حكومة جديدة متطرفة في إسرائيل شعارها لا للسلام

تراهن على فك العزلة والاتحاد الاوربي يحجم عن رفع التمثيل الدبلوماسي

اعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: يثير تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة برئاسة نتنياهو مخاوف اقليمية ودولية من نشوء توترات جدية وخطيرة بسبب الهيكل اليميني المتطرف لهذه الحكومة، حيث ترفض هذه الحكومة وجود دولة فلسطينية عاصمتها القدس رفضا قاطعا.

حيث تبدو الحكومة التي يهيمن عليها اليمين والاحزاب الدينية الملتزمة بالتوسع في المستوطنات اليهودية على أراض فلسطينية محتلة على طريق تصادم مع واشنطن وحكومات أخرى.

لكن مسؤولين اسرائيليين ودبلوماسيين ومحللين يتكهنون بأن رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو سوف يتخطى العزلة عبر تخفيف حدة موقفه والدخول ببطء في مفاوضات على حل قائم على أساس دولتين وفتح مسار منفصل للسلام مع سوريا الى جانب الايضاح للقوى العالمية أنه هو الذي يتخذ القرارات وليس اليميني المتطرف الذي سيشغل منصب وزير خارجيته.

الحكومة يمكن أن تتخطى العزلة

حيث قلل نتنياهو من احتمالات وقوع خلاف بين اسرائيل من جهة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي من جهة أخرى.

وقال دبلوماسيون انه سيمنحهم على الاقل بعضا مما يريدون بما في ذلك تقليل عدد نقاط التفتيش الاسرائيلية التي تعوق النمو الاقتصادي في الضفة الغربية لمحاولة الا تتفاقم الخلافات بشأن التقدم الضئيل للغاية في محادثات السلام. حسب رويترز.

لكن لا مفر من تفجر أعمال العنف ويمكن أن تؤدي الى أزمة دبلوماسية خاصة بشأن بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة وداخل وحول القدس الشرقية العربية وهي اولوية للكثير من شركاء نتنياهو اليمينيين في الائتلاف.

وقال دبلوماسيون غربيون مطلعون على المشاورات ان ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما تريد من اسرائيل تجميد بناء المستوطنات وتبحث وقف ضمانات القروض الامريكية لمعاقبة الدولة اليهودية ولتظهر لحكومة نتنياهو أن واشنطن جادة بشأن هذه القضية هذه المرة.

الاتحاد الاوروبي بدوره قد يحجم عن رفع مستوى العلاقات مع الدولة اليهودية لمواصلة الضغط على نتنياهو حتى يقبل علنا حلا قائما على دولتين للصراع المستمر منذ زمن بعيد.

لكن راميرو سيبريان-اوزال سفير مفوضية الاتحاد الاوروبي لدى اسرائيل اتبع نهج "لننتظر ونرى."

وقال "نحن في الاتحاد الاوروبي ببساطة نتوقع أن تفي الحكومة الاسرائيلية القادمة بهذا الالتزام بالتفاوض بنية حسنة على اقامة دولة فلسطينية جديدة" مضيفا أن الاتحاد سيحكم على الحكومة بناء على "سياساتها وأدائها" وليس على الشخصيات.

ويقول دبلوماسيون ان وزير الخارجية القادم افيجدور ليبرمان سوف يتحمل عاقبة اي رد فعل عنيف على الساحة العالمية.

وأضافوا أن من المرجح أن يحد بعض الزعماء الاوروبيين والعرب من اتصالاتهم مع الوزير احتجاجا على أسلوب الصقور الذي تحدث به عن المواطنين والجيران العرب للدولة اليهودية.

والانتقاد الدولي ليس جديدا على اسرائيل. لكن الانتقاد ارتفع الى مستوى جديد منذ شن هجوم عسكري على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس وأسفر عن قتل مئات المدنيين في يناير كانون الثاني. وتقول بعض الجماعات ان اسرائيل ارتكبت جرائم حرب.

