الصحافة الكردية في عيدها.. إعلام عاجز عن خلق رأي عام

الكردستانيون متباينون بخصوص حرية الصحافة وفاعليتها

 

شبكة النبأ: كشف إعلاميون وصحفيون أكراد وجود جملة مشاكل تعرقل تطور العمل الصحفي في إقليم كردستان، في وقت دعا إعلاميون عرب وأكراد لتطوير الخطاب الإعلامي الكردي الموجه لخارج الإقليم.

ومن جهة ثانية عبر مواطنون كردستانيون عن تفاؤلهم بمستقبل الصحافة الكردية التي قالوا انها تتمتع بحيز من الحرية، فيما رأى آخرون ان هذه الصحف عاجزة عن خلق رأي عام في كردستان، ولم تنجح في مواكبة التطورات التي شهدتها الصحف الناطقة بالعربية والانكليزية على خلفية عدم خروجها عن طوق المؤسسات والاحزاب الحكومية.

وقال مسؤول نقابة الصحفيين في دهوك إسماعيل جانكير، إن فعاليات الاحتفال بعيد تأسيس الصحافة الكردية ستستمر إلى منتصف الاسبوع الجاري حيث تختتم بمعارض صحفية وفنية، مشيرا إلى أن هنالك برنامج عمل يتم الإعداد له لتأمين تغطية الانتخابات البرلمانية المقبلة في الإقليم.

وأضاف جانكير، نعمل بالتنسيق مع المفوضية العليا للانتخابات ومنظمة (اركس) للبحث والتطوير الدولي على إعداد ورشة عمل تكرس لتغطية الانتخابات البرلمانية بمشاركة 25 مؤسسة صحفية لضمان تغطية واسعة وفعالة للانتخابات”. بحسب اصوات العراق.

واقامت نقابة الصحفيين في إقليم كردستان بمناسبة الذكرى 111 لتأسيس الصحافة الكردية (1898) سلسلة نشاطات في مدن دهوك وأربيل والسليمانية تضمنت ندوات حوارية استضافت خلالها نخبة من الصحفيين العرب والأجانب بينهم جيمس دوهاتى رئيس اتحاد الصحفيين في بريطانيا وايرلندا، والصحفيين محمد حسن البنا نائب رئيس تحرير صحيفة الأخبار المصرية ورجائي فايد الكاتب المصري إلى جانب صحفيين من إيران، دعوا خلالها إلى تطوير الخطاب الإعلامي الكردي الموجه إلى خارج الإقليم.

وبين الإعلامي المصري المهتم بالشأن الكردي رجائي فايد “الحاجة إلى إحداث نقلة في الإعلام الكردي الموجه إلى القارئ والمشاهد العربي لتصحيح صورة سلبية غير صحيحة ترسخت في عقل العربي عن إقليم كردستان”.

وأوضح البنا في إطار ندوة حوارية في دهوك أن الجزء الأكبر من الأخبار التي تصل إلى المتلقي العربي عن إقليم كردستان “تتناول الجانب السلبي، إذ تصور إقليماً يشبه اسرائيل يريد تفتيت العراق”، منوها إلى أنه “لا يوجد إعلام كردي مؤثر يخاطب المواطن العربي والتركي والفارسي بلغته، برغم أن الواقع الكردي يفرض التعايش مع تلك الشعوب”.

من جهته أقر نقيب الصحفيين في إقليم كردستان بضعف الخطاب الإعلامي الكردي الخارجي، واصفاً استضافة صحفيين وكتاب من مصر وإيران، في ذكرى تأسيس الصحافة الكردية، بالـ”خطوة من أجل تعميق الحوار وفتح التعاون بما يظهر للعالم صورة إقليم كردستان التي يطالها التشويه”.

وقال فرهاد عوني“ نحن نعمل لتعزيز ذلك التعاون عبر حوار وتواصل إعلامي وثقافي مع نخبة من الإعلاميين والمثقفين العرب والأجانب”، مبديا أهمية “نقل واقع الإقليم والأوضاع السائدة فيه إلى الآخر”.

ودعا عوني إلى ضرور “اتخاذ خطوات في هذا الإطار”، مشددا على أن “يسهم الخطاب الموجه إلى الآخر بخدمة الشعب الكردي وشعوب المنطقة دون أن يلغي الخطاب الداخلي.

