
شبكة النبأ: تتخذ ادارة الرئيس
الامريكي باراك اوباما خطوات مترددة لتغيير العلاقات الامريكية التي
تشوبها المرارة مع طهران لكن خبراء يتوقعون أن مهمة تغيير ثلاثة عقود
من العداء وانعدام الثقة ستكون صعبة ولا يمكن التنبؤ بها.
ومن المقرر أن تنضم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الى ايران في
مؤتمر دولي عن افغانستان يعقد في لاهاي الثلاثاء في اطار الوعد الذي
قطعه اوباما بالتعامل مع طهران في القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وليس من المزمع اجراء محادثات حقيقية بين كلينتون والمبعوث الايراني
في الاجتماع لكن مسؤولين أمريكيين يأملون أن تستهل اي لقاءات نبرة
ايجابية، حيث يعدِّل اوباما سياسة العزل التي انتهجها سلفه جورج بوش،
لكنه وضع شروطاً لإيران هي نفس الشروط التي رد عليه بها المرشد
الخامنئي ومفادها، عندما تتغيَّرون سنتغيَّر...
وقال جو سيرينسيون خبير الشؤون الايرانية ان "هذه ليست لحظة (
مواتية تشبه) ذهاب نيكسون الى الصين" مشيرا الى زيارة الرئيس الاسبق
ريتشارد نيكسون الى الصين عام 1972 التي كسرت عقودا من الصمت بين
الدولتين.
وأضاف سيرينسيون الذي يرأس صندوق بلافشير وهي مؤسسة تقدم المنح
وتركز على القضايا النووية "ستكون لدينا سلسلة من الخطوات المحدودة.
قطع صغيرة تشكل عند وضعها مع بعضها البعض فسيفساء علاقة جديدة."
وقام اوباما بلفتات مبكرة تجاه ايران في خطاب تنصيبه في يناير كانون
الثاني وفي الاسبوع الماضي وجه رسالة مصورة للنظام الايراني وشعبه وحث
على بداية جديدة.
ايران تضع شروطا للعلاقات مع امريكا ولا تغلق
الباب
وكانت ايران قد ردت على عرض الرئيس الامريكي باراك اوباما تحسين
العلاقات بمطالبة واشنطن بتغيير سياساتها غير انها لم تغلق الباب امام
امكانية تحسن العلاقات.
وقال محمد ماراندي الاستاذ بجامعة طهران إن ايران تريد ان تظهر
الولايات المتحدة تغيرا ملموسا في سلوكها بشأنها من خلال خطوات من
بينها على سبيل المثال الافراج عن الاصول المجمدة ولكن طهران لا تتابع
سياسة "العداء الازلي".
وقال ماراندي الذي يرأس قسم دراسات امريكا الشمالية في الجامعة "اعتقد
انهم (القيادة الايرانية) مستعدون تماما لتحسين العلاقات اذا كان
الامريكيون جادين."بحسب رويترز.
وبعد يوم من اشارة اوباما الى امكان فتح "صفحة جديدة" من الحوار
الدبلوماسي تحدث الزعيم الايراني الاعلى على خامنئي باستفاضة يوم السبت
بشأن المظالم التي ترى ايران أنها تتعرض لها على يدي الولايات المتحدة
وقال إنه لا يرى تغييرا حقيقيا بعد في سياسات الادارة الجديدة.
واضاف خامنئي وهو صاحب القول الفصل في شؤون الدولة في كلمة القاها
في ابرز مزار ديني ايراني في مدينة مشهد بشمال شرق البلاد "تغيروا انتم
وسيتغير سلوكنا".
وقال ماراندي ان خامنئي لم يرفض مبادرة اوباما ولكنه "فعليا يقول ان
ذلك غير كاف وان الولايات المتحدة يجب ان تتخذ خطوات ملموسة نحو تخفيف
التوتر مع ايران".
ولا توجد علاقات دبلوماسية بين ايران والولايات المتحدة منذ ثلاثة
عقود ويخوض البلدان الان نزاعا بشأن النشاط النووي الايراني الذي يشتبه
الغرب في انه يهدف الى صنع قنبلة نووية. وتنفي ايران هذا الاتهام.
