مؤتمر ديربان ضحية جديدة لعنصرية اسرائيل

معظم الدول الغربية تقاطع المؤتمر خشية التعرض للوم إسرائيل

إعداد: محمد حميد الصواف

شبكة النبأ: سعى دبلوماسيون في الأمم المتحدة للتوصل الى إعلان مناهض للعنصرية ورفضوا تصريحات من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد التي تسببت في انسحاب البعض من المؤتمر.

ووصف احمدي نجاد وهو رئيس الدولة الوحيد الذي يحضر مؤتمر الأمم المتحدة عن العنصرية إسرائيل بأنها "حكومة عنصرية تماما" في الكلمة التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر.

وكانت معظم الدول الغربية وبررت تلك الدول مقاطعتها بسبب تضمين الوثيقة الختامية للمؤتمر ما اعتبرته تلك الدول انتقاداً لإسرائيل، بعد حملتها العسكرية الأخيرة على قطاع غزة.

دبلوماسيون يحاولون جمع شتات مؤتمر العنصرية

وانسحب العشرات من المندوبين من المؤتمر بينهم مندوبو كل دول الاتحاد الأوروبي الثلاثة والعشرين الحاضرين.

وعاد أغلبهم لاحقا باستثناء مندوب جمهورية التشيك التي قالت إنها ستنضم الى قوى غربية في مقاطعة الاجتماع.

ويأمل المندوبون في جنيف إقرار إعلان جديد على الفور يتناول مسائل بما في ذلك الهجوم على العمال الأجانب والعلاقة بين الفقر والتمييز لتعزيز هذا المؤتمر الذي واجهته الكثير من المشكلات. بحسب رويترز.

ولكن ظلت قضية الشرق الأوسط تهيمن على الاجتماع وانتقدت جماعات يهودية كلمة الرئيس الإيراني ووصفتها بأنها مشينة وأثارت دول عربية مخاوف متعلقة بالظروف داخل الأراضي التي تحتلها إسرائيل.

وانتقد رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني الاحتلال الإسرائيلي ووصفه بأنه أسوأ انتهاك لحقوق الإنسان وانه أكثر وجوه العنصرية والتمييز العنصري قبحا فصفق له الحضور.

ومضى يقول ان استمرار معاناة الشعب الفلسطيني الذي يواجه أسوأ صور السياسة العنصرية من القوة المحتلة يجب أن يتوقف ووصف جدار الفصل الذي أقامته إسرائيل في الضفة الغربية بأنه "جدار فصل عنصري".

وقالت مبيا ماهاسي مويلوا وزيرة العدل في ليسوتو ان مقاطعة بعض الدول للمؤتمر أمر مؤسف وتشير الى أن هناك حاجة لبذل الكثير من الجهد لعلاج التوترات العنصرية والعرقية في العالم.

وأضافت "هذه شهادة واضحة على الطريق الطويل الذي يتعين علينا أن نقطعه."

ولم تشر الى تصريحات أحمدي نجاد أو انسحاب البعض من المؤتمر شأنها شأن مندوبين اخرين حضروا المؤتمر لدى استئنافه.

وسبب انتقاد اسرائيل بما في ذلك سعي دول عربية اعتبار الحركة الصهيونية عنصرية انسحاب الولايات المتحدة واسرائيل من المؤتمر الماضي عام 2001 .

وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر لمحطة أوروبا 1 الاذاعية "ستكون هزيمة لاحمدي نجاد لان هذا الاعلان سيصدر الليلة كما امل." ويمثل فرنسا في المؤتمر سفيرها في جنيف.

وقالت جولييت دي ريفيرو من منظمة مراقبة حقوق الانسان (هيومان رايتس ووتش) ان من المهم بالنسبة للدول أن تتمسك بمواقفها في الامم المتحدة وعدم السماح للتصريحات الإيرانية بإعاقة جهودها.

وقالت في بيان "أفضل رد على تصريحات أحمدي نجاد النارية هو البقاء في جنيف وتفنيدها."

