الصحافة الالكترونية بين الأزمة المالية والمواثيق الاعلامية

شبكة النبأ مثالا

المحرر الثقافي

شبكة النبأ: دخلت (شبكة النبأ) مرحلة إيجابية جديدة، تعكسها من خلال خطابها الإعلامي، وكانت علاقة الشبكة بالاعلاميين قد اتسمت خلال السنوات الماضية بقدر عال من الدقة والاختيار الصحيح للكتابات وللكتاب.

ومما لا شك فيه أن تطوير الخطاب الإعلامي للشبكة أمر إيجابي، كما أن توفيرها للمعلومة الموثقة، سيجعل منها مصدر للمعلومة، فمبدأ التعامل الموضوعي مع القضايا الهامة من شأنه أن ينمي إحساس الأفراد بالمسؤولية، كما يضع الحدود والمسؤوليات في مكانها الصحيح، فضلا عن الالتزام بمنهجية العمل.

شبكة النبأ، وسيلة اعلامية حيوية وهامة، لا يختلف الكثيرون حول أهمية الأدوار، التي تؤديها في تحقيق الثقافة بشكل عام، كما أن رصيد الشبكة الاعلامي المحايد عال في نفوس متابعيها، ولا يستطيع أحد التقليل من أهميتها، لكن الشبكة التي تعودت على أداء أدوارها بالشكل المطلوب، لم تتكيف بالقدر الكاف مع متطلبات الصحافة الحديثة، لأسباب مالية الأمر الذي اضطرها الى إشراك بعض الاقلام الواعدة والحرة والبحث عن المعلومة الموثقة، وأدى ذلك في عدد من الحالات إلى قدر من التباين في رواية الأحداث، الأمر الذي طبع علاقة الشبكة بالصحافيين وبوسائل الإعلام.

التطور في الخطاب الإعلامي الجديد، الذي تتبناه شبكة النبأ يجعلها موضع ثقة للقارىء، فحينما تلتزم الشبكة بالمواضيع الحرة وبالرواية الحقيقية في إطار المسؤولية المهنية، فإن ذلك يجعل العلاقة بينها وبين محبيها تأخذ مسارها الطبيعي.

مسيرة (شبكة النبأ) واجهت الكثير من العوائق نطرحها كتجربة ومسيرة في عالم الفكر السياسي في العالم عموما والعراق خصوصا وعلى مدى عشرة أعوام، نذكرها للفائدة لبقية وسائل الاعلام ولمتابعي الشبكة ولتعزيز العلاقة في عصر الأزمات ولتبيان اهمية الصحافة الالكترونية في عالم اليوم.

1- مؤسسة النبأ حالها حال المؤسسات الأخرى التي واجهت أزمة مالية ولكنها لم تلجأ يوما الى بيع سمعتها مقابل المال، وأنما اعتمدت على الرجال الصادقين الذين يمتلكون زمام المبادرة للتقدم في المسيرة الاعلامية الصادقة والهادفة.

2. تواجه الشبكة، مشاكل تنبع من طبيعة مهنة الاعلام:

المشكلة الرئيسية عنصر الزمن؛ فالأخبار، وهي صناعة الصحافة الأساسية، سلعة سريعة البوار، فما تسعى إليها الشبكة، وتحصل عليه، من معلومات، ووقائع لا قيمة لها غداً، فهناك الجديد، ومن ثم تعمل الشبكة وسيف الوقت مسلط عليها بشكل مستمر.

المشكلة الثانية إذا كان الاعلام، مهنة المصاعب، فإن البحث عن الحقيقة، من خلال الأخبار والموضوعات، يجعل الشبكة تعيش في حالة مستمرة من الترقب، والانتظار، والتوقع، واليأس، والإحباط، والانتصار، والانكسار، مما يسبب التعب والإنهاك.

تشكل الموضوعية قيمة أساسية مهمة في عمل الشبكة، تسعى الشبكة، بقدر الإمكان لتحقيقها. ويتطلب تحقيق الموضوعية فصل الرأي عن الحقيقة، وتحقيق النزاهة والتوازن، بإعطاء الأطراف المختلفة فرصاً متكافئة، لإبداء وجهات نظرها، حتى يتسنى للجمهور الحصول على كل المعلومات اللازمة، حول قضية، أو حدث من الأحداث. وهي تعني الحياد بدلاً من التدخل والمشاركة.

الرقابة

تشكل الرقابة، التي تفرض على وسائل الإعلام، أهم المشاكل التي تواجهها. ويوجد نمطان رئيسيان لممارسة الرقابة في المجتمعات الناميـة:

أولاً: الرقابة المباشرة أو المتطورة، وتتخذ الأشكال التالية:

 الرقابة السابقة على النشر، بمعنى وجود رقيب يمارس عمله، من داخل المؤسسات الحكومية، فيقرأ كل مادة صحفية.