وكانت مدن الإقليم شهدت سلسلة فعاليات ونشاطات إعلامية لإحياء يوم الصحافة الكردية، الذي يتزامن مع تأسيس أول صحيفة كردية في مصر العام 1898، تم فيها بحث أهم المعوقات التي تواجه الصحافة الكردية.

وعبر عوني الذي تحدث خلال الندوة عن “مكتسبات الصحافة الكردية” عن “تفاؤله بمستقبل الصحافة في الإقليم لاسيما مع وجود صحافة حرة تنافس الصحافة الحزبية”، مذكراً بـ”صدور قانون الصحافة الجديد في تشرين الأول أكتوبر 2008 بما تضمنه من أسس لتطوير العمل الصحفي على رأسها حق الحصول على المعلومة وإلغاء عقوبة السجن بحق الصحفيين.

ووصف عوني في معرض رده على سؤال عن عملية تطبيق قانون الصحافة الجديد بأنها “أكبر مسؤولية يعملون على تنفيذها”، وتابع أن “قانون الصحافة لم يطبق إلى الآن بشكل كامل ونحن نعمل مع كل الجهات المعنية لتطبيق القانون بما يمكن من تجاوز المعوقات والاشكالات وخدمة الصحفيين.

وشدد عوني على أهمية “تواصل الحوار لخلق بيئة لتطبيق القانون وتحديد المعوقات والاشكاليات التي تنشأ عن تطبيقه ليتم معالجتها مستقلاً.

من جهته قال رئيس اتحاد الصحفيين في بريطانيا وايرلندا جيمس دوهاتي إن الصحافة الكردية “فتية لكنها تتقدم بشكل جيد سعيا لامتلاك سلطتها وخلق القدرة على التأثير في المجتمع وتشكيل الرأي العام”، مبيناً أنها “تواجه ضغوطاً من مموليها المتمثلين بالأحزاب التي تريد استخدامها كأداة للدعاية لنفسها.

وذكر دوهاتي أن الصحافة في بريطانيا “تواجه أيضا ضغوطاً ترتبط بمراكز المال وتأثير رجال الأعمال”، شارحا “لأنهم يمولونها ويديرونها ويعدونها تجارة.

وحدد الصحفي من دهوك سالار عبد الكريم، جملة أمور تعرقل عمل الصحفيين، على رأسها الارتباط بمؤسسات حزبية تنشر “ما يتوافق مع أفكارها وترفض نقل الرأي الآخر.

وقال إن الصحفي عندنا “يكتب في إطار الحدود التي تضعها المؤسسة التي يعمل فيها ولا يستطيع أن يتجاوز ذلك”، مشيراً إلى أن الصحفيين في دهوك بخاصة “لم يستغلوا مساحة الحرية المتاحة وهم يقيدون أنفسهم قبل أن تقيدهم المؤسسات التي يعملون فيها نتيجة ثقافة الخوف”.

وأضاف عبد الكريم أن الكثير من الصحفيين “يعبرون عن رأي الحكومة وينقلون رؤيتها وليس حاجات الشعب ورؤية الشارع”، مبيناً أن الصحافة الكردية “لم تصل إلى مرحلة التأثير الواسع في المجتمع وخلق الرأي العام”.

ونبه المصمم الصحفي هكار فندي من ظاهرة “الضعف الذي تعانيه الصحف الكردية من ناحية تصميمها وإخراجها الفني”، لافتاً إلى أن ذلك “يعكس ضعف إمكاناتها المادية عكس الصحف في باقي مناطق العراق التي تظهر بتقنيات تصميم أفضل”.

وقال فندي لوكالة (أصوات العراق) إن هناك “مشاكل أخرى تتعلق بالطبع والتوزيع مع قلة الخيارات المتاحة في الإقليم”، واستطرد أن ذلك “يجعل عمليات الطباعة والتوزيع تتم بجهود خاصة وليس عبر مؤسسات مهنية”.

