القلب... يجدد خلاياه والطب يعالجه عندما يتحطم

 

شبكة النبأ: قال علماء انهم اثبتوا أن الجسم البشري يجدد خلايا القلب بمعدل يصل الى حوالي واحد بالمئة سنويا وقد يقلل هذا الاكتشاف يوما الحاجة الى عمليات زراعة القلب، وذكروا ان الدراسة التي استمرت اربع سنوات اجريت على 50 متطوعا ورصدت في اطار زمني اثار نظائر الكاربون المتخلفة عن اختبارات القنابل النووية في الحرب الباردة مما أثار امكانية التحفيز الصناعي لعملية تجدد الخلايا.

الطب يعالج (القلوب المحطَّمة)!

وأجرى باحثون أمريكيون تجارب على سبعين من المرضى يعانون "ظاهرة القلب المحطم"، وهي ظروف صحية ناجمة عن الضغوط التي تسببها متاعب عاطفية ونفسية.

وتبين أن هؤلاء المرضى يتماثلون للشفاء بمجرد تناولهم للأسبرين أو للعقاقير التي توصف عادة للمرضى بالقلب، على الرغم من أن نسبة 20 في المئة كانوا في حال حرجة.

وقال هؤلاء الخبراء في تقرير نشر بالمجلة الأمريكية لطب القلب إن ارتفاعا في هرمون الضغط والقلق قد يكون السبب في "ظاهرة القلب المحطم".

وتعرف هذه الظاهرة علميا باسم تاكوتسوبو كارديوميوباثي، وكان باحثون يابانيون هم أول من اكتشفها في تسعينيات القرن الماضي. بحسب سي ان ان.

وعلى الرغم من أن أعراض الظاهرة تشبه إلى حد ما أعراض الأزمة القلبية من قبيل آلام الصدر وضيق التنفس، فإنها تظل ظاهرة مؤقتة يمكن الشفاء منها تماما إذالا ما عولجت على وجه السرعة.

يُذكر أن العينة التي خضعت للبحث -وهي مكونة من مرضى مستشفيين من بروفيدانس بولاية رود أيلند الأمريكية- عانى أفرادها من أعراض الظاهرة ما بين سنتين 2004 و2008.

القلب البشري يمكن ان يجدد خلاياه

وقال علماء انهم اثبتوا أن الجسم البشري يجدد خلايا القلب بمعدل يصل الى حوالي واحد بالمئة سنويا وقد يقلل هذا الاكتشاف يوما الحاجة الى عمليات زراعة القلب.

وذكروا في دورية (Science) العلمية ان الدراسة التي استمرت اربع سنوات اجريت على 50 متطوعا ورصدت في اطار زمني اثار نظائر الكربون المتخلفة عن اختبارات القنابل النووية في الحرب الباردة مما أثار امكانية التحفيز الصناعي لعملية تجدد الخلايا.

وقال يوناس فريسن من معهد كارولينسكا السويدي في حديث هاتفي "ستكون طريقة للمحاولة ومساعدة القلب ليقدم بعض المساعدة لذاته بدلا من زراعة خلايا جديدة."الاستفادة من ميزة قدرة القلب الذاتية على توليد خلايا جديدة سواء باستخدام مركبات دوائية او اذا امكن بالتمرينات أو اي عامل بيئي اخر."

وخلايا القلب على غير المعتاد تتوقف مبكرا عن التجدد. ويعرف الاطباء ان هناك خلايا مسيطرة في القلب تسمى الخلايا الجذعية ولكن عضلة القلب عادة ما تكون نسيجا متقرحا بعد تعرضها للضرر ولا تستعيد قدرتها الكاملة على التجدد.

وذكر فريسن ان معدل انتاج الخلايا الجديدة يقل مع التقدم في العمر حيث تتجدد خلايا شاب في العشرينات بمعدل يصل الى واحد بالمئة سنويا وينخفض الى نصف بالمئة سنويا في عمر 75 عاما.وأضاف "اذا جددت خلاياك بهذا المعدل فهذا يعني انك.. حتى لو عشت عمرا مديدا.. لن تجدد أكثر من 50 بالمئة من الخلايا."

وقال "في اي وقت قلبك يشبه لوحة من الفسيفساء بها مجموعة من الخلايا تحملها معك منذ الميلاد. الخلايا التي تضاف لاحقا تحل محل خلايا فقدت اثناء الحياة."بحسب فرانس برس.

حبة "خارقة" يمكن ان تخفف من امراض القلب

وافادت دراسة جديدة ان الاشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة بات بامكانهم ان يقللوا الى النصف مخاطر اصابتهم بامراض القلب بفضل "حبة خارقة" تتضمن جرعات خفيفة من الاسبرين وغيرها من الادوية المستخدمة لمعالجة ارتفاع ضغط الدم والكولسترول.

