فيتامين (د) المسبب الأول للوفيات

بسبب تأثيره مباشر على معظم خلايا الجسم

شبكة النبأ: التغذية شأنها شأن أي مفردة من مفردات حياة الإنسان، غايتها التقوي من أجل اكمال مسيرة الحياة، وبالغذاء تتوفر الطاقة اللازمة للجسم، وللمحافظة على صحته بما يضمن بقاءه واستمراره على تأدية الواجبات الحياتية. وبالتالي زاد ذلك في همة علماء الصحة نحو اكتشاف كل ماهو جديد والبحث في أهم مصادر الطاقة عند الانسان. ويعتبر فيتامين (د) واحدا من أهم تلك المصادر. حيث اكدت استشارية في الامراض الباطنية والغدد الصماء ان لا علاج يوازي فيتامين (د) في تأثيره الذي يرقى لوصفه بالمعجزة الطبية.

الوباء الصامت

قالت الاستشارية وامين سر رابطة امراض السمنة الكويتية الدكتور نادية العلي من خلال خبرتها الممتدة لاكثر من 23 عاما ان نقص فيتامين (د) يعد على مستوى العالم وليس الكويت فقط أكثر الحالات المرضية انتشارا لدرجة اعتباره وباء صامتا يصيب أكثر من 85 بالمئة من سكان العالم. بحسب وكالة كونا الكويتية.

واضافت ان هذه النسبة ترتفع في منطقة الشرق الأوسط ومنها الكويت الى ما يقارب 100 في المئة ولكن غالبا ما تجذب الاهتمام الأمراض المؤدية للوفاة كأمراض القلب والشرايين وما يرتبط بها من أمراض كارتفاع ضغط الدم والسكر وارتفاع الكوليسترول وهي المسبب الأول للوفيات يتبعها السرطان علما بان لفيتامين (د) دورا وقائيا في هذه الحالات.

وتعرف الدكتورة العلي فيتامين (د) بالقول عندما يتعرض الجلد لأشعة الشمس المباشرة تقوم الأشعة فوق البنفسجية بتحويل مادة تحت الجلد الى فيتامين (د) الخام وهذا الفيتامين المسمى (د3) ينقله الدم الى الكبد ليتم تنشيطه الى مركب يسمى (او اتش 25 فيتامين د) وهذا المركب له تأثير مباشر على معظم خلايا الجسم التي تستقبله وتحوله الى مركب فيتامين (د) النشط كما ان جزءا منه يتم نقله للكلى ليتم تنشيطه الى (او اتش 1-25 فيتامين د) وهو مركب نشط جدا يحفز الأمعاء والكلى على امتصاص الكالسيوم وبالتالي المحافظة على مستوى الكالسيوم بالدم.

واكدت ان أي شخص لايتعرض لضوء الشمس بالقدر الكافي ولايتناول طعاما مدعوما بفيتامين (د) فهو معرض لنقص هذا الفيتامين ووجد ان النساء وكبار السن والبدناء واصحاب البشرة الداكنة اكثر عرضة للاصابة.

وعن القدر المطلوب للتعرض للشمس للحصول على الفيتامين اشارت الى وجوب تعريض 40 بالمئة من الجسم لأشعة الشمس المباشرة لمدة تتراوح بين 10 الى 20 دقيقة بين الساعة التاسعة صباحا الى الساعة الثالثة من بعد الظهر ثلاث مرات اسبوعيا مضيفة انه يمكن التأكد من الحصول على القدر الكافي عند أول احساس بلسعة في الجلد حيث ان الأشعة فوق البنفسجية المسؤولة عن تكوين فيتامين (د) هي ذاتها الأشعة المؤدية لاحداث حروق سطحية بالجلد.

وقالت الدكتورة العلي ان الاهتمام العالمي بفيتامين (د) بدأ في بداية القرن العشرين عندما اكتشف الأطباء ان اعطاء الأطفال جرعات من زيت كبد السمك يقي ويعالج مرض الكساح لاحتوائه على فيتامين (د) ولسنوات عدة ساد الاعتقاد ان دور هذا الفيتامين يقتصر على صحة العظام فقط.

واضافت انه خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي أثبتت دراسات عدة ان فيتامين (د) يلعب دورا فائق الأهمية في مجالات صحية عديدة تتجاوز العظام لتشمل كل وظائف الجسم تقريبا حيث نشرت المجلات العلمية أقل من 20 بحثا عن فيتامين (د) في عام 1990 الا ان هذا العدد ارتفع الى أكثر من ثلاثة الاف بحث علمي خلال عام 2007.

وبينت ان السنوات الأخيرة الماضية شهدت تغيرات كثيرة في تعريف المعدل الطبيعي لهذا الفيتامين وأثبتت الدراسات الحديثة ان المعدل الطبيعي هو المعدل الذي يضمن الحصول على الفوائد العديدة لفيتامين (د) وبحسب آخر التوصيات فان المستوى الذي يجب الوصول اليه يجب الا يقل عن (125 نانوجرام/ملليمتر) او (50 نانوجرام/ملليمتر).

وعن امكانية الوصول الى مستويات التسمم من فيتامين (د) نتيجة التعرض للشمس نفت ذلك لان الجسم عند التعرض الطويل للشمس يكون فيتامين (د) بقدر معين ومن ثم يبدأ بتدمير الزيادة والدليل على ذلك أن العاملين في مجال الانقاذ البحري والمزارعين يتعرضون لما يوازي تناول 10 الاف وحدة من الفيتامين ومع ذلك لم تسجل حالة تسمم واحدة منه ولكن يجب الحذر من التعرض الزائد للشمس لان ذلك قد يزيد من فرص الاصابة بسرطان الجلد والحروق السطحية.

