الطبيب العراقي المغترب أسعد عبد عون: طموحنا العودة إلى الوطن لنقدم أمكانياتنا لأهلنا في العراق

حاوره ميثم العتابي

 

شبكة النبأ: لم تؤثر عقود الحروب والتسلط والمعاناة التي رزح تحت تاثيرها العديد من رجالات العلم والفكر العراقيين حيث انتشرت قدراتهم وعمّت ارجاء الارض بعد ان ضاقت بهم السبل في وطنهم العراق خلال الحقب الماضية، والدكتور أسعد عبد عون حسون، اخصائي جراحة عامة وزراعة الاعضاء في مستشفى كاليفورنيا، في ولاية سان فرانسيسكو، هو طبيب عراقي مقيم في الولايات المتحدة الامريكية، وقد حظينا بفرصة اللقاء به عند تشرفه بزيارة كربلاء المقدسة خلال الشهر المنصرم، فكان لـ شبكة النبأ هذا اللقاء الشيّق والمفيد معه:

- بداية ماهو موقع الطبيب العراقي في العالم وماهي المساحة التي يشغلها؟

نحن سعداء اليوم بتواجدنا بين أهلينا في العراق، وواحدة من أهم طموحاتنا هي بالعودة إلى أرض الوطن بعد سنوات الغربة، لنقدم جميع أمكانياتنا للوطن ولخدمة هذا الشعب. اتكلم من حيث الولايات المتحدة الامريكية وهي مكان تواجدي الحالي، يوجد عدد كبير من الاطباء العراقيين هنا واغلبهم من الذين هاجروا من العراق في سبعينيات القرن الماضي، وصولا إلى التسعينيات، واغلب هؤلاء توفقوا في إكمال الدراسات العليا، والسمعة التي يحملها الطبيب العراقي سمعة مميزة وجيدة من خلال مثابرتهم وعملهم واجتهادهم وإبداعهم.

- كيف تنظرون إلى طلبة الدراسات الطبية في هذه السنوات، وإلى المناهج الطبية العراقية؟

 في الحقيقية ان الفترة التي كان فيها النظام جاثما على صدر الشعب هي الفترة التي تأذى فيها الطلبة وبجميع أختصاصاتهم، ولاسيما في المجال الطبي، حيث كانت هناك طفرات واسعة وكبيرة في مجال العلوم الطبية في الدول المتقدمة، ومن ظمنها مناهج التدريس التي لم يشهد العراق فيها اي تقدم او تحديث ملحوظ، ومارأيناه من خلال زياراتنا لجامعات العراق الطبية، هو الوقوف على المناهج القديمة دون إحداث أي تقدم، مما أحدث هذا فجوة ما بين الخارج والداخل، نتأمل خيرا في إستعادة المكانة الخاصة بالجامعة الطبية العراقية، كما كان معروفا عن أهميتها بين قريناتها في الشرق الأوسط، والتغييرات العالمية التي أتحدث عنها بدأت منذ دخول العراق في العقد الثمانيني ولغاية الالفين، وهي تغييرات جذرية في طريقة التدريس والتدريب.

- ماهي الحالة المرضية التي ستجرون لها العملية اليوم في مستشفى ميثم التمار؟

الحالة الاولى هي لمريضة تشكو من ورم في الجهة اليسرى من الكبد في الفص الايسر منه، وهي عملية شائعة في المستشفيات الغربية، وهي قليلة الحدوث والعمل في مستشفياتنا، وهذا بسبب عدم التأهيل والتدريب في المؤسسة الصحية العراقية،  فالعمليات الكبرى حدثت بعد طفرات علمية كبرى كزراعة الأعضاء، وجعلت هذه العمليات بسيطة نسبيا والشفاء منها شفاء تاما.

وقد سجلنا اليوم لخمس عمليات، عمليتان في الكبد لإستئصال الاورام من الفص الايسر، وثلاث عمليات لإزالة المرارة بالناظور، ايضا، لدينا في يوم غد عملية أخرى لربط القناة الصفراء بالامعاء.

- دكتور كيف تم التنسيق معكم للحضور إلى مستشفى ميثم التمار لإجراء هذه العمليات؟

الحقيقة قمنا بجولة تعليميه بدأناها في محافظة الناصرية، واجرينا عمليات مع محاضرات عملية، وكذلك في جامعة الكوفة، كما اجرينا عمليات في الحلة، واليوم ها نحن في كربلاء، وسنلقي بعض المحاضرات على طلبة واساتذة الكلية الطبية في جامعة كربلاء، ومجموعتنا التي جائت إلى العراق ثلاثة أطباء، أحد الاطباء اختصاصه التنظير، والاخر اختصاص باطني في امراض السرطانات، وانا اختصاص في زراعة الاعضاء، وقد عادوا إلى الولايات المتحدة وسأوافيهم قريبا. هذا البرنامج جاء معدا ومخططا له لرفد ساحتنا الطبية العراقية بكل جديد والوقوف على اهم الإشكاليات الحاصلة في الطب الحديث.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 28/نيسان/2009 - 2/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م