التفجيرات الدموية في العراق: بصمات قاعدية بأيادي خارجية

 إيران تغلق منفذا حدوديا والجيش الأمريكي يتهم التونسيين

إعداد: محمد حميد الصواف

شبكة النبأ: أعادت التفجيرات الانتحارية في الأيام القليلة الماضية الى الأذهان موجة العنف الدموية التي اجتاحت البلاد خلال عامي 2006 و2007 قبل أن تتمكن الحكومة العراقية من بسط حالة نسبية من الأمن والهدوء.

فطبيعة الخروقات الأخيرة وسقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين تشير الى تأقلم جماعات العنف مع الظروف الحالية وإعادة تنظيم صفوفها بشكل قادر على اختراق القوات الأمنية دون عناء يذكر.

فيما ربط الجيش الأمريكي التفجيرات الأخيرة بعودة تدفق الانتحاريين العرب من جهة سوريا مجددا، حيث أكد الجنرال بترايوس على تسلل مجموعة من الإرهابيين التونسيين الى العراق لإعادة تنظيم صفوف تنظيم القاعدة وشن الهجمات.

لكن قيادة عمليات بغداد عزت على لسان متحدثها قاسم عطا تصاعد موجة العنف الى اعتقال أمير تنظيم القاعدة في العراق المسمى أبو عمر البغدادي.

يومين داميين في بغداد

وقتل ما لا يقل عن 55 شخصا الجمعة في اعتداءين انتحاريين وقعا قرب ضريح الإمام الكاظم الشيعي في الكاظمية ببغداد، وهو دليل جديد على أن العراق يغرق مجددا في العنف الأعمى قبل تسعة أسابيع من انسحاب القوات الأميركية المقرر من المدن. بحسب فرانس برس.

ووقع الاعتداء المزدوج عند قرابة الظهر (9,00 ت غ) قبيل بدء صلاة الجمعة في حين كان الحجاج يتوجهون الى ضريح الامام الكاظم شمال بغداد.

واعلن مسؤول في وزارة الدفاع العراقية "بحسب ارقامنا، قتل 55 شخصا، بينهم 20 زائرا إيرانيا، وأصيب 125 بجروح، بينهم 80 إيرانيا".

وأعلن مسئول في الداخلية إن الاعتداءين أوقعا ما لا يقل عن ستين قتيلا، بينهم 25 زائرا إيرانيا، مؤكدا حصيلة الجرحى. وقال إن "معظم الضحايا أشخاص كانوا سيشاركون في صلاة الجمعة".

والعملية هي الأكثر دموية في بغداد منذ آذار/مارس 2008 والثانية التي تستهدف في 24 ساعة زوارا إيرانيين يتوافدون بمئات الآلاف سنويا لزيارة العتبات المقدسة.

وأكد اللواء قاسم عطا المتحدث باسم قوات الأمن في بغداد إن انتحاريين نفذا الاعتداءين.

وبذلك، يرتفع الى أكثر من 140 عدد القتلى في سلسلة عمليات انتحارية في الساعات ال24 الأخيرة.

ومنذ مطلع الشهر، قتل أكثر من 250 شخصا وأصيب 650 آخرون بجروح ما يرفع حصيلة القتلى بعد تراجعها منذ أشهر عدة.

ويوم الخميس كان الأكثر دموية منذ أكثر من سنة مع مقتل ما لا يقل عن 87 شخصا في ثلاث عمليات انتحارية.

وكان انتحاري فجر نفسه في مطعم في المقدادية على بعد حوالي مئة كلم شمال بغداد. وانهار سقف المطعم ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 56 شخصا، بينهم 52 زائرا إيرانيا وإصابة 63 آخرين. وهذان الاعتداءان الأكثر دموية منذ مطلع العام في العراق.

من جهة أخرى، قتل احد قادة الصحوة وشخصان آخران في محافظة ديالى.

وفي شرق بغداد، تسلل انتحاري وسط مجموعة من النساء والأطفال الذين تجمعوا للحصول على مساعدات توزعها الشرطة.