ويقول شلومو بن عامي الذي كان وزيرا لخارجية اسرائيل في عهد ايهود باراك وزير الدفاع الحالي ورئيس حزب العمل حين انهارت محادثات السلام عام 2001 ان اتفاق نتنياهو لتشكيل ائتلاف مع حزب العمل الذي ينتمي الى يسار الوسط سوف يساعد الحكومة على تخفيف حدة الاستياء الدولي من دور ليبرمان.

وأضاف بن عامي "هذا ليس عزلا تلقائيا سيجري بعد تشكيل الائتلاف... يتوقف الكثير على نوعية التصريحات والسياسات التي ستصدر عن الحكومة الجديدة. لن أندهش اذا تم التوصل الى صيغة تحقق المستحيل."

ويرى محللون أن الالتزام بالتفاوض مع سوريا وتخفيف القيود على السفر في الضفة الغربية في اطار خطة "للسلام الاقتصادي" للفلسطينيين يمكن أن يوفرا لنتنياهو غطاء دبلوماسيا للحد من نطاق محادثات اقامة الدولة مع الرئيس الفلسطيني المدعوم من الغرب محمود عباس.

ويقول جيدي جرينستاين رئيس معهد ريوت الاسرائيلي وهو مؤسسة بحثية ان تركيز نتنياهو على تنمية الاقتصاد الفلسطيني وحكم المؤسسات قد يحظى بالدعم من ادارة اوباما متى تدرك ضالة ما ستكسبه من الضغط لدفع مفاوضات الوضع النهائي بشأن حدود الدولة والقدس واللاجئين الفلسطينيين.

وتساءل جرينستاين "ما جدوى المضي قدما؟" مشيرا الى الانقسامات بين حماس في قطاع غزة وحركة فتح العلمانية التي يتزعمها عباس بالضفة الغربية.

ويقول ناثان براون من معهد كارنيجي للسلام ان السيناريو بالنسبة لاوباما في افضل الاحوال قد يكون أن يقوم نتنياهو "بالمحافظة على القصة الخيالية" لمحادثات السلام. وأضاف "ليس الامر وكأنها (حكومة نتنياهو) سوف تؤدي الى انهيار العملية الدبلوماسية لانه ليست هناك واحدة."

ويرى ديفيد ماكوفسكي خبير شؤون الشرق الاوسط بمعهد واشنطن انه لا ادارة اوباما ولا حكومة نتنياهو القادمة تريد خوض شجار.

لكن ادارة اوباما عبرت بالفعل عن نهج اكثر نشاطا بشأن المستوطنات حيث قامت بارسال دبلوماسيين لفحص موقع محل نزاع قرب القدس حيث يريد اليمينيون الاسرائيليون بناء الاف المنازل لليهود.

وقال براون "لا أرى كارثة محققة لكنني أرى احتمال مواجهة حقيقية."

وصرح دبلوماسيون بأنه في حوارات ليست للنشر أيد بعض مستشاري اوباما القرار الذي اتخذته الحكومة الامريكية في اوائل التسعينات لوقف ضمانات القروض لاسرائيل كنموذج للادارة الحالية في التعامل مع نتنياهو.

ويقول نيكولاس بيلهام من المجموعة الدولية لمعالجة الازمات ان نفوذ ليبرمان كوزير للخارجية سوف يكون محدودا.

وأضاف "الصلات بين اسرائيل والبيت الابيض تقع في نطاق مسؤولية رئيس الوزراء وبالتالي فان قرار ليبرمان تولي وزارة الخارجية سوف يقوي قبضة نتنياهو على السياسة الخارجية حيث ان القوى الاقليمية والدولية على حد سواء لا تعير ليبرمان اهتماما."

وعبر دبلوماسي اوروبي بارز عن رأي مماثل وقال "اذا كنا نريد الحديث عن العمل فاننا نتعامل مع رئيس الوزراء ووزير الدفاع. وزير الخارجية ليس ضمن الدائرة."

بنيامين نتانياهو يتولى مهامه رسميا

وتولى الزعيم اليميني بنيامين نتانياهو مهامه رسميا على رأس الحكومة الاسرائيلية خلال مراسم جرت في مقر رئاسة الدولة في القدس.

وقال نتانياهو في كلمة مقتضبة "سنبدأ العمل في اسرع وقت ممكن لانه لدينا مهمة علينا انجازها".