وقال سعيد ليلاز رئيس تحرير صحيفة "سرمايه" اليومية المهتمة
بالاعمال والمعلق السياسي البارز ان خامنئي ارسل في كلمته "عرضا مضادا"
الى الولايات المتحدة بعد رسالة اوباما المسجلة على شريط فيديو يوم
الجمعة بمناسبة العام الايراني الجديد. وقال ليلاز "اعتقد انه فتح
الابواب امام الولايات المتحدة".
وبعد توليه السلطة في يناير كانون الثاني تحدث اوباما عن مد يد
السلام الى طهران اذا "ما أرخت قبضتها" في تحول عن سياسة الرئيس السابق
جورج بوش الذي وصف ايران بانها جزء من "محور الشر" وقاد حملة لعزلها.
وفي أوضح عرض حتى الان يدعو الى فتح صفحة جديدة في العلاقات مع
ايران قال اوباما في رسالة يوم الجمعة "الولايات المتحدة تريد ان تتبوأ
جمهورية ايران الاسلامية المكانة التي تستحقها في المجتمع الدولي."
لكن خامنئي اوضح ان تغيير لهجة التصريحات الامريكية لا يكفي قائلا
ان الولايات المتحدة "مكروهة في العالم" ويجب ان تتوقف عن التدخل في
شؤون الدول الاخرى.
وتحدث ايضا عن "العقوبات الظالمة" التي فرضت على الجمهورية
الاسلامية وتجميد الاصول الايرانية في الولايات المتحدة ودعم واشنطن
لاسرائيل التي لا تعترف بها ايران.
وقال ليلاز "اشار خامنئي الى طريق واضح للغاية لادارة اوباما.. كيف
يمكنهم بدء عمل حقيقي بشأن ايران".
وعبر المسؤولون الايرانيون بشكل متكرر عن استهانتهم بتأثير العقوبات
الامريكية وعقوبات الامم المتحدة على البلاد ولكن محللين يقولون ان
انخفاض اسعار النفط قد يجعل ايران أكثر عرضة للتأثر بمثل تلك الضغوط
التي تمارس عليها بسبب انشطتها النووية.
وقال ماراندي ان الولايات المتحدة يمكنها ان تتخذ خطوة مهمة باعادة
الاصول الايرانية التي جمدتها بعد استيلاء مجموعة من الطلبة الايرانيين
على السفارة الامريكية في طهران عام 1979 واحتجازهم 52 امريكيا رهائن
لمدة 444 يوما.
ويقول محللون ان ايران تضع شروطا مشددة للحوار لكسب الوقت. ويزيد
الغموض انها ستجري انتخابات رئاسية في يونيو حزيران قد ترجح كفة
الاصوات المعتدلة التي تؤيد الوفاق على كفة معارضيه الاكثر تشددا.
البيت الابيض يأمل بان يغير النظام الايراني
تصرفاته
ومن جانبه اعلن البيت الابيض ان الرسالة التي وجهها الرئيس باراك
اوباما الى القادة الايرانيين تقدم لهم الفرصة لبدء علاقة جديدة بين
البلدين، معربا عن الامل بأن يغير النظام الاسلامي في ايران من تصرفاته.
وردا على سؤال صحافي حول ما اذا كان يعتبر رد خامنئي على اوباما
رفضا او اشارة مشجعة، اعتبر المتحدث روبرت غيبس ان رسالة اوباما كانت
فرصة "للكلام بشكل مباشر مع الايرانيين ومع قادتهم للتشديد على امكانية
اقامة علاقة جديدة ومتغيرة تقوم على حقوق ومسؤوليات متشاركة".
واضاف غيتس من دون ان يحدد نوع التغيير الذي تريده واشنطن "يعتقد
الرئيس ان الوقت حان لقيام تغيير من هذا النوع، (...) والرئيس يأمل بان
يعمل القادة الايرانيون ما بوسعهم لتغيير تصرفاتهم".
وقال المتحدث باسم الخارجية الامريكية روبرت وود في لقاء مع
الصحافيين هنا أنه "ما زال هناك الكثير من القضايا الصعبة التي تظل
عالقة بين الولايات المتحدة وايران الا ان امريكا عازمة على العمل على
هذه القضايا اذا ما كان الايرانيون راغبون في العمل المشترك".
واعتبر وود ان الولايات المتحدة مازالت تشعر بقلق حيال سلوكيات
ايران في بعض المجالات لاسيما ما يتعلق بالعراق وحزب الله وحماس فضلا
عن برنامجها النووي مشيرا الى ان بعض هذه القضايا لا تشكل قلقا لواشنطن
وحدها بل للمجتمع الدولي ايضا.