وأدى الاعتداء الى سقوط 28 قتيلا و52 جريحا. والضحايا من عناصر الشرطة والنازحين الذين فروا من أعمال العنف الطائفية.

ارتفاع حصيلة قتلى الزوار الإيرانيين

وفي نفس السياق أكد مصدر طبي عراقي ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الانتحاري الذي استهدف زوارا إيرانيين في محافظة ديالى الى 56 قتيلا بينهم 52 إيرانيا، و63 جريحا، في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات العراقية اعتقال الزعيم المفترض لتنظيم القاعدة في العراق أبو عمر البغدادي.

وكانت حصيلة سابقة أعلنتها مصادر أمنية أشارت الى مقتل 45 شخصا وجرح 55 آخرين.

وأكد الطبيب احمد فؤاد مدير الطب العدلي في بعقوبة انه تم نقل "جثث 56 شخصا بينهم 52 إيرانيا هم 35 رجلا و 16 امرأة وطفلة واحدة تبلغ من العمر ست سنوات، قضوا في الهجوم الانتحاري في المقدادية".

وأكدت مصادر أمنية عراقية ان 63 شخصا "معظمهم نساء ورجال إيرانيين، أصيبوا بجروح جراء الهجوم".

وقال مصدر عسكري في قيادة عمليات ديالى الخميس ان "انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه داخل مطعم مزدحم بالزوار الإيرانيين القادمين من بلادهم باتجاه المدن المقدسة في كربلاء والنجف".

وأكد المصدر ان أجزاء من سقف المطعم انهارت ما سبب في ارتفاع أعداد الضحايا.

وفي هجوم آخر، أعلنت مصادر أمنية أخرى طبية مقتل 28 شخصا بينهم عشرة من عناصر الشرطة وإصابة 52 آخرين في تفجير نفذته انتحارية ترتدي حزاما ناسفا، ضد قوات للشرطة كانت توزع مساعدات على عائلات مهجرة قرب ساحة التحريات (جنوب شرق بغداد).

وأوضح المصدر إن "انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه وسط عناصر للشرطة الوطنية كانوا يقومون بتوزيع مساعدات للعائلات المهجرة بالقرب من ساحة التحريات (جنوب شرق بغداد) ما اسفر عن مقتل 28 بينهم عشرة من الشرطة واصابة 52 اخرين" بجروح.

واكد مصدر طبي في مستشفى النفيس، تسلم جثث 13 بينهم ضباط في الشرطة الوطنية وأربعة من عائلة واحدة واكثر من ثلاثين جريحا بينهم اطفال ونساء.

وقال النقيب ماهر هاشم من مغاوير الداخلية، ان "امرأة انتحارية ترتدي حزاما ناسفا فجرت نفسها وسط تجمع لعائلات مهجرة كانت تتسلم معونات غذائية ما ادى الى مقتل واصابة الكثيرين". واكد "مقتل عدد من الضباط احدهم برتبة عقيد واصابة اخرين من عناصر الامن بجروح".

وادى الانفجار الى تدمير ثلاث سيارات احداها اسعاف ووقوع اضرار مادية بليغة في المبنى الذي انتشرت على واجهته اشلاء الضحايا واثار الدماء.

وفي مستشفى ابن النفيس الذي استقبل معظم ضحايا الانفجار، فرضت قوات الامن العراقية اجراءات مشددة، وافترش العشرات ومعظمهم من النساء الارض، للاطمئنان على ذويهم.

اعتقال زعيم تنظيم القاعدة

وبالتزامن مع وقوع الهجومين اعلن المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا اعتقال ابو عمر البغدادي الذي يسمى امير دولة العراق الاسلامية.

وقال عطا ان "القوات العراقية وبناء على معلومات (...) تمكنت من اعتقال الارهابي المجرم ابو عمر البغدادي الذي يسمى امير دولة العراق الاسلامية". ولم يعط المسؤول العراقي مزيدا من التفاصيل عن كيفية اعتقاله.

