السلطات الامنية في كربلاء تلاحق رسام كاريكتير رسم شخصية المالكي

عدّها البعض سابقة خطيرة لتكميم الافواه

عدسة وتقرير: محمد حميد الصواف

خاص/النبأ

شبكة النبأ: لم يتوقع رسام الكاركتير المغمور سلمان عبد ان معرضه الاخير سوف يتسبب بضجة غير مسبوقة وموجة احتجاجات تتناهى اصدائها الى مسامع ارفع مسؤولي الحكومة العراقية ووسائل الاعلام المحلية والدولية.

حيث اقدمت السلطات الامنية في مدينة كربلاء على اصدار مذكرة القاء القبض على سلمان ومسؤول الجهة المنظمة للمعرض، قبل ان تحظر العرض وتصادر لوحتين تضمنتا رسوم كاريكتيرية لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ووزير الداخلية جواد البولاني.

فيما تسببت تلك الاجراءات بتفشي حالة من الاستياء العام بين صفوف المواطنين والنخب الثقافية في المدينة.

وسلمان عبد ذو السبعين خريفا خرج على المألوف عندما قرر اقامة عرض لوحاته الكاريكتيرية الساخرة في احد شوارع مدينة كربلاء القديمة، في ظاهرة غير مسبوقة توافق الذكرى السنوية لتغيير النظام في التاسع من نيسان.

حيث يقول سلمان عبد في حوار خاص مع (شبكة النبأ): "اردت من عرض لوحاتي في الشارع مواجهة الجمهور الذي لا يزال اغلبه بعيدا عن متابعة الشؤون الفنية والثقافية، نظرا لكون مثل هذه الاعمال دائما ما تحتكر مشاهدتها او الاطلاع عليها النخب السياسية او الثقافية، بعد ان تمت محاصرتها خلف الجدران ووسط القاعات والمعارض".

حيث ضم المعرض 14 لوحة عكست اغلبها المعاناة التي تمر بها البلاد، وتلامس في جوهرها هموم المواطن البسيط حسب رأيه.

ونوه سلمان:" العرض حقق نجاحا منقطع النظير، حيث تجمهر الآلاف من الناس امام اللوحات بعد ان نالت استحسانهم، فيما تقاطرت وفود المنظمات والمؤسسات المجتمعية للاطلاع على العرض".

سلمان: كسرتُ هراوة الشرطي وخرجت عن سيطرة مقص الرقيب

ويستذكر سلمان ما جرى معه باستحضاره لايام الديكتاتورية قائلا:" عملت خلال عقد السبعينات من القرن الماضي في العديد من الصحف والمجلات، لكني انزويت بعيدا لمدة 25 عاما، عندما (كشّر النظام عن انيابه) وبدأت ممارساته القمعية تتصاعد تجاه كل من يحاول انتقاده، وما جرى خلال اليومين الماضيين اعادني بالذاكرة الى تلك الاجواء، لكن بعد هذا العمر فانا اصبحت اقل خوفا وحذرا".

ويعلق سلمان :" لقد كسرت هراوة الشرطي، وخرجت عن سلطة مقص الرقيب".

ويسترسل في عرض مجريات ما حدث: " بعد نهاية اليوم الاول للعرض والذي لم اتوقع ان يكون اليوم الاخير وجهت لي السلطات الامنية  طلب استدعاء فوري عند التاسعة مساءا، على يد مفرزة امنية حضرت الى منزلي، وبعد ان اقنعتُ مسؤول المفرزة بانني مجهد وحالتي الصحية غير مستقرة وكان ذلك باديا على ملامح وجهي تعاطف الضابط المسؤول معي وانصرف بعد ان شدد على مثولي امام مدير الشرطة عند الصباح، لكن لم تمر سوى عشرة دقائق واذا باتصال من مديرية الشرطة تطالبني بالحضور فورا او تحمل المسؤولية القانونية عن التأخير، عند ذلك اتصلتُ بمنظم العرض وهو مسؤول الحزب الدستوري الاستاذ فريد العوادي في كربلاء ليبلغني بصدور امر القاء قبض بحقه ايضا، وهو صادر عن الجهات الامنية العليا في بغداد، وشدد على ضرورة الهرب من المنزل والتواري عن الانظار حتى تنفرج الازمة ".

وعن اسباب صدور تلك المذكرة قال سلمان لـ شبكة النبأ:" حسب ما فهمته ان سبب ايقاف العرض وصدور مذكرة الاعتقال بحقي وبحق مدير فرع الحزب الدستوري هو تضمنها لوحة لرئيس الوزراء نوري المالكي اعتُبرت إهانة مباشرة منّي بحقه!".

ولم يتطرق سلمان الى كيفية حل الاشكال الذي حدث مع السلطات الامنية الا انه يصر على مطالبته باعتذار الجهات التي تقف وراء الاحداث واعادة لوحتين تمت مصادرتهما من المعرض.

يذكر ان الكثير من المنظمات والنقابات في المدينة وجهت كتب احتجاج واستياء الى السيد وزير الثقافة ومجلس النواب طالبت من خلاله اعادة الاعتبار الى رسام الكاريكتير وعدم تكرار مثل هذا الاجراءات غير المبررة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 14/نيسان/2009 - 17/ربيع الثاني/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م