العالم يشهد تباين شاسع في أحوال النساء

بين الموت أثناء الولادة وامتهان السياقة

إعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: في ظل استمرار معاناة المرأة وظاهرة عدم الانصاف المتعمد الذي يواجه حقوقهن، تشهد العديد من الدول في العالم هدر واضحا لأبسط ما تتطلبه مستلزمات الحياة لهذا الكائن البشري.

حيث أثبتت العديد من الدراسات والاستطلاعات الميدانية ان مرحلة الامومة وحالات الحمل قد تشكل اخطر فترة تمر بها المرأة في حياتها، خصوصا في اغلب المجتمعات النائية.

النساء في الدول الفقيرة يواجهن الموت

قالت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ان معدل وفيات النساء الحوامل او عند الوضع يشكل الهوة الاكبر في معدلات الوفيات بين الدول الفقيرة والغنية.

فالنساء اللواتي يعشن في اقل الدول تقدما يواجهن اكثر من 300 مرة خطر الموت جراء مضاعفات مرتبطة بالحمل او الولادة من النساء في الدول الصناعية. واوضحت يونيسيف "ما من معدل وفيات اخر يسجل هذا الفارق الكبير".

واضافت المنظمة في بيانها السنوي حول وضع الاطفال في العالم المخصص في 2009 لصحة الام والرضع ان خطر وفاة الام هو واحد من اصل كل سبع في النجير مقابل واحد من اصل كل 47600 في ايسلندا.

ويموت ما معدله 1500 امرأة يوميا بسبب الحمل او الاودة اي نصف مليون سنويا وتسجل هذه الوفيات بنسبة 95% في افريقيا واسيا.

ويموت ربع هذه النساء جراء نزيف و 15% من التهابات و13% جراء مضاعفات مرتبطة بالاجهاض و12% جراء تشنج نفاسي (اكلامبسيا).

وهذه الوفيات لها تأثير على وفيات الرضع التي تحصل في الفترة التي يكون فيها الاطفال في اكثر الاوضاع هشاشة اي في الايام ال28 التي تلي الولادة.

وقال واضعو التقرير ان "الرضع الذين تموت والدتهم في الاسابيع الستة الاولى من حياتهم يواجهون خطر الموت قبل سنتهم الثانية اكثر بكثير من اولئك الذين تبقى امهاتهم على قيد الحياة" موضحين ان في افغانستان 75% من الرضع الذين توفت والدتهم عند الولادة لا يتجاوزن عمر الشهر.

وشددت يونيسيف على ان "80% تقريبا من وفيات الامهات يمكن تجنبها لو تتمكن النساء من الحصول على العناية الصحية الاساسية".

80 ألف امرأة تموت في الهند سنويا أثناء الولادة 

كشف تقرير جديد نشرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن ما يقرب من 80 امرأة تموت أثناء الولادة في الهند كل عام بسبب سوء التغذية وعدم وجود المرافق الطبية للرعاية في فترة ما قبل الولادة في القرى والمناطق النائية.

وقال تقرير (يونيسيف) تحت عنوان (وضع الأطفال في العالم عام 2009) ان 45 في المئة من النساء تزوجن قبل بلوغهن سن ال18 عاما وان نحو مليون طفل يموتون كل عام مشيرا الى ان 40 في المئة منهم يموتون في الأسبوع الأول من الولادة.

وأشار الى انه بالرغم من ان السن القانونية للزواج بموجب الدستور الهندي للبنات هي ال18 و ال21 بالنسبة للبنين فان ظاهرة الزواج دون السن القانونية تعد امرا شائعا في الولايات الهندية مثل راجستان ومادهيا براديش وأوريسا وتشاتيسجاره. بحسب (كونا).

ونوه بسعي المسلسل التلفزيوني (باليكا فادو - الفتاة العروس) الذي يصور حالة زواج الفتيات القاصرات الى خلق الوعي ضد مساوىء تلك الممارسات.

