
الكتاب: أصالة الصحة
المؤلف: اية الله الشيخ فاضل الصفار
الناشر: دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر
والتوزيع
عدد الصفحات: 160 صفحة-قطع متوسط
عرض: صباح جاسم
شبكة النبأ: وصل البحث الفقهي في
المدرسة الإمامية حد النضج منذ عصر الغيبة الكبرى بفضل حركة الاجتهاد
الواعية من جهة، وروافد النقد من جهة ثانية، والتوسع في فروع المسائل
المتجددة في عصر كل فقيه من جهة ثالثة.
إلا ان الملاحظ على تلك الحركة الاجتهادية ان دائرتها لم تتسع لفصول
فقهية جديدة في غالب الاحيان، بل اخذت تتطور تطوراً بطيئا وكأنها تراوح
مكانها.
فتطوُر الفقه بما يستوعب حاجة كل زمان ومكان امر ضروري، لأن الفقه
نظام للحياة ولايعقل أن تتوقف الحياة او تراوح مكانها.
وهنا تظهر حقيقة لابد من الاشارة اليها وهي ان المراد من تطور الفقه
ليس إلا تجدد موضوعاته لا قواعده وضوابطه، لأنها حقائق علمية ثابتة
لاتتبدل او تتغير، نعم الذي يتغير هو الموضوع الذي يراد الاجتهاد فيه،
اذ كلما تجددت الموضوعات فرضت استنباطات جديدة تتلائم والموضوع في زمن
الفقيه، لأن الحكم الشرعي يدور مدار الموضوع وجوداً وعدماً...
وبالنسبة للوقائع الاجتماعية فإنها تحتم على الفقيه ضبطها وكبح
جماحها من خلال (أفقهة الظواهر الاجتماعية) وبخاصة فيما نشهده من
انفتاح وتداخل الثقافات بسبب العولمة والهيمنة الاعلامية الغربية،
وسيطرة التقاليد والعادات والاعراف واحلالها محل الاحكام الشرعية في
السلوك الاجتماعي في بعض المجتمعات.
وكتاب (أصالة الصحة) للأستاذ اية الله الشيخ فاضل الصفار، الذي يقع
في 160 صفحة من القطع المتوسط، والمنشور عن طريق دار العلوم للتحقيق
والطباعة والنشر والتوزيع، هذا الكتاب هو مصداق جلي لمعالجة الامراض
الاجتماعية برؤى فقهية اصيلة، وخطاب مستنير، وهذا يدلل بصورة قطعية على
القدرة التي يتحلى بها سماحة الاستاذ الصفار في استجلاء البصائر
الفقهية لمعالجة الشؤون الاجتماعية.
وقد جاء الكتاب بأربعة مباحث، أولها اختصَ في، أصالة الصحة في
الأفعال، فبحث في معنى الصحة لغة وشرعاً، وفي معنى الحمل على الصحة،
وفي ادلة القاعدة الخمسة التي هي، الاخبار ودليل الاجماع ودليل العقل
والسيرة بقسميها الشرعي والعقلائي.
اما في المبحث الثاني فقد تعمق الشيخ الصفّار بصورة اكبر موضحا حدود
القاعدة آنفة الذكر وضوابطها، من خلال عشرة أمور جاءت: في الصحة
الواقعية والظاهرية، في شرائط القاعدة، هل القاعدة من الأمارات ام من
الأصول، في رجحان قاعدة الصحة على القواعد الاخرى، في مستثنيات
القاعدة، هل تجري اصالة الصحة في الافعال النيابية، في شمول القاعدة
لأفعال المكلف نفسه، حدود أصالة الصحة، في عدم جريان أصالة الصحة في
الأعيان، واخيراً أصالة الصحة في أفعال الكفار.
وقد تعمّق المبحث الثالث في تناول، أصالة الصحة في الأقوال، من خلال
طرح الأدلة الموثقة والجلية...
اما المبحث الرابع فقد جاء في أصالة الصحة في الاعتقادات، من خلال
طرح المؤلف لمفهوم (الاعتقاد) على انه من الموارد التي يجب العلم بها
ومعرفتها على كل مكلف مثل الاعتقاد بوحدانية الباري عز وجل ونبوة النبي
محمد (ص) وامامة امير المؤمنين وأولاده المعصومين عليهم السلام...
واختتم المؤلف كتابه القيّم ذي الفائدة المعرفية والاجتماعية
الكبيرة فضلاً عن الدينية، بمحصلة مفادها، ان أصالة الصحة كما تجري
فيما يتعلق بأعمال الناس لدى الشك بصحتها، وفي أقوال الناس لدى الشك في
خطأها، كذلك تجري في معتقدات الناس لدى الشك في فسادها. لإطلاقات
أدلتها والسيرتان المتشرعية والعقلائية. |