احداث الفضل وبداية النهاية لملف الصحوات

تأييد امريكي واجراءات حكومية حازمة

اعداد: محمد حميد الصواف

شبكة النبأ: بعثت الاجراءات الحكومية الاخيرة في التعامل مع احداث منطقة الفضل وسط بغداد العديد من رسائل الضمنية المفضية الى جديتها في انهاء ملف الصحوات في بغداد.

وفيما تصر السلطات الامنية في نفي استهدافها لعناصر الصحوات، يرى العديد من المحللين السياسيين ان الحكومة بدأت فعليا في التخلص من ميلشيات الصحوة عبر مسك الارض واحلال القوات الامنية محلها بعد ارتفاع جاهزية الاجهزة الامنية عدة وعددا، وانتفاء الحاجة الى تلك العناصر غير المنضبطة على حد قول الكثيرين.

الهدوء يخيم على الفضل

خيم الهدوء على شوارع وازقة منطقة الفضل وسط العاصمة بغداد بعد مواجهات مسلحة وقعت بين عناصر داعمة لرئيس صحوة “مطلوب” في المنطقة يدعى عادل المشهداني وقوات الجيش والشرطة العراقية.

وبدت الشوارع والأزقة المحيطة بالمنطقة من جهة شارع الجمهورية، خالية الا من بعض المارة والصبية فيما انعدم اي وجود السيارات المدنية وبقيت معظم المحال التجارية في تلك الشوارع وفي ساحة زبيدة وشارع الامين وحتى تلك القريبة من منطقة الشورجة والميدان مغلقة ابوابها فيما فتحت بعض المحال في الشوارع الداخلية للفضل.

في غضون ذلك استمر تحليق المروحيات الاميركية فيما انتشر على سطوح المنازل الجنود والقناصة وواصلت القوات الامنية من الجيش والشرطة الوطنية فرض طوق امني على المداخل في وقت كانت السيارات العسكرية ومدرعات الجيش العراقي تجوب المنطقة.

وقال قائد عمليات الرصافة اللواء الركن عبد الكريم العزي ان القوات الامنية العراقية “تسيطر حاليا سيطرة تامة على المنطقة بعد ان ألقت القبض على بعض المطلوبين”.

واضاف العزي ” لقد ألقت قواتنا الامنية القبض على قرابة 30 شخصا سيتم التحقيق معهم وفق القانون ومن تثبت بحقه التهم الموجهة له سيحال الى المحاكم فيما سيتم اطلاق سراح من لم تثبت عليه التهم”.

وأوضح العزي أن القوات الامنية ” صادرت واستولت على كميات كبيرة من الاسلحة الخفيفة والمتوسطة”.

وقال العزي ان المواجهات بدأت عندما قامت القوات الامنية العراقية “وعلى ضوء مذكرات قبض قانونية صادرة من مجلس القضاء الاعلى بحق المدعو عادل المشهداني وبعض معاونيه، فواجهت هناك رد فعل غير مقبول وغير صحيح من بعض العناصر الخارجة على القانون التي قامت بفتح النار بوجه القوات الامنية العراقية والمدنيين والسيطرات”.

وتابع العزي قائلا “بادرت قيادة عمليات الرصافة وبتوجيه من قيادة عمليات بغداد بتطويق منطقة الفضل بالكامل وبدأت تتعامل مع الحالة بشكل محسوب كي لا يقع مزيد من الضحايا في صفوف المدنيين”.

واضاف “تمكنا من السيطرة على الموقف وباشرنا بإلقاء القبض على المتورطين بإطلاق النار كما ألقينا القبض على المطلوبين الى القضاء واستمرت العمليات اربعا وعشرين ساعة “.

واشار العزي الى ان القوات الامنية “قامت بتوزيع المواد الغذائية والخدمات الطبية على المواطنين، فيما ستقوم امانة بغداد بحملة لتنظيف المدينة ورفع النفايات التي تراكمت خلال الساعات الماضية”.