ويبرز تقرير المنظمة الدولية ارتفاع معدل زواج الأطفال في الهند باعتباره السبب الرئيسي للارتفاع الكبير في الوفيات في اوساط الامهات والأطفال.

واشار الى ان ارتفاع معدل زواج الأطفال في الهند ربما كان أحد الأسباب التي جعلت من النساء في البلدان النامية مثل الهند أكثر عرضة للوفاة أثناء الولادة ب 300 مرة من النساء في العالم المتقدم.

وذكر التقرير ان من يصبحن أمهات في سن المراهقة هن أكثر عرضة للوفاة أثناء الولادة بخمس مرات من النساء في سن العشرين.

أفغانستان بها ثاني أعلى معدل لوفيات الامهات

قالت الامم المتحدة ان أفغانستان بها ثاني أعلى معدل لوفيات الامهات في العالم وان 1600 بين كل 100 ألف امرأة حامل يموتن كل عام بسبب ضعف الخدمات الصحية.

وقال التقرير ان قيودا اجتماعية وثقافية مثل الزواج المبكر ومنع الاطباء الذكور من فحص النساء تساهم ايضا في حدوث وفيات بين النساء والاطفال.

والنيجر هي صاحبة أعلى معدلات لوفيات الامهات. بحسب رويترز.

سائقة الحافلة تحث النساء على العمل

تأمل سائقة الحافلات الوحيدة في الجزائر أن تساهم في تشجيع بنات جنسها على الالتحاق بمهن مماثلة.

وتتولى فتيحة دني التي تبلغ من العمر 46 عاما ولها طفلان قيادة إحدى حافلات الخط رقم 88 في شوارع العاصمة الجزائرية منذ خمس سنوات.

وتعمل فتيحة نفس عدد الساعات التي يعمل فيها زملاؤها الرجال لكنها لا تقود الحافلة في مناوبات مسائية.

وذكرت فتيحة أنها رغم اشتغالها بمهنة يقتصر العاملون بها في الجزائر على الرجال فلم تلق سوى التشجيع عندما بدأت قيادة الحافلة.

وقالت ان أول يوم بدأت فيه العمل في هذه المهنة وجدت تشجيعا ولم تجد عراقيل ولم تجد أي مشكلة مضيفة انها في البداية كانت خائفة خائفة من المسؤولية بسبب كثرة عدد ركاب الحافلة لكنها هدأت مع تقبل الناس لها بحماس.

وانتهزت فتيحة دني فرصة اليوم العالمي للمرأة لتشجيع النساء على اقتحام المجالات التي ما زالت الى الان تقتصر على الرجال.

وعبر العديد من الركاب الذين يستخدمون حافلات الخط 88 الذي تعمل عليه فتيحة عن فخرهم بعملها في هذا المجال.

وقالت راكبة تدعى حميدة "افتخر بكوني جزائرية وبرؤيتي لامرأة تشتغل هكذا. هذا جيد."

وقال راكب يدعى حسين "كل يوم أركب معها. يسعدني أن أرى امرأة هكذا. ليس هناك منهن الكثير ولكن هذه البداية وستكون أحسن."

ورغم أن الدستور الجزائري يساوي بين الجنسين في الحقوق والواجبات تشكو النساء غالبا من قلة المساواة مع الرجال وقلة تمثيلهن في المجالات المهنية المختلفة وفي الحكومة.

تمثل النساء زهاء 52 في المئة من سكان الجزائر لكنهن لا يشغلن سوى أربعة في المئة من مقاعد البرلمان.

وتقول جماعات لحقوق الانسان وشخصيات معارضة ان النساء في الجزائر يواجهن تفرقة سواء في القانون أو في تطبيقه خاصة فيما يتعلق بقانون الاسرة. وواجه قانون الاسرة الصادر عام 1984 انتقادات واسعة النطاق لمساواته بين النساء والقصر حيث ينص على وجوب حصول المرأة على موافقة قريب من الرجال قبل الزواج ويسمح للرجال بالتطليق بسهولة أكبر مما يسمح بذلك للنساء.

