الشاعر حاتم عباس: المثقف مازال محملاً بشعور العبودية السابق ومفاجأته بالحرية تجعله مندهشاً

حوار: إبراهيم العامري

 

- الحركة الادبية تحكمها العلاقات الخاصة وتبحث عن الشهرة اكثر من الإبداع

- المثقف ذاته يعيش شيزوفرينيا الموقف والسلوك انه يهرول لكل شخصية سلطوية، يصفق لها دون ان يدري

- سيبدأ الابداع الحقيقي حين يكون للاديب ضميراً وجدانياً خالصا بكل معاناته وعذاباته.

 

شبكة النبأ: بعد مرور ست سنوات على التغيير في العراق وحصول الكثير من التغييرات الكبيرة في الساحة العراقية، إلا إن الساحة الثقافية العراقية لم تشهد تلك التغييرات الجوهرية التي تتناسب مع الاستحقاق الجديد، فما هي أسباب ذلك وما هي السبل لتحقيق ذلك؟ للإجابة على هذه التساؤلات كان لنا هذا الحوار مع الشاعر والأديب حاتم عباس بصيلة من مدينة كربلاء المقدسة:

س: كيف تصف الحركة الادبية في مدينة كربلاء؟

الحركة الادبية في كربلاء حركة تحكمها العلاقات الخاصة في اغلب الاحيان! تبحث عن الشهرة اكثر مما تبحث عن الابداع، تميزها مع الاسف نظرة محلية محدودة لذا فهي محددة مسبقاً ولا تتجاوز ذلك إلا بالانفتاح مع الحركة الادبية العراقية والعربية. كما ان الادب الانثوي ضعيف جداً بسبب سطوة الذكورة الثقافية ان صح التعبير...

س: ما هو حال النقد ومدى فعاليته على مستوى ادباء كربلاء؟

ارى انه لا يوجد نقد حقيقي لأن هناك افتقار الى الاسلوب الاكاديمي من ناحية ومن ناحية اخرى يحاول الناقد ان يكون ضحية لمقولات النقد الجاهزة، فيكون التشرق بالمصطلح النقدي بعيداً عن الواقع الثقافي والادبي... ان على النقد ان يكون وجدانياً وحقيقياً بعيداً عن المظاهر الخداعة للألفاظ...

س: في السنوات الاخيرة انحسر دور المثقف بشكل كبير ما اسباب ذلك برأيك؟

أرى ان دور المثقف قد انحسر لعدة اسباب اذكر منها، عدم استيعات المثقف لمعنى الحرية في الثقافة والسلوك، فهو مازال محملاً بشعور العبودية السابق ومفاجأته بالحرية تجعله مندهشاً مما حصل، كما ان سطوة الواقع الحياتي القاسي خلال السنوات القليلة الماضية من عنف وارهاب وتدهور بصعد مختلفة قد اثر كثيرا على الواقع الفكري

س: كيف ترى نظرة الشارع العراقي للمثقف عموماً؟

الشارع العراقي لا يؤمن بالمثقف لأنه يدرك بان المثقف ذاته يعيش شيزوفرينيا الموقف والسلوك... انه يهرول لكل شخصية سلطوية، يصفق لها دون ان يدري... لذا لا يؤمن الشارع بهذا المثقف! اما المثقف الملتزم فهو نادر الوجود واذا وُجد فأنه يعيش مرارة الواقع الساحق للفكر والاعتقاد.

كما ان المجتمع العراقي يعيد التقاط انفاسه في هذه المرحلة ولا بد له من وقت يسترد فيه وعيه المعرفي والثقافي ليكون تبني الابداع وتوقير الثقافة والمثقف تحصيل حاصل...

س: ما تقييمك للساحة الادبية في كربلاء عموماً؟

لا اريد ان اقيّم الاعمال الادبية في كربلاء، لأني لست حاكماً عادلاً من وجهة نظر الكثيرين.. ولكني احتكم الى الضمير، الذي يخشاه اغلب الادباء! غير اني اتلمس ابداعاً عراقياً حقيقياً حراً لا يتبع إلا ما كان من صدق وعفوية حقيقية بعيدا عن التاثيرات المادية المختلفة الاوجه.. سيبدأ الابداع الحقيقي حين يكون للاديب ضميراً وجدانياً خالصا بكل معاناته وعذاباته.

حاتم عباس بصيلة في سطور

الشاعر بصيلة من مواليد 1962 في قضاء الهندية، محلة الكص، كان أباه رحمه الله معلماً، وقد درَس في عدة مدارس نتيجة انتقال والده من مدرسة الى اخرى، وأهم محطة في حياته هي مدرسة الهندية الابتدائية التي كانت رائدة في التعليم آنذاك وكان اساتذتها من ابرز المثقفين والادباء والفنانين ومنهم الاستاذ المرحوم جمال الصوفي والاستاذ محمد جواد أموري. دخل كلية الفنون الجميلة ببغداد وتخرج منها رغم فصله عام 1986 وترحيله مجبراً الى احدى الوحدات الفعالة في الجيش العراقي، وذلك بقرار من مجلس قيادة الثورة السيئ الصيت، وعاد ثانية للدراسة ونجح بأمتياز مرة اخرى.

 لم ينتمي الشاعر حاتم بصيلة لأي حزب سياسي ويفضل الحرية في كل شيء وبالذات الكتابة، فقد كتب في عام 1986 اولى مسرحياته بعنوان، البحث عن ضمير، وهي مسرحية شعرية لم تنشر إلا بعد فوزها بجائزة الدولة التشجيعية في مسابقة اتحاد الادباء العراقي، أنهى رسالة الماجستير تحت عنوان (دلالات في الفن التشكيلي العراقي المعاصر) ونشر أوبريتاً شعرياً بعنوان بيت الحمام في جريدة كربلاء اليوم، كما نشر مسرحية بعنوان خنجر الغدر، في مجلة الشرارة النجفية، وهو حاليا مستمر بعمله في جريدة كربلاء اليوم ومجلة صدى كربلاء..

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 26/آذار/2009 - 28/ربيع الاول/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م