
شبكة النبأ: احتفلت مصر واسرائيل
والولايات المتحدة بالذكرى السنوية الثلاثين لمعاهدة السلام المصرية
الاسرائيلية بكلمات تعترف بأن الوعود الكاملة للحدث الكبير في كامب
ديفيد لم تتحقق حتى الآن. وكذلك بحقائق على الارض تؤكد استحالة التعايش
السلمي دون ان يكون هناك حل جذري للصراع العربي الاسرائيلي فيما يخص
القضية الفلسطينية.
وفي مراسم احتفال بالجامعة العبرية بالقدس قال سفراء ان على البلدين
واجب يتمثل في التأكد من تحقيق حكمة ورؤية الرئيس المصري الراحل أنور
السادات والزعيم الاسرائيلي الراحل مناحيم بيجن.
وتم توقيع المعاهدة في السادس والعشرين من مارس اذار عام 1979.
ووصفت وسائل الإعلام الاسرائيلية السنوات التي اعقبت المعاهدة بأنها "سلام
فاتر" نجا من سلسلة من التحديات لكن لا توجد ضمانات بأن يستمر الى
الأبد.
وقال السفير الامريكي لدى اسرائيل جيمس كننجهام انه طوال الأعوام
الثلاثين الماضية حاولت كل ادارة أمريكية البناء على معاهدة السلام
الثنائية وتحقيق تسوية شاملة للصراع العربي الاسرائيلي.
وقال ان الرئيس الامريكي باراك أوباما أوضح "عمليا في اليوم الاول"
انه أيضا سيعطي أولوية للسلام في الشرق الاوسط.
وقال السفير المصري لدى اسرائيل ياسر رضا ان تحقيق سلام دائم بين
اسرائيل وكل جيرانها العرب يقتضي التوصل الى حل عادل للفلسطينيين. بحسب
رويترز.
وقال ان "مأساة الشعب الفلسطيني مصدر دائم لأزمة". وأضاف ان " قوى
اقليمية معينة وجماعات متطرفة تغذيها وتسعى بخبث لانتهاز الفرص لزعزعة
الاستقرار في المنطقة كلها."
وقال رضا ان النشاط الاستيطاني الاسرائيلي في الاراضي المحتلة "لم
يضيق نافذة الفرصة فحسب" للتوصل الى سلام شامل في عام 2009 بل انه يعرض
للخطر حل الدولتين الذي سيؤدي الي قيام دولة فلسطينية بجوار اسرائيل.
ونُقل عن الرئيس المصري حسني مبارك قوله ان الحرب في غزة في شهري
ديسمبر كانون الاول ويناير كانون الثاني كشفت مدى هشاشة عملية السلام
أمام دورات العنف.
بيريز يهنىء مبارك
واعلنت الرئاسة الاسرائيلية ان الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز هنأ
الرئيس المصري حسني مبارك في مناسبة الذكرى الثلاثين لتوقيع معاهدة
كامب ديفيد للسلام بين البلدين.
وقالت الرئاسة في بيان ان "الرئيس بيريز تحدث هاتفيا مع الرئيس
مبارك لتهنئة الشعبين الاسرائيلي والمصري في مناسبة الذكرى الثلاثين
لتوقيع اتفاق السلام بين البلدين".
وعبر الرئيس الاسرائيلي "لمبارك عن تقديره الكبير لعمله في سبيل
سلام ثابت في الشرق الاوسط". وقال له "تقف منذ سنوات عديدة كصخرة لا
تتزحزح في موقفك الراغب بالسلام".
واضاف "ليس هناك من شك بان السنوات الثلاثين الماضية لم تكن ممتازة
لكنها كانت افضل من مواصلة النزاع والحروب في ما بيننا". بحسب فرانس
برس.
وشكر ايضا الرئيس مبارك على تحركه في سبيل الافراج عن الجندي
الاسرائيلي جلعاد شاليط الذي خطف في حزيران/يونيو 2006 عند حدود قطاع
غزة والمعتقل منذ ذلك الحين في القطاع. وتلعب مصر منذ اشهر دور وساطة
بين اسرائيل وحماس للتوصل الى صفقة تبادل الاسرى.