وتابعت "على الرغم من هذه التصريحات البغيضة يمكن للحكومات أن تنقذ المؤتمر وأن تضمن اتفاق العالم على منح الأمم المتحدة تفويضا قويا لمعالجة العنصرية."

انتقادات قوية لكلمة نجاد

وتوالت ردود الأفعال على كلمة الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أمام مؤتمر المراجعة الخاص بمؤتمر ديربان لمكافحة العنصرية، التي انتقد فيها إسرائيل بأنها التجسيد الحقيقي للعنصرية ، والدول الغربية لاعتمادها المعايير المزدوجة تجاه حقوق الإنسان.

وأشار المسوؤل ألأممي إلى أن الأمم المتحدة قد تبنت قرارات بإلغاء مساواة الصهيونية بالعنصرية، وتأكيد الحقائق التاريخية المتعلقة بمحرقة اليهود. بحسب رويترز.

وبادر رئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، الذي تمسك بالمشاركة رغم مقاطعة العديد الأوروبية للمؤتمر، بإصدار "إدانات دون تحفظ" للرئيس الإيراني.

وشهدت كلمة الرئيس الإيراني مقاطعات وخروج عشرات الوفود، تحديداً الأوروبية، احتجاجاً.

واعترض محتجان، على الأقل، أحمدي نجاد قبيل بدء كلمته، بالهتاف: "أنت عنصري."

وتساءل أحمدي نجاد عن الأسباب الجوهرية للهجوم الأمريكي على العراق أو غزو أفغانستان قائلا : "هل كان الدافع وراء غزو العراق أي شيء غير غطرسة الإدارة الأمريكية والضغوط المستمرة للقوى لكي تزيد من نفوذها والسعي للقضاء على بلد ذو ثقافة عريقة من خلال استغلال المصادر الطبيعية للعراق."

هذا وقد أبدت مفوضة المفوضية العليا لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، "صدمتها وحزنها من كافة ما أدلى به أحمدي نجاد."

واستطرد يقول :" تم قتل وتشريد الملايين، لقد تكبد الشعب العراقي خسائر فادحة بلغت الملايين من الدولارات ، مضيفا : إن الأمريكان كلفوا أنفسهم الملايين من الدولارات من أجل غزو العراق وأفغانستان فتم هذا بتخطيط أمريكي إسرائيلي."

وأنتقد الرئيس الإيراني ازدواجية المعايير التي يتبعها مجلس الأمن وتثبيته لوجود "الكيان الصهيوني، والصمت حيال الجرائم التي يرتكبها، كما دعا إلى ضرورة إصلاح هيكلية مجلس الأمن الدولي وإلغاء حق النقض (لفيتو) الذي تمتع به الدول الكبرى."

مقاطعة لتجنب انتقاد إسرائيل

وكانت معظم الدول الغربية منها: إيطاليا، وألمانيا، وأستراليا، وكندا، وهولندا، ونيوزلندا، وهولندا، والسويد، وإسرائيل إلى جانب الولايات المتحدة، قد قاطعت المؤتمر.

وبررت تلك الدول مقاطعتها بسبب تضمين الوثيقة الختامية للمؤتمر ما اعتبرته تلك الدول انتقاداً لإسرائيل، بعد حملتها العسكرية الأخيرة على قطاع غزة.

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد، بنيامين نتنياهو، أثناء إحياء ذكرى الهولوكوست، إن إسرائيل "لن تسمح لناكري الهولوكوست ارتكاب محرقة أخرى ضد اليهود."

وكانت إسرائيل قد سحبت سفيرها لدى سويسرا بزعم التشاور، فيما يبدو أنه احتجاج على اجتماع الرئيس السويسري، هانز رودولف ميرز مع أحمدي نجاد، وفقاً لما نقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية.

ومن جانبه قال وزير الخارجية الفرنسية، بيرنارد كوشنير، إن بلاده "لن تتيح لأي كان اتخاذ المؤتمر كرهينة واستخدامه كمنصة لإطلاق تعليقات شائنة."

وبدوره قال رئيس الوزراء الكندي، ستيفن هاربر، إن الاعتراض الصريح لموافق أحمدي نجاد "أمر إيجابي للغاية، مشيراً إلى أن جوهر الأزمات مع إيران، هو تهديداتها المتواصلة لإسرائيل وشعبها، إلى جانب طموحها النووي.