واوضح العزي ان خسائر العمليات كانت “مقتل احد منتسبي شرطة الطوارئ واصابة تسعة اشخاص، ثلاثة من المدنيين وستة من العسكريين”، مشيرا الى ان هناك معلومات عن “اصابة هناك ثلاثة مدنيين اخرين لم يتم اخلاؤهم عن طريق القوات العسكرية وانما اخلوا عن طريق اخر”.

ونفى العزي فقدان او اختطاف اي احد من منتسبي الجيش او الشرطة قائلا ” كافة العسكريين موجودون ولم يخطف احد”.

واضاف “لكن هناك بعض العناصر من السيطرات الداخلية لجأوا الى بعض الخيرين وعند مجيء الجيش التحقوا بوحداتهم ولم تجر اي مساومات او مفاوضات مع اي احد”.

وأردف “نحن لا نتفاوض مع الخارجين عن القانون”.

وعن عمليات الدهم والاعتقال قال العزي “نحن في قيادة عمليات بغداد وفي عمليات الرصافة ننظر الى المواطنين نظرة واحدة وهناك مبدأ واحد نعمل على تطبيقه.. من يحترم القانون ويطبقه علينا احترامه وتقديم الحماية له ومن يخرج عن القانون يعتقل مهما كانت صفته وهناك متابعة مستمرة لهؤلاء النفر الضال الذين اطلقوا النار على السيطرات”.

واشار العزي الى ان القوات الامنية من الجيش بدأت بسحب جزء من قواته من منطقة الفضل بعد استتباب الاوضاع.

معظم المواطنين الذي استطلعت اراءهم رفضوا بشدة الاشارة او الافصاح عن اسمائهم أو هوياتهم اما خشية من المسلحين او من المتابعة الامنية بحسب اعتقادهم.

احد  المواطنين ( ح ع ) وصف العناصر التي اشتبكت مع الجيش والشرطة بأنهم “قتلة ” مضيفا ” ان هؤلاء العناصر قتلوا اخي واضطررت الى الاختباء في البيت خوفا من مواجهتهم”.

واشار الى ان ” اغلب هذه العناصر هربت  الى خارج الفضل منذ تطويق الفضل” داعيا القوات الامنية الى البقاء في المنطقة .

وقال انه اضطر ايضا الى اغلاق محله “بسبب تلك العناصر التي تقتل الاشخاص الذين يرفضون الخضوع لهم ولابتزازهم”.

مواطن اخر (م ط ) من الفضل قال “الحمد الله ان عاد الامان بعد المواجهات بعد دخول الجيش ونشكر الجيش التي اخرجت االمسيئين” لكنه لم يوجه اي اتهام الى عادل المشهداني قائلا ” انه لم يسمع بهذه الاتهامات “.

مواطن، رفض حتى الاشارة الى اسمه قال ان عادل المشهداني ” كان له دور كبير في استتباب الامن وطرد القاعدة وان الكثير من اهالي المنطقة يحرتمونه ويقدرونه”.

مواطن اخر قال للاسف ان عمليات المداهمة والتفتيش جاءت عشوائية ومفاجئة”.

واضاف ان طريقة المداهمة كان ” فيها اهانة واساءة للمواطنين بغض النظر عن ان هناك تهم او لا “.

وكان آمر لواء الرد السريع العميد الركن نعمان داخل جواد قال في تصريحات صحفية أن لواءه ألقى القبض على قائد صحوة الفضل عادل كريم المشهداني ومساعده سلمان قدوري سلمان (ابو طابوكه) في العاصمة بغداد وفق المادة (4 ارهاب).

وأوضح ان “المشهداني مطلوب بعدة جرائم من ضمنها قتل 150 مواطن في المنطقة وادارة عمليات عسكرية ضد القوات متعددة الجنسيات والقوات الامنية العراقية وفرض سيطرته على منطقة الفضل والشورجة من خلال مجاميعه المسلحة واخذ الاموال منهم عنوة وسيطرته على كافة المقاولات في المنطقة”.

