أنفلونزا الخنازير شبح الوباء الذي سيفتك بـ7 ملايين شخص

إعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: لم يشهد العالم انتشار وباء منذ أكثر من أربعة عقود، بعد تفشي أنفلونزا "هونغ كونغ" التي فتكت بقرابة مليون شخص حول العالم عام 1968، إلا أن "أنفلونزا الخنازير" يفرض تساؤلات حيال إمكانية انتشار المرض كوباء، دفع المختصون لوضع فرضيات مستقبلية حال حدوث ذلك،  وما هي الخطوة المقبلة.

وتبدو منظمة الصحة العالمية أكثر حذراً في التكهن بإمكانية انتشار "أنفلونزا الخنازير" كوباء، إلا أن خبراء الأوبئة والصحة وضعوا تصوراتهم  لما سيكون عليه الوضع، حال حدوث ذلك، واستناداً على تجارب سابقة، حيث سيتفشى المرض من مدينة لأخرى في فترة زمنية تستغرق ما بين 18 شهراً إلى 24 شهراً، وسيصاب بعدوى الفيروس ثلث البشرية.

وتعتقد منظمة الصحة العالمية أن قرابة 1.5 مليار شخص حول العالم، سينشدون الرعاية الطبية، ونحو 30 مليون قد تستدعي إصابتهم دخول المستشفيات. بحسب (CNN).

وبالاستناد إلى بيانات الوباء الأخير، وعدد سكان الأرض، في الوقت الراهن، ستفتك "أنفلونزا الخنازير" بسبعة ملايين شخص.

أمريكا تعلن حالة الطوارئ

وطلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما من الكونجرس 1.5 مليار دولار إضافية لمكافحة أنفلونزا الخنازير بعد أن قفز عدد حالات الإصابة الى 65 مصابا في ست ولايات بمرض يخشى الأطباء الى تحوله الى وباء عالمي.

وعقد أعضاء الكونجرس الأمريكي جلسة طارئة في واشنطن لبحث قدرة الحكومة على مواجهة تفش أشد للمرض.

وقال الدكتور ريتشارد بيسر القائم بأعمال مدير مراكز مكافحة الإمراض والوقاية منها للصحفيين "مع وجود عنصر عدوى جديد لا يمكنك ان تجلس في مكانك وتنتظر على أمل أن تتحسن الأمور. عليك أن تتخذ خطوات جريئة وبعدها يمكنك أن توقفها إذا احتجت الى ذلك."

وتشمل محصلة الإصابات بأنفلونزا الخنازير في الولايات المتحدة عشر حالات في كاليفورنيا واثنين في كنساس و45 حالة في نيويورك وواحدة في أوهايو وست حالات في تكساس. كما أبلغت السلطات في ولاية انديانا عن حالة إضافية.

وعلى الرغم من أن الفيروس قتل 159 شخصا في المكسيك إلا إن حالات المرض التي حدثت في الولايات المتحدة ودول أخرى كانت أقل شدة.

وأعلن حاكم كاليفورنيا ارنولد شوارزنيجر حالة الطوارئ في الولاية بسبب تفشي مرض أنفلونزا الخنازير لتوفير الأموال والموارد البشرية الأخرى اللازمة لمكافحة المرض. كما أعلن المسئولون الاتحاديون حالة طوارئ صحية عامة.

وبعث أوباما رسالة الى قادة الكونجرس قال فيها "من منطلق الحذر أطلب من الكونجرس تضمين الطلب الذي أرسلته لكم في وقت سابق هذا الشهر بشأن الميزانية الخاصة بعام 2009 مبلغ 1.5 مليار دولار لتعزيز قدرة أمتنا على التحرك إزاء احتمال انتشار هذا المرض."

وصرح أوباما بأن هذه الأموال الإضافية ستوفر للحكومة " مرونة عالية" في مكافحة المرض وتسهم في توفير مخزون من المضادات الفيروسية وزيادة المعدات الطبية وبدء الاستعدادات الخاصة باللقاح.

