أعيدوا للإسلاميين هيبتهم

رسول علي

كثير من الأصوات التي نسمعها من هنا وهناك والتي تنادي بعمل إصلاحات في العملية السياسية وتنتقد المحاصصة ونسوا هؤلاء إنها من أتت بهم.. ومن بين هذه الأصوات التي تنادي بتشكيل حكومة أو إعادة تعيين وزراء من التكنوقراط والابتعاد عن الإسلام والطائفية. لحد هذه اللحظة لا افهم ما هو الرابط بين الإسلام والطائفية.. كثيرا ما نرى التهجم على الإسلاميين في أكثر من محفل ومناسبة..

وهناك من يصف إن الإسلاميين هم سبب خراب وتردي الوضع في العراق العزيز.. نعم إنهم الإسلاميون... حسب ما يروج له هؤلاء المعروفين بين الأوساط كلها وكذلك نواياهم... ونسمع هناك من ينادي ويرفض فكرة أن العراق بلد إسلامي ولا يمكن تقبل هذه الفكرة بأي صورة من الحال... نعم أيها الإخوة والأخوات دعوات وما أكثرها من دعوات لتجريد العراق من هويته الإسلامية..

وهذه الهوية التي طالما حورب العراق من اجلها.. وكان عليه أن يدفع الكثير من الضرائب مقابل التمسك بهويته.. أريد أن أقول لكل من يدعى ان العراق ليس ببلد إسلامي أكثر الأدلة على ذلك هو مواظبة العراقيين على إحياء شعائرهم الدينية وتمسكهم بها ونرى هذه الحشود من الملايين.. نعم ان هؤلاء الذي يحيون الشعائر الدينية بكافة أنواعها ليسوا من العراق وإنهم أتوا من كوكب خارجي...

 والانتخابات الأخيرة أفرزت على ان التيار الديني هو الذي فاز في مختلف المحافظات العراقية بتنوع أحزاب هذا التيار وأشكاله وبكافة قومياته وأطيافه ومذاهبه... وقد حاول الكثيرين تشويه صورة هذا التيار قبيل الانتخابات ولكن كانت محاولاتهم مصيرها الفشل دائما...

 لكن تبقى الحقيقة ان العراقيين يتناغمون تناغما مع قيادتهم الدينية باختلافاتها وان القيادة الدينية هي المؤثرة والفعالة في الشارع العراقي وعلى مر السنين والعصور.. حيث انبثقت شرارة ثورة العشرين بفتيل ديني بحت وامتدت هذه النار التي التهمت المستعمرين وثكناتهم ومشاريعهم الاستعمارية ليضحى عراقا اجمل واحلى..

 وكذلك بعدها الثورات المتعاقبة والتي شهدتها الساحة العراقية.. ولاانكر ان هناك فساد في بعض القيادات لهذا التيار ولكن هنا تبقى المشكلة في تحديدهم.. لانهم ولخطورتهم وتاثيرهم في الشارع العراقي كانوا على مرمى عيون المستغلين والساعين لضرب هذا التيار ولاتوجد اي طريقة للنيل منه الا من الداخل.. اي بتسييس بعض القيادات الدينية واعطاءها مسؤوليات ومن ثم اظهارها للمجتمع على انه فاسد وغير نزيه ومن الصحيح في المستقبل عدم اعطاء اي منصب لاي شخصية اسلامية سواء في الحكومة او في الرئاسات الثلاث.. نعم انها المكيدة الكبرى والتي بلع طعمها الكثيرين والكثيرين للاسف الشديد.. ونسوا هؤلاء الاسلاميين واجابتهم الاخلاقية والشرعية في خدمة الناس وانكفوا على مصالحهم الشخصية والفئوية ونسوا معاناة التيار الشعبي الذي يتحكمون فيه والذي اوصلهم الى مافيه الان..

واخيرا ادعوا الى تحرير هذا التيار وتطهيره من الفاسدين وتخليصه من القيود التي تكبله وتشخيصهم بالاسماء والافعال.. وان يتسلموا ماكلفوا به وهي الامانة.. وادعوا الحكومة الى تقديم الصورة الحسنة الى هذا التيار واعطائهم الفرصة من جديد وعدم الالتفات الى هذه الدعوات المغرضة واختيار الشخصيات المناسبة والمشهود لها بالكفاءة ومن ثم تسليمهم بعض المسؤوليات الجسيمة لكي يتكفلوا بها ولكي تعاد الهيبة للاسلام والاسلاميين..

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 28/نيسان/2009 - 2/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م