واضاف ان “المشهداني شكل داخل المنطقة حزبا محظورا من قبل الدستور العراقي لارتباطه بحزب البعث المنحل وهم مرتبطون بالحركة النقشبندية وهذه من التنظيمات الجديدة وايضا قام بزرع العديد من العبوات الناسفة في المنطقة لمنع دخول القوات الامنية لها”.

وتابع “كما قام بتهجير العديد من العوائل من المنطقة وتأجير منازلهم لحساب تمويل العمليات الارهابية” مبينا “ان هناك اكثر من 50 شكوى ضد المدعو عادل المشهداني” .

عناصر الصحوة تسلم اسلحتها

فيما بدء عناصر تابعة لصحوة منطقة الفضل في وسط بغداد تسليم اسلحتهم كما فعل العشرات من رفاقهم، بعد مطالبة قوات عراقية واميركية بذلك اثر اشتباكات اعقبت اعتقال قائدهم المطلوب قضائيا.

وفرضت القوات الاميركية والعراقية اجراءات مشددة على مداخل الفضل، اقدم مناطق بغداد (وسط)، في اعقاب اشتباكات دارت اثر اعتقال عادل المشهداني قائد الصحوة هناك.

وطالبت القوات الاميركية عبر مكبرات الصوت تسليم الاسلحة، مؤكدة ان "كل من يواصل الاحتفاظ بالسلاح بعد انتهاء المهلة المحددة يعتبر ارهابيا". بحسب فرانس برس.

ويخفي عناصر الصحوة وجوههم وهم يسلمون اسلحتهم بدون ذخائرها الى القوات العراقية التي تفرض بمرافقة القوات الاميركية سيطرتها على المنطقة.

وكانت الفضل، وهي منطقة قديمة جدا والغالبية العظمى من منازلها متداعية آيلة للسقوط، احد المعاقل الرئيسية لتنظيم القاعدة في بغداد الى حين الانقلاب عليها اعتبارا من تشرين الاول/اكتوبر 2007.

ومنذ اعتقال المشهداني من قبل قوات عراقية خاصة، بدأ مسلحون باطلاق النار على القوات العراقية، ما دفع الجيشان الاميركي والعراقي بالمطالبة بنزع سلاح عناصر الصحوة.

وقال احد عناصر الصحوة، مكتفيا بذكر اسمه الاول قصي، "سلمت سلاحي لاني لا اريد ان يقصف الاميركيون منزلي ومحلتي فهناك نساء واطفال". واضاف فيما تجمع حوله عدد من الاهالي "انتهت الصحوة الان، وستعود القاعدة والانفجارات، من سيحمي المنطقة"؟. واكد "بذلنا كل ما في وسعنا لطرد القاعدة".

من جانبه، قال احد الاهالي "لا يمكن الوثوق بالاميركيين، بعد ان كانوا يجلسون في منازلنا ويحتسون الويسكي، نرى ما يفعلونه الان". ويتهم الاهالي القوات الاميركية باطلاق النار على منازلهم ما ادى الى اصابة كثيرين، بينهم نساء، بجروح.

في غضون ذلك، حلقت مروحيات اميركية فيما انتشر على سطوح المنازل قناصة وواصلت عربات عسكرية فرض طوق امني على مداخله. ووصلت عربات مدرعة تحمل صناديق ذخيرة للجنود العراقيين.

وقال اللفتنانت كولونيل ديفيد باكنغهام الذي يقود القوة الاميركية المشاركة في العملية "لم نعتقلهم، لقد سلموا انفسهم واسلحتهم". واضاف مشددا على ان دور قواته يختصر بتقديم الدعم للجيش العراقي، ان "حوالى نصف عناصر الصحوة سلموا اسلحتهم، اي خمسين شخصا".

وعند احد مداخل المنطقة، وقف ضابط من الاستخبارات العسكرية العراقية حاملا ثلاث قوائم طويلة باسماء مطلوبين من عناصر الصحوة.

