الاثنين الأسود: ترهل أمني وخطر نشوب حرب أهلية

40% من الصحوة هم جواسيس متمردون

اعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: ربط مسئولون أمنيون بين تزايد أعمال العنف في الفترة الماضية، وإطلاق معتقلين لدى القوات الأميركية، فيما اعتبر مراقبون وسياسيون أنه وجه آخر للاضطراب السياسي، مشيرين إلى تدهور العلاقات بين القوى السياسية وتعثر مشاريع المصالحة واعتقال بعض قادة الصحوة وعناصرها.

وتشير معلومات أمنية صدرت من عدة جهات مسئولة في العراق إلى اختراق القاعدة لصفوف قوات الصحوة بنسبة كبيرة، الأمر الذي يعيد إلى الأذهان خطر نشوب حرب أهلية مجددا.

وما يجدر ذكره إن التفجيرات الأخيرة زامنت ذكرى السابع من نيسان ابريل وهو ذكرى تأسيس حزب البعث في العراق، إلى جانب وقوعها قبل ثلاث أيام من ذكرى سقوط نظام صدام في التاسع من نيسان. 

سيارات مفخخة وعشرات القتلى والجرحى

وكانت 7 سيارات مفخخة انفجرت يوم الاثنين الماضي في مناطق مختلفة في بغداد خلال 3 ساعات، ما اعتبر أسوأ الاختراقات الأمنية التي شهدتها العاصمة منذ شهور، وأعادت إلى الأذهان أياما سوداً خلال سنوات العنف الأعمى، خصوصاً في 2006 و2007 حين ارتفع العنف إلى أعلى معدلاته. حسب صحيفة الحياة.    

ففي مدينة الصدر (شرق بغداد)، معقل التيار الصدري، قتل 10 أشخاص وأصيب 65 بانفجار سيارة مفخخة في سوق العريبي الشعبية، بعدما رفعت الحواجز الأسمنتية من أمام هذه السوق قبل فترة.

وفي منطقة أم المعالف الشيعية، المخصصة للمواشي (غرب بغداد) انفجرت سيارتان مفخختان أسفرتا عن مقتل 12 شخصاً وإصابة 23 آخرين. وفي الحسينية (شمال بغداد)، قتل 4 أشخاص وأصيب عشرون آخرون بانفجار سيارة مفخخة قرب سوق شعبية.

وفي منطقة العلاوي الشعبية الفقيرة في ناحية الكرخ (غرب دجلة)، قتل 4 أشخاص على الأقل وأصيب 15 بانفجار سيارة. ومعظم القتلى من العمال اليوميين الذين يصطفون على قارعة الطريق في انتظار عمل ما. وفي بغداد الجديدة (شرق)، استهدفت سيارة مفخخة موكب معاون مدير الأمن الداخلي لدى مرورها في منطقة النعيرية، ما أسفر عن مقتل احد مرافقيه وشخص آخر وإصابة ستة.

وجاءت هذه الهجمات الدموية بعد نحو أسبوع من اعتقال القوات العراقية بعض قادة الصحوة وعناصرها للاشتباه بارتكابهم جرائم خطيرة. وتصر الحكومة على أنها لا تعتقل سوى المطلوبين في جرائم بموجب مذكرات قضائية.

وكانت بغداد وبعض المناطق شهدت الشهر المنصرم 4 تفجيرات دامية كان آخرها في 26 آذار (مارس)  إذ قتل 20 شخصا وأصيب 40 بانفجار سيارة مفخخة في شارع رئيسي في منطقة الشعب، (شمال شرقي بغداد).

وقال الناطق باسم وزارة الداخلية عبد الكريم خلف أن الأجهزة الأمنية أعلنت الاستنفار العام في بغداد و «نفذت عمليات تحسباً لتسلل سيارات مفخخة»، وحمّل «معتقلين أفرجت القوات الأميركية عنهم مسؤولية التصعيد الأمني». وأضاف إن وزارته «تعكف على إعادة التدقيق في ملفات المعتقلين».