وجرت هذه المراسم الاولى من نوعها في تاريخ اسرائيل، بحضور الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز والرئيس الجديد للبرلمان ريوفين ريفلين ورئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت واعضاء الحكومتين الجديدة والسابقة.

كما حضر المراسم رئيس الاركان الاسرائيلي غابي اشكينازي وزعيمة المعارضة تسيبي ليفني.

من جهته قال اولمرت الذي بدا عليه التأثر "اريد ان اقول اليوم بصفتي رئيس حكومة انتهت ولايته انني اشعر بالارتياح والفخر".

لكنه اضاف "لم انجح في التوصل الى سلام حقيقي مع جيراننا الفلسطينيين والسوريين"، داعيا الحكومة الى "مواصلة السعي الى السلام لانه ليس هناك طريق آخر لاسرائيل سوى الطريق الذي يؤدي الى السلام".

وفي نهاية المراسم التقطت الصورة الرسمية التقليدية للحكومة الجديدة.

وستجري مراسم مماثلة في الوزارات الرئيسية وخصوصا وزارة الخارجية التي سيتسلمها القومي المتشدد افيغدور ليبرمان خلفا لليفني زعيمة حزب كاديما.

وحصلت حكومة نتانياهو التي يطغى عليها اليمين على ثقة الكنيست (البرلمان) باغلبية 69 صوتا من اصل 120 نائبا. حسب فرانس برس.

وحصلت هذه الحكومة التي يطغى عليها اليمين على الرغم من مشاركة وزراء من حزب العمل بمن فيهم ايهود باراك الذي تولى مجددا حقيبة الدفاع، على ثقة الكنيست (البرلمان) باغلبية 69 صوتا من اصل 120 نائبا.

واثر حصول الحكومة على الثقة ادى الوزراء وعلى رأسهم نتانياهو، اليمين الدستورية. وهذه الحكومة الائتلافية التي تضم ثلاثين وزيرا بمن فيهم نتانياهو زعيم حزب الليكود اليميني، هي اكبر حكومة تشكل في تاريخ اسرائيل.

ويتولى حقيبة الخارجية الاساسية في هذه الحكومة القومي المتطرف افيغدور ليبرمان زعيم حزب "اسرائيل بيتنا" المعروف بمناهضته للعرب.

من جهتها هاجمت زعيمة حزب كاديما (وسط) تسيبي ليفني التي اصبحت زعيمة المعارضة حكومة نتانياهو معتبرة انها "حكومة ضعيفة وزراؤها ونواب وزرائها ليسوا مكلفين باي شىء لكنهم منحوا القابا مضحكة".

ويضم الائتلاف الحكومي الى جانب الليكود (27 مقعدا) اسرائيل بيتنا (15 مقعدا) وحزب العمل (يسار، 13 مقعدا) وحزب شاس الديني لليهود الشرقيين (11 مقعدا) والبيت اليهودي الذي يمثل المستوطنين (ثلاثة مقاعد).

اما حزب اليهودية الموحدة للتوراة الذي ايد خمسة من نوابه الحكومة، فسيوقع اليوم الاربعاء رسميا وثيقة انضمامه الى الائتلاف. وامتنع خمسة من نواب حزب العمل الذي يشغل 13 مقعدا في الكنيست عن التصويت.

نتانياهو يبدي استعداده للتفاوض

وقد ابدى رئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد بنيامين نتانياهو استعداده للتفاوض حول السلام مع الفلسطينيين، لكنه لم يتحدث عن دولة فلسطينية مستقلة، وذلك خلال مثول حكومته امام الكنيست الاسرائيلي لنيل الثقة.

واعتبرت الرئاسة الفلسطينية ان تصريحات نتانياهو حول السلام "بداية غير مشجعة"، خصوصا انه لم يعترف بالدولة الفلسطينية المستقلة.

واورد نتانياهو "اقول لقادة السلطة الفلسطينية: اذا اردتهم السلام فعلا، فيمكن التوصل الى السلام. ان الحكومة برئاستي ستتحرك لبلوغ السلام على ثلاث جبهات: اقتصادية وامنية وسياسية".