ويطلب من المارة هوياتهم للتحقق من عدم وجودهم بين المطلوبين فيما بدا جنود متوترين بعد اصابة اثنين منهم بجروح.

من جانبه، يرى انمار محمود (22 عاما) وهو طالب جامعي لدى مغادرته حاملا اكياسا بيده كعشرات غيره ان "الوضع خطير جدا". واضاف "ساذهب الى الناصرية (350 كلم جنوب بغداد) ولن اعود حتى تهدأ الاوضاع". واكد ضابط برتبة رائد في الجيش العراقي "انتظار الاوامر للبدء بتفتيش المنازل".

الأمن يسود منطقة الفضل

من جهته قال المتحدث الرسمي باسم قيادة عمليات بغداد اللواء الركن قاسم عطا، إن القوات الأمنية العراقية فرضت سيطرتها على منطقة الفضل بعد المواجهات التي حدثت مع  العصابات الإجرامية، فيما بدأت بتوزيع منشورات على أهالي المنطقة لتسليم الأسلحة المتوسطة والثقيلة إلى القوات الأمنية.

وأوضح عطا في مقابلة تلفزيونية أجرتها معه قناة  العراقية شبه الرسمية أن “القوات الأمنية العراقية تسيطر على الحالة الأمنية في منطقة الفضل وسط بغداد بعد المواجهات التي حدثت مع بعض العصابات الإجرامية ” مشيرا إلى إن” قيادة عمليات بغداد قامت اليوم بتوزيع منشورات إلى أهالي منطقة الفضل لإلقاء الأسلحة المتوسطة والثقيلة وتسليمها إلى القوات الأمنية.”

واضاف عطا انه لهذا الغرض” تم فتح مراكز لاستقبال المواطنين في ساحة الزبيدة وفي مستشفى الطوارئ “. مشيرا الى  “استقبال العديد من المواطنين الذين بادروا بصورة طوعية الى تسليم  ما بحوزتهم من أسلحة، فضلا عن ورود معلومات عن مخابئ للأسلحة المتوسطة والثقيلة كانت مخبأة من قبل عصابات إجرامية لاستخدامها مره أخرى ضد القوات الأمنية وضد المواطنين الأبرياء.”

وكان شهود عيان ذكروا ان مواجهات مسلحة اندلعت في منطقة الفضل وسط العاصمة بغداد بين القوات الامنية  ومسلحين وشوهد انتشار مكثف للقوات الامنية وتحليق مروحيات في اجواء المنطقة، فيما قال اللواء عطا ان ” قوة خاصة اعتقلت قائد قوات الصحوة في منطقة الفضل عادل المشهداني واحد مساعديه  تنفيذا لمذكرة قضائية صادرة بحقهما”. بحسب أصوات العراق.

وقالت مصادر في الشرطة العراقية ان  شخصين قتلا واصيب ستة اخرون بجروح خلال اشتباكات اندلعت بين الشرطة ومسلحين بعد اعتقال المشهداني ومساعده.

لكن عطا قال ان الوضع اصبح تحت سيطرة قوات الامن العراقية التي فرضت طوقا على المنطقة وانتشرت في محيط وشوارع الفضل نافيا سقوط قتلى.

وفي بيان نشر على موقع وزارة الداخلية  ذكرت الوزارة  ان عملية اعتقال المشهداني مسؤول الصحوة لمنطقة الفضل ومساعده نفذتها  قوة من لواء الرد السريع في وزارة الداخلية  وبمساندة اللواء 43 من وزارة الدفاع  بناء على معلومات استخبارية دقيقة.” مبينا انه تم  “العثور بحوزتهما  على أسلحة واعتدة، فيما أسفرت العملية عن مقتل احد أفراد القوة وإصابة آخر”.

 من جانبه،  قال آمر لواء الرد السريع العميد الركن نعمان داخل جواد أن لواءه ألقى القبض على قائد صحوة الفضل عادل كريم المشهداني ومساعده سلمان قدوري سلمان (ابو طابوكه) في العاصمة بغداد وفق المادة أربعة ارهاب “.