ويعترف قادة أمنيون بتراخي بعض مفاصل الأمن في بغداد خلال الأسابيع الأخيرة، ما سمح بدخول سيارات مفخخة وإحياء خلايا إرهابية نائمة

تفجيرات بغداد تأتي قبيل ذكرى مناسبتين

رأت صحيفة نيو يورك تايمز New York Times في تقرير لها أن التفجيرات التي حدثت، في بغداد تأتي قبل يوم من ذكرى تأسيس حزب البعث وثلاثة أيام من ذكرى سقوط نظام صدام.

وقالت الصحيفة إن “سلسلة انفجارات بسيارات مفخخة ضربت بغداد وضواحيها فأودت بحياة ما يزيد عن 30 شخصا وجرحت العشرات”، مبينة إن “نمط هذه التفجيرات غير واضح”. حسب أصوات العراق.

وأشارت الصحيفة إلى أن “اعنف تفجير كان بالقرب من سوق عريبي في مدينة الصدر حيث قتل ما يزيد عن عشرين شخصا”، على وفق ما نقلت عن شهود عيان من موقع الحادث.

وتعلق الصحيفة بالقول إن “مسئولين أمريكيين وعراقيين كانوا قد عزوا زيادة الهجمات في الآونة الأخيرة إلى متمردين وميليشيا ومجموعات إجرامية تسعى إلى استغلال الانسحاب التدريجي للقوات الأمريكية من مواقعها”، وذلك قبل “موعد حزيران يونيو الذي قررته الاتفاقية الأمنية بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية”.

وتشير الصحيفة إلى موجة تفجيرات إنها “حدثت قبل ثلاثة أيام من ذكرى سقوط نظام صدام في  التاسع من نيسان ابريل قبل عام 2003، وهو يوم ما زال يثير مشاعر متباينة بنحو واسع بين العراقيين”، حيث “أولئك الذين ما زالوا موالين لحزب بعث صدام يرونه بداية الحرب ضد الاحتلال. كما إن السابع من نيسان ابريل هو ذكرى تأسيس حزب البعث في العراق”.

المالكي: التفجيرات هدية البعث للعراقيين

وتعهد رئيس الوزراء نوري المالكي، بملاحقة منفذي عمليات التفجير التي طالت العاصمة بغداد، واصفا السيارات السبع التي انفجرت وأودت بحياة العشرات بأنها “هدية” حزب البعث للشعب العراقي في ذكرى “مولده المشئوم”.

جاء ذلك في بيان صدر عن مكتب المالكي، بعد ساعات من انفجار سبع سيارات مفخخة في عدد من مناطق العاصمة بغداد، ما تسبب في مقتل أكثر من 30 عراقيا وإصابة العشرات.

وقال المالكي، بحسب البيان، إن من وصفهم بـ”أزلام النظام المقبور”، زرعوا “وبالتعاون مع تنظيم القاعدة الإرهابي، الموت والدمار في مناطق من مدينة بغداد الحبيبة بتفجير سبع سيارات مفخخة أودت بحياة العشرات من المدنيين الأبرياء”، مبينا إن “تفجير السيارات السبع، هي هدية حزب البعث المقبور في ذكرى مولده المشئوم للشعب العراقي، وهي تكرار للجرائم التي تحدث في كل عام في هذه المناسبة المشئومة”.

ويصادف يوم السابع من نيسان ابريل، ذكرى تأسيس (حزب البعث العربي الاشتراكي) عام 1947، والذي تمكن من الاستحواذ على السلطة في العراق في شباط عام 1963، ثم فقدها لصالح جناحه العسكري الذي تعاون مع الرئيس العراقي الأسبق عبد السلام عارف، قبل أن يعود للسيطرة على حكم العراق منذ عام 1968 وحتى التاسع من نيسان 2003، حين فقد السلطة نهائيا بعد الحرب التي شنتها الولايات المتحدة لإسقاط نظام حكمه.