واضافت ان العلاج بفيتامين (د) الخام سواء بالحقن او العقاقير مأمون جدا ولا يمكن الوصول لمرحلة التسمم الا باعطاء جرعات تفوق الجرعات العلاجية بأضعاف وهذا غالبا لا يحدث كما أن الجسم يحتفظ بالفيتامين في حالته الخام الخاملة وينشطه حسب الحاجة ولكن يجب أخذ الحيطة من كمية الكالسيوم لأن العلاج بفيتامين (د) يزيد من قابلية الجسم على امتصاص الكالسيوم مع الحذر من تناول الفيتامين (د) النشط لأنه لا يستعمل الا فى حالات محدودة جدا مثل الفشل الكلوي ونقص هرمون (الجاردرقية).

وعن كيفية علاج نقص فيتامين (د) قالت الدكتورة العلي انه يتم اولا معرفة معدل الفيتامين ومن ثم اعطاء جرعات عالية كحقن أو عقاقير ويعاد بعدها قياس المعدل والتأكد من الوصول للحد المناسب كما يتم تعويض الكالسيوم بحسب عمر المريض وحاجته اليومية للكالسيوم وحاليا فان العديد من الهيئات الطبية اعتمدت اضافة فحص معدل فيتامين (د) بالدم الى الفحوصات السنوية التي يجب القيام بها للأطفال والبالغين على حد سواء.

 وقالت الدكتورة العلي ان ابحاثا عديدة افادت بأن النساء اللاتي يتعاطين فيتامين (د) يقل لديهن خطر الاصابة بتصلب الأعصاب بنسبة 40 بالمئة.

خطر التعرض الى السرطان

وحول علاقة فيتامين (د) بمرض السرطان افادت انه كلما زاد مستوى فيتامين (د) قل معدل حدوث السرطان اذ انه يحد من نمو الخلايا السرطانية ويقلل من نمو الأوعية الدموية المغذية لها كما اثبتت الدراسات ان معدلات السرطان تزيد لدى كبار السن وذوي البشرة السوداء والبدناء لان القدرة لديهم تقل على تكوين فيتامين (د) وتزيد معدلات السرطان لدى الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الشمالية فوق خط عرض 37 درجة ممن يتعرضون للقليل من أشعة الشمس المكونة للفيتامين.

واكدت ان فيتامين (د) يعالج الامراض الخاصة بالعظام كالكساح والهشاشة ويزيد كفاءة العضلات ومن فائدته للقلب انه يقلل مخاطر الجلطات في القلب والشرايين ويحسن من انقباض عضلة القلب فيفيد حالات هبوط القلب ويقلل من المواد المسببه لالتهاب الشرايين وتصلبها.

واضافت انه يقلل من خطر الاصابة بمرض السكري والتصلب وانواع عدة من السرطانات اضافة الى فوائده الوقائية والعلاجية الاخرى كالربو والامراض الجلدية وتسمم الحمل وغيرها.

وحول تجربتها في هذا المجال في الكويت قالت الدكتورة العلي ان تجربتها الشخصية تجاوزت ال1500 حالة اضافة الى تجارب زملائها في وحدة الغدد الصماء بالمستشفى الأميري ونتيجة للعمل في مجال هشاشة العظام اطلعت على العديد من الأبحاث وحضرت العديد من المؤتمرات العالمية التي تشيد بدور فيتامين (د) في تعزيز صحة العظام والصحة بشكل عام.

ضرورة حملات التوعية

 وأوضحت ان اطباء الوحدة قرروا في عام 2006 تبني حملة للتوعية والعلاج من نقص فيتامين (د) على مستوى الكويت الا ان قلة الدعم واجهتهم فقرروا بدء الحملة بمجهودهم الشخصي في بداية العام الماضي عبر الاستعانة ببعض المختبرات الخاصة لتوفير الفحص بسعر التكلفة لمن يرغب من المرضى كما تم توفيرعلاج حقن فيتامين (د) على نفقتهم الخاصة اولا ومن ثم بتبرع كريم من المرضى الذين تم علاجهم كنوع من الامتنان لما لمسوه من تحسن في صحتهم.

واضافت العلي لمسنا التأثير المذهل للعلاج في الكثير من هذه الحالات مما أمدنا بالعزيمة للمواصلة ونتيجة لنجاح تجربتنا في وحدة الغدد الصماء بالمستشفى الأميري فقد قمنا بنشرها الى مراكز الرعاية الأولية بمنطقة العاصمة الصحية وعددها 22 مركزا.

وذكرت انها قامت بتغطية الجانب العلمي باعطاء محاضرات لأطباء المستشفى الأميري ومنطقة العاصمة الصحية عن دور فيتامين (د) في الصحة العامة مدعمة بالأدلة العلمية الموثقة كما بدأت باعطاء محاضرات في مستشفيات الكويت المختلفة ونشر الوعي الصحي عن طريق محاضرات توعوية في جمعيات اهليه وتغطية اعلامية عبر وسائل اعلامية.

وعن نتائج هذه الحملة اكدت الدكتورة العلي بالقول بعد 23 سنة من الخبرة الطبية الاكلينيكية أجزم بان لا علاج يوازي فيتامين (د) في تأثيره الذي يرقى لوصفه بمعجزة طبية فقد قضى على الكثير من الالام المزمنة والتقلصات العضلية وقلل من نسبة الكسور وتخلى عدد من المرضى المقعدين عن استعمال الكرسى المتحرك كما أدى الى تحسن حالتهم النفسية وانتظام الضغط والسكر لديهم.

واعربت عن الفخر لعلاج مرضى من دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي "الذين قدموا الى الى هنا بعد ان سمعوا بالحملة وتأثير العلاج بفيتامين (د).

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 28/آذار/2009 - 30/ربيع الاول/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م