ديك تشيني.. قبضة بوش الخفيّة

الكشف عن ملفات سرية وتصفية حسابات جديدة قديمة

 

شبكة النبأ: حذر نائب الرئيس الأمريكي السابق، ديك تشيني، في معرض دفاعه عن قرارات الإدارة السابقة بشأن حرب العراق، ومعاملة المشتبهين بالإرهاب والحملة على الإرهاب، من أن سياسات الرئيس باراك أوباما تزيد مخاطر تعرّض الولايات المتحدة لهجمات إرهابية. لكن اوباما ردّ على انتقادات تشيني لسياساته قائلا إن اسلوب تشيني جلب على الولايات المتحدة الاحتقار بدلاً من الامن.

وفيما يخص سياسة بوش في العراق، أقر تشيني بأن مبالغة الولايات المتحدة في قدرة العراقيين على تولي مسؤوليات بلدهم ورد الفعل الشعبي المتوقع بعد الاطاحة بالدكتاتور السابق صدام حسين ووحشية الاخير وقمعه للشعب العراقي لسنوات طويلة هي سبب الصعوبات التي واجهتها امريكا في العراق.

تشيني: سياسات أوباما ستزيد مخاطر تعرض أمريكا لهجمات إرهابية

وحذر تشيني، في معرض دفاعه عن قرارات الإدارة السابقة بشأن حرب العراق، ومعاملة المشتبهين بالإرهاب والحملة على الإرهاب، من أن سياسات الرئيس، باراك أوباما، تزيد مخاطر تعرّض الولايات المتحدة لهجمات إرهابية.

ودافع تشيني، في مقابلة لبرنامج "حالة الاتحاد" بـCNN، عن تقنيات استجواب قاسية استحدثتها إدارة الرئيس السابق جورج بوش، لاستخلاص اعترافات المشتبهين بالإرهاب، وبرنامج التصنت الإلكتروني، قائلاً إنها "ضرورة مطلقة" للحيلولة دون وقوع هجمات إرهابية على غرار عمليات 11/9 عام 2001.

ونبه إلى أن نقض الإدارة الراهنة لتلك السياسات المناهضة للإرهاب، قد تعرض الأمريكيين للخطر، مضيفاً: "قاد الرئيس أوباما حملة ضدها في كافة أنحاء البلاد، والآن يقوم ببعض الخيارات، وفي اعتقادي، ستزيد من خطر تعرض الشعب الأمريكي لهجوم آخر."

ويقول منتقدو إدارة بوش إن تقنيات الاستجواب "البديلة" ترقى إلى حد التعذيب للمعتقلين في السجون الأمريكية، وأن برنامج التصنت الإلكتروني، دون استصدار مذكرة قضائية، انتهاك لقوانين فيدرالية سنت عقب فضيحة "ووترغيت."

ومنذ توليه الرئاسة في يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن أوباما عن خطط لإغلاق معتقل غوانتانامو العسكري بخليج كوبا ووقف التجارب العسكرية على المشتبهين بالإرهاب المحتجزين هناك، وتطوير "معايير جديدة" لصلاحيات الحكومة حيال اعتقال أشخاص في السجن العسكري.

وعقب نائب الرئيس الأمريكي السابق على تلك القرارات: "بإغلاق غوانتانامو هم يتخلون عن مركز الاهتمام والتركيز الذي يتطلبه، وهو مفهوم التهديد العسكري الضروري واللازم، إذا أردنا بالفعل الدفاع بنجاح عن الأمة ضد المزيد من الهجمات."

وتولت إدارة بوش السلطة في نهاية ازدهار اقتصادي، وغادرت في منتصف ركود عميق، تحول فيها الفائض الاقتصادي عام 2001 إلى عجز تجاري يتجاوز التريليون دولار بنهاية العام الجاري.

وبرر تشيني تصرفات الإدارة السابقة بالتصدي لهجمات 11/9 عام 2001، والتي تمخضت عنها حرب أفغانستان، وكارثة إعصار "كاترينا" في 2005، إلى جانب حرب العراق المكلفة، والتي دخلت عامها السادس.