وذكر الصحفي في جريدة بهدينان رقيب محمود أن “أكبر معوق تواجهه الصحافة الكردية يتمثل بحرية الحصول على المعلومات”، مشيراً إلى أن المسؤولين في الكثير من الدوائر “يتجنبون إعطاء الصحفيين المعلومات المطلوبة متحججين بأوامر إدارية”.

وعبر محمود عن قناعته أن الموضوع “لا يتعلق بأوامر حكومية أو إجراءات أمنية أو إدارية بل هي في الغالب ترتبط بشخصية المسؤول وتراكمات نفسية تجذرت لديه من تجارب المراحل السابقة”.

وأوضح محمود أن البعض من المسؤولين “يربط إعطاء أي معلومات بالحصول على موافقات من مسؤوله الأعلى بهدف التقرب من السلطة وإثبات حرصه على أداء واجبه”.

إلى ذلك قال الأكاديمي علي حميد، إن الصحافة الكردية “تمر بمرحلة بناء حاليا لكنها تسير على الطريق الصحيح بوجود مجموعة من الصحف المستقلة تزاحم اليوم الصحف الحزبية ما خلق جوا من المنافسة أثمر عن تغييرات في الصحافة الحزبية نفسها وجعلها تعالج جوانب لم تكن تتطرق إليها في السابق كطرح ملفات سوء الخدمات”، مشدداً على أهمية “دعم الصحافة الأهلية”.

ونبه حميد إلى أهمية “تجاوز حالة التشكيك بدور الصحف المستقلة والتوقف عن حملات التصيد لها وتقديمها إلى القضاء”، مشيرا إلى أن ذلك “يخلق جوا يمنع الصحفي من الخوض في مسائل عديدة أكثر مما يدفعه للحرص على دقة المعلومات التي يقدمها”.

آراء شعبية متباينة حول حرية وفاعلية الصحافة الكردية

وعبّر مواطنون كردستانيون عن تفاؤلهم بمستقبل الصحافة الكردية التي قالوا انها “تتمتع بحيز واسع من الحرية”، فيما رأى آخرون ان هذه الصحف عاجزة عن على خلق رأي عام في كردستان، ولم تنجح في مواكبة التطورات التي شهدتها الصحف الناطقة بالعربية والانكليزية.

يأتي هذا في وقت يحتفل فيه صحفيو كردستان بالذكرى الـ111 لصدور أول صحيفة ناطقة بالكردية.

يقول هيوا صديق وهو من مواطني محافظة السليمانية (360 كم شمال العاصمة بغداد)، إن “تأثير الصحف الاهلية المحلية في كردستان هو انها تفتح ابواب الديمقراطية على مصراعيها”، مشيرا الى أن “الحكومة أبعدت الكثير من المسؤولين عن الحكومة لان عيون الصحافة كشفت حولهم الكثير من حالات الفساد”.

واضاف هيوا لوكالة اصوات العراق أن “الصحف الاهلية جعلت المواطن لا يرضى ان تنتقص أي من حقوقه، وينتقد قلة الخدمات وعدم عدالة وفساد بعض المسؤولين، كما ان الصحف الاهلية المحلية كشفت الكثير من ملفات بعض المسؤولين الذين كانوا متورطين مع النظام السابق”.

وتابع هيوا أن “الصحف العالمية التي توزع في مدن كردستان، ليس لها تأثير مثل الصحف المحلية، لان الصحف العالمية والعربية تهتم فقط بالمواضيع السياسية ولا تنظر الى الامور الصغيرة التي تخص المواطنين”.

ويقول المواطن جانكير حمه صالح (43 عاما) من محافظة اربيل (349 شمال بغداد)، “كل يوم نرى صدور جرائد جديدة وهذا دليل على ان الصحافة الكردية تولى أهمية كبير من قبل الحكومة والاحزاب الكردستانية”، مشيرا الى ان هذه الصحافة “تختلف عن صحافة السنوات السابقة لأنها تتطرق الى جميع مشاكل الحياة في كردستان، ومعاناة المواطنين مع الخدمات والكثير من المواضيع”.

من جانبه يقول احمد علي، موظف (55 عاما)، وهو من مدينة اربيل ايضا، إن الصحافة الكردية “اصبحت لا تقدم الاخبار والتقارير المحلية فقط، وانما تقدم بحوثا ودراسات مهمة عن القضايا التي تخص كردستان ومن كافة الجوانب سواء كانت هذه البحوث تتحدث بالشكل السلبي او الايجابي”.