وانبرى نائب المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة، أليغاندور وولف، بوصف تصريحات نجاد بأنها "جديرة بالازدراء" و"المقيتة."

هذا وقد أبدت، نافي بيلاي، رئيسة المفوضية العليا لحقوق الإنسان  التابعة للأمم المتحدة : "صدمتها وحزنها عن كافة ما أدلى به أحمدي نجاد."

فيما قال نائب مندوب الولايات المتحدة الدائم في الامم المتحدة ان خطاب الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد أمام مؤتمر الامم المتحدة للعنصرية في جنيف والذي وصف فيه اسرائيل بأنها دولة عنصرية هو خطاب وضيع وكريه. بحسب رويترز.

وقال أليخاندرو وولف نائب مندوب الولايات المتحدة "لا أجد كلمة للوصف غير مخز.. الخطاب يسيء الى الامة الايرانية والشعب الايراني ونطالب القيادة الايرانية بتقديم خطاب ايجابي أكثر وعيا واعتدالا وأمانة للتعامل مع شئون المنطقة".

كانت قمة جنيف قد ضعفت بشدة بمقاطعة الولايات المتحدة وبعض من كبار حلفائها لها بسبب مخاوف من أن تتحول القمة الى منبر لشن هجمات على اسرائيل.

المؤتمر يتبنى إعلانا يخفف من تأثير انسحاب البعض

تبنت الوفود في مؤتمر الأمم المتحدة عن العنصرية - الذي قاطعته الولايات المتحدة إعلانا مناهضا للعنصرية من خلال سعيهم للتخلص من تأثير انسحاب البعض من المؤتمر بسبب تصريحات إيرانية.

وتم تبني النص الذي "يعيد تأكيد" الوثيقة المثيرة للنزاع لعام 2001 التي تشير الى اسرائيل والشرق الاوسط ست مرات بالاجماع وبدون مناقشة في جلسة مفتوحة قبل نهاية الاجتماع الذي يستمر اسبوعا بفترة طويلة.

وستساعد هذه الموافقة المبكرة على النص الذي جرى التفاوض بشأنه على مدى عدة شهور خلال محادثات الاعداد للمؤتمر في جنيف على تثبيت دعائم المؤتمر المضطرب والعودة الى التركيز على قضايا موجودة على جدول اعماله الرسمي مثل الربط بين الفقر والتمييز العنصري.

وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر في وقت سابق ان الموافقة على نص الاعلان "ستكون هزيمة لاحمدي نجاد" الذي وصفت محققة تابعة للامم المتحدة في شؤون حقوق الانسان تصريحاته بانها كانت تهدف للدخول في "مواجهة كاملة".

وقالت اسماء جهانجير المقرر الخاص بشأن حرية الاديان والعقيدة "انها ليست مسألة اختلاف في الرأي. انها مسألة العداء الكامن في هذه الاراء."

وقال المتحدث باسم حقوق الانسان في المنظمة الدولية روبرت كولفيل للصحفيين ان المؤتمر انتقل الى المسرحية الدرامية التي احاطت بظهور احمدي نجاد والتي اطلق خلالها نشطاء في المؤتمر احتجاجات صاخبة.

وقال قبل تبني الاعلان في قاعة قصر الامم "كان مشهدا حاميا لكن كان علينا ان نعود الى القضايا المهمة."

شرخ جديد بين الفاتيكان واليهود

تسبَّب قرار البابا بنديكتوس السادس عشر بإرسال وفد من الفاتيكان للمشاركة في أعمال مؤتمر الأمم المتحدة حول العنصرية (ديربان 2)، المنعقد حاليا في جنيف بسويسرا، بحدوث شرخ جديد في العلاقات مع المجموعات والتكتلات اليهودية في العالم، والتي تنظر إلى الحدث بمجمله على أنه "مجرد منصة تُستخدم لمهاجمة إسرائيل." بحسب رويترز.