وأضاف المالكي، بحسب البيان، إن “هذه التفجيرات الإجرامية”، تكشف عن “مدى دموية وحقد هذا الحزب (البعث) بحق أبناء الشعب العراقي الذي عانى من المآسي والدمار على مدى خمسة وثلاثين عاما من الحكم الدكتاتوري”، مبينا أن “مرتكبي هذه الجرائم البشعة الذين يحاولون إثارة الفتنة الطائفية وإشاعة عدم الاستقرار، لن يفلتوا من قبضة العدالة وسينالون جزاءهم الذي يستحقونه عاجلا أم آجلا”.

وكان رئيس الوزراء نوري المالكي دعا في وقت سابق العراقيين المعارضين للعودة إلى العراق وتفعيل المصالحة الوطنية، شاملا بدعوته الأطراف السياسية كلها، وهو ما فسر حينها على أنها دعوة تشمل حزب البعث ما أثار ردود أفعال مختلفة بين مؤيد ومعارض.

لكن مكتبه عاد وأصدر بيانا أعلن فيه أنه لا يمكن لحزب البعث أن يكون شريكا في العملية السياسية وأن هناك وسائل إعلام نسبت للمالكي كلاما لم يرد في حديثه، مبينا أن الهدف من إصدار الإيضاح هو طمأنة الشعب العراقي وإزالة مخاوفهم وقلقهم. حسب أصوات العراق.

وفي مقابلة مطولة مع قناة "العراقية" الرسمية "لدينا معلومات استخباراتية مؤكدة حول اختراق البعث والقاعدة للصحوات (...) إنهم يعملون من اجل إيجاد صدامات".

وأضاف إن ما كان في "الفضل ليس صحوة بل تنظيم مسلح يتبع حزب البعث. كانت بؤرة أعدها البعث للانقضاض على أكثر من موقع". بحسب فرانس برس.

وقد اندلعت اشتباكات في حي الفضل خلال الأيام القليلة الماضية، وسط بغداد، بعد أن اعتقلت قوة عراقية خاصة قائد صحوة المنطقة عادل المشهداني ومساعده بتهم عدة بينها "القتل والخطف والابتزاز". وقد سلم عناصر الصحوة هناك أسلحتهم.

واعتبر إن ما حدث في الفضل "رسالة لكل الذين يسلكون الطريق الذي سلكته العصابة (...) يعتقدون أنهم يتواصلون ويتصلون بعيدا عن أنظار الدولة والأجهزة الأمنية، كلهم تحت الرصد والمراقبة ويأتي لكل منهم يومه الذي يلقى فيه جزاءه العادل".

وتابع ردا على سؤال "إن المسالة ليست سنية أو شيعية إنما مسالة تنظيم حزبي يضم سنة وشيعة (...) لقد قلت مرارا إن تهمة الطائفية لم تعد تجدي نفعا".

وأكد رئيس الحكومة أن "الصحوات هم أبناء العراق ولن نتخلى عنهم أو عن رواتبهم ونعتز بمساهمتهم وسينضم عشرون بالمائة منهم إلى قوات الشرطة والجيش"، موضحا انه "لم يعد هناك صحوات فهذا المفهوم انتهى (...) لقد تحولوا إلى مؤسسات الدولة".

وكان مسئول في الصحوات أعلن إن قوات الأمن اعتقلت خلال الأيام الماضية عشرة عناصر من صحوة الدورة، بينهم عدد من القادة، "بتهمة الإرهاب".

40% من الصحوة هم جواسيس متمردون

فيما كشفت مجلة تايم Time الأمريكية في تقرير لها، عن معلومات تشير إلى اختراق القاعدة لصفوف قوات الصحوة بنسبة “كبيرة”، فيما حذر الشيخ حميد الهايس من وقوع “حرب أهلية”.

