ذُبِحَ البدرُ ولم تبكِ السماءْ
وامتطى الفجرُ طيورَ الاستياءْ
قد قَسَمنا قمحنا سبعَ سنابلْ
فاقتطعنا بعناءٍ سنبلة
بينما الباقي اقتناه الغرباءْ!
---
الخفافيش استباحت بجعة الحُلْم وذا الظلمُ استحمّ..
يدرع الفكر غدواً ورواحا.. واجتياحا
طعنوا البحر ومارَ السِّيفُ من نزع الألم
صائحاً: كلا... نعم!!
وهنا الزورق لاوي الظهر لا.. لا يتكلم!
وعُقاب العرش في الليل وسقْ
واتسقْ
ما انحنى يوماً لكوخ اليتمِ إلا وبصقْ
يا لدمعِ الفقراءْ!
ما سُقوا شربةَ دفئٍ تحت أسياط الشتاءْ
غير كوبٍ من عصير البؤسِ من جرح العراءْ
كل شيء قد خرسْ
لا أذانٌ.. لا جرسْ
ما عدا حنجرة مبحوحة القدرةِ تتلو الرفضَ
تدعو للضياءْ
من عمود الكهرباءْ
---
قتلوا الشمس فساحت بدمِ
زهقت في ريعان الانبلاجْ
فَهَوَتْ ساجدة في عرصة البحر تصلي للسراجْ
وغدا النورسُ مشنوقاً بحبل الصارية
والمصابيح تضوّي في احتجاجْ
وعجوز القرية النحلاءُ ترنو للعمودْ
فهنا تلتهمُ الأنفاسَ تستجمع أسمالَ العهودْ
وتغنيها صمودْ
لليالي البيض من فرط السواد!
وعمودُ الكهرباء..
غالبَ النومَ ليُهدي صبيةَ القرية قرصاً من ضياءْ
علها ترشد بيتَ الكبرياءْ
---
حاولوا فقأ عيونه
وهو يسمو
حاولوا خَنْقَ جفونه
دون أن يسهو ويغفو
شاهق كالغيم.. كالنجم.. كصبر العاشقينْ
لا يلينْ
ما درى شيئاً يسمّى الانحناء
آه ما أحلى عمود الكهرباء!
ينصب النور مصائدْ
للخفافيش يطاردْ
يبذر الفجرَ ويسقيه الدلاء
والمصابيح تغني
تعزف الحرية البيضاء من رحْم الخِناقْ
: "هاهو الضيق استضاقْ
فارحلوا عن قمحنا
هذه الأرض لنا
لمْ تعدْ للغرباء"
نفض الكونُ إهابَه
وطوى عرشَ المآسي وعُقابه
طارداً ألف شقاء وشقاء.
---
بِحَياً يفتح عينيه الشفقْ
وعمود الصبح يعلو ثم يعلو
وانفلقْ! |