فقد انتقدت مجموعات يهودية عدة الفاتيكان قُبيل خروج مجموعة من الدبلوماسيين الغربيين من قاعة المؤتمر عندما اتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي إسرائيل بإقامة "نظاما عنصريا قمعيا وحشيا" على أراضي الفلسطينيين.

وفي حديث لصحيفة "لا ستامبا" الإيطالية، قال كبير حاخامات روما، ريكاردو دي سيجني، تعليقا على القرار: "إن الفاتيكان بمشاركته هذه يكون قد أعطى قبوله وموافقته على ما يجري إعداده هناك (ضد إسرائيل)."

وأضاف دي سيجني قائلا إن قرار البابا بمشاركة الفاتيكان بالمؤتمر كان "آخر خطوة حمقاء طائشة" في علاقاته مع اليهود، والتي شابها توتر شديد في وقت سابق من العام الحالي بسبب قرار البابا برفع قرار العزل أو الحرمان الكنسي عن أحد القساوسة الذين أنكروا وجود المحرقة.

أما شيمون صاموئيلز، مدير المكتب الأوروبي لمركز سايمون وايزينسال، فقال إن الفاتيكان "يضع ختم الموافقة على حملة الكراهية ضد إسرائيل."

وأضاف صاموئيلز قائلا: "إن هذا ليس بالموقف الذي يمكن حصره وتطويقه، إذ ليس بإمكان الجمع بين الأمرين والسير باتجاهين متناقضين (أي مناصرة إسرائيل وإقرار اتهامها بالعنصرية). إن الفاتيكان هو صوت قوي، وكان من شأن مقاطعته للمؤتمر أن تترك أثرا قويا وحاسما."

كما عبَّر تجمُّع الأمريكيين الناجين من المحرقة (الهولوكوست) والمتحدرين منهم عن "الصدمة العميقة" من أن الفاتيكان لم ينضم إلى المقاطعين للمؤتمر.

وقال إيلان شتينبيرغ، نائب رئيس التجمع: "لأن المؤتمر يسلط الضوء على مشاركة الرئيس الإيراني السيء الصيت، والذي ينكر وجود المحرقة، فكان هنالك ثمة التزام خاص على الفاتيكان بالنأي بنفسه عن المشاركة بالمؤتمر."

وقال أبراهام فوكسمان، المدير الوطني لعصبة مناهضة التشهير، ومقرها الولايات المتحدة، فقال إنه كان يتعين على الفاتيكان مقاطعة المحادثات (أي مؤتمر ديربان 2)، وذلك بعد علمه بأن أحمدي نجاد سوف يحضره."

وأضاف فوكسمان قائلا: "لم يكن لزاما من الناحية الأخلاقية على الفاتيكان أن يكون حاضرا في مهرجان الكره هذا."

من جانبه، دافع الأب فريدريكو لومباردي، كبير المتحدثين باسم الفاتيكان، عن حضور الفاتيكان للمؤتمر المذكور وقال إن نص البيان الذي سيصدر عنه أصبح الآن "مقبولا" لأنه تم حذف الأجزاء التي تم الاعتراض عليها.

وقد سارع الفاتيكان إلى إدانة تصريحات أحمدي نجاد، إذ جاء على لسان لومباردي قوله: "من الطبيعي أن كلمات وخطبا كتلك التي ألقاها الرئيس الإيراني لا تسير في الاتجاه الصحيح، لأنه، حتى وإن لم ينكر الهولوكوست أو حق إسرائيل بالوجود، فقد جاءت تعابيره متطرفة وغير مقبولة."

واستنكر البابا بنديكتوس السادس عشر مقاطعة عدد من الدول الغربية، وقال إن المؤتمر يتيح الفرصة لمحاربة التمييز والتعصب، وحث جميع الأطراف إلى العمل معا بروح الحوار.

مظاهر احتجاج جماعي خلال كلمة الرئيس الإيراني

في سياق متصل تعرضت كلمة الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد للمقاطعة أكثر من مرة، فيما وصفه أحد المحتجين بأنه "عنصري"، إلا أن نجاد تابع كلمته مبتسماً.