ودافع بالقول: "كل هذه الأشياء تطلبت إنفاق أموال لم نخطط لإنفاقها، أو لم تكن في الأصل ضمن الموازنة.. تقع أحداث وعلى الإدارة أن تكون قادرة على مواجهتها، وقد قمنا بذلك."

اوباما يرد: اسلوب تشيني لم يجعلنا اكثر امنا

وردّ الرئيس اوباما على انتقادات نائب الرئيس الامريكي السابق ديك تشيني لسياساته بشأن الارهابيين المشتبه بهم قائلا إن اسلوب تشيني جلب على الولايات المتحدة الاحتقار بدلا من الامن.

وقال اوباما في برنامج "60 دقيقة" في قناة سي.بي.اس. إن السياسة الخاصة بالمحتجزين في سجن خليج جوانتانامو العسكري في ظل ادارة الرئيس السابق جورج بوش كان "يتعذر استمرارها".

وقال اوباما وفقا لمقتطفات نشرتها المحطة "كم عدد الارهابيين الذين مثلوا امام العدالة في ظل الفلسفة التي يروج لها نائب الرئيس تشيني... انها لم تجعلنا اكثر امنا. لقد كانت دعاية كبيرة للمشاعر المعادية لامريكا.

غير ان اوباما قال ان القرارات التي توضع على مكتبه هي في الغالب خيار "بين السيء والاسوأ". واصعب قراراته حتى الان هي ارسال 17 الف جندي اضافي الى افغانستان.

البيت الابيض يسخر من تشيني لانتقاده أوباما

وفي نفس السياق أصدرت الادارة الامريكية للرئيس أوباما ردا قويا على الانتقادات التي وجهها نائب الرئيس الامريكي السابق ديك تشيني اذ وصفته بأنه جزء من "مؤامرة جمهورية" مضيفة أن نصائحه الاقتصادية يجب تجاهلها.

واستغل المتحدث باسم البيت الابيض روبرت جيبز مؤتمره الصحفي اليومي للسخرية من تشيني الذي قال في مقابلة مع شبكة (السي.ان.ان) التلفزيونية ان سياسات الرئيس الامريكي باراك أوباما المتعلقة بالمشتبه في تورطهم في الارهاب ستجعل الولايات المتحدة أكثر عرضة لهجمات.

وقال جيبز بنبرة ساخرة "أعتقد أن راش ليمبو كان مشغولا ومن ثم لجأوا لثاني أشهر عضو في المؤامرة الجمهورية" في اشارة الى البرنامج الحواري الاذاعي الذي يقدمه راش ليمبو الذي يصوره الديمقراطيون على أنه الزعيم الجديد للجمهوريين.

وكان أوباما فور توليه الرئاسة في 20 يناير كانون الثاني بدأ في الغاء بعض أكثر سياسات الامن القومي المثيرة للانقسام للرئيس الامريكي الجمهوري السابق جورج بوش

وأمر أوباما باغلاق خلال عام سجن جوانتانامو العسكري في كوبا الذي يواجه ادانة دولية وانهاء أساليب التحقيق القاسية ضد المشتبه في تورطهم في الارهاب المحتجزين هناك.

وقال جيبز دفاعا عن قرارات أوباما "أوضح الرئيس تماما أن ضمان سلامة وأمن الشعب الامريكي هي أبرز مهمة يومية له."

تشيني ترأس جناح اغتيالات لتصفية أهداف خاصة

وجاء في تقرير مثير، ان إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، أسست وحدة عمليات خاصة سرية، بإشراف نائب الرئيس السابق، ديك تشيني، لملاحقة وتصفية أهداف ذات قيمة عالية في عشرات الدول، دون علم أو إشراف الكونغرس، وفق مراسل مجلة "نيويوركر"، سيمور هيرش. وسارع العديد من أعضاء الإدارة السابقة بتفنيد تصريحات هيرش، التي أدلى بها في مقابلة مع CNN.

