افغانستان: بحث امريكي عن معتدلين من طالبان الدموية!

لا يزال الغذاء ترفاً بعيد المنال بالنسبة لملايين الأفغان!

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: في مؤشر تحوّل محتمَل للإستراتيجية الأمريكية في أفغانستان، ينوي الرئيس باراك أوباما، محاورة المعتدلين في حركة طالبان، التي أطاح بها الغزو الأمريكي لأفغانستان في 2001. لكن محللين رأوا ان اقتراح الرئيس الامريكي بالتواصل مع المعتدلين من حركة طالبان لانهاء التمرد الافغاني سيَمنى بالفشل حيث ان زعماء طالبان الذين يتسمون بالجمود وعدم المرونة هم الذين ينسّقون للحرب وليس المعتدلين.

وما لبثت طالبان حتى اعلنت رفضها اقتراح الرئيس الامريكي أوباما بالتحاور مع الاسلاميين المعتدلين قائلة ان خروج القوات الاجنبية هو الحل الوحيد لانهاء الحرب.

وفيما يخص مسالة الانتخابات المرتقبة، قال مسؤول ان أكثر من أربعة ملايين أفغاني، سجلوا أسماءهم ليشاركوا بالتصويت في انتخابات الرئاسة التي ينتظر اجراؤها في 20 أغسطس اب، وهو ضعف العدد المتوقع، لكن سوء الظروف الامنية في مناطق أخرى منع آخرين من التسجيل.

وقد قال أوباما، في حديث لصحيفة "نيويورك تايمز" إن إدارته تراجع إستراتيجية الحرب الراهنة في أفغانستان، وأن الوقت ربما حان للتفاوض مع الحركة.

وأقر الرئيس الأمريكي بفشل قوات بلاده في مواجهة الحركة المتشددة قائلاً: "نحن لا ننتصر الآن.. قواتنا تقوم بجهود استثنائية في ظروف شاقة للغاية، إلا أننا نرى تدهوراً في الوضع.. أعتقد أن طالبان أكثر جراءة"، وفق التقرير.

وقد تتبنى إدارة أوباما، الذي زار أفغانستان أثناء حملته الانتخابية، ذات إستراتيجية سلفه في العراق بإحتواء المليشيات السنية هناك وتجنيدها إلى جانب القوات الأمريكية في التصدي لتنظيم القاعدة.

وأوضح قائلاً: "ربما هناك فرصاً مشابهة في أفغانستان ومناطق باكستانية... مفاوضة العدو هي الكيفية التي تنتهي بها الحروب."

وتأتي تصريحات أوباما وسط دعوات خبراء إستراتيجيين إلى ضرورة تبني عاجل لإستراتيجية "تغيير اللعبة" لإنقاذ الحملة الدولية المتداعية هناك. بحسب سي ان ان.

ويستبعد الخبراء  هزيمة الولايات المتحدة وحلف الأطلسي لحركة طالبان والمليشيات المسلحة الأخرى في أفغانستان، وشددوا على ضرورة تبني إستراتيجيات جديدة هناك بالقول: "لم نفقد كل شيء في أفغانستان لكننا بحاجة لتدابير عاجلة قد ندعوها ’خطوات تغيير اللعبة‘ لكبح جماح العنف المسلح المتنامي"، وفق شبكة "فوكس."

وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن مؤخراً إرسال 17 ألف جندي إضافي لأفغانستان، وسط إجماع مسؤولين ومحللين أن الزج بالمزيد من القوات المقاتلة، في الحرب الدائرة منذ سبع سنوات، خطوة محدودة التأثير ما لم يتبن التحالف الدولي إستراتيجية جديدة في دولة اكتسبت، بعد ألفي عام من النزاعات، لقب "مقبرة الإمبراطوريات."

نداء اوباما للتواصل مع المعتدلين بطالبان (غير مجدِ)

ويقول محللون ان اقتراح الرئيس الامريكي باراك اوباما بالتواصل مع المعتدلين من حركة طالبان لانهاء التمرد الافغاني سيمنى بالفشل حيث ان زعماء طالبان الذين يتسمون بالجمود وعدم المرونة هم الذين ينسقون للحرب وليس المعتدلين.

وقال وحيد مجداح المحلل الذي الف كتابا عن طالبان "تعليق اوباما أشبه بالحلم منه بالواقع."وتساءل مجداح الذي كان مسؤولا في حكومة كل من طالبان وكرزاي "اين ما يسمون (بالعناصر) المعتدلة بطالبان.. من هم المعتدلون في طالبان.."