وبخصوص تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة برئاسة الزعيم اليميني
بنيامين نتانياهو المرتقب الاسبوع المقبل، حاول بيريز طمأنة الرئيس
المصري خصوصا ازاء التعيين المرتقب لافيغدور ليبرمان زعيم حزب اسرائيل
بيتنا اليميني المتطرف كوزير للخارجية.
واضاف البيان ان "الرئيس بيريز اكد ان اتفاقات التحالف المبرمة بهدف
تشكيل الحكومة المقبلة، تشمل التزاما بتشجيع التوصل الى اتفاق سلام
اقليمي واحترام اتفاقات السلام الموقعة مع الدول المجاورة لاسرائيل
وكذلك الاتفاقات الدولية الموقعة".
وكان ليبرمان اثار جدلا مع مصر عندما صرح في تشرين الاول/اكتوبر
الماضي حين كان نائبا في المعارضة انه بامكان الرئيس مبارك "الذهاب الى
الجحيم" بسبب رفضه القيام بزيارة رسمية الى اسرائيل. وقد ندد الرئيس
بيريز ورئيس الوزراء المنتهية ولايته ايهود اولمرت بهذه التصريحات
وقدما اعتذاراتهما.
بعد 30 عاما بالقاهرة السفارة الإسرائيلية ما
زالت تشعر بالوحدة
ورغم مرور ثلاثين عاما على اتفاقية السلام فان السفارة الاسرائيلية
في القاهرة تخضع لحراسة مشددة بعد ثلاثة عقود من معاهدة السلام
التاريخية بين مصر واسرائيل حيث ان الكثير من المصريين مستاءون لأن مصر
أول من أبرم اتفاق سلام مع الدولة اليهودية التي يعتبر العرب وجودها
امرا بغيضا وتقضي معاناة الفلسطينيين على اي تعاطف معها.
توجه المصرية رباب حسن (27 عاما) سؤالا غير عادي لخطابها "ابلغه
بمكان عملي واسأله هل هو مرتاح لذلك. لن اغير وظيفتي."
وتقول ضاحكة من مكتبها في قسم الشؤون العامة في السفارة الاسرائيلية
بالقاهرة في طابق مخصص للعاملين المحليين الذين يربو عددهم على 12 شخصا
"لم يعارض احد حتى الآن."
ورغم التفاؤل البادي على صوت حسن فان قصتها تدلل على توترات سياسية
وشخصية تواجه السفارة التي تخضع لحراسة مشددة بعد ثلاثة عقود من معاهدة
السلام التاريخية بين مصر واسرائيل. بحسب رويترز.
ويرى إسرائيليون السفارة كموطيء قدم في الشرق الاوسط المعادي بصفة
عامة او غير المبال على أحسن تقدير. غير ان كثيرا من المصريين مستاءون
لأن مصر أول من أبرم اتفاق سلام مع الدولة اليهودية التي يعتبر العرب
وجودها امرا بغيضا وتقضي معاناة الفلسطينيين على اي تعاطف معها.
لذا فان السفير الاسرائيلي شالوم كوهين -مثل السفراء الثمانية الذين
سبقوه- لا يظهر كثيرا ولا يرجع ذلك فقط لنظام امني غامض تفرضه السفارة
بتعاون وثيق مع السلطات المصرية.
وفي مقابلة في فيلته في ضاحية المعادي التي تحيط بها اسوار مرتفعة
يشكو السفير قائلا "خلال اربع سنوات امضيتها هنا لم تطلب مني الصحف
الادلاء بتصريحات ولم توجه لي دعوة للظهور في التلفزيون."
وتابع "السلام بين إسرائيل ومصر مهم واستراتيجي وله مقومات البقاء
ولكني تعرضت لاحباطات على المستوى الانساني."
وزاد مستوى الحذر بين العاملين في السفارة منذ الحرب الاسرائيلية
على غزة التي اسفرت عن مقتل 1300 فلسطيني واثارت احتجاجات جماعية.