واعتبر علي ان ذلك “شيء جيد، لأننا ربما لا نستطيع القراءة باللغات الاخرى وبالاخص مايكتب باللغة الانكليزية”.

اما المواطن كاوة سعيد، 23 عاما يرى ان وجود عدد من “الصحف المستقلة الى جانب الصحف الحزبية، دفع بالصحف الحزبية ايضا الى الاهتمام كثيرا بمشاكل المواطنين لوجود منافسة بين الاثنين، وهذا باعتقادي دليل على ان الصحافة الكردية تتجه نحو الازدهار والتطور”.

وفي محافظة نينوى (405 شمال بغداد)، المحاذية لاقليم كردستان والتي يتواجد فيها عدد كبير من الاكراد، قال جلال طارق، مهندس (48 عاما)، قال إن الصحافة الكردية “انتعشت خلال السنوات الاخيرة من خلال اصدار الصحف والمجلات واطلاق عدد من الفضائيات، وهي حالة ايجابية لنشر الثقافة والمعرفة في وقت واحد”.

وأضاف طارق “من المهم ان يغلف هذا العمل الاعلامي اطار من الحرية وحقوق جيدة للاعلامي، وبالتالي سيصب في خدمة النهوض بالواقع الثقافي والاجتماعي”.

ويرى ليث كاظم وهو طالب جامعي من سكنة الموصل أن “إنتشار صحف كثيرة ومجلات عديدة تعكس انفتاح كبير في الاعلام الكردي، ولكن يجب ان يكون محكوم بضوابط مهنية ملتزمة تعطي للمتلقي وعيا بان الاعلام يعمل على الارتقاء بالمستوى الثقافي والاعلامي”.

واضاف بان “الاعلام الكردي وتحديدا الفضائيات قد سبقت بتجربتها جميع الفضائيات العراقية التي ظهرت ما بعد الغزو الامريكي للعراق، لذا فأن تجربتها بحرية الاعلام والصحافة تكاد تكون اوسع واكبر، وقد اجتازت مرحلة كبيرة على عكس الفضائيات العراقية الفتية”.

وفي محافظة كركوك (250 كم شمال بغداد) والتي تعد من المناطق المتنازع عليها بين الحكومة العراقية واقليم كردستان، قالت المحامية تغريد صابر (29 سنة) إن “الصحافة الكردية استطاعت كشف الحقيقة وإيصال صوت الشعب الكردي الى العالم وما عاناه في الأعوام الماضية”، لكنها اشارت الى أن “نسبة قليلة من الأطياف الكركوكية استفادت من الأعلام الكردي في كركوك وهذه احدى السلبيات”.

بعض المواطنين، لا يرون ان للصحافة الكردية تأثيرا مشابها لما تمثله الصحافة الصادرة خارج الاقليم، او بغير اللغة الكردية.

ويقول أرام صديق من محافظة السليمانية “صباح كل يوم اشتري عددا من الصحف الكردية، ولكن مقارنة بالصحف العالمية فهي لا تشكل  تأثيرا على الحكومة في الاقليم”.

وتابع صديق الذي يعمل استاذا للغة الانكليزية أن “الصحف المستقلة، على عكس الصحف الحزبية او التي تدعمها الحكومة، تنشر مواضيع تخص الفساد الاداري والخروقات، ولكنها لا تؤثر مثل الصحف الاجنبية”.

واضاف “عندما تنشر صحيفة أجنبية خبرا عن الفساد في كردستان، فأن جميع القنوات الاعلامية المرتبطة بالحكومة ترد على ذلك الخبر بعكس الجرائد المستقلة الكردية، فأنها مهما تنشر من مواضيع تخص الفساد والسرقات لا تلقى أي رد من قبل الحكومة”.

فيما تشير بيان احمد، وهي خريجة معهد اعداد المعلمات من محافظة السليمانية الى أن “الصحف الكردية لم تستطع ان تجعل من قضية المرأة قضية كبيرة ولها صدى”، وتابعت “إنهم فقط مهتمون بنشر حوادث قتل المرأة وحرقها، فيما لا نرى منهم اي متابعة لتلك الحوادث وكشف ملابساتها او حتى لقاء اهل او اقارب اي امرأة قتلت او حرقت”.