ونقلت المجلة عن الشيخ حميد الهايس، الذي وصفته بأحد الأعضاء المؤسسين لصحوة الانبار، قوله “متأسفا” إن “الصحوة قد اخترقت من قبل القاعدة”، وإن هناك “حربا أهلية قادمة”.

وعلقت المجلة بالقول إذا حدث ذلك، فمن المرجح أن يكون ذلك بين السنة. لأن “السنية في العراق في انشقاق متزايد بين أولئك الذين مثل الشيخ حميد الهايس، الذي تحالف الآن مع الحكومة المركزية، والسنة الذين يناهضونها”. حسب أصوات العراق.

وأوضحت المجلة أن “بعض السنة ما زالت مواقفهم ضد الحكومة بنحو شديد حتى أنهم إما عادوا إلى صفوف المتمردين أو تعاطفوا مع الذين تمردوا”.

وفي الشهور الأخيرة، كما نقلت التايم عن مصدر وصفته برفيع المستوى قريب من التمرد، قوله إن القاعدة والجماعات المرتبطة بها أعادت تجميع نفسها، وراجعت أهدافها وتكتيكاتها؛ وجندت أعضاء من حركة الصحوة المدعومة من جانب الأمريكيين، وزرعتهم كعملاء نائمين بين صفوف دوريات الأحياء الذين هم في غالبيتهم من السنة. ويصل عددهم حوالي 94.000 شخص في عموم العراق.

وقال المصدر للتايم إن “العديد من عناصر الصحوة عادوا [إلى القاعدة] بعد الحصول على عفو [من الحكومة]، لكنهم ما زالوا في صفوف الصحوة، مضيفا “إنهم يرتدون الزي الحكومي، لكنهم يزرعون المتفجرات والقنابل اللاصقة. الصحوة هي اكبر وسط للتجنيد بالنسبة للقاعدة.

وكشف المصدر للمجلة عن أن “حوالي 40% من الصحوة هم جواسيس متمردون.

لكن مصدرا رفيع المستوى في وزارة الداخلية العراقية طلب عدم الكشف عن هويته، حسب ما تذكرت المجلة، لم ينكر المعلومات عن هذا الاختراق؛ بيد أنه قال إن “عدد الجواسيس بنسبة حوالي 20%”، وإن “مكاتب الاستخبارات تراجع الآن ملفات عناصر الصحوة”.

أما عبد الكريم السامرائي، نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان والقيادي في جبهة التوافق، فقال إن “عناصر القاعدة تمثل نسبة قليلة من الصحوة لكن ينبغي التخلص منهم”.

وأوضح السامرائي أن “وزارة الداخلية طردت 62.000 من منتسبيها لوجود اتهامات قانونية ضدهم”، و “الشيء نفسه يمكن تطبيقه على الصحوة”.

وأشارت المجلة إلى إنها اتصلت مرارا بالجيش الأمريكي من اجل التعليق على هذه المعلومات إلا أنها لم تتلق ردا، لكنها علقت بالقول إن هذا التهديد الأمني الجديد يأتي في وقت يستعد فيه الجيش الأمريكي لسحب قواته من المدن العراقية بحلول حزيران يونيو المقبل، تمهيدا لانسحاب كامل بنهاية العام 2011.

وأضافت التايم أنه “بأي حال من الأحوال فان أعداد القوات الأمريكية ومواقعها هي عوامل ثانوية. فهذا مشكل عراقي، وهو احد إفرازات التناحرات السياسية والشكوك بين مراكز السلطة المتنافسة في البلد” وهو ما جعل “من السهل سحب بعض عناصر الصحوة الى تمرد عنيد أفاد من تصاعد الاستياء لدى العديد من أبناء المجتمع السني”.