وقال روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الأبيض أن الأموال ستستخدم في توفير مخزون من مضادات الفيروس والتوصل الى لقاح ودعم جهود الصحة العامة في مواجهة انتشار المرض ومساعدة المنظمات الدولية لوقف انتشاره.

ومع انشغال البلاد بمخاطر أنفلونزا الخنازير أدت كاثلين سيبيليوس حاكمة كانساس السابقة اليمين الدستورية في حفل أقيم في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض كوزيرة للصحة بعد ساعات معدودة من موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي على ترشيحها للمنصب.

وقال أوباما للصحفيين "أردنا لها أن تؤدي اليمين على الفور لان أمامنا تحديا للصحة العامة يتطلب اهتمامها الفوري وهو تفشي أنفلونزا (اتش1 ان1)."

WHO ترفع الخطر إلى الدرجة الرابعة

من جانبها رفعت منظمة الصحة العالمية مستوى الإنذار من مرض أنفلونزا الخنازير من الدرجة الثالثة إلى الرابعة، وفقاً لمقياس الخطر المعتمد من المنظمة والمؤلف من ست درجات، ما يعني أنها قررت أن الفيروس قادر على التحول إلى فيروس بشري، أي ينتقل بين البشر.

ويشكل هذا التطور في مستوى التهديد خطوة جوهرية نحو التحذير من احتمال حدوث وبائي فيروسي، وفقاً لما ذكره الدكتور كيجي فوكودا، مساعد الأمين العام للمنظمة الدولية.

وقال فوكودا إن الوباء لا يعد أمراً حتمياً أو محسوماً، غير أن وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية، جانيت نابوليتانو قالت إن الخطوة "تشير إلى أن خطر فعلي باندلاع وباء أنفلونزا الخنازير." بحسب(CNN).

وكانت المنظمة العالمية أعلنت أن عدد الإصابات المؤكدة بمرض أنفلونزا الخنازير في العالم ارتفع إلى 73 حالة إصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير، بينما تأكد اكتشاف حالتين في اسكتلندا، بحسب تأكيدات مسئولين في قطاع الصحة هناك.

وفي المكسيك أعلن عن وفاة 149 شخصاً بالمرض، فيما بلغ عدد الإصابات المؤكدة 26 إصابة، أما في الولايات المتحدة الأمريكية فارتفع عدد الإصابات المؤكدة إلى 40 حالة، و6 حالات في كندا وواحدة في إسبانيا، بحسب منظمة الصحة العالمية WHO.

وفي اسكتلندا، أكد مسئولون في قطاع الصحة إصابة اثنين بالفيروس، فيما أشارت وزارة الصحة بأن الحالتين "في حالة تحسن مستمر."

جاء ذلك في وقت آخذت فيه دول العالم تحث الخطى سريعاً بهدف منع انتشار مرض "أنفلونزا الخنازير"، على أراضيها، بينما تكافح المكسيك والولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى، من أجل منع امتداده وتفشيه بصورة وبائية.

توتر في الأسواق

وانخفضت أسعار الأسهم والنفط في آسيا وأوروبا اذ يخشى المستثمرون مزيدا من الاضطراب في الاقتصاد العالمي الهش بالفعل. وتراجع مؤشر (أم.اس.سي.اي) للأسهم العالمية بنسبة 0.7 بالمئة. بحسب رويترز.

وفي أسواق المال تراجعت أسهم شركات السفر والسياحة مثل شركة (كاثاي باسيفيك ايرويز) في هونج كونج وشركة الخطوط الجوية البريطانية (بريتيش ايرويز) بشدة في حين سجلت أسعار شركات الأدوية مثل روش نتائج أفضل.

وكانت تقديرات البنك الدولي العام الماضي تشير الى أن وباء عالميا للأنفلونزا قد يكلف العالم ثلاثة تريليونات دولار ويخفض إجمالي الناتج المحلي العالمي بنسبة خمسة بالمئة.