واضافت ان الصحف المحلية “لا تهتم بالقضايا الاجتماعية، انما فقط تصب اهتمامها على القضايا السياسية”، معربة عن اعتقادها بأن الصحف “لن تكون مقروءة، ولن يكون لها صدى ما لم تدخل الى البيوت، ولن يكون لها ذات التأثير الذي تحدثه التلفزيونات الحزبية التي هي ضيف في كل بيت”.

ويرى  سرمد شوقي محمد (28 سنة) من محافظة دهوك (460 كم شمال بغداد) ان الصحافة الكردية “رغم تأريخها الطويل فانها لم تبلغ بعد مستوى يمكن ان تكون مصدرا رئيسيا للاخبار حتى التي تخص الاقليم بسبب طبيعة عملها الكلاسيكي”.

ويشير سرمد وهو طالب جامعي من محافظة دهوك ايضا ان الصحافة الكردية “مقارنة بالصحافة العربية والعراقية بعد التحرير، فانها لا تزال غير كفوءة”، متابعا “الصحافة العراقية والعربية عندما تغطي المواضيع والقضايا التي تهم المواطنين والطبقة السياسية، فانها يمكن ان تحرج السلطة”.

وفي ذات الاتجاه يرى سالار محسن (32 سنة) أن “مستوى الصحافة الكردية بتاريخها الذي يتعدى المئة عام، لم يثبت انها تستطيع خلق رأي عام ألا مؤخرا، من خلال تحريكه وليس تكوينه، وذلك من خلال بعض الصحف المستقلة. ويضيف سالار “الان الصحافة الكردية في ازمة حقيقية بسبب سوء التوزيع والمستوى المهني مقارنة بالعربية في المنطقة”.

الصحافة الحرة غير الموجهة اكثر تأثيرا في الرأي العام

واتفق صحفيون اكراد على أن للصحافة في اقليم كردستان، التي قالوا انها مرت بمرحلتين “حزبية” و”حرة” لها تأثير واضح على الرأي العام في الاقليم وان الكفة تميل في مدى هذا التأثير لصالح الاعلام الحر غير الموجه بحسب وصف بعضهم.

وقال شوان محمد رئيس تحرير صحيفة آوينه إن “الصحافة في كردستان مرت بمرحلتين، الاولى بعد سنة 1991 عقب الانتفاضة وهي مرحلة الصحافة الحزبية وهو إعلام موجه من قبل الاحزاب والثانية في عام 2000 وهي مرحلة الاعلام الحر والتي بدأت بجريدة هاولاتي وهي اول جريدة اهلية مستقلة بدأت في 5/11/2000″.

واضاف محمد“على الرغم من قصر الفترة في المرحلة الثانية الا انها تعتبر مرحلة جديدة واسست لبناء الاعلام الحر في كردستان”. بحسب اصوات العراق.

وبين أن “هناك  ثلاثة اشكال من الصحافة وهي الصحافة الموجهة والصحافة شبه الموجهة وهي التي تدعم من قبل الاحزاب بشكل غير مباشر او من قبل مسؤول معين والصحافة الحرة التي تتمثل الآن بتجرية هاولاتي وآوينه ومجلة لفين”.

وأعرب محمد عن اعتقاده بأن “الصحافة الحرة خطوة جيدة رغم فترتها القصيرة”. مستدركا أن الاعلام في كردستان “يعيش ازمة الآن وهي متمثلة بعدم تبلور الرؤية لدى الصحفي حول ما إذا سيكون مستقبل الصحافة في كردستان للاعلام الحر ام للاعلام الحزبي وانا بأعتقادي ان المستقبل سيكون للصحافة الحرة”.

وعن مدى تأثير الصحافة على الرأي العام قال “باعتقادي ان الاعلام الحر، الذي ما يزال مقتصرا على المطبوع، له تأثير أكبر واقوى على المواطن”، موضحا أن ذلك “يظهر جليا من خلال عدد النسخ التي تطبع من الجرائد، كما ان له تأثيرعلى مجريات الاحداث واظهار الكثير من الامور التي تهم المواطنين”.