وخولت إدارة بوش الوحدة السرية، وتدعى "قيادة العمليات المشتركة الخاصة" تحت إشراف تشيني المباشر، تفويضاً مباشراً لتصفية أفراد استناداً على معلومات استخباراتية أمريكية، على حد زعم هيرش.

وأضاف: " الفكرة هي أن تتحرك الفرقة دون قيود تقديم تقارير للكونغرس، الذي علم القليل عن هذه المجموعة، ودون جلسات استماع، حتى السرية منها، تتجول بتفويض من الرئيس للتوجه لدولة دون إعلام رئيس جهاز الاستخبارات الأمريكية (CIA) أو السفير."

وكان الصحفي قد كشف عن هذه "الوحدة" خلال كلمة أمام جامعة مينسوتا في العاشر من الشهر الجاري مستخدماً تعبير "جناح اغتيالات"، وأبدى أسفه خلال المقابلة مع الشبكة قائلاً: "أتمنى لو استخدمت تعبيراً أكثر حذراً، فالأول تعبير مشحون.. إلا أنه في نهاية المطاف يحمل ذات المعنى."

وأضاف: إدارة بوش فوضت قوات في مواقع الحدث استناداً على معلومات استخباراتية اعتقدوا أنها سليمة، ويمكني القول بإن هذا لم يكن واقع الحال دائماً.. فبعضها اتخذ بُعداً دموياً للغاية، أحياناً"، وفق هيرش.

وحول عمل تلك الوحدة، قال هيرش خلال كلمته في مينسوتا: "كانت تذهب إلى دول وتقتفى أثر من هم على اللائحة وتغتالهم وتغادر.. هذا ما كان يحدث وباسمنا جميعاً. ولم يكشف الصحفي عن المصادر التي استقى منها معلوماته.

وفي المقابل، دفع مساعد تشيني، جون هاناه، وفي حديث لـCNN، تلك الاتهامات قائلاً: ليست حقيقة.. وأعتقد بأن هيرش ابتعد قليلاً عن المزاعم الأصلية التي أدلها مسبقاً وأشار فيها إلى المجموعة كـ"جناح اغتيالات."

وقال هاناه إن للجيش الأمريكي، في مناطق حرب كالعراق وأفغانستان وباكستان، تفويضاً "بملاحقة واعتقال وقتل الأعداء، ويشمل ذلك قياداتهم"، إلا أنه نفى علمه بالإجراءات المتخذة في هذا الشأن.

ومن جانبه دحض الناطق باسم "قيادة العمليات الخاصة" تقرير هيرش، بالإشارة إلى أن الوحدة العسكرية تعمل تحت ضوابط عسكرية وقانون الحرب وقانون النزاعات المسلحة.ونفى الناطق العسكري تفويض نائب الرئيس سلطة قيادة-و-سيطرة على الجيش الأمريكي.

ويذكر أن الولايات المتحدة حظرت اغتيال القيادات السياسية منذ عام 1976، إلا أن السياسة الأمريكية تختلف فيما يتعلق والعناصر المشتبه بالإرهاب، ويغلف الغموض كذلك سياستها تجاه زعيم تنظيم القاعدة، أسامه بن لادن.

ويشار إلى أن زعيم تنظيم القاعدة جناح العراق، أبو مصعب الزرقاوي، هو أعلى قيادي إرهابي تمكنت القوات الأمريكية من تصفيته، حتى اللحظة.

وقالت فرانسيس تاونسند، مساعدة لتشيني، إن لائحة الأهداف الإرهابية المجازة - من يمكن اغتيالهم دون محاكمة - لا تتعدى المائة، وتقتصر على "من ساعدوا في هجمات أو خططوا لقتل أو تدمير الأمريكيين أو المصالح الأمريكية حول العالم."وذكرت أن للجيش الأمريكي والاستخبارات صلاحيات اعتقالهم وقتلهم حيثما يتم العثور عليهم. وكشفت أن لائحة تلك الأهداف يوقع عليها الرئيس، وهي خلاصة جهود مشتركة بين عدد من الأجهزة: منها الجيش والاستخبارات، والقوى الأمنية ووزارة العدل.