وتعرضت ادارة كرزاي الموالية للغرب والعدد المتنامي من القوات الاجنبية في افغانستان بشكل متزايد للهجوم من حركة طالبان التي نشطت من جديد حيث يصف اوباما الان أفغانستان بأنها على رأس أولويات السياسة الخارجية لادارته الجديدة. وقال الكاتب والمحلل قاسم اخجار "طالبان معتدلة اشبه بقاتل معتدل. هل هناك شيء كهذا.."

وأشار اوباما الى أن الوضع في افغانستان اكثر تعقيدا مقارنة بالعراق. ويوجد بأفغانستان قرابة 70 الف جندي اجنبي 38 الفا منهم امريكيون ومن المقرر أن ينضم اليهم 17 الف جندي أمريكي اضافي في الاشهر القادمة.

وارتفع عدد القوات الاجنبية في افغانستان بانتظام منذ أطاحت القوات التي قادتها الولايات المتحدة بحركة طالبان عام 2001 بعد أن رفضت تسليم زعماء القاعدة المسؤولين عن هجمات 11 سبتمبر ايلول على الولايات المتحدة.

كما ارتفع مستوى العنف حيث صعدت طالبان من حملتها لطرد القوات الغربية.

ويقول بعض الساسة وضباط الجيش الغربيين انه لا يمكن الفوز بالحرب بالوسائل العسكرية وحدها ويجب أن ينطوي الحل على نوع من المصالحة.

وقال مجداح ان الاساس لانهاء العنف في افغانستان في أيدي زعماء طالبان المدرجين على قائمة الولايات المتحدة للمطلوب القاء القبض عليهم. بحسب رويترز.

وأضاف "زعماء طالبان وراء التمرد وليس من يسمون المعتدلين. ولانهاء الحرب يجب أن يتم دمجهم في اي محادثات. يجب أن تسمع اراؤهم."وتابع "يجب حذف اسمائهم من على القائمة لانهم مصدر الازمة."

ورحب المحلل الباكستاني رحيم الله يوسفضاي باقتراح اوباما بدمج المعتدلين قائلا ان الولايات المتحدة بدأت تصل أخيرا الى الادراك بأنه لن يكون هناك حل عسكري.

لكنه ايضا عبر عن تشككه بشأن احتمالات التفاوض مع حركة طالبان التي لم تظهر اي بوادر على حل وسط بشأن مطلبها الرئيسي وهو أن تخرج القوات الاجنبية. وأضاف "يودون تهدئة بعض العناصر من طالبان لكن لدي شكوكي بشأن هذا."

وتابع "طالبان جامدون للغاية في مطالبهم. انهم لا يريدون الحديث ما لم يكن هناك ضمان ما بأن القوات الغربية سوف تغادر."

طالبان: دعوة أوباما للتحاور مع المعتدلين غير منطقية

من جانبها رفضت حركة طالبان الافغانية اقتراح الرئيس الامريكي باراك أوباما بالتحاور مع الاسلاميين المعتدلين قائلة ان خروج القوات الاجنبية هو الحل الوحيد لانهاء الحرب.

وقال قاري محمد يوسف المتحدث باسم طالبان لرويترز، حين سئل عما اذا كان الملا محمد عمر زعيم طالبان سيعلق على اقتراح أوباما " هذا لا يستوجب أي رد أو رد فعل لأنه غير منطقي."

وأضاف "طالبان متحدة ولها زعيم واحد وهدف واحد وسياسة واحدة...لا اعرف لماذا يتحدثون عن طالبان المعتدلة وماذا يعني ذلك."اذا كان هذا يعني من لا يحاربون ويجلسون في منازلهم اذا فالحديث معهم بلا معنى. هذا حقا مثار دهشة طالبان."بحسب رويترز.

ويوجد في أفغانستان نحو 70 الف جندي اجنبي من بينهم 38 الف جندي امريكي. ووافق أوباما الشهر الماضي على نشر 17 الف جندي امريكي اضافي في افغانستان في اطار جهود اعادة الاستقرار الى البلاد.

ورحب الرئيس الافغاني حامد كرزاي الذي يرأس أفغانستان منذ ان أطاحت قوات بقيادة الولايات المتحدة بحكومة طالبان اواخر عام 2001 باقتراح أوباما.

وتنامى باضطراد عدد القوات الاجنبية في أفغانستان منذ الاطاحة بطالبان بعد ان رفضت تسليم زعماء القاعدة المسؤولين عن الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر ايلول عام 2001 .

كما تنامت ايضا هجمات طالبان ضد الحكومة والقوات الاجنبية مما جعل أوباما يعطي أفغانستان أولوية في سياسته الخارجية.