وأوضح ان “المشهداني مطلوب بعدة جرائم من ضمنها قتل 150 مواطن في المنطقة  وادارة عمليات عسكرية ضد القوات المتعددة الجنسيات والقوات الامنية العراقية وفرض سيطرته على منطقة الفضل والشورجة من خلال مجاميعه المسلحة واخذ الاموال منهم عنوة  وسيطرته على كافة المقاولات في المنطقة “.

واضاف ان “المشهداني شكل داخل المنطقة حزبا محظورا من قبل الدستور العراقي لارتباطه بحزب البعث المنحل وهم مرتبطون بالحركة النقشبندية وهذه من التنظيمات الجديدة وايضا قام بزرع العديد من العبوات الناسفة في المنطقة لمنع دخول القوات الامنية لها.”

وتابع “كما قام بتهجير العديد من العوائل من المنطقة وتأجير منازلهم لحساب تمويل العمليات الارهابية “مبينا ” ان هناك اكثر من 50 شكوى ضد المدعو عادل “.

وذكر جواد على ان “العملية تمت بعد مراقبة له استمرت 20 يوما وتم اعتقاله على اطراف منطقة الفضل بعد توجيهات من قبل رئيس الوزراء ووزير الداخلية بأن يتم القاء القبض عليه خارج المنطقة للحد من الخسائر المدنية وتم الفاء القبض عليه خلال 30 ثانية.”

لا توجد نية لاستهداف الصحوات

من جهته "الاجهزة الامنية لا تستهدف الصحوات وما يجري عملية اعتيادية ضد المطلوبين قضائيا".

والاشتباكات هي الاولى في بغداد منذ نيسان/ابريل 2008، عندما اطلقت قوات اميركية وعراقية عملية في مدينة الصدر ضد ميليشيات جيش المهدي.

وتطلب القوات الاميركية عبر مكبرات الصوت تسليم الاسلحة في مركزين بين الثامنة صباحا (05,00 تغ) ومنتصف النهار (09,00 تغ).

وتؤكد ان "كل من يواصل الاحتفاظ بالسلاح بعد انتهاء المهلة المحددة يعتبر ارهابيا".

وقال قصي (32 عاما) احد عناصر الصحوة الذي اكتفى بذكر اسمه الاول، "سلمت اسلحتي لانني لا اريد ان يقصف الاميركيون منزلي ومحلتي". واضاف بقلق "لم يعد هناك وجود للصحوة وسترجع القاعدة والانفجارات".

وتابع "بذلنا اقصى جهودنا لطرد القاعدة واشاد الاميركيون بذلك".

ويوجد نحو 94 الف من قوات الصحوة في العراق، بينهم 54 الفا في محافظة بغداد.

وسلمت القوات الاميركية في الاول من تشرين الاول/اكتوبر 2008، ملف قوات الصحوة في محافظة بغداد الى السلطات العراقية.

واكد رئيس الوزراء نوري المالكي في وقت سابق، استيعاب عشرين بالمئة من الصحوة ضمن قوات الامن فيما سيتم تعيين الاخرين في وظائف مدنية.

واقامت  قوات الامن العراقية نقاط تفتيش على الطرق الرئيسية في المنطقة بحثا عن مطلوبين في قوائم تحمل اسماء معينة، وتدقق في هويات الخارجين منها.

وفي احدى النقاط، جلس شاب القرفصاء وهو موثوق اليدين وغطى قميصه رأسه تماما، ويعتقد انه احد مسؤولي المسلحين.

وقال اللفتنانت كولونيل ديفيد بيكام الذي يقود القوة الاميركية المشاركة في العملية، ان "حوالى نصف عناصر الصحوة سلموا اسلحتهم، اي خمسين شخصا".