وانخفضت أسعار النفط لأكثر من أربعة بالمئة لأقل من 50 دولارا للبرميل يوم الاثنين تحت وطأة توقعات بان الاقتصاد العالمي ربما يعاني في حالة حدوث وباء لأنفلونزا الخنازير.

وعقد مجلس وزراء اليابان اجتماعا خاصا وقال انه يعطي أولوية لإنتاج لقاح جديد بالرغم من أن هذه العملية تستغرق شهورا.

وفي المكسيك مركز تفشي الفيروس تباطأت وتيرة الحياة بصورة كبيرة في المدن حيث أغلقت المدارس وألغيت المناسبات العامة للحد من انتشار المرض.

وحاولت السلطات الصحية في أنحاء آسيا تطمين المواطنين بالقول إن لديها مخزون كافي من العقاقير المضادة للأنفلونزا لمواجهة أي تفش.

وهبطت الأسواق العالمية لليوم الثاني بسبب الخوف من ان يقضي هذا التفشي على مؤشرات الانتعاش الاقتصادي الهشة.

حيث هبطت اسواق الاسهم الاسيوية والاوروبية مع تضرر اسهم شركات الطيران وارتفاع اسهم شركات صناعة الادوية .وارتفع الين الى اعلى مستوى له منذ سبعة اسابيع امام اليورو واعلى مستوى له منذ شهر امام الدولار في الوقت الذي خفض فيه المستثمرون اقبالهم على العملات الاقل مجازفة.

وهبطت اسعار النفط بنسبة اثنين في المئة متراجعة لاقل من 50 دولارا للبرميل.

واصدرت بريطانيا وفرنسا والمانيا والولايات المتحدة تحذيرات من السفر للمكسيك التي تعتمد على السياحة كثالث اهم مصدر لدخل البلاد من العملة الاجنبية.

ونصحت اليابان رعاياها في المكسيك بأن يفكروا في العودة الى الوطن بسرعة قائلة انهم قد يجدون انفسهم عاجزين عن المغادرة وغير قادرين على الحصول على الرعاية الطبية الكافية.

وتعهدت الصين بكشف النقاب عن اي حالات اصابة بشرية بانفلونزا الخنازير فورا في الوقت الذي حثت فيه الصحف الحكومية المسؤولين على الالتزام بالصراحة وتجنب التكتم الذي اثار فزعا خلال وباء سارز في 2003.

وصعدت الشركات الاسيوية من احتياطياتها وفرضت قيودا على السفر وقدمت نصائح لموظفيها بشأن كيفية حماية انفسهم من الفيروس ولكنها لم تصل الى حد تنفيذ اجراءات اكثر صرامة.

وقال ادموند دينج وهو متحدث باسم شركة هون هاي التايوانية لصناعة الاجزاء الالكترونية والتي لها عدة مصانع في المكسيك "اننا نحد من كل عمليات السفر غير الضرورية لاماكن ظهرت بها حالات من انفلونزا الخنازير وسيتم عزل الموظفين العائدين من تلك المناطق في صحيا لفترة زمنية قبل السماح لهم بدخول مصانعنا ومنشاتنا."

ويقول خبراء انه على الرغم من انه يستحيل وقف انتشار المرض فان جهود ابطاء تقدمه حول العالم قد تكسب الدول وقتا حاسما لشراء الادوية الضرورية.

وفي المكسيك مركز احدث تفش للمرض ارتدي الناس ابتداء من مديري الشركات الى السعاة اقنعة واقية في حين فحصت شركات الطيران الركاب بشأن اعراض الانفلونزا.

وقال مارسيلو ايدبراد رئيس بلدية مكسيكو سيتي في ساعة متأخرة الليلة الماضية "سنهزم هذا التهديد" في الوقت الذي عولج فيه عدة مئات من الاشخاص الذين يشتبه باصابتهم بالانفلونزا في المستشفيات وساد هدوء غريب العاصمة المكسيكية المفعمة بالنشاط عادة.

واغلقت مكسيكو سيتي المطاعم والحانات ودور السينما والاستادات والصالات الرياضية وبعض المكاتب الحكومية لمنع انتشار العدوى.