ويقول بعض السياسيين الغربيين وضباط الجيش ان الحرب لن تكسب بالسبل العسكرية وحدها وان الحل يجب ان يقوم على قدر من المصالحة.

غيتس يؤكد ضرورة منع وصول طالبان الى السلطة

ومن جهة اخرى اكد وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس في مقابلة اذاعية انه يجب على الولايات المتحدة "في الحد الادنى" ان تمنع متمردي طالبان من العودة الى حكم افغانستان.

وبينما تجري ادارة الرئيس باراك اوباما مراجعة لاستراتيجية الولايات المتحدة في افغانستان، قال غيتس ان الجهود الاميركية يجب ان تتركز على منع طالبان من استعادة السلطة التي طردت منها في 2001.

وقال للاذاعة الوطنية العامة (ان بي ار) "في الحد الادنى، تقضي المهمة بمنع حركة طالبان من استعادة الحكم من ايدي حكومة منتخبة ديموقراطيا (...) وتحويل افغانستان مجددا الى ملاذ للقاعدة ومتطرفين آخرين".

وكان غيتس يرد على سؤال حول ما اذا كان هدف الادارة الاميركية هو تعزيز موقعها من اجل اجراء مفاوضات مع بعض العناصر من المتمردين، لكنه لم يشر مباشرة الى محادثات ممكنة مع طالبان.

وقال وزير الدفاع الاميركي ان "هذه المهمة المحددة واحدة من المواضيع التي تراجعها الادارة حاليا. اعتقد انه يجب انتظار (مراجعة الاستراتيجية) للحصول على نظرة واضحة حول هذا الموضوع".

وقال غيتس ان "الحقيقة هي ان الوضع بدأ يتدهور مجددا في 2005 او 2006 مع بدء استفادة طالبان من الملاذ الآمن على الجانب الباكستاني من الحدود وتسللها مجددا الى افغانستان وتسببها في مشاكل امنية". واضاف "كنا نتصدى لذلك".

وردا على سؤال حول ما اذا كانت الحرب دخلت مرحلة جديدة، قال غيتس "لا اعرف اذا كان هذا الفصل الثالث او مجرد امتداد للفصل الثاني لكن ما هو واضح هو ان امامنا عمل شاق نقوم به".

ودعا غيتس مجددا الى تعزيز الجهود المدنية في افغانستان وعبر عن امله في ان يقدم اعضاء في حلف شمال الاطلسي بعض المساعدة في هذا المجال.

وحول الدول الاعضاء في الحلف، قال "اعتقد انهم مستعدون لارسال قوات اضافية لضمان امن الانتخابات" الرئاسية الافغانية المقررة في 20 آب/اغسطس "لكنني لست واثقا من ان هذه القوات ستبقى لفترة طويلة".

واضاف "لكني اقول ان المكان الذي نحتاج فيه حقيقة الى مساعدة هو الجانب المدني، سواء لناحية اختصاصيين في الزراعة او اشخاص قادرين على مد يد المساعدة في مجال الحكم والتنمية الاقتصادية الخ...".

الاخضر الابراهيمي: كل شىء تقريباً ينهار في افغانستان

وصرح الاخضر الابراهيمي الذي شارك في اعادة اعمار افغانستان اثر اطاحة طالبان ان هذا البلد ينهار، مشددا على اهمية المؤتمر المقبل "بعد ست سنوات طويلة ذهبت سدى".

والاخضر الابراهيمي دبلوماسي جزائري رفيع المستوى ترأس في 2001 مؤتمر بون الذي انبثقت عنه ادارة الرئيس الافغاني حميد كرزاي بعد الغزو الاميركي لافغانستان واسقاط نظام طالبان.

وقال الابراهيمي في مقابلة مع مجلة "ذي نيشن": نحن ندفع اليوم ثمن اخطاء ارتكبناها منذ اليوم الاول". وردا على سؤال حول ما ينهار في افغانستان، قال "كل شيء تقريبا". ورأى الابراهيمي ان المؤتمر المقبل حول افغانستان المقرر عقده في 31 آذار/مارس في لاهاي بدعوة من وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون "يأتي بعد ست سنوات طويلة ذهبت سدى".

واضاف انه كان دعا لعقد مؤتمر ثان حول افغانستان على غرار مؤتمر بون منذ 2003 لكن "لم يصغ الي احد" يومها لان اهتمام الرئيس الاميركي يومها جورج بوش كان منصبا على العراق.

وتابع الابراهيمي ان القاعدة التي يتمتع بها الرئيس الافغاني حميد كرزاي ضيقة للغاية والمجتمع الدولي لم تكن له خلال السنوات الفائتة اي استراتيجية مشتركة باستثناء شن "حرب ضد الارهاب" معالمها غير واضحة.وتابع ان حركة طالبان لم تستسلم يوما ومقاتليها لجأوا الى المناطق الريفية او النائية او الى باكستان.