واضاف فيما تجمع حوله ستة من عناصر الصحوة سلموا اسلحتهم "نقوم بدعم القوات العراقية التي تقود العملية، اعتقد ان العملية ستنتهي اليوم".

ابو ريشة يدين قوات الصحوة

وأغلب قادة مجالس الصحوة من شيوخ العرب السنة الذين بدأوا يتصدون للقاعدة في عام 2006 وجندهم الجيش الامريكي في محاولة لاحتواء التمرد الذي تفجر عقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003.

وأدان الشيخ احمد ابو ريشة وهو من زعماء حركة الصحوة مقاتلي منطقة الفضل في علامة على أن تداعيات تلك الاشتباكات قد تكون محدودة. بحسب فرانس برس.

وقال الشيخ أبو ريشة انه يحمل مقاتلي الصحوة في منطقة الفضل مسؤولية الخروج على القانون ورفع السلاح ضد الحكومة ويدعو كلا من مقاتلي الصحوة وقوات الامن العراقية لضبط النفس لان هذه الاعمال من شأنها أن تقوض المكاسب الامنية التي تحققت.

وينسب لمجالس الصحوة الفضل في خفض العنف بشكل كبير بعد ان غيرت موقفها وتمكنت من طرد القاعدة من أنحاء بغداد ومحافظة الانبار وبعض البلدات الشمالية. لكن عدم الثقة بينها وبين الحكومة لا يزال عميقا.

وينظر لطريقة تعامل الحكومة مع أفراد الصحوة الذين كانت تقاتلهم في الماضي على انه اختبار للمصالحة بعد سنوات من العنف الطائفي بين السنة والشيعة خصوصا مع استعداد القوات الامريكية المقاتلة للانسحاب من العراق بحلول 31 اغسطس اب 2010.

وقال مسؤولون امريكيون وعراقيون ان المخاوف بشأن احتمال نشوب صراع جديد بين مجالس الصحوة والحكومة مبالغ فيها.

ومن المتوقع دمج نحو عشرة في المئة من مقاتلي الصحوة في الشرطة أو الجيش وسيمنح الباقون وظائف حكومية او مساعدات لاقامة مشروعات صغيرة.

وقال مسؤول في منطقة الفضل طلب عدم نشر اسمه خشية التعرض للانتقام على ايدي الجيش العراقي "نحن في سجن. لا يمكننا الدخول ولا الخروج."

الاسلامي يدعو الى عدم استخدام القوة المفرطة

في سياق متصل  دعا الحزب الاسلامي العراقي القوات الامنية الى عدم استخدام "القوة المفرطة" في تعاملها مع الاهالي في منطقة الفضل داعيا السلطات الى احتضان مجالس الصحوات وعدم اهمالهم واقصائهم.

وقال البيان ان حارة الفضل تعيش "وضعا صعبا ومتأزما جراء الطوق الامني المفروض على المنطقة وحالات اطلاق النار العشوائي التي ادت الى استشهاد وجرح العديد من المواطنين الابرياء."

وقال البيان "ان الحزب الاسلامي العراقي وبالرغم من حرصه على ضرورة استتباب الامن وعودة الاستقرار الى منطقة الفضل وكل مناطق العراق.. فانه يؤكد على دور الصحوات الايجابي ومساهمتها الفعالة في اعادة الامن والاستقرار للمناطق المختلفة من العراق وتحملها المسؤولية الوطنية في محاربة القوى الطائفية والارهابية والقضاء عليها." بحسب رويترز.

واضاف "لذلك فمن الضروري رعاية هذا المشروع الوطني وعدم اهماله او اقصائه."

وطالب الحزب في بيانه من القوات العسكرية والامنية التي تحاصر المنطقة الى "عدم استخدام القوة المفرطة او اللجوء الى سياسة العقاب الجماعي والعمل على تجنيب المنطقة أية أضرار بأرواح المواطنين ومساكنهم وممتلكاتهم وان تتعامل مع الموقف بحكمة وروية."

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 4/نيسان/2009 - 7/ربيع الثاني/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م