وقال سليم يوسف احد الباحثين الذين اعدوا الدراسة خلال الاجتماع السنوي للمعهد الاميركي لامراض القلب "ستقلل الحبة المركبة على الارجح من مخاطر الاصابة بامراض القلب بنسبة 60% والجلطة ب50%".

واضاف يوسف "لقد اثارت فكرة ان يتمكن الناس من تناول حبة واحدة للتخفيف من العوامل المتعددة المسببة لامراض القلب والشرايين حماسا كبيرا. ويمكن ان تحدث ثورة في مجال الوقاية من امراض القلب".

وراقب اطباء القلب على مدى ثلاثة اشهر تأثير الحبة المركبة على ضغط الدم والكولسترول وضربات القلب وقارنوها بتأثير الادوية التي تتألف منها، سواء اخذت كل على حدة او دفعة واحدة.

وشملت الدراسة 2053 مريضا من مراكز متخصصة في امراض القلب في الهند بين اذار/مارس 2007 واب/اغسطس 2008.

وتتكون الحبة من جرعات خفيفة من ثلاثة ادوية تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم وسيمفاستاتين الذي يخفض الكولسترول المضر والاسبرين المعروف بانه مسيل للدم.

وقال الباحثون "قبل هذه الدراسة، لم تكن هناك معلومات حول ما اذا كان ممكنا دمج خمسة مكونات فاعلة في حبة واحدة".

السود أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب

وأظهرت دراسة نشرت في دورية نيو إنغلاند الطبية أن الأمريكيين من أصول إفريقية يصابون بقصور في عمل القلب أكثر بنحو 20 مرة من نظرائهم البيض.

وبينت الدراسة أن السود في الأعمار بين 30 و 40 عاماً يعانون من أمراض في القلب بنفس النسب التي يعاني منها البيض في الأعمار بين 50 و 60 عاماً.

 وقالت الباحثة الرئيسية في فريق الدراسة الدكتورة كيرشين بيبنز جومينغو لـCNN إن "الأطباء الذين يعملون في تجمعات سكنية للسود يشاهدون معاناة هؤلاء من أمراض القلب أكثر من أولئك الذين يعملون في معالجة البيض، وجاءت هذه الدراسة لتسليط الضوء على هذه النسبة المرتفعة من الإصابة لدى السود."

ولاحظ فريق البحث أن خطر الإصابة بأمراض القلب لدى هؤلاء كان متواجداً لديهم في عمر 20 عاماً مما يعني زيادة احتمالية الإصابة بعد 20 عاماً. بحسب سي ان ان.

والتفسير الأولي لارتفاع نسبة الإصابة بأمراض القلب لدى الأفارقة الأمريكيين هو "الزيادة المرتفعة في ضغط الدم لدى هؤلاء مقارنة بغيرهم من الأمريكيين" وفقاً لما ذكره الدكتور كلايدي يانسي من جمعية القلب الأمريكية.

ويرجع يانسي الزيادة في ضغط الدم لدى السود إلى عوامل وراثية بالإضافة إلى البيئة، كما أن الزيادة في الوزن والمنتشرة بين السود خاصة النساء منهم تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم مما يسبب مشكلة في عمل القلب.

وأكد يانسي وصول نسبة السمنة في بعض مجتمعات الأفارقة الأمريكيين إلى 40 في المائة، كما أضاف عاملاً مؤثراً آخر وهو الإصابة بمرض السكري.

والدراسة استمرت 25 عاماً وقامت بها "مؤسسة مخاطر الشريان التاجي لدى الشباب" تحت رعاية المؤسسة الوطنية للقلب والرئة والدم، و مؤسسة روبرت وود جونسون.

 ورغم ن أن هذا النوع من الأمراض يصيب غالباً كبار السن، إلا أن المشاركين في هذه الدراسة تراوحت أعمارهن بين 30 و 40 عاماً، ويقول يانسي إن "الإصابة بمرض في القلب في عمر الـ30 يعني أن أشياء كثيرة في حياة الشخص ستتغير، فحتى لو توقعنا لذلك الشخص أن يعيش عشر سنوات بعد التشخيص بالإصابة فهذا يعني أنه قد يموت بعمر 40 عاماً."

القلق النفسي يزيد احتمال وفاة مرضى القلب

 في دراسة طبية أجريت على 211 مريضا ممن يحملون جهازا طبيا لمعالجة دقات القلب، أو ما يسمى بمُزيل الرجفان، تبين أن احتمال تعرضهم للوفاة يماثل نحو ضعف احتمال تعرض المرضى الآخرين للوفاة. ولذلك، حذر فريق من العلماء الألمان من جامعة ميونيخ التقنية من تبعات زراعة مُزيل الرجفان. ونبه الباحثون إلى أن المريض الذي يحمل مثل هذا الجهاز والذي يتعرض إلى أزمة قلبية أكثر من مرتين، يتضاعف لديه احتمال الوفاة خلال خمس سنوات فقط. ويعزو العلماء ذلك إلى حالة القلق النفسي التي يُصاب بها المريض.    