وقام الناس بتخزين الطعام ومياه الشرب والافلام المستأجرة والاقنعة الواقعية والغوا مواعيد تصفيف الشعر. واختار البعض العمل من المنزل واغلقت المدارس في شتى انحاء البلاد حتى السادس من مايو ايار.

وقالت المكسيك التي تواجه تراجعا في السياحة والتجارة وهما محركان اساسيان لاقتصاد يواجه بالفعل ركودا بسبب الكساد العالمي انها لن تأمر باغلاق جماعي للشركات في محاولة لاحتواء المرض.

وقال خافيير لوزانو وزير العمل في مؤتمر صحفي "يجب استمرار النشاط الاقتصادي."

بريطانيا مستعدة جيدا

من جهته قال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون إن بريطانيا مستعدة جيدا لمواجهة تفشي انفلونزا الخنازير وستتخذ جميع الاجراءات الضرورية لمنع انتشارها.

وقال براون في مؤتمر صحفي خلال زيارته لبولندا "نستعد لهذا النوع من السيناريو منذ سنوات. بريطانيا من بين الدول الافضل استعدادا في العالم. واحث الناس على اتباع الارشادات الصادرة عن وزارة الصحة." بحسب رويترز.

وأضاف براون "سنواصل مع منظمة الصحة العالمية وشركائنا في أوروبا ودوليا اتخاذ جميع الاجراءات العاجلة والضرورية لوقف انتشار هذا الفيروس."

وقال براون للصحفيين إن الحالتين المصابتين في بريطانيا في حالة احسن حاليا مضيفا "قد يغادر احدهما المستشفى اليوم."

وقال رئيس الوزراء البريطاني انه واثق في ان الدول ستصبح قادرة بصورة افضل على التصدي لمشاكل صحية عالمية اخرى من خلال خبرتها في التعامل مع انفلونزا الخنازير.

واضاف براون "جميعنا في حالة يقظة وعلى اهبة الاستعداد. جميعنا نعلم أن الناس لديهم مخاوف من انفلونزا الخنازير. يمكننا اتخاذ اجراء لضمان تهدئة هذه المخاوف وسنتخذه."

مجلس الشعب المصري يوصي باعدام الخنازير

أوصى مجلس الشعب المصري باعدام الخنازير في مختلف أنحاء البلاد خوفا من الانفلونزا المسماة باسمها على الرغم من أن المرض ينتشر بالانتقال من انسان لاخر.

ووافق المجلس بالاجماع على توصية من لجنته للشؤون الصحية والبيئية باعدام جميع الخنازير على الفور وقال انه "يوصي الحكومة بالقيام بهذه المهمة ويحملها المسؤولية في حالة تأخير تنفيذ القرار."

وقال وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية وممثل الحكومة في المجلس مفيد شهاب ان الحكومة "ستأخذ توصية المجلس على محمل الجدية."

لكن أعضاء في المجلس غضبوا لان رده بدا لهم متأنيا في مواجهة ما يعتقدون أنه خطر عاجل يواجه البلاد.

ومصر هي أسوأ الدول تضررا من انفلونزا أخرى هي انفلونزا الطيور خارج اسيا.

وشهدت البلاد زيادة حادة في حالات الاصابة بانفلونزا الطيور في الاسابيع الاخيرة وبلغ عدد الاصابات في ابريل نيسان ثماني حالات اصابة جديدة وهو ما يعادل حالات الاصابة في عام 2008 كله. ومات في مصر 26 مريضا.

ويقدر عدد الخنازير في مصر بمئات الالوف يربيها غالبا مسيحيون يجمعون القمامة. لكن النائبة المسيحية ابتسام حبيب قالت انها لم تأكل لحم الخنزير في حياتها.

وقالت "فلتعدم الخنازير.. فلتعدم الخنازير.. فلتعدم الخنازير."

وصفق لها النواب.