تشيني يقر بالمبالغة في القدرات العراقية ويعتبر وحشية صدام سببا للمشكلات الراهنة 

وفي معرض الدفاع عن السياسات الامريكية في العراق أقرّ تشيني، بأن مبالغة الولايات المتحدة في قدرة العراقيين على تولي مسؤوليات بلدهم ورد الفعل الشعبي المتوقع بعد الاطاحة بنظام الرئيس السابق صدام حسين ووحشية الاخير وقمعه للشعب العراقي لسنوات طويلة هي سبب الصعوبات التي واجهتها امريكا في العراق.

وقال تشيني في مقابلة مع شبكة (بي بي اس) ان "الصعوبات التي واجهتها ادارة بوش في العراق عقب اسقاطها لنظام الرئيس السابق صدام حسين عام 2003 وعدم تقدير الاشياء هناك بالقدر اللازم شكلت اكبر اخطاء الادارة".

واضاف ان التوقعات الامريكية لرد الفعل الشعبي في العراق لدخول الولايات المتحدة الى البلاد كان "مبالغا فيها" وذلك على الرغم من ما تعرض له الشعب العراقي خلال فترة حكم صدام حسين.

واشار الى ان بلاده بالغت ايضا في قدرة العراقيين على النهوض بسرعة بعد الاطاحة بصدام وتشكيل حكومة جديدة لتولي المسؤوليات الرئيسية عن حكم العراق وبناء الجيش لافتا الى ان هذه الامور استغرقت وقتا اكثر من المتوقع.

وقال تشيني ان "القمع الوحشي الذي قام به نظام صدام حسين لا سيما بعد الانتفاضة الشعبية التي اعقبت حرب تحرير الكويت عام 1991 قضى على الكثير من العراقيين الذين كان من الممكن ان يكونوا قادة مستقبليين للبلاد".

واقر بأنه "بالغ في التقليل من صعوبة نهوض الحكومة العراقية بمسؤولياتها" معتبرا ان "الولايات المتحدة لم تمتلك معلومات جيدة عن الشؤون الداخلية في العراق".

وقال ان "صدام حسين كان متوحشا للغاية وقتل الكثير من الناس وذبح الكثير من الابرياء على نحو احدث اثرا دائما علي المجتمع العراقي فاق التوقعات".

واعتبر تشيني ان عدم تعرض الولايات المتحدة لاي هجوم ارهابي كبير علي اراضيها منذ 11 سبتمبر عام 2001 يعد "اهم انجازات ادارة بوش" على مدار السنوات الثماني الماضية.

وقال ان ادارة بوش تمكنت علي مدار 8 سنوات من "تعطيل ومنع وهزيمة جميع المحاولات التي قامت بها القاعدة لشن هجمات كبيرة ضد الولايات المتحدة بعد 11 سبتمبر" مشيرا الى ان تحقيق ذلك تطلب "قرارات صعبة للغاية من جانب الرئيس بوش وعمل كبير من جانب اجهزة الاستخبارات والجيش".

واضاف انه في اعقاب هجمات سبتمبر "عندما بدأت الادارة في العمل للقبض على اعضاء القاعدة البارزين مثل خالد شيخ محمد او ابو زبيدة كانت قادرة على استجوابهم وجمع المعلومات منهم حول تنظيم القاعدة بشكل عام واسلوب عمله واعضائه وانتماءاتهم وتمويلهم فضلا عن معلومات اخرى حول اي هجمات مستقبلية".

واعتبر تشيني ان تلك المعلومات "سمحت للولايات المتحدة بالقبض على اعضاء اخرين في القاعدة" مشيرا الي ان قائمة المقبوض عليهم بفضل هذه المعلومات كانت "مذهلة للغاية".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 8/نيسان/2009 - 11/ربيع الثاني/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م