واضاف "سنخوض مفاوضات سلام دائمة مع السلطة الفلسطينية بهدف التوصل الى اتفاق نهائي، ولا نريد ان نحكم شعبا اخر. لا نريد التحكم في مصير الفلسطينيين".

واكد نتانياهو انه في اطار "اتفاق نهائي"، سيتمتع الفلسطينيون "بكل الحقوق ليحكموا انفسهم، باستثناء تلك التي من شأنها ان تشكل خطرا على امن دولة اسرائيل ووجودها". وامتنع عن الاشارة الى دولة فلسطينية مستقلة.

وتلا نتانياهو برنامج حكومته الذي لم يتضمن اي اشارة الى دولة فلسطينية واكتفى بالقول انه "يلتزم احراز تقدم في عملية السلام مع جيراننا". حسب فرانس برس.

لكنه اشترط ان يتولى الفلسطينيون بانفسهم مكافحة الارهاب. وقال "ليكون ثمة سلام، على الشريك الفلسطيني ان يكافح الارهاب بدوره. عليه ان يربي اطفاله على السلام ويعد شعبه للاعتراف باسرائيل كدولة للشعب اليهودي".

وتابع نتانياهو "سندعم الاجهزة الامنية الفلسطينية التي تكافح الارهاب"، مؤكدا ان حكومته "مصممة على كبح الارهاب مهما كان مصدره ومكافحته حتى النهاية".

وعلق الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة ان "هذه العبارات بداية غير مشجعة مع هذه الحكومة".

واضاف ان "المطلوب من الادارة الاميركية ان تضغط على حكومة نتانياهو للالتزام باسس عملية السلام وهي الارض مقابل السلام ونعني بالارض استعادة جميع الاراضي الفلسطينية التي احتلتها اسرائيل في الرابع من حزيران/يونيو 1967 بما فيها القدس الشرقية".

وتهيمن احزاب اليمين واليمين المتطرف على الحكومة الاسرائيلية الجديدة، ما يثير مخاوف من عدم استمرار عملية السلام، وخصوصا ان نتانياهو يرفض قيام دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وكان الاتحاد الاوروبي حض نتانياهو على القبول بتسوية تستند الى مبدأ الدولتين.

بدوره، قال الرئيس الاميركي باراك اوباما "من الاهمية بمكان ان نتقدم نحو حل الدولتين حيث يتمكن الاسرائيليون والفلسطينيون من العيش بسلام جنبا الى جنب في دولتيهم، بسلام وامان".

واعتبرت الرئاسة الفلسطينية ان تصريحات رئيس الحكومة الاسرائيلية الجديدة بنيامين نتانياهو حول السلام "بداية غير مشجعة"، خاصة انه لم يعترف بالدولة الفلسطينية المستقلة.

وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة من الدوحة حيث يتواجد مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يشارك في القمة العربية "ان هذه العبارات بداية غير مشجعة مع هذه الحكومة".

واعتبر ان تصريحات نتانياهو "غير واضحة وغامضة ولا تعترف علنا بالدولة الفلسطينية المستقلة ولا تعلن تجميد ووقف الاستيطان".

واضاف "ان المطلوب من الادارة الاميركية ان تضغط على حكومة نتانياهو للالتزام باسس عملية السلام وهي الارض مقابل السلام ونعني بالارض استعادة جميع الاراضي الفلسطينية التي احتلتها اسرائيل في الرابع من حزيران 1967 بما فيها القدس الشرقية".

وقال "ان اسرائيل ملزمة حسب الاتفاقيات الموقعة سابقا الحفاظ على هذه الاسس".

من جانبه، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات "نقول لنتانياهو ان الفلسطينيين يستطيعون حكم انفسهم بانفسهم عندما يكون لهم دولة مستقلة عاصمتها القدس".

 بيريس يبلغ نتنياهو أن العالم يريد قيام دولة فلسطينية

أبلغ الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس رئيس الوزراء الجديد بنيامين نتنياهو ان العالم يؤيد سعي الفلسطينيين لاقامة دولة وهو هدف لم يقره زعيم حزب ليكود اليميني الحاكم.