وحذرت النائبة المسيحية جورجيت قليني من اعدام الخنازير قبل توفير فرص عمل للعاملين بتربيتها. وقالت ساخرة "لو أعدمنا الخنازير سيأتي الزبالون الى المجلس ليأكلوا النواب."

ورد عليها العضو رجب هلال حميدة قائلا "لو جاءوا ليأكلونا سنأكلهم."

وقرر أكثر من محافظ في مصر التخلص من الخنازير في محافظاتهم وتعويض أصحابها وقامت لجنة في محافظة المنيا الى الجنوب من القاهرة باعدام 17 خنزيرا. وضمت اللجنة رجال شرطة وأطباء بيطريين ومسؤولين محليين.

وقالت مصادر في المحافظة انه جار تحديد حظائر الخنازير في القري التي تسكنها أغلبية مسيحية تمهيدا لاعدامها.

وشددت سلطات المطار اجراءات الحجر الصحي خاصة على القادمين من المكسيك.

انفجار صندوق به عينات انفلونزا الخنازير في قطار بسويسرا

قالت الشرطة السويسرية ان صندوقا به عينات من فيروس انفلونزا الخنازير معبأة وسط كميات من الثلج الجاف انفجر في قطار سويسري مما اسفر عن اصابة شخص لكن الانفجار لا يمثل اي مخاطر اخرى بالنسبة للبشر.

وكان بالصندوق قوارير بها فيروس انفلونزا الخنازير من سلالة مختلفة عن سلالة (اتش1 ان1) التي تسببت في وفاة اكثر من 150 شخصا في المكسيك واصاب اشخاصا في الولايات المتحدة وكندا واسبانيا وبريطانيا واسرائيل. بحسب رويترز.

وقالت الشرطة ان خبيرا فنيا كان ينقل الصندوق الى المركز السويسري الوطني للانفلونزا في جنيف حيث يقوم العلماء باجراء اختبار على انفلونزا تصيب البشر.

وأصيبت امرأة عندما انفجر الصندوق نتيجة تفاعل الثلج المجفف المستخدم لحفظ برودة العينات.

وبعد استشارة متخصصين في الفيروس قررت الشرطة وقف القطار المتجه من سانت جالين الى جنيف قبل دخوله المحطة في لوزان.

وقالت الشرطة ان متخصصي الفيروس اكدوا ان العينات المنقولة لا تمثل اي مخاطر على البشر.

ابعاد "الخنازير" عن اسم الانفلونزا

قال منتجو الخنازير الامريكيون ان اسم الفيروس الذي ينتشر من المكسيك يؤثر على اعمالهم مما دفع المسؤولين الامريكيين الى طلب تغيير الاسم من انفلونزا الخنازير.

وحاولت وزيرة الامن الداخلي الامريكية جانيت نابوليتانو ووزير الزراعة توم فيلساك حتى يستطيعا جاهدين مرارا الاشارة الى الانفلونزا باسم "فيروس اتش.1.ان.1".

وقال فيلساك "هذا فيروس لا يسببه تناول طعام ما. ومن غير الصحيح الاشارة اليه باسم انفلونزا الخنازير لان هذا في الواقع ليس ما يتعلق به الامر."

ورفضت اسرائيل بالفعل اسم انفلونزا الخنازير واختارت تسميته "انفلونزا المكسيك" . وتحظر القوانين الغذائية اليهودية اكل الخنزير. بحسب رويترز.

واعترضت ايضا المنظمة العالمية لصحة الحيوان -التي تتخذ من باريس مقرا لها- على الاسم وقالت ان الفيروس يشمل مكونات من الطيور والانسان ولم يعثر بعد على خنزير مريض بالمرض.

وهناك اتجاه متنام في قطاع المزارع لتسميته فيروس امريكا الشمالية -- على الرغم من ان خبير المرض انتوني فوتشي قال للجنة استماع في مجلس الشيوخ ان "انفلونزا الخنازير" تسمية تعكس بروتوكولا لتسمية علمية.

وتسبب اسم انفلونزا الخنازير في اضرار لمنتجي الخنازير الامريكيين مما دفع مسؤولي الحكومة على التأكيد ان الخنزير الامريكي امن للاكل وانه يجب على الدول الاخرى الا تحظر الصادرات.