وحققت الحكومة الجزائرية انجازات مهمة في مجال تعليم المرأة وبات عدد النساء حاليا في الجامعات على سبيل المثال يفوق عدد عدد الرجال. كما تضم قوات الشرطة الجزائرية زهاء 5000 امرأة.

سيارات نقل لبنانية تقودها نساء

سيارات جديدة زهرية تقودها نساء وتقدم خدماتها للنساء فقط: بات في امكان الفتيات والنساء، اذا رغبن، الاتصال بشركة "بنات تاكسي" التي تؤمن تنقلاتهن في كل انحاء لبنان.

وقد دشن مشروع "بنات تاكسي" الثلاثاء في المطيلب شمال شرق بيروت حيث اوضحت صاحبة الفكرة والشركة نوال ياغي فخري لوكالة فرانس برس انها اعتقدت عندما خطرت لها الفكرة انها ستجد صعوبة في تأمين سائقات من النساء، "لا سيما ان هذا العمل في لبنان وقف على الرجال". بحسب فرانس برس.

وتداركت "الا انني ما ان وضعت اعلانا في الصحف، حتى تلقيت عشرات الطلبات من نساء يرغبن في هذه الوظيفة (...) فاخترت سائقات بمعايير معينة، تفوق اعمارهن الثلاثين، ناضجات، انيقات ومهذبات".

واوضحت فخري التي تملك في المبنى نفسه الذي استقرت فيه شركة التاكسي مركزا للتجميل، ان الاناقة جزء لا يتجزأ من الصفات المطلوبة في السائقة.

السائقة سعاد همدر ارتدت الزي الرسمي الخاص ب"بنات تاكسي": سروال اسود وقميص ابيض وربطة عنق زهرية، بالاضافة الى وردة زهرية على شعرها وماكياج طغى عليه اللون الزهري.

واكدت سعاد ان "الماكياج والوردة والاناقة (...) من عدة الشغل، هكذا يجب ان نكون كل يوم".

ثم اشارت بفخر الى سيارة "بيجو" من طراز 2009، تضيء بلونها الزهري العتمة التي بدأت تحل في المكان، وقالت ان "قيادة هذه السيارة متعة في ذاتها".

وكانت سعاد همدر تهتم بعائلتها المكونة من زوج واربعة اولاد قبل ان تختار هذه الوظيفة، "اردت ان اثبت ان المرأة قادرة على القيام باي عمل مثل الرجال، ولعل قيادة النساء اكثر امانا من قيادة الرجال للسيارات". واشارت الى ان اولادها شجعوها و"هم فخورون بالفكرة".

واوضحت لينا غانم، مسؤولة الاعلام في مكتب وزير السياحة ايلي ماروني الذي رعى حفل الافتتاح، ان "الفكرة رائدة، ووافقت وزارة السياحة على رعايتها من منطلق تشجيع المبادرات الفردية التي تندرج في اطار الخدمات السياحية".

واضافت "لبنان بلد سياحي ويقصده سياح كثيرون من الخارج، لا سيما من الخليج. والمرأة الخليجية قد تفضل التنقل برفقة امرأة"، وتابعت "اللبنانيون معروفون بافكارهم المبتكرة، ومن شأن هذه الفكرة ان تقدم خدمة اضافية الى السياح العرب".

وذكرت ان هناك مشروعا من هذا النوع في دولة الامارات العربية المتحدة، وهذا هو المشروع الثاني في الدول العربية.

ويشارك الرجال في التهنئة وان كان بعضهم يعتبر ان في الفكرة "تمييزا عنصريا"، كما قال جاد فاخوري (رجل اعمال، 40 عاما).

غير ان النساء فخورات بالانجاز. واكدت هدلا حرب (موظفة) انها ستلجأ "الى +بنات تاكسي+ عند الحاجة"، مضيفة "انا مع ان تثبت المرأة نفسها في كل الميادين في لبنان".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 19/آذار/2009 - 21/ربيع الاول/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م