وفي احتفال سلم خلاله ايهود أولمرت رئيس الوزراء المنتهية ولايته السلطة رسميا لنتنياهو الذي أدى اليمين قال بيريس موجها حديثه لرئيس الوزراء الجديد "الحكومة التي تقودها يجب ان تبذل جهودا فائقة لتحريك عملية السلام قدما على كل الجبهات."

وأضاف بيريس "الحكومة التي انتهت ولايتها تبنت رؤية دولتين لشعبين التي دعمتها ادارة الولايات المتحدة وقبلتها غالبية دول العالم." حسب رويترز.

وقال بيريس لنتنياهو "حكومتك يجب ان تحدد شكل الواقع المقبل" دون ان يصل الى حد مطالبة نتنياهو باعلان تأييده لقيام دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل.

وتحدث بيريس أيضا وهو رئيس وزراء أسبق لكن منصبه الحالي كرئيس للدولة شرفي بدرجة كبيرة عن مبادرة السلام العربية في الشرق الاوسط. وتعرض هذه المبادرة تطبيع العلاقات بين العالم العربي واسرائيل مقابل انسحاب اسرائيل الكامل من كل الاراضي التي احتلتها في حرب عام 1967 وقيام دولة فلسطينية.

وقال بيريس "لا أعرف خيارا أفضل من السلام للمنطقة كلها خاصة ان حاجة العرب للسلام مربوطة بخطر ان تسيطر ايران على الجزء العربي من منطقتنا". كما أبرز نتنياهو مخاوف زعماء عرب من نفوذ ايران غير العربية.

ولمح مسؤولون اسرائيليون الى ان نتنياهو قد يعطي الرئيس دورا في الدبلوماسية الاقليمية وان ذلك يرجع جزئيا الى الرغبة في تجاوز افيجدور ليبرمان الزعيم اليمني المتشدد الذي يشغل منصب وزير الخارجية.

وأغضب ليبرمان عرب اسرائيل والعرب بشكل عام على مدى سنوات بتصريحات اعتبرها كثيرون عنصرية. وفي العام الماضي قال ليبرمان لحسني مبارك رئيس مصر وهي واحدة من دولتين عربيتين فقط تقيمان علاقات كاملة مع الدولة اليهودية "فلتذهب الى الجحيم."

الحكومة تضخمت وتحتاج إلى طاولة أكبر

يقول منتقدون ان هذه الحكومة المتضخمة هي نتاج الوعود الكثيرة التي قدمها نتنياهو بتخصيص مناصب لحلفائه في الائتلاف. وكانت حكومة يسار الوسط المنتهية ولايتها تضم 27 وزيرا.

وقدمت المعارضة مشروع قرار الى البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) الذي يضم 120 مقعدا يضع حدا لعدد أعضاء الحكومة. حسب رويترز.

وذكرت صحيفة هاارتس اليسارية قراءها بأن نائبا في البرلمان السابق من حزب ليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو كان قد صرح بأن اي حكومة تضم أكثر من 18 وزيرا هي "تبديد للمال العام."

الاحزاب المشاركة في الحكومة

 حزب ليكود: 27 مقعدا. يريد نتنياهو زعيم الحزب تحويل التركيز في محادثات السلام مع الفلسطينيين بعيدا عن قضايا الارض التي يقول انها عطلت التوصل الى اتفاق والتركيز بدلا من ذلك على تعزيز الاقتصاد الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة. وأحجم نتنياهو عن اعلان تأييده لحل الدولتين. وقال ان اي كيان فلسطيني يجب ان تكون له سلطات سيادية محدودة ولا يكون له جيش. وتعهد بالسعي الى اتفاق سلام اقليمي اوسع. وقال نتنياهو ايضا ان الحد من البرنامج النووي لايران التي تعتبرها الدولة اليهودية خطرا على وجودها سيحتل مكانا متقدما في جدول أعماله.