وقمعت مصر المظاهرات.
ورفضت حسن ان تلتقط لها رويترز صورا خشية التعرف عليها ومضايقتها في
الشارع "يقول المصريون .. نحن عرب فاذا كانت اسرائيل تحارب العرب
فلماذا يكون هناك سلام.."
والآن يواجه الدبلوماسيون تبعات تولي حكومة اسرائيلية يمينية السلطة
وتعيين افيجدور ليبرمان وزيرا للخارجية وكان قد طالب في العام الماضي
الرئيس المصري حسنى مبارك بالقيام بزيارات للقدس أو "ليذهب الى الجحيم".
وقال أحمد ماهر وزير الخارجية المصري السابق "اعتقد ان (تعيين
ليبرمان) قد يكون مؤشرا على انهم لا يريدون التوصل لحوار جاد مع مصر."
وبتوقيعها اتفاقية كامب ديفيد مع اسرائيل في عام 1979 استعادت مصر
شبه جزيرة سيناء المحتلة وضمنت الحصول على معونات امريكية مهمة. وليس
هناك احساس يذكر بتوجه نحو تقارب أوسع.
وزار مبارك اسرائيل مرة واحدة منذ توليه السلطة قبل 28 عاما لحضور
جنازة رئيس الوزراء الاسبق اسحق رابين. واحيانا ما تهاجم وسائل الاعلام
إسرائيل. وتقاطع الاتحادات الثقافية الانتاج الاسرائيلي.
وغالبا ما تستجوب الشرطة من يطلبون تأشيرة سفر لاسرائيل.
غير ان كوهين وزملاءه يجمعون على الاشادة بالمواطن المصري العادي
ويشيرون الى أن السائحين الاسرائيليين رغم ندرتهم في الوقت الحالي
يزورون المزارات السياحية في مصر دون خوف حقيقي.
ويقول بني شاروني الملحق المسؤول عن الشؤون السياسية والثقافية الذي
يمضى معظم وقته في تخطي العقبات الرسمية "تميز طبيعة عدم التدخل والدفء
الناس هنا وهو امر ساحر فعلا."
وبعد ان منع عرض الفيلم الرومانسي الاسرائيلي (زيارة الفرقة) في
مهرجان القاهرة السينمائي رتب شاروني عرضا خاصا للفيلم في فندق واستغرق
المشروع بأسره عاما.
ووقعت إسرائيل مع مصر اتفاقين ثنائيين مهمين الاول خاص بصادرات
المنسوجات والثاني خاص بامدادات الغاز الطبيعي. كما تقدم لمصر مستشارين
زراعيين ويقول جاليت بارام ملحق الشؤون الاقتصادية ان القاهرة خفضت هذا
البرنامج للنصف.
وقال بارام "تعللوا بالميزانية ولكن هناك شعورا بانه نوع من
الاحتجاج بشأن غزة."
وتحتل السفارة الاسرائيلية في القاهرة الادوار الثلاثة العليا بمبنى
على النيل وتحيط بها ابراج ادارية وفنادق فخمة. وقال كوهين "حين
انتقلنا هنا قبل 30 عاما كان المبنى جديدا وحديثا ومنيرا."
وتقول سكرتيرة الشؤون الادارية فوزية عبد اللطيف وهي مصرية تعمل في
السفارة منذ عام 1984 ان حجم عملها قل كثيرا وتأمل ان تتحسن الاحوال.
وقالت بالعبرية التي تعلمتها في الجامعة وخلال رحلاتها الى اسرائيل
"اذا كانت الاحوال بين مصر اسرائيل ايجابية ولا توجد ازمة يتأثر الناس
ويأتي الجميع... هناك سلام بيننا وهذا لمصلحتنا."
مركز اكاديمي إسرائيلي بالقاهرة يسعى لرأب
الصدع
بعد مرور ثلاثة عقود من الزمان على توقيع معاهدة للسلام بين مصر
واسرائيل التي لم تعمق التفاهم كثيرا يسعى المركز الاكاديمي الاسرائيلي
بالقاهرة الى تعريف المصريين عن كثب على اللغة والثقافة العبرية.