الا ان البنتاغون رفض ان يؤكد "حتى الان" اعتقال البغدادي. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية براين ويتمان "لا استطيع تأكيد (الامر) حتى الان، لا نزال نسعى الى تأكيده"، مذكرا بان وفاة هذا الشخص او اعتقاله سبق ان اعلنا في الماضي قبل ان يتم نفيهما.واضاف "سيكون اعتقالا مهما في حال كانت هذه المعلومات صحيحة"، مؤكدا ان "البغدادي يعتبر منذ وقت طويل زعيما رئيسيا للقاعدة في العراق".و"دولة العراق الاسلامية" ائتلاف لمجموعات سنية مرتبطة بتنظيم القاعدة يتزعمها البغدادي.

بترايوس يتهم تونسيين

من جهته قال قائد القيادة الوسطى الأمريكية الجنرال ديفيد بيترايوس إن القضاء على المتطرفين فى العراق سيستغرق وقتا طويلا.

وفي إفادته أمام لجنة المخصصات بمجلس النواب الأمريكي حذر بيتريوس من أن القاعدة وبقية العناصر المتطرفة مازالت تشكل تهديدا لأمن واستقرار العراق رغم تراجع انشطتها بصورة كبيرة.

واشار أيضا إلى أن التقدم الأمني الذي تحقق خلال العامين الماضيين مازال هشا، ويمكن فقدان هذه المكاسب.

وقال بيتريوس ان الهجمات الأربعة الأخيرة فى العراق ربما يكون وراءها عناصر من تونس عادت إلى العراق خلال الشهور الماضية للقتال، مشيرا إلى انه تم القبض على مشتبه فيه بالتخطيط لأحد الهجمات.

وأعرب بيتريوس عن قلقه بشان التوترات العرقية والطائفية والتوترات بين الاحزاب السياسية وعودة اللاجئين والقضايا المتعلقة بالميزانية وغيرها من التحديات التي تواجه بغداد.

وأكد أن قدرات القوات العراقية افضل مما كانت عليه قبل نحو عامين، مضيفا أن الهجمات سوف تتواصل مع الوقت. بحسب فرانس برس.

اما بشان قوات الامن العراقية فقال بترايوس انها "اكثر قوة بكثير مما كانت عليه قبل اعوام قليلة ماضية، ولكن الهجمات سوف تتواصل مع الوقت". واضاف "سيستغرق العراق وقتا قبل ان يتمكن من القضاء على كافة العناصر (المتطرفة) المتبقية".

وصرح الجنرال راي اوديرنو لشبكة سي ان ان "اذا سالتوني اليوم فان هناك منطقة واحدة ما زلت غير متاكد بشانها وهي الموصل. ولكننا سنجري تقييما مشتركا".

واضاف "نحن حاليا نقوم بتقييمات مشتركة مع الحكومة العراقية في المجالات كافة.. وسنقدم التوصيات الى رئيس الوزراء (نوري المالكي).. وهو سيتخذ القرار في النهاية بشان ما اذا كانوا يؤيدون بقاء قوات قتالية في المدينة" بعد 30 حزيران/يونيو.

وكان نيسان/ابريل الشهر الاكثر دموية خلال العام 2009 حيث سجل خلاله حتى الان سقوط 250 قتيلا وحوالى 700 جريح.

يشار إلى ان وتيرة العنف تراجعت بصورة كبيرة خلال العام الماضي في العراق رغم استمرار الهجمات المتفرقة للمسلحين.

إيران تغلق معبرا حدوديا وخامنئي يلوم امريكا

من جهة اخرى ذكرت وسائل الاعلام الرسمية الايرانية أن ايران أغلقت معبرا حدوديا مع العراق أمام الايرانيين في أعقاب مقتل العديد من الزوار الايرانيين في هجومين في العراق المجاور.

ومعظم السبعة وخمسين قتيلا الذين سقطوا في هجوم انتحاري بمحافظة ديالى في شمال شرق العراق كانوا من الايرانيين الذين يتدفقون على الاماكن الشيعية المقدسة في العراق منذ الاطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة ضد العراق عام 2003. بحسب رويترز.