وقال الابراهيمي ان حركة طالبان "لا تلقى تأييدا واسعا في افغانستان. لكني اخشى الا يكون وضع الحكومة الحالية افضل مما كان عليه وضع المجاهدين بعد انسحاب الاتحاد السوفياتي".

ويشير الابراهيمي بذلك الى المقاتلين الذين نجحوا في دحر القوات السوفياتية عن افغانستان ولكنهم انشغلوا بعدها في انقساماتهم الداخلية التي ادت الى تولي حركة طالبان الحكم في 1996. واضاف "نحن الآن امام وضع خطير جدا جدا".

واعتبر الابراهيمي ان ادارة اوباما يجب الا تنظر الى الرئيس كرزاي المرشح لتولي ولاية ثانية، كما لو كان عضوا في ادارة جورج بوش. وقال ان "الرئيس كرزاي خدم بلده جيدا في ظروف شديدة التعقيد والصعوبة. ونحن المجتمع الدولي، لم نفعل الكثير لمساعدته".

الافغان يتحدون الاوضاع الامنية لتسجيل أسمائهم كناخبين

وقال مسؤول ان أكثر من أربعة ملايين أفغاني سجلوا أسماءهم ليشاركوا بالتصويت في انتخابات الرئاسة التي ينتظر اجراؤها في 20 أغسطس اب وهو ضعف العدد المتوقع لكن سوء الظروف الامنية في مناطق أخرى منع اخرين من التسجيل.

وانتهت المرحلة الاخيرة من تسجيل الناخبين الاسبوع الماضي بعد أن توافد مئات الالاف من الافغان على مراكز في المناطق المختلفة بأربعة أقاليم جنوبية يشتد فيها التمرد لتسجيل أسمائهم رغم مخاوف أمنية.

وقال زكريا براكزاي المسؤول باللجنة المستقلة للانتخابات "أنا سعيد جدا. كنا نخطط لتسجيل مليوني شخص وكان ذلك سيعتبر نجاحا."بحسب رويترز.

وبلغت نسبة النساء بين من سجلوا أنفسهم للتصويت 38 في المئة. لكن براكزاي ذكر أن قلة التواجد الحكومي وضعف الامن في عشر مناطق معظمها بجنوب البلاد حالت دون دخول المسؤولين عن الانتخابات.

ويقع نصف تلك المناطق في اقليم هلمند الجنوبي مركز تجارة المخدرات غير المشروعة في أفغانستان التي يبلغ حجمها ثلاثة مليارات دولار وحيث تدور معارك يوميا بين الاف الجنود معظمهم بريطانيون وأفغان وبين مقاتلي حركة طالبان.

وتقع منطقتان أخريان في اقليم قندهار المجاور حيث المقر الروحي لطالبان ومنطقة في اقليم غزنة وأخرى في اقليم وردك جنوبي كابول مباشرة حيث نشر 3000 جندي أمريكي اضافي في الاونة الاخيرة.

وقال براكزاي "نتفاوض مع زعماء القبائل وقوات الامن بخصوص سبل تسجيل الناس في تلك المناطق. اذا أصبحت تلك المناطق امنة بحلول يوم الانتخابات ربما نستطيع السماح للناس بالتسجيل والتصويت في نفس اليوم."

وكانت أحدث جولة للتسجيل مخصصة للناخبين الذين فقدوا بطاقاتهم الانتخابية منذ انتخابات الرئاسة الماضية عام 2004 أو بلغوا سن الانتخاب منذ ذلك الحين. وكان 12.5 مليون أفغاني مسجلين للتصويت في عام 2004.

لا يزال الغذاء ترفاً بعيد المنال بالنسبة لملايين الأفغان

وبالرغم من انخفاض أسعار المواد الغذائية الأساسية بحوالي 15 بالمائة خلال الأشهر القليلة الماضية إلا أنها لا تزال بعيدة المنال بالنسبة لملايين الأفغان

بالرغم من أن أسعار الدقيق والأرز وزيت الطبخ قد شهدت انخفاضاً بنسبة 15 بالمائة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، إلا أن الطعام الملائم لا يزال بعيد المنال بالنسبة لملايين الأفغان الذين يعيشون على أقل من دولار واحد في اليوم، وفقاً للمسؤولين.

