تكنولوجيا المعلومات والطريق إلى حل الأزمة الاقتصادية

معرض (سيبت) قدّم حلول تكنولوجية وابتكارات جديدة لخفض الإنفاق

 

شبكة النبأ: منذ اليوم الأول لمعرض سيبت لتكنولوجيا المعلومات في هانوفر، بدا تأثير الأزمة الاقتصادية واضحاً على صالات العرض التي بدت فارغة إلى حد ما. كما أن الحركة في مدينة المعارض الألمانية قلت بشكل غير معتاد عما كان عليه الحال في الدورات السابقة. فقد تقلصت مساحة العرض بنسبة 20 بالمائة عن العام الماضي وأغلق عدد من صالات العرض تماماً، كما قل عدد الشركات العارضة بنسبة الربع. وبطبيعة الحال، تراجع أيضاً عدد الزائرين المتخصصين الحاضرين إلى المعرض، نظراً لمساعي عدة شركات إلى تقليل نفقاتها. لكن بالرغم من ذلك، فقد جاء تقييم المعرض إيجابياً وفقاً لعضو مجلس إدارة الشركة الألمانية للمعارض دويتشه ميسه، والمسئول عن معرض سيبت، إرنست راوه. بحسب دويتشه فيله.

عدد أقل ونوعية أفضل

وقال راوه في مؤتمر صحفي إن انطلاقة المعرض كانت انطلاقة قوية ثبتت دور معرض سيبت الريادي في مجالي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وأشار راوه إلى رد الفعل الإيجابي تجاه المعرض من قبل الزائرين والعارضين، وأضاف في هذا الإطار: "بطبيعة الحال لم يحقق المعرض رقماً قياسياً من حيث عدد الحاضرين، وهذا كان متوقعاً، لكن الأهم هو أن العارضين جاءوا إلى هنا لعقد الصفقات وقد تمكنوا من تحقيق هذا الأمر منذ الأيام الأولى للمعرض".

كما أشار أوجوست فيلهلم شير، رئيس الاتحاد الألماني لاقتصاد المعلوماتية "بيتكوم" إلى أن معظم الشركات الألمانية الأعضاء في بيتكوم، والتي تمثل 25 بالمائة من الشركات العارضة في معرض سيبت، أكدت رضاها من نتائج المعرض حتى الآن. وأضاف أنها تلقت عدداً كبيراً من الزائرين المتخصصين وأجرت صفقات منذ الأيام الأولى للمعرض. ويرى شير أن الأزمة قد تكون ذات تأثير إيجابي على "نوعية" الزائرين، إذ جاء إلى المعرض وتكلف مصاريف السفر فقط هؤلاء الجادين في البحث عن شيء ما بالمعرض.

وأشاد شير بالمؤتمرات المتخصصة التي حضرها مدراء وأعضاء مجالس إدارة كبرى شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مثل ميكروسوفت وإنتل وديل وألكاتيل-لوسنت وسكايب وياهو. وقال شير في هذا الإطار: "لقد تحول سيبت إلى قمة دافوس في مجال تكنولوجيا المعلومات".

زيادة الاستثمار في مجال البحث والتطوير

ومن جانبه، أكد هانز يورج بولينجر، رئيس جمعية فراونهوفر الألمانية على أن الابتكارات التقنية قد تكون المخرج الرئيسي للأزمة المالية والاقتصادية. وأضاف أن الشركات تريد نتائج سريعة يمكن تطبيقها لتخرج من الأزمة، ما يجعلها تزيد من استثماراتها في مجال البحث والتطوير بالرغم من الأزمة المالية. ويرى بولينجر أن سبب ذلك يعود إلى أن "الأفكار الجديدة هي التي يمكن أن تعطي دفعة إلى الأمام"، حيث أظهرت دراسة قامت بها الغرفة الألمانية للتجارة والصناعة أن 45 بالمائة من الشركات تريد أن تزيد نفقاتها في مجال البحث والتطوير.

وحسب استطلاع أجراه اتحاد بيتكوم فإن من المتوقع أن تزيد مبيعات مجال تكنولوجيا المعلومات بنسبة 7.2 بالمائة لتصل إلى 14.6 مليار يورو. كما أوضح ديتر رومباخ، رئيس اتحاد فراونهوفر للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، قائلاً: "بسبب الأزمة تريد الشركات خفض نفقاتها، والحلول التقنية المبتكرة هي التي يمكن أن تساعد الشركات لتصبح أكثر فعالية، فتزيد من كفاءتها مع التقليل من مصاريفها".

حلول تقنية متنوعة لخفض نفقات الشركات

وفي هذا الإطار أكد شير على أن الابتكارات التقنية الجديدة يمكن أن تساهم بشكل كبير في التقليل من نفقات الشركات في المجالات المختلفة. وأعطى مثالاً على ذلك برامج الفيديو الجديدة التي عرضتها شركات خلال المعرض والتي تقلل من نفقات أفلام الدعاية بشكل كبير، إذ تقدم هذه البرامج إمكانية معالجة الفيديو بسرعة كبيرة. ويمكن بالتالي مثلاً تصوير فيلم دعائي كامل داخل حجرة فارغة من دون الحاجة لتصوير المنتج نفسه أو لتصوير مشاهد خارجية، ما يؤدي إلى تقليل نفقات الدعاية بشكل كبير، كما سيمكن استخدام فكرة الإعلان نفسه لأكثر من منتج من منتجات الشركة، فقط بالضغط على الفأرة لتغيير الألوان والموديلات المعروضة.

ومن ناحية أخرى، تسابقت الشركات المختلفة إلى عرض الأجهزة الالكترونية قليلة الاستهلاك في إطار تركيز المعرض على موضوع التكنولوجيا الخضراء. والتقليل من استهلاك الأجهزة الالكترونية، خاصة أجهزة الخوادم ومراكز بيانات الشبكات، قد يوفر الملايين على أصحاب الشركات، إذ أظهرت دراسة أجرتها  شركة أفانده أن هذه الأجهزة تكلف الشركات الألمانية حوالي 1.1 مليار يورو سنوياً.

ومن ضمن الحلول التي تساعد على تخفيض النفقات هي "حوسبة السحابة"Cloud Computing ، وهي عبارة عن تكنولوجيا تعتمد على نقل مساحات التخرين والمعالجة الخاصة بشركة ما إلى ما يسمى بالـ"سحابة" وهو جهاز خادم يتم الوصول إليه عبر شبكة خاصة، مما يوفر على الشركات تكلفة أجهزة الخوادم وصيانتها. وإن كانت هذه التقنية مازال ينظر لها بارتياب من قبل معظم الشركات، التي تخشى فقدان السيطرة على معلوماتها وتخشى من عدم ضمان الخصوصية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 24/آذار/2009 - 26/ربيع الاول/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م