وقالت الشرطة العراقية ان مهاجمتين انتحاريتين فجرتا نفسيهما يوم الجمعة قرب مرقد شيعي في بغداد مما أسفر عن سقوط 60 قتيلا. ومعظم القتلى والمصابين كانوا من الزوار الايرانيين.

وقالت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية "بعد... الهجمات في العراق واستشهاد عدد من الزوار الايرانيين ممنوع على الايرانيين عبور معبر خسروي حتى اشعار اخر." ونقل الراديو الايراني تقريرا مشابها.

ويقع معبر خسروي شمال شرقي بغداد. ولم تذكر وسائل الاعلام الايرانية ما اذا كانت معابر حدودية أخرى تأثرت أيضا. وأدان حسن قشقوي المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية الهجمات.

وقال الراديو الايراني ان الزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي اتهم القوات الامريكية بالتورط في التفجيرات التي وقعت في العراق وأسفرت عن مقتل العشرات من الزوار الايرانيين. بحسب رويترز.

وتابع خامنئي في بيان "المشتبه بهم الرئيسيون في هذه الجريمة وجرائم مشابهة لها هم قوات الامن الامريكية والجنود الامريكيون."

كلينتون في زيارة مفاجئة للعراق

وفي ظل تصاعد الاحداث الامنية وصلت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، إلى بغداد، في زيارة مفاجئة في رابع زيارة للعراق والأولى منذ توليها المنصب.

وأوضحت كلينتون لوفد الصحفيين المرافق لها، أثناء توقفها في الكويت، إن الزيارة غير المعلن عنها لأسباب أمنية، تهدف للاجتماع بقائد القوات الأمريكية في العراق، الجنرال ري أوديرنو، لتقييم الأوضاع هناك، على ضوء الهجمات الدموية الأخيرة.

وأضافت: "أريد تقييمه لما تعنيه جهود الرافضين هذه.. وسُبل وقفها من قبل الحكومة العراقية والقوات الأمريكية."واستبعدت كلينتون أن تكون الأحداث الأخيرة مؤشرات لعودة العنف الطائفي إلى العراق مجدداً. بحسب(CNN).

ومن المقرر أن تلتقي وزيرة الخارجية الامريكية، برئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، وعدداً من المسؤولين العراقين، على رأسهم الرئيس، جلال الطالباني، ومبعوث الأمم المتحدة في العراق، ستيفان دي ميستورا.

وتصادفت زيارة كلينتون مع وصول السفير الأمريكي الجديد لدى العراق، كريستفور هيل، الذي أجاز الكونغرس تعيينه في المنصب الثلاثاء الماضي، بعد اعتراضات قادها الجمهوريون نظراً لسجله الدبلوماسي في كوريا الشمالية، وافتقاره الخبرة بالمنطقة وعدم إلمامه باللغة العربية.

ولقي ما لا يقل عن 60 شخصاً مصرعهم وأصيب نحو 125 آخرين بجروح جراء تفجيرين جديدين ضربا العاصمة العراقية الجمعة، فيما أعلن مسؤول في وزارة الداخلية أن التفجيرين استهدفا مزاراً مقدساً لدى الشيعة.

إدانات دولية للتفجيرات الانتحارية ببغداد وديالى

وفي رد فعل دولي أدانت جهات دولية، التفجيرات التي شهدتها العاصمة بغداد ومحافظة ديالى، والتي اودت بحياة أكثر من 130 مدنيا خلال يومين.

فقد ادان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ستافان دي ميستورا “بشدة”، التفجيرات الانتحارية.

ونقل بيان صدر عن الامم المتحدة، عن ديمستورا وصفه هذه التفجيرات بـ”الجرائم البشعة التي استهدفت مدنيين أبرياء خاصة زوار العتبات المقدسة وغيرهم العديد ممن كانوا بانتظار الحصص الغذائية التي كان يوزعها الهلال الأحمر العراقي”.