ونفي ان تكون محاولات ادارة اوباما للتواصل مع ايران تناقضا مع
مخاوف واشنطن حيالها مشيرا الى ان "هذه المخاوف لم تتغير وتظل قائمة
وينبغي التعامل معها".
وتأتي تصريحات المتحدث بعد ساعات من توجيه الرئيس اوباما رسالة
مصورة الى الشعب والقيادة الايرانية علي حد سواء للتهنئة بمناسبة راس
السنة الايرانية والتعبير عن رغبة ادارته في اقامة صلات بناءة مع طهران
وحل خلافات الماضي.
وكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قد رد على رسالة اوباما
بالتأكيد علي ضرورة ان تدرك الحكومة الامريكية اخطاءها السابقة كما
اعتبر ان الدعم الامريكي لاسرائيل "لا يشكل ايماءة ودية" واكد ان
العقوبات الامريكية "غير المحدودة" المفروضة ضد ايران خاطئة وينبغي
مراجعتها. (النهاية) ر م
مراقبون خليجيون متفائلون بحذر إزاء رسالة
أوباما لإيران
وفي إطار تواصل الاهتمام الإقليمي والعالمي بالخطاب التاريخي الذي
توجه به الرئيس الأمريكي باراك أوباما الى الشعب والنظام الإيراني
وتهنئة لهم بعيد النيروز ودعوته لهم ببدء صفحة جديدة في العلاقات
الأمريكية - الإيرانية تتجاوز الماضي وتبنى على الاحترام المتبادل
والتعاون المشترك، أبدى عدد من المراقبين والمحللين السياسيين
الخليجيين نوعا من الارتياح المشوب ببعض الحذر تجاه مبادرة الرئيس
الأمريكي الجديدة نحو ايران..
وأعرب هؤلاء عن املهم الا تكون هذه الرسائل والمغازلات بين واشنطن
وطهران تمهيدا لصفقة يمكن ان تتم بين الطرفين على حساب المصالح العربية..
مستذكرين في ذلك تأكيدات وتطمينات الإدارة الأمريكية الجديدة لأكثر من
زعيم عربي بأن اي تفاهم امريكي - ايراني في المرحلة المقبلة لن يكون
باي شكل من الأشكال على حساب علاقات الصداقة التقليدية مع شركاء أمريكا
في المنطقة..
ويقول الدكتور عبدالله الحسين استاذ العلوم السياسية: إن الدول
العربية وخاصة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية دعت وشجعت دائماً
الوصول الى حوار وتفاهم بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران يفضي
الى حل سلمي ينهي أزمة الملف النووي الإيراني دون اللجوء الى اي عمل
عسكري من شأنه الدخول بالمنطقة في أزمة جديدة يعاني منها الجميع دون
استثناء.. ويرى الحسين انه على الرغم من وجود ملفات شائكة كثيرة بين
الجانبين الا ان خطاب أوباما يشكل فرصة جيدة لاستئناف حوار جاد وشفاف
بين الجانبين يمكن ان يؤدي الى التفاهم ومن ثم التوصل الى حلول مرضية
للعديد من المشاكل والقضايا العالقة.. مطالباً الإيرانيين التعامل
بعقلانية وواقعية مع الرسالة الإيجابية للرئيس الأمريكي وإدراك ان
السلام يحقق المصالح المشتركة للجميع وغير ذلك يؤدي الى نتائج كارثية
للمنطقة بأسرها..
ويشير الحسين الى ان رسالة أوباما تجيء في وقت وصلت فيه مفاوضات
ايران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي حول برنامجها
النووي الى مفترق طرق ولم يعد هناك المزيد من الوقت لإضاعته وفق حسابات
إيرانية داخلية..
أما الخبير والمحلل الاستراتيجي عبدالله الشهري فقد أعرب من جانبه
عن الأمل في ان تنجح رسالة أوباما في اذابة جزء من الجليد المتراكم في
علاقات الولايات المتحدة الأمريكية مع ايران منذ اكثر من ثلاثين عاما
مضت.. معربا في الوقت نفسه عن اعتقاده بأن اي تقارب في العلاقات
الأمريكية - الإيرانية سيكون في صالح الاستقرار في المنطقة ولن يكون
على حساب المصالح العربية كما يخشى البعض..
