امريكا وايران: سباق سريع بين المصالحة والحرب

امريكا تستعد للتشدد مع تراجع احتمال ارتخاء القبضة الايرانية

 

شبكة النبأ: رغم التصريحات الاخيرة للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد عن اسرائيل، قالت الولايات المتحدة انها لا تزال راغبة في اجراء محادثات مع طهران لتحسين العلاقات بين البلدين، فقد قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان ادارة الرئيس باراك اوباما مستعدة لفرض عقوبات قاسية على ايران اذا فشل الحوار، كما اعربت من جهة اخرى عن قلقها بشان توسيع طالبان لمناطق نفوذها في باكستان على حساب قوة الحكومة المركزية هناك.

وفي ظل ذلك وبشأن قضية الصحفية الامريكية من اصل ايراني، قال البيت الابيض إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما محبط جداً، من الحكم الذي أصدرته محكة إيرانية بالسجن 8 سنوات على الصحفية الامريكية من اصل ايراني روكسانا صابري بتهمة التجسس.

وفي اول افادة تدلي بها كلينتون امام الكونغرس منذ تاكيد تعيينها وزيرة للخارجية في كانون الثاني/يناير، دافعت الوزيرة عن مبادرات اوباما نحو كوبا التي تخضع لعقوبات اقتصادية اميركية منذ عقود.

وسعت كلينتون الى طمأنة هاورد بيرمان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الذي دعم بدء حوار جديد مع ايران، الا انه تساءل ما اذا كان البيت الابيض سيحصل على دعم كاف لفرض "عقوبات شديدة" في حال فشلت مبادراته نحو ايران.

وقالت ان الادارة الاميركية تملك "مزيدا من النفوذ لدى دول اخرى" من خلال مفاوضاتها مع الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الامن وهي روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا، بالاضافة الى المانيا.

واوضحت ان "استعدادنا لتجاوز مجموعة الخمس زائد واحد ومد يدنا الى ايران ودعوتها، كما فعلت انا، الى مؤتمر في لاهاي حول افغانستان، يزيد من قدرتنا على طلب المزيد من دول اخرى".وقالت "نحن اكثر من مستعدين لمد يدنا الى الايرانيين من اجل مناقشة مجموعة من القضايا".

وتابعت "الا اننا في الوقت نفسه نعد لعقوبات قاسية جدا .. يمكن ان تكون ضرورية في حال رفضت (ايران) عروضنا او في حال لم تصل العملية الى نتيجة او كانت غير ناجحة". بحسب رويترز.

وفرض مجلس الامن الدولي حتى الان ثلاث مجموعات من العقوبات على ايران، رغم انها لم تكن بالقوة التي رغبت بها واشنطن بسبب معارضة موسكو وبكين.

واعلنت ايران عن استعدادها لاجراء "حوار بناء" مع القوى العالمية بشان برنامجها النووي وذلك بعد ان رحب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بالتغيير في السياسة الاميركية بشان ايران.

الا ان سكرتير المجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي اكد في بيان صادر عن مكتبه ان ايران "ستواصل نشاطاتها النووية" التي تؤكد انها محض سلمية.

الولايات المتحدة لا تزال ترغب بالحوار رغم تصريحات نجاد

ولاحقا قالت الولايات المتحدة انها لا تزال راغبة في اجراء محادثات مع ايران لتحسين العلاقات بين البلدين رغم التصريحات الاخيرة للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد عن اسرائيل.

وصرح روبرت وود المتحدث باسم الخارجية الاميركية للصحافيين "نريد حوارا مباشرا مع ايران، ولكن على ايران ان تقوم بعدد من الامور حتى تعود الى المجتمع الدولي".واضاف "اذا كانت ايران ترغب في علاقات مختلفة مع المجتمع الدولي، عليها ان توقف تصريحاتها الفظيعة". بحسب فرانس برس.

وقال ان "مثل هذه التصريحات لا تساعد، وهي تاتي بنتائج عكسية وتغذي الكراهية العنصرية .. هذه ليست تصريحات تستخدم في القرن الحادي والعشرين".

من جهته قال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبز "بالطبع انها لهجة حاقدة" معتبرا ان الرئيس الاميركي باراك اوباما "اتخذ القرار المناسب" عندما رفض ان تشارك الولايات المتحدة في هذا المؤتمر. وتابع "من البديهي القول ان الرئيس يعارض بشدة ما قيل، وحسب الصور التي رأينا يبدو ان كثيرين مثلنا عارضوا ذلك".