- اسرائيل بيتنا: 15 مقعدا. اللكنة الروسية في اللغة العبرية لافيجدور ليبرمان لها وقع الموسيقى في أذن عدد كبير من مليون اسرائيلي جاءوا من الاتحاد السوفيتي السابق منذ الثمانينات. وتشير نتائج استطلاعات الرأي الى أن سياسات ليبرمان تجاه العرب التي وصفها بعض المنتقدين بأنها عنصرية أكسبته دعما متزايدا وسط جمهور الناخبين. ولا يعارض ليبرمان من حيث المبدأ اقامة دولة فلسطينية لكنه يقول انه ينبغي "مقايضة" الارض التي يعيش عليها غالبية عرب اسرائيل وعددهم 1.5 مليون نسمة بالمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية في اتفاق سلام مع الفلسطينيين. كما يريد ان يؤدي الاسرائيليون بما في ذلك عرب اسرائيل قسم ولاء للدولة اليهودية. وأنشأ ليبرمان الذي كان مساعدا لنتنياهو هذا الحزب عام 1999 .

- حزب العمل: 13 مقعدا. بعد أن حكم حزب العمل اسرائيل في النصف الاول من عمر الدولة (60 عاما) قاد اتفاقات السلام المؤقتة مع الفلسطينين في التسعينات تحت زعامة اسحق رابين وشمعون بيريس. ويرأس الحزب حاليا وزير الدفاع ايهود باراك الذي شغل منصب رئيس الوزراء في الفترة من عام 1999 الى عام 2001 . وخلال هذه الفترة سحب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان وأجرى محادثات سلام مع الفلسطينيين وسوريا ولكنه فشل في التوصل لاتفاقات. وادارته للحملة العسكرية الاخيرة في قطاع غزة زادت من شعبيته في استطلاعات الرأي. ويؤيد حزب العمل قيام دولة فلسطينية. ورغم ذلك وقع الحزب اتفاقا لحكومة ائتلافية لم يشر الى الدولة الفلسطينية. وبدلا من ذلك تضمن الاتفاق السياسي وعدا بأن تحترم الحكومة الجديدة الاتفاقات الدولية التي أبرمتها اسرائيل ومنها اتفاقات تتحدث عن اقامة دولة فلسطينية. وسيبقى باراك وزيرا للدفاع في حكومة نتنياهو. وعارض بعض نواب حزب العمل في البرلمان اتفاق الائتلاف وقد لا يؤيدون الحكومة في البرلمان.

- حزب شاس: 11 مقعدا. أمسك حزب اتحاد الشرقيين المحافظين على التوراة (شاس) بالميزان في حكومات متعاقبة. ودفع بشكل كبير الى اجراء الانتخابات الاخيرة برفضه دعم تسيبي ليفني زعيمة حزب كديما خلال المحادثات التي كانت تجريها لتشكيل حكومة ائتلافية في أعقاب استقالة ايهود أولمرت. وحزب شاس هو قومي متشدد تستند قاعدة تأييده الى اليهود المتدينين محدودي الدخل من أصول شرق أوسطية. وهي فئة تزداد حجما وزعيمها الروحي هو الحاخام عوفاديا يوسف (88 عاما) المولود في العراق. ويركز اتفاق الحزب مع نتنياهو على الحفاظ على مزايا الرعاية الاجتماعية. ويقود الحزب في البرلمان ايلي يشاي. وهو حزب متشدد فيما يتعلق بالشؤون الفلسطينية لكنه لا يعارض مبدأ مبادلة الارض بالسلام لقيام دولة فلسطينية مستقبلية لكنه يعارض التفاوض بشأن القدس.

- حزب البيت اليهودي: ثلاثة مقاعد. وهو حزب ديني يميني صغير معارض للتنازل عن الارض مقابل السلام. ويرى ان الاردن وعدد كبير من سكانه من أصول فلسطينية يجب ان يكون وطنا للفلسطينيين. وفي اتفاق الائتلاف الذي وقعه مع نتيناهو قال الحزب انه سيركز أولا على التعليم والقضايا الاجتماعية.

خمس حقائق عن بنيامين نتنياهو

ولد نتيناهو في مدينة تل ابيب الساحلية في 21 اكتوبر تشرين الاول 1949 ونشأ في القدس. ووالده بنزيون هو مؤرخ يهودي مشهور ومؤيد للمنظر الصهيوني المتشدد الراحل زيف جابوتنسكي. وتزوج نتيناهو ثلاث مرات ولديه ثلاثة ابناء - فتاة من زوجة سابقة وولدان من زوجته الحالية سارة. وهم يعيشون في القدس.