وأشار الشهري الى أن رسالة أوباما تؤكد بشكل واضح تراجع كل تحديدات
واشنطن السابقة بالقيام بعمل عسكري ضد ايران وهو الخيار الذي عارضته
دول مجلس التعاون الحليجي التي تعلم جيدا حجم نتائجه الكارثية على
المنطقة في حال وقوعه.. مؤكدا على ان فتح الحوار بين واشنطن وطهران من
شأنه الإسهام في حلحلة الكثير من القضايا التي في مقدمتها العراق
وأفغانستان وفلسطين ولبنان ومكافحة الإرهاب.
لاريجاني: المشكلة مع واشنطن لا تُحل
بالتبريك والتهنئة
من جهة ثانية قال رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني في ختام
زيارته الى النجف حيث التقى المرجع الشيعي الكبير آية الله علي
السيستاني ان المشكلة مع واشنطن لا تحل "بالتبريك والتهنئة". واضاف
للصحافيين ان "مشكلتنا مع اميركا ليست عاطفية حتى يتم الانتهاء منها
بالتبريك والتهنئة، انها معقدة".
ويشير المسؤول الايراني بذلك الى رسالة التهنئة التي وجهها الرئيس
الاميركي باراك اوباما الى الشعب والجمهورية الاسلامية في ايران
بمناسبة عيد النوروز قبل ستة ايام.
وتابع لاريجاني "منذ ثلاثين عاما وقف الامريكان ضد الدولة الاسلامية
في ايران وخلقوا لها الكثير من المشاكل، وبينها حرب الثماني سنوات التي
كانت بتحريك منهم". بحسب رويترز.
واعتبر ان "هذا واضح للعديدين وانتم تعلمون ذلك فالمشكلة لا تحل عبر
تحوير الكلمات وانتقاء الالفاظ".
من جهة اخرى، قال ان "العراقيين تعرضوا للظلم لسنوات طويلة في عهد
الرئيس السابق صدام وكان على الامريكان ان يوجدوا فضاء للحرية لا ان
ياخذوا دور صدام في العراق".
واضاف لاريجاني ان "زيارتي ليست سياسية انما لزيارة العتبات المقدسة،
والتقيت المرجع السيستاني لبحث مسائل مهمة مطروحة على الساحة الاسلامية
والعالمية واوضاع العراق والظروف التي مرت عليه".
وختم متهما "البعض بمحاولة تفجير الاوضاع في العراق لانه لا يتحمل
رؤية بلد صاحب ثروة كبيرة وديمقراطية وامكانات".
قادة البنتاجون يفضلون فرض عقوبات للضغط على
ايران
وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس إن العقوبات الاقتصادية ستكون
اكثر فعالية من المفاتحات الدبلوماسية في دفع ايران نحو طاولة
المفاوضات بشأن برنامجها النووي.
وقال جيتس في برنامج تذيعه محطة (فوكس نيوز) إنه "اذا كان هناك ضغط
اقتصادي كاف على ايران ربما توفر لهم الدبلوماسية بابا مفتوحا يمكن ان
ينفذوا من خلاله اذا اختاروا تغيير سياستهم."
وقال معلقا على الجهود الدبلوماسية لتحييد الخطط النووية لايران
وكوريا الشمالية "اعتقد ان الاثنين يسيران معا لكني اعتقد ان ما
سيدفعهم نحو الطاولة هو العقوبات الاقتصادية."بحسب رويترز.
واوضح جيتس وجهة نظر البنتاجون بان ايران ربما كانت لديها كمية
كافية من اليورانيوم منخفض التخصيب ناتجة من اجهزة الطرد المركزي في
منشأة نطنز النووية لكن ليست لديها القدرة على تخصيبه لدرجة اكبر
للوصول الى المستوى الصالح لصنع اسلحة نووية.
وقال إن الولايات المتحدة تشتبه في ان ايران يمكن ان تقوم "سرا"
ببناء قدرات للتخصيب لكنه اضاف "نحن لا نعتقد انهم يقومون بالتخصيب
بدرجة اكبر من المستوى المنخفض في نطنز و/الوكالة الدولية للطاقة
الذرية/ موجودة هناك لذا فاننا سنعرف اذا هم حاولوا ان يفعلوا ذلك." |