وانخفضت اسعار الخنزير وفول الصويا والذرة في اليومين الماضيين وقال فيلساك "اذا استمر هذا فبالتأكيد سيكون هناك دافع هام لتصحيح هذا المسمى."

وفي مراكز السيطرة على الامراض والوقاية منها كان هناك ايضا حديث عن فصل "الخنازير" عن اسم فيروس الانفلونزا الجديد وقال القائم بأعمال مدير مراكز السيطرة على الامراض والوقاية منها ريتشارد بيسار ان هذا الخلط يؤدي الى سوء فهم لدى الناس بان المرض ينتقل من الخنزير.

وقال بيسار في افادة "هذا لا يساعد منتجي الخنازير. ولا يساعد الناس الذي يأكلون الخنازير. ولا يساعد الناس الذين يتساءلون كيف يمكن ان يلتقطوا العدوى."

 أسئلة وأجوبة حول الفيروس

وقالت المنظمة إنه لا يعرف ما إذا كانت اللقاحات المتوافرة حالياً لمكافحة الانفلونزا الموسمية قادرة على توفير حماية ضد هذا المرض، ذلك أنّ فيروسات الانفلونزا تتغيّر بسرعة فائقة.

وحول الأدوية المتوافرة لعلاج هذا المرض، قالت المنظمة إن بعض البلدان تمتلك أدوية مضادة للفيروسات لمكافحة الانفلونزا الموسمية وتلك الأدوية قادرة على الوقاية من ذلك المرض وعلاجه بفعالية.

وفيما يلي بعض الأسئلة والأجوبة حول مرض انفلونزا الخنازير:

- ما هو مرض انفلونزا الخنازير؟

هو مرض يصيب الجهاز التنفسي ويؤثر على الخنازير، وناجم عن النوع الأول من فيروس الانفلونزا، كما أن الانفلونزا تصيب الخنازير على مدار العام. والنوع الشائع منه هو الذي يطلق عليه اسم "إتش 1 إن 1" H1N1، والفيروس الجديد متطور عن هذا النوع، وهو الذي ينتقل للبشر.

وينتشر الفيروس المسبّب للمرض بين الخنازير عن طريق الرذاذ والمخالطة المباشرة وغير المباشرة والخنازير الحاملة للمرض العديمة الأعراض.

- هل ينتقل الفيروس إلى البشر؟

رغم أن الفيروس يصيب الخنازير في العادة وينتشر بينها، ونادراً ما ينتقل إلى البشر، إلا أن هناك حالات انتقال للفيروس من الخنازير إلى البشر، ومن ثم بين البشر أنفسهم.

والاختلاف الوحيد هو أن الانتقال في الماضي لم ينتشر إلى أكثر من ثلاثة أشخاص، كما يحدث حالياً.

- ما وراء انتشار الفيروس هذه المرة؟

لا يعرف الباحثون حتى الآن سبب انتشاره على هذا النحو. فغالباً ما كان الناس الذين يصابون به جراء انتقال العدوى من الخنازير إليهم. على سبيل المثال، المزارعون الذين يصابون بالمرض جراء انتقاله من الخنازير إنما يأتي نتيجة الاحتكاك المباشر معها.

- ما هي أعراض انفلونزا الخنازير؟

إن أعراض الإصابة بفيروس انفلونزا الخنازير هي نفسها أعراض الإصابة بالانفلونزا العادية، أي ارتفاع درجات الحرارة عند المصابين بالفيروس والإصابة بالنعاس والكسل وانعدام الشهية والكحة وسيلان الأنف واحتقان الحلق الغثيان والقيء والإسهال.

- كيف ينتشر الفيروس؟

ينتشر الفيروس بنفس الطريقة التي ينتشر فيروس الأنفلونزا الموسمية، فعندما يكح شخص أو يعطس قرب آخرين، فإن الفيروس ينتقل إليهم. كذلك يمكن انتقال الفيروس عن طريق لمس أشياء تحتوي على الفيروس ومن ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وقد ينقل الشخص المصاب بالفيروس المرض إلى الآخرين حتى قبل ظهور الأعراض.