- نتنياهو المعروف بكنيته بيبي التي اطلقت عليه عندما كان صبيا هو افضل المتحدثين باللغة الانجليزية بين السياسيين الاسرائيليين الحاليين حيث درس الثانوية في الولايات المتحدة عندما كان والده يعمل كباحث ومحاضر بالجامعة. ونتنياهو هو ايضا خريج معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا حيث حصل ايضا على درجة الماجستير في ادارة الاعمال.

- في عام 1967 انضم نتنياهو الى الجيش الاسرائيلي وخدم في وحدة كوماندوس للنخبة حيث شارك في مهام سرية كما شارك مع ايهود باراك الذي سيظل وزيرا للدفاع في حكومته في عملية انقاذ رهائن على متن طائرة مخطوفة لشركة سابينا في عام 1972. وخاض حرب 1973 وحصل على رتبة كابتن قبل تسريحه من الخدمة.

- دخل نتنياهو السياسية بعد قتل شقيقه يوناتان اثناء قيادته لغارة في عام 1976 لانقاذ رهائن اسرائيليين مخطوفين في عنتيبي باوغندا. وكان اول منصب سياسي بارز له هو منصب السفير الاسرائيلي لدى الامم المتحدة في عام 1984. وفاز بمقعد في البرلمان مع حزب ليكود اليميني كما تم تعيينه في منصب نائب رئيس الوزراء.

- رغم تعبيره عن اعتراضه على الانسحاب من اراض محتلة مقابل السلام الا ان نتنياهو الذي كان رئيسا للوزراء بين عامي 1996 و1999 سحب القوات الاسرائيلية من جزء من بلدة الخليل بالضفة الغربية في ظل اتفاقية مؤقتة للسلام مع الفلسطينيين. وانتهت رئاسته للوزراء بسبب انتخابات مبكرة ادى اليها اتفاق اخر مع الفلسطينيين توسطت فيه الولايات المتحدة في عام 1999. ونفذ نتنياهو عندما كان وزيرا للمالية في عام 2003 اصلاحات للسوق يعزى اليها الفضل في حفز النمو الاقتصادي على الرغم من الانتفاضة الفلسطينية. وترك منصبه في الحكومة في عام 2005 احتجاجا على الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة.

خمس حقائق عن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك

 زعيم حزب العمل لتيار يسار الوسط.

- كان باراك بوصفه وزيرا للدفاع في الحكومة المنتهية ولايتها برئاسة ايهود اولمرت مهندس الهجوم الذي شنته اسرائيل على مدى 22 يوما في قطاع غزة الذي تحكمه حماس في ديسمبر كانون الاول. كما سيواصل الاشراف على الحصار الاسرائيلي على القطاع الذي يسكنه 1.5 مليون نسمة.

- وفشل باراك عندما كان رئيسا للوزراء في الفترة بين 1999 و2001 في التوصل لاتفاق سلام يقوم على مبدأ الارض مقابل السلام مع الفلسطينيين خلال مفاوضات توسطت فيها الولايات المتحدة بكامب ديفيد ولاحقا في محاثات بطابا المصرية. وبدأ الفلسطينيون انتفاضة عام 2000 بعد انهيار محادثات كامب ديفيد. كما عقد باراك محادثات سلام استضافتها الولايات المتحدة مع سوريا دون التوصل لاتفاق وسط خلافات على مستقبل مرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل.

- قاد باراك غارة لقوات الكوماندوز شملت نتنياهو خلال انقاذ رهائن على متن طائرة مخطوفة تابعة لشركة سابينا البلجيكية في مطار تل ابيب الدولي عام 1972.

- خدم باراك الذي ولد عام 1942 في مزرعة تعاونية اسرائيلية كجندي واصبح قائدا للقوات المسلحة عام 1991. وهو اكثر جندي اسرائيلي نال اوسمة.

- حصل باراك على شهادة في الفيزياء والرياضيات وماجستير في انظمة التحليل من جامعة ستانفورد. وتزوج نيلي محبوبة طفولته في 2007 بعدما طلق زوجته الاولى التي انجب منها ثلاثة اطفال بالغين. حسب رويترز.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 4/نيسان/2009 - 7/ربيع الثاني/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م