وبينت المجلة أن هناك تقارير متضاربة عن عدد عناصر الصحوة الذين جندوا في قوات الأمن العراقية. ونقلت عن المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء عبد الكريم خلف قوله إن 13.000 من عناصر الصحوة حصلوا على تدريبات وعينوا في وحدات شرطة محلية.

فيما قال الميجر جنرال مايك فيريتر نائب قائد العمليات في القوات المتعددة الجنسيات إن الشرطة أخذت منهم 5.000 عنصر والجيش 500 عنصر. إلا أن المجلة اعتبرت أن تجميد التجنيد في صفوف قوات الأمن العراقيةـ بسبب إرباكات الميزانية المرتبطة بالانخفاض الكبير لأسعار النفط، الذي يشكل حوالي 90% من عائدات الحكومة العراقية ـ قد زاد من تقليل الاحتمال بالتوصل إلى تحقيق نسبة ضم 20% منهم في الوقت القريب.

ونقلت المجلة عن مصدر في التمرد قوله إن “التحالف والحكومة العراقية قالوا للناس إن المتمردين هم سبب فقرهم. لكن عندما أصبح الناس صحوة، لم يقلّ الفقر”، وأضاف “لقد تأكدوا إن فقرهم سببه الأمريكيين والحكومة. وهذا ما يحدث في غرب بغداد.

وزير الدفاع الأمريكي :القاعدة في النزع الأخير

من جهته قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس إن تنظيم القاعدة في العراق يبدو انه يبذل محاولة "في النزع الأخير" لإثارة العنف الطائفي في بغداد لكنه لا يبدو انه يحقق نجاحا.

وأدلى جيتس بتعليقاته في اليوم التالي لانفجار سبع سيارات ملغمة في أنحاء مختلفة من العاصمة العراقية مما أدى إلي مقتل 37 شخصا وإصابة عشرات آخرين في ما وصفه مسئولون أمريكيون وعراقيون بأنها ضربة منسقة من متشددي القاعدة.

وقال جيتس في مقابلة على شاشات شبكة التلفزيون العامة الأمريكية "ما نراه هو ان القاعدة تقوم بمحاولة في النزع الأخير من خلال هذه الهجمات لنقض التقدم الذي تحقق." حسب رويترز.

والتفجيرات التي وقعت كانت الأحداث في سلسلة هجمات شنت في محاولة فيما يبدو لإثارة أعمال عنف بين المسلمين من السنة والشيعة.

ويصر مسئولون عسكريون أمريكيون على أن العنف بشكل عام في العراق يبقى عند أدنى مستوياته منذ أن بدأت الحرب في 2003 حتى رغم أحدث الهجمات والتي شنت مع استعداد واشنطن للبدء في خفض قواتها بأعداد كبيرة العام القادم. ويبلغ عدد الجنود الأمريكيين في العراق حاليا 139 ألفا.

وسئل جيتس هل القاعدة تحقق نجاحا في تقليص المكاسب الأمنية فقال "لا. لا أظن هذا.. وفي الواقع فإنني اعتقد أن صمود الناس في بغداد وفي العراق بشكل عام يبعث على الإعجاب."

ووصف جيتس للقاعدة في العراق بأنها "في النزع الأخير" يعيد إلي الأذهان ملاحظة أدلى بها نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني في 2005 عندما قال إن التمرد في العراق "يلفظ أنفاسه الأخيرة".

وحدث تصعيد ضخم للعنف في أعقاب تعليقات تشيني وأرسلت الولايات المتحدة في وقت لاحق 30 ألف جندي إضافي إلى العراق لمحاولة إخماد الإضرابات.

ويقول مسئولون عسكريون أمريكيون أن القاعدة في العراق ضعفت بشكل كبير منذ أن تحولت العشائر السنية إلي تأييد الولايات المتحدة قبل عامين وطردت المسلحين من معقلهم السابق في محافظة الانبار.