ويحتفل الصحفيون في اقليم كردستان غدا الاربعاء بمناسبة مرور 111 عاما على  صدور أول جريدة كردية باسم (كردستان) في القاهرة من قبل رائد الصحافة الكردية مقداد مدحت بدرخان.

وهو ما عدّ يوما للصحافة الكردية في اقليم كردستان.

فيما قال الصحفي سمكو محمد من جريدة كردستان لوكالة (أصوات العراق) “استطيع كصحفي يعمل منذ سنوات في مجالات مختلفة منها حزبية واهلية ان اقول ان الصحافة في كردستان كانت قبل عشر سنوات تحت سيطرة الاحزاب وكانت لها تأثيرات سلبية على القاريء”.

وأوضح أنه “بعد ذلك بدأت مرحلة تاريخية في الصحافة الكردستانية وهي بدء مرحلة الاعلام الحر المستقل” التي اشار الى انها “تبلورت بصدور جريدة هاولاتي التي كانت اول جريدة كردية مستقلة واصدرها مجموعة من الصحفيين المستقلين”.

وأضاف “اصبح هذا النوع من الصحافة الآن موضة تتبع في الكثير من الجرائد والمجلات التي تدّعي انها مستقلة ولكنها مدعومة من قبل احزاب بشكل غير مباشر او خفي وهذا ما يخلط بين الصحافة الحرة والموجهة وهو ما له تأثير سلبي على القارئ”.

وبين أن “كثرة البطالة دفعت الكثير من الشباب الى التوجه للصحافة وبينهم الكثير من المندسين من قبل الاحزاب التي جعلت الصحافة عمل للعاطلين وهذا يؤثر بشكل سلبي على مدى مصداقية الصحافة وتأثيرها وتأثر المواطن بها”.

من جهته، قال فرهاد عوني نقيب الصحفيين في اقليم كردستان لوكالة (اصوات العراق) إن “صدور ثلاثة قوانين تخص الصحافة والعمل الصحفي، وهي قانون المطبوعات رقم 10 لسنة 1993 وقانون نقابة صحفيي كردستان رقم 4 لسنة 1998 وقانون العمل الصحفي رقم 35 لسنة 2008، تضمنت حرية الصحافة في اقليم كردستان وحرّمت وجود اي نوع من الرقابة”.

ولفت إلى أن “جميع الاحزاب والوزارات ومنظمات المجتمع المدني لها صحفها ومجلاتها وتلفزيونات واذاعات خاصة بها، وهي متعددة المناهج والاراء والكل يعبر عن رأيه بكل حرية وصراحة”.

ورغم أن عوني قال إن “حرية الصحافة مضمونة في كردستان”، إلا أنه أوضح أن هناك “بعض المشاكل في الساحة فيما يتعلق بتطبيق القانون الاخير وهو قانون العمل الصحفي وعدم تطبيقه او التجاوز عليه”، مبينا “نحن نورد في تقاريرنا النصف سنوية جميع انواع التجاوزات التي يتعرض لها الصحفيون”.

وعن تأثير الصحافة على الرأي العام في الاقليم قال عوني “من المؤكد أن الصحافة الكردستانية لها تأثير واضح على الرأي العام لأن الصحف الكردستانية مليئة بالاخبار والريبورتاجات”، موضحا أن “دليل التأثير هو اكتضاض اكشاك بيع الصحف في كردستان صباح كل يوم بالمواطنين الذين يشتري كل منهم الصحيفة التي يهتم بها ويراها مناسبة”.

وعن مصداقية الصحافة قال عوني إن “هناك مصداقية ولكنها ليست بنسبة 100% لأن هناك الكثير من التشهير والاخبار الكاذبة لهذا يضطر الناس او بعض المؤسسات الصحفية للجوء الى المحاكم ضد المؤسسة الصحفية التي تنشر خبرا كاذبا عنهم”.

أما نجاة عزيز رئيس تحرير صحيفة خبات، فقد ألمح إلى أن هناك حالة من “التخبط” تواجهها الصحافة في اقليم كردستان نتيجة “الزيادة في الكمية التي غلبت النوعية”.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 27/نيسان/2009 - 1/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م