فعندما يتحدث العربية يحرص جابرييل روزنباوم على مراعاة اللهجات
المصرية المختلفة الغريبة تماما على أسماع الكثير من أقرانه
الاسرائيليين..
ويعتبر روزنباوم هذا الاسلوب مسألة جوهرية لادارة المركز الاكاديمي
الاسرائيلي بالقاهرة حيث يمكن للمصريين ايضا التعرف عن كثب على اللغة
والثقافة العبرية.
يقول روزنباوم الاستاذ بالجامعة العبرية في القدس والحاصل حاليا على
عطلة من عمله بالجامعة والمنتسب ايضا لجامعة كيمبردج "اعتقد ان المشكلة
تكمن في أن الطرفين لا يعرفان بعضهما البعض. بحسب رويترز.
"عندما تبدأ التعرف على مكان ما وعلى الناس وعندما تبدأ في التعرف
على الثقافة تجد ان لا شيء يبعث على الخوف. وهذا ما نفعله هنا في
المركز الاكاديمي."
والاهتمام بدراسة العبرية ليس بالامر الجديد في مصر. فقد اكسب قيام
الدولة اليهودية بعد حرب عام 1948 اللغة العبرية أهمية خاصة لدى
المخابرات المصرية وكذلك المذيعين الذين كانوا أحيانا يوجهون رسائل عبر
الاثير تطالب الاسرائيليين بالاستسلام باستخدام كلمات عبرية غير دارجة
وبطريقة مضحكة.
وفي المركز الاكاديمي كثيرا ما يتم تجنب الحديث عن الصراع التاريخي
أو التوترات الاخيرة بين البلدين بشأن الهجوم الاسرائيلي على غزة
والحكومة الجديدة المتشددة. ويقع المركز في شقة تطل على النيل ويضم
ثلاث غرف للقراءة حيث تعلو الارفف كتب في الثقافة والنقد.
ويقول روزنباوم ان جامعات عديدة في القاهرة وغيرها تدرس العبرية لما
بين 5000 و6000 طالب سنويا.
ومن بين المتخرجين ايمان جمال الدين التي تعمل مرشدة سياحية
للسائحين الاسرائيليين والتي يتناقض حجابها الاسلامي مع طلاقتها في
اللغة العبرية.
تقول ايمان "بدأ الامر برغبة في معرفة المزيد عن الكتب المقدسة وعن
الشعب اليهودي وتطور الامر من هذا المنطلق."
ويقول روزنباوم (61 عاما) ان كثيرا من طلبة العبرية يدرسونها في
اطار منهج دراسي وآخرون يستخدمونها في العمل في المجال الاكاديمي أو في
صناعة السياحة أو الخدمة المدنية.
ويقدم المركز الذي مولته جامعات اسرائيلية نصوصا معاصرة ربما تكون
غير متاحة في الجامعات المصرية. وتقاطع الاتحادات الثقافية في القاهرة
اسرائيل منذ فترة طويلة ويعود ذلك جزئيا احتجاجا على سياساتها تجاه
الفلسطينيين.
ويقول عمرو زكريا وهو مصري بدأ التردد على المركز قبل تخرجه من
الجامعة عام 1989 وانتهى به الامر الى العمل مديرا اداريا للمكان
"لدينا هنا كل شيء يحتاجه الطالب من أجل تعلم العبرية."
ويعترف روزنباوم ان الوضع السياسي اضر بنسبة الاقبال على المحاضرات
التي يلقيها اساتذة وفنانون اسرائيليون زائرون ووضعه هو وزوجته ميشيل.
كما يخضع المركز لحراسة مشددة من جانب الشرطة وهو ما يمكن أن يثني
أشخاصا قدموا للتعرف على المكان بطريقة عابرة.
واردف "لسنا في مهمة دبلوماسية. اننا اكاديميون. لكن ما زلنا نحاول
شرح وجهة النظر الاسرائيلية في اي مجال." |