الحلي يعزو التوتر الأمني لإطلاق سراح مطلوبين

كما عزا القيادي في حزب الدعوة الإسلامية وليد الحلي، أسباب توتر الوضع الأمني في البلاد، إلى إطلاق الجانب الأمريكي سراح المعتقلين من “المطلوبين والمتورطين”، والهواجس والأوهام التي تنتاب بعض عناصر الصحوة بشأن نوايا حكومية لتصفيتهم.

وقال الحلي إن “عدة أسباب كانت وراء التداعيات الأمنية التي شهدتها البلاد مؤخرا”، مشيرا إلى أن من أهمها “إطلاق القوات الأمريكية سراح عدد من المعتقلين المتورطين بعمليات إجرامية بدعوى أنها لم تحصل على أدلة كافية لإدانة الذين أطلقت سراحهم مؤخراً”.

وبحسب الاتفاق الموقع بين الحكومة العراقية والقوات المتعددة الجنسيات، يتم اطلاق سراح المعتقلين ممن لم تثبت إدانتهم بواقع 50 معتقلاً يومياً.

وأوضح الحلي أن المجاميع المسلحة “استغلت هواجس وأوهام خاطئة تنتاب البعض من أفراد الصحوات من خطة تطبقها الحكومة لتصفيتهم على إثر اعتقال البعض من قادتهم مؤخرا”، منوها إلى أن ذلك الهاجس أو التصور “خلق حالة من التوتر بين صفوفهم برغم وجود مبررات قوية لاعتقال أفراد من هذه القوات”.

وأفاد القيادي في حزب الدعوة الإسلامية وليد الحلي أن من بين الأسباب المهمة الأخرى في خلق التوتر بالبلاد “هو أن دول الجوار لم تتمكن إلى الآن من ضبط حدودها وإغلاقها بوجه الإرهابيين بشكل كامل”.

القوات الأمريكية تفتح النار على مقاتلي الصحوة

قالت القوات الأمريكية إنها فتحت النار على مجموعة من المقاتلين يحتمل ان يكونوا منتمين لإحدى وحدات مجالس الصحوة العربية السنية بعد أيام من نشوب اشتباك مسلح بسبب اعتقال قوات عراقية لأعضاء في وحدة أخرى.

وقد يزيد الحادث من حدة التوترات مع القوات السنية التي يقدر عدد أفرادها بحوالي 90 ألفا والتي حظيت بدعم الجيش الأمريكي لإبعاد العرب السنة في العراق عن الهجمات المسلحة المناهضة للقوات الأمريكية. بحسب رويترز.

وقال الجيش الأمريكي إن طائراته فتحت النيران على أربعة مسلحين شوهدوا وهم يزرعون قنبلة على جانب طريق في ساعة متأخرة في منطقة التاجي بشمال بغداد فقتلت واحدا منهم وأصابت اثنين آخرين.

وأظهرت التحقيقات الأولية أن رجلا واحدا على الأقل من الأربعة كان مسجلا ضمن مقاتلي مجالس الصحوة المدعومين من الولايات المتحدة والذين يطلق عليهم الجيش الأمريكي "أبناء العراق".

وقال الميجر جنرال دانييل بولجر من الجيش الأمريكي في بيان "سيتم التعامل مع الأعمال المعادية. إننا إذا نقدر أشقاءنا من أبناء العراق فان هؤلاء الرجال خانوا أشقاءهم أبناء العراق وخانوا الشعب العراقي وخانونا."

وفي حادث منفصل قال مصدر امني عراقي إن الشرطة العراقية اعتقلت حسام علوان وهو زعيم آخر لإحدى وحدات الصحوة في بلدة المقدادية التي تبعد 80 كيلومترا شمال شرقي بغداد. وامتنع عن الكشف عن التهم التي أدت إلى إلقاء القبض على علوان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 9/نيسان/2009 - 12/ربيع الثاني/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م