وأعرب دي ميستورا، وفقا للبيان، عن “قلق الأمم المتحدة إزاء ازدياد هذه النوعية من الهجمات في الأسابيع القليلة الماضية”، كما أعرب عن ثقته بأن الشعب العراقي “سيبقى موحد العزيمة في مكافحته للعنف”.

من جهتها، ادانت وزارة الخارجية الروسية التفجيرات الانتحارية التي وصفتها بانها من “اعمال المتطرفين الهمجية” معربة عن قناعتها “بأن العراقيين قادرون على التصدي لهذه المظاهر الإرهابية حيث يستطيعون من خلال التوصل الى وفاق وطني ضمان أمنهم بأنفسهم، وتحقيق تنمية مستدامة في العراق”.

وفي بيان ادانة آخر، تلقت، نددت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، “بشدة، بالهجومين الانتحاريين اللذين استهدفا مرقد الإمام موسى الكاظم في العاصمة العراقية بغداد”.

كردستان تدين التفجيرين

من جهتها أدانت رئاسة حكومة إقليم كردستان، التفجيرين الانتحاريين الذين وقعا في بغداد وديالى وراح ضحيتهما 60 قتيلا و113 جريحا بينهم عدد من الزوار الايرانيين.

وقال بيان لحكومة إقليم كردستان “ندين بشدة العمليتين الإرهابيتين ونعبر عن حزننا و مشاركتنا لذوي الضحايا في العمليتين”. بحسب أصوات العراق.

وأضاف البيان “ان معاودة ظهور الإرهابيين في هذا الوقت وبهذا الشكل الوحشي لهو ناقوس خطر يهدد أمن البلاد في المرحلة الحساسة التي يجتازها البلاد.” داعيا الى ” تقوية الصفوف و تعميق التسامح بين المكونات المختلفة للشعب العراقي و التعاون من أجل حماية المصالح المشتركة و مستقبل التجربة الديمقراطية في العراق.”

مَن وراء التفجيرات؟؟

وقال المتحدث باسم جبهة التوافق العراقية سليم الجبوري، أن الذي يقف وراء التفجيرات الأخيرة ببغداد والمحافظات هو المستفيد من بقاء القوات الأمريكية في العراق.

وقال الجبوري إن “الذي يستفيد من عدم خروج القوات الأمريكية هو الذي يقف وراء التفجيرات التي حدثت مؤخرا في بغداد وبقية المحافظات”، مشيرا إلى إن “انتقال السلطة من مجالس المحافظات السابقة والحالية جعل من الخلايا الإرهابية تنشط في هذه الفترة”.

وتنص الاتفاقية الامنية التي وقعها العراق مع الولايات المتحدة الامريكية على انسحاب القوات الأمريكية من المدن والقصبات إلى مواقع متفق عليها نهاية شهر حزيران يونيو من عام 2009، فيما ستنسحب هذه القوات من العراق بموجب الاتفاقية في موعد اقصاه أواخر عام 2011.بحسب أصوات العراق.

واضاف الجبوري ان “القاعدة لم يقضى عليها تماما، وهي موجودة ولكنها ليست بالقوة التي كانت سابقا”، مبينا ان “استرخاء الأجهزة الامنية في التصدي لهذا الموضوع ليس له مبرر”.

وعن تهديدات أبو حمزة المهاجر (زعيم تنظيم القاعدة بالعراق) للصحوات وللحزب الإسلامي قال الجبوري إنه “لم تكن المرة الأولى التي هدد بها ابو حمزة المهاجر المواجهين له ومن ضمنهم الحزب الإسلامي والصحوات”، مشيرا الى ان “هذه التهديدات هدفها إعلامي”.

وأبو حمزة المهاجر، الذي يعُرف كذلك بـ”أبو أيوب المصري” تولى زعامة القاعدة في العراق خلفاً للزرقاوي عقب مقتل الأخير في غارة أمريكية في يونيو/حزيران 2006 في محافظة ديالى شمال شرق العاصمة بغداد وهو من المطلوبين امنيا للقوات العراقية والامريكية.