يشعر العلماء بالقلق دائماً عند ظهور فيروس جديد يكون بمقدوره الانتقال من الحيوان إلى الإنسان، ومن ثم من الإنسان إلى آخر. ففي هذه الحالة، قد تتطور طفرة لدى الفيروس، ما يجعل من الصعوبة بمكان معالجته.

- هل يمكن أن يصبح فيروس انفلونزا الخنازير قاتلاً؟

مثل الانفلونزا العادية، يعمل فيروس انفلونزا الخنازير على إضعاف الأوضاع الصحية للناس، ولذلك فإن الناس الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة قد يصبحوا عرضة للوفاة والموت أكثر من غيرهم.

- ولكن، ألم تُهلك الانفلونزا العادية الكثير من الناس؟

بالفعل، فإن الانفلونزا العادية تودي بحياة ما بين 250 ألفاً إلى 500 ألف شخص سنوياً، إلا أن ما يثير قلق المسؤولين هو ظهور سلالة جديدة من الفيروس يمكن أن ينتشر بسرعة بين الناس، فيما لا تتوفر مناعة طبيعية لديهم، كما لا يتوافر علاج له، حيث يستغرق تطوير العلاج شهوراً عديدة.

- هل حدث أن اندلع المرض في وقت سابق؟

وقعت إصابات بالمرض بين عام 2005 ويناير/كانون الثاني 2009، حيث أصيب 12 شخصاً بالفيروس في الولايات المتحدة، غير أنه لم تقع أي حالة وفاة بالمرض.

وفي عام 2007، وردت أنباء عن إصابات بالفيروس في كل من الولايات المتحدة وإسبانيا.

وفي عام 1988، أصيب سيدة أمريكية حامل بالفيروس، وتلقت العلاج، لكنها توفيت بعد أسبوع.

وفي عام 1976، تم الإعلان عن إصابة 200 شخص، وأعلن عن حالة وفاة واحدة.

- ماذا عن تفشي الانفلونزا وتحوله إلى وباء؟

في عام 1968، تفشى فيروس "انفلونزا هونغ كونغ" وأدى إلى وفاة مليون شخص في مختلف أنحاء العالم، وفي عام 1918، تفشى فيروس "الانفلونزا الإسبانية" وأدى إلى وفاة 100 مليون إنسان.

- كيف يمكن التحصن ضد الإصابة بفيروس انفلونزا الخنازير؟

لا يوجد أيّ لقاح يحتوي على فيروس انفلونزا الخنازير الراهن الذي يصيب البشر. ولذلك للوقاية من الفيروسات والجراثيم، يمكن اتباع بعض الخطوات اليومية الاعتيادية مثل غسل اليدين مراراً وتكراراً، وتجنب الاتصال مع المرضى أو الاقتراب منهم، وتجنب لمس أشياء ملوثة.

- هل هناك علاج للفيروس؟

لا يوجد لقاح للفيروس، فيما قالت منظمة الصحة العالمية إنه لا يعرف ما إذا كانت اللقاحات المتوافرة حالياً لمكافحة الانفلونزا الموسمية قادرة على توفير حماية ضد هذا المرض، ذلك أنّ فيروسات الانفلونزا تتغيّر بسرعة فائقة.

وحول  الأدوية المتوافرة لعلاج هذا المرض، قالت المنظمة إن بعض البلدان تمتلك أدوية مضادة للفيروسات لمكافحة الانفلونزا الموسمية وتلك الأدوية قادرة على الوقاية من ذلك المرض وعلاجه بفعالية.

وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن تلك الأدوية تنقسم إلى فئتين اثنتين هما: الأدمانتان (الأمانتادين والريمانتادين، ومثبّطات نورامينيداز الإنفلونزا (الأوسيلتاميفير والزاناميفير).

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 2/آيار/2009 - 5/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م