فقد انخفض سعر كيس الدقيق سعة 50 كلغ من 36 دولاراً في ديسمبر/كانون الأول 2008 إلى حوالي 21 دولاراً في 10 مارس/آذار. كما انخفض سعر كيس الأرز سعة 24.5 كلغ من 37 دولاراً إلى 25 دولاراً وسعر علبة السمنة سعة 16 كلغ من 31 دولاراً إلى 20 دولاراً.

وقد علق عبد المتين، أحد أصحاب المحلات التجارية بسوق كابول المركزي للمواد الغذائية عن ذلك بقوله: "لقد انخفضت الأسعار بشكل كبير مقارنة بما كانت عليه قبل ستة أشهر"، مرجعاً السبب في ذلك إلى المساعدات الغذائية التي توزعها وكالات الإغاثة والحكومة والواردات من خارج البلاد.

وكانت أسعار المواد الغذائية وخصوصاً دقيق القمح قد ارتفعت بحوالي 150 بالمائة خلال عام 2008 بسبب الجفاف الذي تسبب في عجز بنسبة 35 بالمائة في الإنتاج المحلي من الحبوب. كما أن القيود التي فرضتها باكستان وغيرها من الدول المصدرة على صادراتها من القمح زادت من تفاقم المشكلة.

وخلال عام 2008، عانى ملايين الأفغان من الارتفاع المستمر في أسعار المواد الغذائية، وهو الارتفاع الذي دفع بالعديد منهم إلى خانة انعدام الأمن الغذائي. بحسب تقرير شبكة الانباء الانسانية (ايرين).

وفي محاولة لتوفير شبكة أمان مؤقتة لحوالي خمسة ملايين أفغاني محتاج، أطلقت منظمات الأمم المتحدة والحكومة الأفغانية مناشدة طارئة مشتركة في شهر أبريل/نيسان 2008 لجمع أكثر من 404 ملايين دولار لشراء وتوزيع 230,000 طن من المواد الغذائية وتوفير أنواع أخرى من المساعدات المنقذة للحياة.

وبحسب وزارة الزراعة والري والمواشي، تم جمع حوالي 70 بالمائة من الأموال المطلوبة من المانحين بحدود شهر فبراير/شباط وتم توزيع المساعدات الغذائية على جزء من المستهدفين.

تحرك الحكومة

وقد أفادت الحكومة أنها استجابت بشكل عاجل لارتفاع الأسعار في بداية عام 2008 عن طريق إطلاق مناشدتين طارئتين مشتركتين وتخصيص 100 مليون دولار لشراء القمح من الأسواق الإقليمية وإقرار إعفاءات ضريبية على واردات الغذاء.

وفي هذا السياق، أفاد سعد الدين الصافي، مدير مصلحة الأمن الغذائي بوزارة الزراعة والري والمواشي، أن "المواد الغذائية متوفرة بشكل كاف في البلاد بفضل عدد من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة وبفضل التبرعات التي قدمتها بعض الدول مثل الهند والصين وروسيا".

وكانت الهند قد تعهدت بتقديم 250,000 طن من القمح في حين أبلغت روسيا عن تقديمها 18,000 طن من دقيق القمح. وأضاف الصافي: "نأمل أن تساعد واردات القمح من الهند على خفض الأسعار أكثر"، مضيفاً أن المفاوضات لا تزال جارية بخصوص كيفية تمرير القمح عبر باكستان.

وتشير التقارير إلى أن الحكومة الهندية قررت رفع الحظر المفروض على صادراتها من القمح خلال شهر مايو/أيار 2009، مما قد يؤدي إلى خفض أسعار المواد الغذائية بشكل أكبر.

كما يعتمد الأمر بشكل كبير على إنتاج أفغانستان المحلي خلال عام 2009. فبعد الحصاد الجيد الذي شهده عام 2007 انخفض إنتاج الحبوب بمليوني طن خلال عام 2008 بسبب الجفاف، حسب وزارة الزراعة والري والمواشي.

ويعيش حوالي 42 بالمائة من سكان البلاد البالغ عددهم 27 مليون نسمة على أقل من دولار واحد في اليوم، وفقاً للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. وفي الوقت الذي يعتبر فيه انخفاض أسعار المواد الغذائية خبراً سعيداً بالنسبة للعديد من الناس، إلا أنه لا يعني بالضرورة تمكُّن ثمانية ملايين أفغاني من الحصول على الطعام الكافي.

ويمكن للأسر التي تعيش فوق خط الفقر مباشرة الاستفادة من انخفاض أسعار المواد الغذائية، حيث ستتمكن أسر الطبقة الوسطى من توفير بعض المال لتغطية بعض الاحتياجات الملحة الأخرى مثل الرعاية الصحية والتعليم.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 21/آذار/2009 - 23/ربيع الاول/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م