الا ان غيبز حرص على القول بان هذه الحادثة لن تمنع واشنطن من المضي قدما بسياسة اليد الممدودة مع طهران.

وقال المتحدث الاميركي "نواصل التفكير في سياستنا، ونفهم انه على مستوى السياسة الخارجية، فان القيام بالامور بالطريقة نفسها التي كنا نقوم بها في السابق، لن يحدث على الارجح التغييرات التي نريد".

ووصف احمدي نجاد اسرائيل ب"الحكومة العنصرية" الاثنين في جنيف في اليوم الاول من مؤتمر الامم المتحدة حول العنصرية.

وقال احمدي نجاد "بعد الحرب العالمية الثانية لجأ (الحلفاء) الى العدوان العسكري لحرمان امة باسرها من اراضيها بذريعة المعاناة اليهودية". واضاف "ارسلوا مهاجرين من اوروبا والولايات المتحدة ومن عالم المحرقة لاقامة حكومة عنصرية في فلسطين المحتلة".

ودفعت تصريحات احمدي نجاد، الذي نفى في السابق وقوع المحرقة اليهودية، ب23 وفدا اوروبيا الى الخروج من قاعة المؤتمر احتجاجا على ذلك.

اوباما محبط من الحكم بسجن الصحفية الأمريكية

وبشأن قضية الصحفية الامريكية من اصل ايراني، قال البيت الابيض إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما "محبط جداً" من الحكم الذي أصدرته محكة إيرانية بالسجن 8 سنوات على الصحفية الامريكية من اصل ايراني روكسانا صابري بتهمة التجسس.

وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اعربت في وقت سابق كذلك عن "احباطها" من الحكم.

واضافت كلينتون أن الولايات المتحدة تعمل بالتعاون مع دبلوماسيين سويسريين في إيران للحصول على تفاصيل حول حكم المحكمة والتأكد من سلامة صابري. وقالت كلينتون إن صابري كانت في إيران لتتعلم المزيد عن تراثها الثقافي.

وتأتي تصريحات كلينتون في وقت أكد فيه عبد الصمد خورامشاهي محامي صابري أنه سيستأنف الحكم.

ويقول مراسل بي بي سي في طهران إن السلطات الإيرانية لم تكشف تفاصيل عن التهم الموجهة لصابري.

وقال والد صابري إن ابنته انكرت التهم الموجهة إليها وتخطط للدخول في إضراب عن الطعام.وكانت محاكمة صابري (31 عاماً) المحتجزة في طهران منذ نهاية يناير/ كانون الثاني بدأت الاثنين الماضي بتهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة.

ولم تستغرق المحاكمة سوى يوم واحد، لكن المتحدث باسم السلطة القضائية علي رضا جمشيدي قال إنه "اعطيت الصحفية الفرصة للتحدث في المحكمة لتقديم دفاعها".

وقال مسؤول قضائي إيراني لوكالة "اسنا" الإيرانية للأنباء "حكم الفرع 28 من المحكمة الثورية على روكسانا صابري بالسجن 8 سنوات بتهمة التجسس، ويمكنها استئناف الحكم".

القضاء الايراني يامر باستئناف "سريع وعادل" في ملف روكسانا صابري

وفي تطور لاحق أمر القضاء الايراني بآلية استئناف "سريعة وعادلة" في ملف الصحافية الايرانية الاميركية روكسانا صابري التي حكم عليها بالسجن ثماني سنوات لادانتها بالتجسس لصالح الولايات المتحدة، وقد دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الى الافراج عنها.

ونقل المتحدث باسم القضاء علي رضا جمشيدي عن رئيس السلطة القضائية الايرانية اية الله محمود هاشمي شهرودي قوله في بيان "ينبغي ان تعالج مختلف اوجه هذه القضية (..) في الاستئناف بطريقة عادلة ودقيقة وسريعة".

وكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد طلب الاحد من مدعي طهران سعيد مرتضوي القيام "بما هو ضروري لضمان احترام العدالة والدقة في دراسة الاتهامات" الموجهة ضد صابري.