بصمات تنظيم القاعدة

واتهم الناطق الرسمي باسم الكتلة الصدرية في مجلس النواب، تنظيم القاعدة وبقايا النظام السابق بالوقوف وراء الانفجارات التي استهدفت المدنيين في بغداد وديالى، مشيرا الى ان هذا التصيد تكمن وراءه اهداف سياسية.

وقال احمد المسعودي إن “طبيعة الانفجارات التي استهدفت المدنيين في بغداد وديالى، تحمل بصمات تنظيم القاعدة وبقايا النظام السابق من البعثين، وهي متأتية من دواعي انتقامية”.

وأشار لمسعودي الى أن التصعيد الامني “يأتي على خلفية رفض الشارع العراقي لما تردد مؤخرا من دعوة رئيس الحكومة العراقية المتضمنة عودة البعثين الى الحياة السياسية”، مضيفا أن “هذه الهجمة الهستيرية تأتي على خلفية رفض الشارع العراقي وبعض القيادات السياسية لما يثار من عودة البعثيين الى العمل السياسي، لا سيما وان هناك معلومات أمنية تتحدث عن وجود تنسيق كبير مابين تنظيم القاعدة وبقايا النظام السابق”. بحسب أصوات العراق.

وزاد النائب البرلماني الذي تحوز كتلتة النيابية على 30 مقعدا من مقاعد مجلس النواب، أن “الساحة السياسية العراقية في الداخل تشير الى ان بعض الجهات السياسية تخشى من ما يثار من انسحاب امريكي من العراق، وتخاف على ان تفقد بعض الامتيازات والسطوة التي تتمتع بها حاليا”، لافتا الى ان” هذه الجهات (التي لم يسمها) قد تقف في بعض الاحيان وراء التصعيد الامني هنا وهناك، لايجاد الذرائع من وراء أفشال الانسحاب الامريكي من المدن العراقية”.

البعثيون إحتلوا مكان القاعدة

وقال مقرر لجنة الامن والدفاع في البرلمان، إن المعلومات الاستخبارية العراقية أثبتت أن البعثيين إحتلوا مكان تنظيم القاعدة بتنفيذ اعمال التفجير الانتحارية في العراق.

وقال النائب فرياد راوندوزي إن “معلومات إستخباراتية اظهرت بأن تنظيمات البعث قفزت إلى المرتبة الأولى واحتلت مكان القاعدة بتنفيذ اعمال العنف في العراق، مشيرا الى ان “العديد من منفذي العمليات باحزمة ناسفة هم من البعثيين، ويقف وراءها حزب البعث مثل عملية السادس من نيسان”. بحسب أصوات العراق.

واوضح راوندوزي أن “المعلومات الاستخباراتية بينت ايضا ان القاعدة ليست الجهة الوحيدة التي تنفذ العمليات الانتحارية بالعراق انما يشاركها في ذلك عناصر حزب البعث بنفس الوتيرة”.

واضاف رواندوزي ان “المعلومات كشفت أن حزب البعث اندس بشكل ملحوظ داخل الصحوات وأصبح يجند عناصره الذين يطلق سراحهم من السجون في صفوف قوات الصحوة”، معتبرا ان “حزب البعث اخذ يجمع فلوله ويقوي تنظيماته بسبب سياسات الداخل وبدعم خارجي، ويريدون بذلك ارسال رسالة للنظام السياسي الجديد بانهم يستطيعون زعزعة النظام في البلاد”.

وتابع ايضا أن “اي انسحاب غير منظم للقوات الامريكية حتى لو كان وفق الاتفاق المبرم سيؤثر بشكل كبير على الوضع الامني، وعلينا أن نأخذ بجدية تصاعد وتيرة اعمال العنف بشكل ملحوظ وعلينا ان نضع ذلك في استراتيجيتنا معالجة الملفات التي ترتبط بتصعيد العنف”.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 26/نيسان/2009 - 30/ربيع الثاني/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م