 كما يقول العلماء إن حتى المرضى الذين لا يعانون من مشاكل صحية أو أزمات قلبية يصبحون معرضين لخطر الموت بعد زرع جهاز مزيل الرجفان، وذلك جراء الاضطرابات النفسية التي تظهر لدى المريض إثر إجراء العملية الجراحية، والناجمة عن الصدمة التي يتعرض إليها المريض عقب الأزمة القلبية. وعلى الرغم من أن الأطباء الجراحين يحاولون تهدئة روع المرضى وتبديد مخاوفهم، إلا أن العديد ممن تعرضوا لأزمات قلبية من قبل يخشون أن يتعرضوا مرة أخرى لنفس الصدمة، وهو ما يولّد لديهم شعورا بالفزع والقلق، يؤثر بطريقة مباشرة على صحّتهم وعلى سلامة قلوبهم ويزيد في الوقت نفسه من احتمال الإصابة بسكتتات قلبية قد تؤدي إلى الموت.

وتبين للباحثين الألمان أن أعراض الاضطرابات النفسية التي تُصيب المريض عقب إجراء عملية جراحية على قلبه وزرع جهاز مزيل الرجفان تؤدي إلى تضاعف احتمال الوفاة لديهم بمقدار 2.4 مقارنة بغيرهم. وفي هذا الإطار، يقول رئيس فريق العلماء الألمان كارل هاينز لادفيغ إنه قد اُصيب بالدهشة، عندما تبين له أن المرضى، الذين يعانون من اضطرابات نفسية جراء التعرض لأزمات قلبية وزرع جهاز مزيل الرجفان، يزيد لديهم احتمال الوفاة بشكل جوهري. وأشار لادفيغ إلى وجود علاقة مباشرة بين الإصابة بالاضطرابات النفسية بعد الصدمة القلبية وبين تزايد احتمال الموت لدى المريض.

 وفي دراسة طبية نشرت في مجلة "أرشيف طب النفس العام" (أركايفز أوف جنرال سايكياتري)، أشار كارل هاينز لادفيغ إلى  أنه من الواجب إخضاع المرض الذين يحملون جهاز مزيل للرجفان (آي سي دي) للفحص والعلاج النفسي في إطار متابعة ما بعد الجراحة، لكنه يضيف أن هذا الأمر يُهمَل إلى حد كبير. ويرجع لادفيغ هذا الأمر في جانب منه إلى كثير من المرضى أنفسهم، الذين يرفضون رعاية من هذا النوع مفضلين التكيف مع الوضع بأنفسهم. لكن الباحث شدد في الوقت نفسه على ضرورة مساعدتهم ودعا إلى ضرورة إجراء مزيد من البحوث لتقييم السبل السلوكية والبيولوجية التي تنجم عن الاضطرابات النفسية، التي يُصاب بها المريض إثر خضوعه للجراحة على القلب.

 نوع قاتل من الجلطات اكثر شيوعا في الشتاء

ولاحظ أطباء في هونج كونج ان نوعا قاتلا من الجلطات يحدث فيما يبدو بشكل أكثر تكرارا خلال الشهور الاكثر برودة في الشتاء وعندما يرتفع الضغط الجوي.

وفي مقال نشر في دورية "هونج كونج ميديكال جورنال" "Hong Kong Medical Journal" كتب الباحثون ان مثل هذه الجلطات والتي يطلق عليها "السكتة الناجمة عن نزيف تحت العنكبوتية" بلغت أوجها في يناير كانون الثاني.

وقال جورج وانج وهو استاذ مساعد في قسم جراحة الاعصاب بمستشفى أمير ويلز "انه اكثر انواع النزف بالمخ فتكا حيث تبلغ معدل الوفاة بسببه 50 في المئة."وقال وونج ان هؤلاء الذين لا ينجون يموتون عادة في يوم حدوث الجلطة. بحسب دويتشه فيله + وكالات (ش.ع).

ودرس وونج وزملاؤه سجلات 135 مريضا عانوا من هذه الجلطة من اكتوبر تشرين الاول 2002 حتى أكتوبر تشرين الاول 2006 ووجدوا ان معظم الجلطات حدثت في الشتاء.وقال وونج لرويترز "معدل الاصابة مرتفع في الشتاء الذي يرتبط بالتغيرات في الضغط الجوي."

وسيحاول فريق وونج اكتشاف العمليات الفعلية الذي تحدث بفعل التغيرات في الضغط الجوي في مخ الانسان لكنه قال انه ربما يكون له علاقة بالتغير في ضغط الدم.وقال "ان (مثل هذه الجلطة) أكثر شيوعا لدى المرضى بارتفاع ضغط الدم والمدخنين."

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 7/نيسان/2009 - 10/ربيع الثاني/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م