فمنذ أن اعتلى نجاد المنصة لكلمته وبدأ بإلقاء كلمته، حتى خرج متظاهر من بين الصفوف، وأخذ يصرخ باللغة الإنجليزي "أنت عنصري"، وفيما كان رجال الأمن يخرجون المتظاهر، قال نجاد "أسامح هذا التصرف الذي ينم عن جهل." بحسب رويترز.

وعندما بدأ أحمدي نجاد كلمته حاول شخصان يرتديان شعرا مستعارا ملونا إشاعة الاضطراب والفوضى في الجلسة، إلا أن الرئيس الإيراني تجاهلهم واستمر في إلقاء كلمته. وقد تكفل الحراس بإخراجهما من القاعة.

وبعد ذلك بقليل، سمعت أصوات صراخ داخل القاعة احتجاجاً على الرئيس الإيراني، لكنه تابع كلمته مبتسماً، فيما واصل مهاجمة الإدارة الأمريكية السابقة لحربيها في أفغانستان والعراق.

وطالب نجاد في كلمته بضرورة إعادة بناء المنظامات الدولية الحالية وأساليب عملها.

واشنطن تمارس التفرقة العنصرية وبان كي مون يبدي خيبة امله

كما أعرب "مؤتمر السود" في الكونغرس - منظمة تمثل الأعضاء الأمريكيين من أصل أفريقي بالكونغرس، عن "انزعاجه البالغ" من قرار أول رئيس أمريكي أسود، وأنه لا يتسق مع سياسات إدارته. بحسب(CNN).

وقالت المنظمة في بيان: "لو أرسلت الولايات المتحدة وفداً رفيعاً يعكس ثراء وتنوع بلادنا العرقي، لكانت قد بعثت برسالة قوية العالم مفادها نحن مستعدون لأن نكون قدوة."

وتابعت: "على النقيض اختارت مقاطعة المؤتمر، في قرار لن يحول دون الارتقاء في جهود مكافحة التفرقة العنصرية والتعصب فحسب يؤدي لانتكاسها."

وقال اوباما في مؤتمر صحافي عقب قمة الاميركيتين التي عقدت في ترينيداد وتوباغو، ان ادراج بعض العبارات في البيان "يعتبر في معظم الاحيان نفاقا مطلقا وهو غير مجد" ولا تقبل به واشنطن.

من جهته استنكر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في بيان استخدام منصة المؤتمر لتوجيه الاتهام، والفرقة، بل وحتى للتحريض. مضيفا أن ذلك هو على العكس مما يسعى هذا المؤتمر لتحقيقه، كما يصعب من العمل على بناء حلول بناءة لمشكلة العنصرية.

وقال كي مون إنه من المؤسف جدا ألا تجد مناشدته للتطلع إلى مستقبل من الوحدة آذانا صاغية من قبل الرئيس الإيراني، وأكد على الحاجة إلى التطلع إلى المستقبل، وليس إلى ماضي الإنقسام.

فيما ابدى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون "خيبة امله الكبيرة" لهذه المقاطعة.

وافتتح بان كي مون المؤتمر في جو من التوتر خشية حصول تجاوزات كلامية "مناهضة للسامية" ولا سيما في الخطاب الذي سيلقيه الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بعد الظهر.

وقال بان كي مون "اشعر بخيبة امل كبيرة (..) ان بعض الدول التي يجدر بها المساعدة على شق طريق الى مستقبل افضل غائبة"، مبديا اسفه لاستمرار "العنصرية حتى الان".

وتابع "خارج هذه الجدران، لقد تعارضت مجموعات مصالح من انتماءات سياسية وعقائدية عديدة في اجواء من الحدة. يجدر بها ايضا ان تكون معنا وان تتكلم".

ودعا بان الى ادراج المؤتمر الذي يعقب مؤتمرا اول جرى عام 2001 في دوربان بجنوب افريقيا وسادته البلبلة والجدل، تحت شعار "عهد جديد من التعددية"، مرجحا ان يتسم "بقدر اقل من المواجهة والمزيد من الحوار، بقدر اقل من الايديولوجيا والمزيد من التفاهم".

