"دعوة خادم الحرمين الشريفين للإصلاح والتغيير وإصدار العديد من
القرارات هي دليل على حاجة البلد للتغيير والإصلاح على نطاق واسع
وأشمل، وعلى الجميع العمل بحكمة وتعقل كي لا ينفلت الوضع ويقع الفأس
بالرأس ثم لا ينفع الأسف والندم على ما فات".
المنطقة تمر حاليا بمرحلة حساسة جدا جدا، وهناك تحديات ومخاطر
كبيرة، على الجميع العمل بحكمة وتعقل كي لا ينفلت الوضع ويقع الفأس
بالرأس ثم لا ينفع الأسف والندم على ما فات. بلادنا تمر بمرحلة تتطلب
العمل بشكل جماعي فجميع أبناء الوطن في موقع المسؤولية، ولابد من
المكاشفة والصراحة والحكمة والحوار والمشاركة بين جميع المواطنين؛ وما
دعوة خادم الحرمين الشريفين للإصلاح والتغيير وإصدار العديد من
القرارات إلا دليل على ذلك، وعلى حاجة البلد للتغيير والإصلاح على نطاق
واسع وأشمل.
كما ان الدعوات الوطنية التي تطرح من هنا وهناك من قبل أبناء الوطن
للمساهمة في عجلة الإصلاح والمطالبة بالحقوق إلا دليل مكمل على وجود
ملاحظات وسلبيات في الوطن يجب معالجتها بمسؤولية، وينبغي التعامل مع أي
دعوة إصلاحية وطنية مهما كان حجم الاختلاف معها بالحكمة والحوار تحت
المظلة الوطنية، وعدم استخدام أسلوب التجريم والتشكيك.
وأخر الدعوات الوطنية هي التأكيد على الكرامة والحقوق الوطنية أولا
لكل مواطن، وتأتي هذه الدعوة في محاولة لحل مشكلة متأزمة جدا يشعر بها
المواطنون وبالخصوص الشيعة في السعودية، والتي تفجرت بعد حادثة البقيع
في المدينة المنورة قبل نحو شهر إذ تعرض زوار الرسول الأكرم محمد (ص)
من المواطنين السعوديين الشيعة للاعتداء والإهانة.
ولقد طرح البعض الدعوة (..) في وقت حساس جدا على مستوى المنطقة
والوطن، وبعد احتقان قوي جدا لدى الشارع الشيعي السعودي بعد "حادثة
البقيع" التي كانت لها تداعيات قوية جدا؛ وبعد عدم نجاح الوفد الوطني
الشيعي الكبير جدا والمكون من علماء دين وأكاديميين ومثقفين ورجال
أعمال من أقناع المسؤولين في الرياض بخطورة الوضع وتأزم الأمور بسبب
تعرض المواطنين الشيعة للاعتداء، الوفد الذي نقل حالة عدم الرضا
والاحتقان والتشنج في الشارع السعودي نتيجة بعض الممارسات والأخطاء
التي تقع ضد المواطنين الشيعة الذين يشعرون بالغبن وعدم العدالة لعدم
المشاركة الحقيقية والتمثيل الحقيقي لهم في مواقع الدولة مثل مجلس
الوزراء والشورى ومجالس المناطق والمناصب، وعدم المساواة
والاحترام!!
هناك من يرى بان تعاطي المسؤولين مع ملف حادثة البقيع لم يكن
بالمستوى المطلوب ولم يكن حكيما ولا يوازي حالة الغضب والغليان في
الشارع الشيعي السعودي، بل كان لقرار تحميل الشيعة المسؤولية عن
الأحداث، واعتقال العديد منهم، وعدم محاكمة المعتدين ...، نتائج عكسية
أدت إلى تفاقم الأمور كثيرا بشكل خطير.
كما ان استخدام القوة الأمنية في معالجة بعض الملفات والقضايا
الوطنية ذات (الرأي) بسبب الاختلاف في وجهات النظر والمطالب السلمية،
وتطويق بعض المدن للقبض على بعض الأشخاص زادت من حجم الاحتقان والغضب
والتشدد، وستزيد الأمور سوءا، وهذا ما لا يتمناه أبناء الوطن العاشق
للسلام.
إذن لابد من معالجة الوضع بالحكمة والحوار من الجذور بروح وطنية
صادقة، والابتعاد عن التصعيد والشحن والتشنج وإدخال البلد في استنفار
امني، ولابد من تشخيص المشاكل والخلل والأخطاء، فهناك ملفات كثيرة يجب
أن تفتح وتعالج بشفافية ووضوح، فلكل مواطن في هذا الوطن حق بان ينعم
بالعدالة والمساواة والأمن والامان والحرية والكرامة والاحترام،
والمشاركة في إدارة الوطن.
وإننا نؤكد بان الحكمة والحوار الصادق بين المواطنين من جميع الفئات
القيادة و(الأكثرية والأقليات) هو أفضل سبيل لمواجهة التحديات وبناء
الوطن الحضاري المستقر على جميع الأصعدة.
نحن المواطنون جميعا شركاء في الوطن، ونحن مسؤولون ومتأثرون عما
يحدث فيه. إذن ما دورك أيها المواطن المخلص في خدمة أخوانك المواطنين
والوحدة الوطنية الحقيقية؟. ... وحفظ الله وطننا الغالي. |