
البريطانية التي يرى أن ضعفها هو الذي سمح بجرِّ البلاد إلى صراع كان
للمسؤولين الكثير من الشكوك الجادة والخطيرة حياله.
ويقول ضابط الاستخبارات السابق: إن وزارة الخارجية لم تعد تصنع
سياسة خارجية، بل باتت تتصرف كمنصة لعدد من الوزارات والدوائر
البريطانية المتعددة. كما أن الافتقار للفهم الجلي والواضح لموقعنا
الاستراتيجي في العالم يفسر أيضا كيف تم جرُّنا لحرب مع العراق، الأمر
كان دوما ضد نظرتنا للأمور وحكمنا عليها.
ويضيف تقرير الديلي تلجراف قائلا إن آراء إنكستر، والتي يجري
التعبير عنها علنا للمرة الأولى، قد تفسر أيضا سبب تجاهله وتجاوزه
لصالح السير جون سكارليت، الرئيس الحالي لجهاز (M16) الذي تسلَّم زمام
المسؤولية عن ملف العراق خلال تحقيق هاتون بوفاة خبير الأسلحة السابق
الدكتور كيلي.
ويشير التقرير إلى أن إنكستر، الذي يعمل حاليا في المعهد الدولي
للدراسات الاستراتيجية، كان قد عمل لصالح فرع الاستخبارات المذكور ما
بين عامي 1975 و2006، وذلك في مواقع منها أقسام آسيا وأمريكيا
اللاتينية وأوروبا.
قطع حبل النجاة
وحول موضوع الحكومة يصدد قطع حبل النجاة عن المترجمين العراقيين في
غضون أسبوعين، كتبت صحيفة التايمز تقريرا تقول فيه إن حكومة رئيس
الوزراء البريطاني جوردن براون متهمة بـ هجر المترجمين العراقيين
السابقين الذي خاطروا بحياتهم في سبيل بريطانيا، وذلك من خلال إعلانها
بأنها سوف تُلغي في غضون 14 يوما برنامج المساعدات التي تُقدم لهم
حاليا.
ويشبه التقرير معاملة بريطانيا للمترجمين العراقيين بالمعاملة التي
تلقاها مؤخرا الجنود الهنود النيباليون (جوركا) الذي كانوا قد خدموا في
الجيش الهندي سابقا ولم يحظوا بعد بحق الإقامة في بريطانيا، إذ تبين أن
العشرات من أُسر هؤلاء المترجمين ما زالت تعيش في جو من الخوف من أن
يقوم المسلحون بقتلهم على خلفية "تعاملهم مع العدو.
واجب لا ينتهي
من جهة أخرى قالت صحيفة ذي أوبزيرفر البريطانية في افتتاحيتها إن
واجبنا في العراق لا ينتهي مع انسحاب جنودنا، وأشارت إلى أن رئيس
الوزراء البريطاني غوردن بروان وصف دور بلاده في العراق بأنه "قصة نجاح".
وأوضحت أنه ربما يتفق المؤرخون مع بروان يوما ما أو قد يعتبرون
الأمر كارثة، مشيرة أنه عندما انتهى الاحتلال البريطاني لجنوبي العراق
الأسبوع الماضي بشكل رسمي فقد تنفس الكثيرون الصعداء.
تكميم أفواه الصحفيين
لا ترغب الحكومة بأن يقوم الصحفيون بأداء عملهم، فهي تلجأ إلى
إيقافهم عبر طرق شتَّى
"إنه لمن الأكثر أمنا لأحدنا أن يقطع المسافات في بغداد سيرا على
الأقدام حاملا معه رشاش الكلاشنكوف (إيه كي 47) بدل التنقل بالكاميرا.
بهذه الكلمات يلخص الصحفي العراقي يوسف اسماعيل وضع الصحفيين في
العراق هذه الأيام وقد انضم إلى العشرات من زملائه الصحفيين الذين
احتشدوا في أحد فنادق العاصمة بغداد لإحياء ذكرى يوم حرية الصحافة
العالمي، وإن لم يشهد المكان الكثير من مظاهر البهجة والاحتفال.
فمنذ العام 200، قُتل صحافيون في العراق أكثر من أي مكان آخر في
العالم. فقد قُدِّر عدد من لقوا حتفهم من العاملين في حقل الإعلام في
تلك البلاد خلال السنوات الست المنصرمة بـ 225 شخصا. كما لا يزال يتعين
على الصحفيين العراقيين حتى اليوم المجازفة بحياتهم إلى أقصى الحدود من
أجل الحصول على الأخبار.
ومع ذلك، فغالبا ما تحدث الصحافيون العراقيون خلال الأيام الأولى
التي أعقبت اندلاع الحرب عن حريتهم الوليدة تلك، والتي كانت تمكنهم من
نقل الأخبار بدون قيود أو حدود، الأمر الذي ما كان بوسعهم أبدا أن
يفعلوه في ظل نظام صدام حسين.
إثارة صحفية
فقط الصحفيون الموالون للحكومة هم من يُسمح لهم بالوصول إلى أحداث
وفعاليات معينة، وفقط الصحف الموالية للحكومة هي التي تحصل على
الإعلانات التجارية، الأمر الذي يجعل من المستحيل على وسائل الإعلام
الأخرى البقاء والاستمرار
يقول أحمد العبيدي، وهو صحفي كان يعمل في وكالة أنباء حكومية خلال
عهد صدام حسين: كان الأمر غاية في الإثارة أن نكون أحرارا في نقل القصة
وإعداد التقارير عن الأحداث.