ثانياً: الرقابة غير المباشرة، ويمكن أن تتخذ الأشكال التالية

1. إصدار قائمة بالتعليمات، أو التوجيهات الحكومية، حول بعض الخطوات الخاصة بالنشر، والتي يقال، عادة، إن المصلحة القومية تقتضيها.

2. التدخل في أسلوب المعالجة الصحفية، المتصلة بأحداث أو قضايا معينة.

3. تعرض الإعلاميين لبعض أشكال الضغط المادي (السجن ـ الطرد من الخدمـة ـ التعذيب) أو الضغط المعنوي (الإغراء ـ الترهيب ـ المنع من الكتابة ـ .

4. فرض الرقابة باستخدام مسميات وتعبيرات ـ قد يراها البعض أنها غامضة أو مطاطة ـ كالصالح العام، والمصلحة القومية، والحفاظ على الوحدة الوطنية، والأمن القومي، والمقومات الأساسية للمجتمع، أو حماية النظام العام. وهذه كلها قد تمتد لتصبح ستاراً تحمي به السلطة العامة نفسها، والأشخاص العاملين، من النقد.

5. الرقابة التي قد يمارسها رئيس التحرير، أو المحرر المسؤول.

التقدم التكنولوجي

من أخطر التحديات، التي تواجه الشبكة الآن، ما تطرحه الثورة الراهنة، في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، من مستحدثات ونتائج وآثار متوقعة، في مستقبل الصحافة كصناعة وكمهنة.

ولعل من أبرز آثار الثورة الراهنة، في تكنولوجيا المعلومات والاتصال، هو ظاهرة تراجع وسائل الإعلام المطبوعة، وما تزامن معها من صعود للتلفزيون، باعتباره مصدر المعلومات المفضل، لدى الجماهير، منذ أربعين عاماً، وحتى الآن. ولا يدرك معظم الناس حجم ونطاق هذه الظاهرة، ففي الفترة من عام 1960 وحتى عام 1995، ضل إجمالي توزيع الصحف اليومية الأمريكية مستقراً عند حوالي 59 مليون نسخة، في حين ازداد عدد سكان الولايات المتحدة الأمريكية من 180 مليون نسمة، إلى 260 مليون نسمة، في الفترة نفسها، وهو ما يعني انخفاض معدل القراءة، لدى الفرد، بنسبة الثلث. ويرى البعض أنه من المرجح أن تتزايد معدلات هذا التراجع، نظراً لأن نسبة قراء الصحف تقل، بنسبة الضعف، عند أولئك، الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة، مقارنة بهؤلاء الذين تزيد أعمارهم على 65 سنة.

وهذا التغير في أذواق الجمهور، وتعلقه بالصور المتحركة الملونة، التي يقدمها التليفزيون، فيما يعرف بالنصوص المتلفزة، أو قنوات المعلومات التليفزيونية المرئية، أو الصحف المطبوعة، المنشورة على شبكة الإنترنت، تمثل تحدياً مهنياً للصحفي المعاصر، الذي تعود على جمهور الوسيلة المطبوعة بكل سماته واحتياجاته، وعلى تقنية الكتابة، أو التصوير، أو الإخراج للمادة الصحفية، التي تنشر في صحيفة مطبوعة، الأمر الذي يعني بذل جهد في إعادة تأهيل الصحفيين الممارسين للمهنة، وإعداد صحفي المستقبل، وفقاً لأسس جديدة تتوافق مع ما يحدث في صناعة الإعلام.

العنف والارهاب

يقف العراق في مقدمة البلدان التي لم يُقدَم فيها قتلة الصحفيين إلى المحاكمة، وأنه يشكل أخطر مكان للصحفيين في العالم. هذا مجمل ما أفادت به اللجنة الدولية لحماية الصحفيين، حيث قتل في العراق 88 صحافيا منذ عام 2003 دون اتخاذ أي إجراء لحمايتهم. لينضموا بذلك الى القائمة الرهيبة التي تحمل أسماء صحافيين عراقيين. وشهدت الاعوام الماضية اعمال عنف، وتطرف، وإرهاب، ضد أصحاب القلم والفكر من الصحفيين والكتاب، وأشارت الأرقام، التي أعلنها بعض خبراء اليونسكو، إلى أن عدد حالات الانتهاك التي تتعرض لها حرية الصحافة بلغ حوالي 1500 حالة سنوياً.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 25/نيسان/2009 - 29/ربيع الثاني/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م