وحذر من ان "لا مجتمع محصنا ضد العنصرية، أكان غنيا ام فقيرا".

وندد بان في بيان صدر قبل المؤتمر ب"انكار المحرقة وبالذين يقللون من حجمها".

والتقى بان كي مون الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد على هامش المؤتمر، كما اعلنت المتحدثة باسم المنظمة الدولية ماري اوزيه. بحسب فرانس برس.

واستدعت اسرائيل سفيرها في برن للتشاور بعد لقاء بين الرئيس السويسري هانس رودولف ميرتس والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد على هامش مؤتمر "دوربان 2"، كما افادت مصادر اسرائيلية رسمية.

وهاجم رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو دعوة احمدي نجاد للمشاركة في المؤتمر واصفا الرئيس الايراني بانه "عنصري".

والى المخاوف المرتبطة بموقف احمدي نجاد، كانت معظم الدول الغربية لا تزال متوقفة عند مسودة البيان الختامي للمؤتمر التي وضعها الدبلوماسيون في جنيف والتي كانت على ما يبدو موضع إجماع، وهي تفيد عن مخاوف بشأن الانتهاكات لحرية التعبير.

وحذفت من الوثيقة التي صادقت عليها لجنة التحضير للمؤتمر اي إشارة الى إسرائيل والإساءة الى الأديان، وهما "خطان أحمران" بالنسبة للغربيين، كما تم الإبقاء نزولا عند طلبهم على فقرة حول ذكرى محرقة اليهود، خلافا لما طلبته ايران.

وأعربت نافي بيلاي المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة عن "امتنانها لوفد فلسطين ولمنظمة المؤتمر الاسلامي للمرونة التي ابديانها".

وقالت بيلاي التي تمثل الامانة العامة الى المؤتمر "آمل ان تنضم الدول الأعضاء الغائبة للأسف الشديد اليوم، رغم كل شيء الى الجهود الرامية الى إرساء التغيير في حياة ضحايا العنصرية". بحسب رويترز.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة ان العنصرية التي تتضمن معاداة السامية والاسلام فوبيا يجب التصدي لها. وكان بان كي مون قد ندد بـ "انكار المحرقة" قبيل افتتاح أعمال المؤتمر.

وهددت فرنسا بانسحاب الدول الأوروبية من مؤتمر الأمم المتحدة حول العنصرية إذا أطلق الرئيس الإيراني "اتهامات معادية للسامية".

وأعلنت العديد من الدول مقاطعتها للمؤتمر وهي الولايات المتحدة وأستراليا وألمانيا وهولندا وايطاليا واسرائيل ونيوزيلاندا وكندا.

واستنكرت مفوضة الامم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي مقاطعة المؤتمر، واعربت عن شعورها بالصدمة والقلق وقالت ان مجموعة من الدول تقاطع المؤتمر بسبب بند او بندين مدرجين على جدول أعمال المؤتمر على حساب العديد من القضايا الأكثر أهمية.

وأضافت بيلامي "ان المؤتمر سيتناول معاناة العديد من المجموعات والفئات من العنصرية وأشكال عديدة من التعصب بشكل يومي".

وكان البيان الختامي لمؤتمر "ديربان 2001" قد وصف الصهيونية بالعنصرية. وساد اليوم الختامي اتهامات بالعنصرية واتهامات مضادة بالعداء للسامية وانتهى بانسحاب الوفدين الأمريكي والإسرائيلي.

"الصهيونية والعنصرية"

وكانت قد جرت مفاوضات من وراء الستار خلال الأسابيع الأخيرة من أجل تعديل صيغة البيان الختامي المقترح حتى يصبح مقبولا من كافة الدول.

وأكد وزير الخارجية الهولندي ماكسيم فيرهاجن أنه لا يجب "استغلال مؤتمر مهم مثل مؤتمر مناهضة العنصرية لتحقيق أغراض سياسية والهجوم على الغرب".

وأضاف أن بعض الدول تعتزم استخدام المؤتمر لوضع الدين فوق حقوق الإنسان، وحرية التعبير.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 24/نيسان/2009 - 28/ربيع الثاني/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م