وجرت محاكمة صابري البالغة من العمر 31 عاما في 13 نيسان/ابريل وحكم عليها بالسجن ثماني سنوات بتهمة التجسس لحساب جهات اجنبية ولا سيما الولايات المتحدة، بعدما قبض عليها في نهاية كانون الثاني/يناير في طهران حيث كانت تقيم منذ العام 2003.

وقال محاميها عبد الصمد خرمشاهي الذي يعتزم استئناف الحكم في نهاية الاسبوع، تدخل شهرودي بانه "خطوة الى الامام".وقال في اتصال هاتفي بوكالة فرانس برس الاثنين "سيكون امرا جيدا إن اولت المحكمة اهتماما اكبر بالدفاع عن روكسانا".

من جهته اعلن والد الصحافية رضا صابري السبت عند تبلغه الحكم ان المحققين حضوا روكسانا على الادلاء باعترافات زائفة لقاء التزام لم يتحقق بالافراج عنها سريعا.

وقال خرمشاهي ان المحامية الايرانية الحائزة جائزة نوبل للسلام عام 2003 شيرين عبادي وافقت على مساعدته في الدفاع عن صابري في الاستئناف.

وجاء في البيان ان "آية الله شهرودي شدد على ان من حق المتهمة الثابت ان تحظى بتدقيق عادل في جميع مراحل الآلية وعلى الاخص في الاستئناف".

إيران تقول ان قوة جيشها تساعد في تحقيق الأمن الاقليمي

من جهة اخرى قال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد ان جيش إيران القوي سيساعد في الحفاظ على الاستقرار في الشرق الأوسط فيما احتفلت إيران بيوم القوات المُسلحة باستعراض عسكري لم تصاحبه دعاية بالشكل الذي ظهرت به الاستعراضات العسكرية السابقة. بحسب رويترز.

وألقى أحمدي نجاد كلمة لم يسلط عليها الضوء كثيرا وكانت هناك علامة قليلة على اللافتات والشعارات المناهضة للغرب التي كانت تشاهد عادة في الاحتفال الذي يقام سنويا بيوم القوات المسلحة.

وعرض الرئيس الامريكي باراك أوباما فتح صحفة جديدة من الارتباط الدبلوماسي مع ايران اذا "أرخت طهران قبضتها".

وبينما تفضل واشنطن المفاوضات لوقف الانشطة النووية الايرانية المثيرة للخلاف الا أن صعود حكومة يمينية في اسرائيل زاد من القلق الدولي من احتمال أن تتصرف بمفردها وتوجه ضربات وقائية ضد مواقع نووية ايرانية.

وترفض ايران الاتهامات الغربية بأنها تسعى لانتاج أسلحة ذرية وتعهدت بالرد على أي هجوم بتوجيه ضربات صاروخية لاسرائيل ولمصالح أمريكية في الخليج.

وقال أحمدي نجاد في كلمة في الاستعراض العسكري الذي أقيم خارج طهران "قوة القوات المسلحة الايرانية في خدمة الشعوب... وستساعد في الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها.

وسار الجنود أمام منصة وقف عليها أحمدي نجاد وضباط الجيش. وارتدى بعضهم زيا بألوان العلم الايراني الثلاثة وارتدى آخرون ملابس القتال.

وحلقت طائرات هليكوبتر فوق منطقة العرض وهبط مظليون بالقرب من ضريح آية الله روح الله الخميني مؤسس الجمهورية الاسلامية.

ومن بين الأسلحة التي شاركت في الاستعراض ناقلات الجنود المصفحة وطائرات الاستطلاع بدون طيار وغواصات صغيرة.وقال أحمدي نجاد "قضي بشكل دائم على قدرة الاعداء على توجيه تهديد ضد الامة الايرانية."

وقال التلفزيون الايراني ان الصاروخ زلزال وهو صاروخ أرض أرض كان من بين القطع التي ظهرت في العرض العسكري.

ولكن ايران لم تستعرض الصاروخ شهاب 3 الاطول مدى وتقول انه يصل لمسافة ألفي كيلومتر مما يجعل اسرائيل والقواعد الامريكية في الخليج في مدى الاهداف التي يمكن لايران أن تضربها.

وقالت وسائل الاعلام انه تم إلغاء عرض جوي كبير للطائرات المقاتلة نظرا لمحدودية الرؤية بسبب العواصف الرملية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 25/نيسان/2009 - 29/ربيع الثاني/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م