لكن، وبعد مرور ست سنوات الآن على سقوط صدام حسين، يخشى العديد في
العراق من أنه يجري إسكات حرية التعبير مرة أُخرى.
وفي نهاية المطاف، تحسن الوضع الأمني خلال العام الماضي بشكل بطيء
واكتسبت الحكومة المزيد من القوة، وبالتالي بدأ الصحفيون يتذمرون من
الضغوط التي تُمارس عليهم من قبل المسؤولين.
دعاوى الصحافيين
فوفقا للجمعية العراقية لحماية حقوق الصحفيين، كان هنالك ثمة زيادة
ملحوظة خلال الفترة الماضية في عدد الدعاوى التي أُقيمت ضد صحفيين في
البلاد.
تقول الجمعية المذكورة إن أولئك الصحفيين الذين يسعون للكتابة عن
قضايا بعينها مثل الفساد والأمن يواجهون، على وجه الخصوص، ضغوطات من
قبل الحكومة.
يقول رئيس الجمعية، إبراهيم السرَّاج: إن الحكومة لا ترغب بأن يقوم
الصحفيون بأداء عملهم، وبالتالي هي تلجأ إلى إيقافهم عبر طرق شتَّى.
أطوار بهجت هي واحدة من حوالي 225 إعلاميا لقوا حتفهم في العراق منذ
عام 2003.
ويضيف السرَّاج قائلا: "فقط الصحفيون الموالون للحكومة هم من يُسمح
لهم بالوصول إلى أحداث وفعاليات معينة، وفقط الصحف الموالية للحكومة هي
التي تحصل على الإعلانات التجارية، الأمر الذي يجعل من المستحيل على
وسائل الإعلام الأخرى البقاء والاستمرار."
استقلال الهيئة الوطنية
كما أن العديد من الشكاوى تصدر عن الهيئة الوطنية العراقية
للاتصالات والإعلام التي تم تأسسيسها في عام 2004، وهي جهة مستقلة
ومهمتها الإشراف على البث الإذاعي في البلاد.
يقول مازن كاظم الحبوبي، نائب رئيس الهيئة، إن المؤسسة أضحت "موجودة
على الورق فقط منذ عام 2007.
ويضيف الحبوبي قائلا: "لقد تم تجريدنا من سلطتنا التي كانت تخولنا
إصدار رخص البث، ومن القيام بالأعمال الأُخرى التي تم إنشاء الهيئة
أصلا من أجل القيام بها. وحقيقة كوننا موجودين تساعد الحكومة على تحسين
وتلميع صورتها. لكن في الواقع، إن وجودنا وعدمه سيَّان.
العراق مكانا خطرا
يظل العراق بالنسبة للصحفيين مكانا خطرا للغاية، ناهيك عن الرقابة
التي يخضعون لها وقد أعلن الشهر الماضي كل من رئيس البلاد، جلال
طالباني، ورئيس حكومته، نوري المالكي، أنهما قد وافقا على الحاجة
لإنهاء الموقف المعادي للإعلام حيال العملية السياسية في العراق.
وينظر العديد من العراقيين إلى البيان الذي صدر عن طالباني والمالكي
بهذا الشأن على أنه مثير للرعب والخوف الشديدين.
ويظل العراق بالنسبة للصحفيين العراقيين مكانا خطرا للغاية. لكن،
الآن، وبالإضافة إلى الأخطار المادية اليومية الملموسة، يشعر العديد من
هؤلاء الإعلاميين بأنهم يخضعون أيضا للرقابة اللصيقة.
ومضت الصحيفة إلى أن الحرب على العراق كانت منذ البداية مغامرة
عسكرية أطلقها السياسيون ونفذها العسكريون وأشارت إلى أن وزير الدفاع
الأميركي دونالد رمسفيلد سبق أن صرح على العلن بأن الجيش الأميركي لم
يقم ببناء الأمة في العراق.
وعبر كاتب الاقتتاحية عن الأسف لكون شرط بناء الأمة لم يكن ليتحقق
دون التدخل العسكري، موضحا أن العراق دخل في حالة فوضى بمجرد الإطاحة
بالرئيس صدام حسين، واستدرك بالقول إن بناء الأمة إنما يتطلب أفعالا
سياسية ودبلوماسية واقتصادية على المدى الطويل.
وقارنت الصحيفة بين دور الحلفاء في العراق ودور حلف شمال الأطلسي
(ناتو) في البوسنة، حيث تمكنت الأمم المتحدة وقوات الناتو من إنهاء
الحرب ورسم حدود واضحة للبلد ومساعدة الشعب البوسني نحو التعافي
الاقتصادي والاجتماعي.
وحذرت الصحيفة من انزلاق العراق مجددا في حرب أهلية، مشيرة إلى
انتشار الفساد والجريمة المنظمة في البلاد التي وصفتها بأنها منقسمة
على أسس عرقية، وتديرها مجموعات من النخب الفئوية.
واختتمت بالقول إنه لا يمكن إلقاء الملامة بالكامل على المجتمع
الدولي، فالمشاكل قد تنجم عن فشل السياسيين في عملهم المطلوب بعد أن
أنجز الجنود المهام التي أنيطت بهم. |