معطيات التغيير الاستراتيجي في انسحاب خاتمي من انتخابات الرئاسة

علي الطالقاني

 

شبكة النبأ: لعبت الفترة الحالية والتي تسبق الانتخابات الرئاسية في ايران دورا مهما في تنحي بعض رموز السياسية الايرانية  الانتخابات، فقد أثارت مسألة أنسحاب الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي الرأي الداخلي الايراني بعد أن ذكره مصدر مقرب من خاتمي أن الأخير قرر الانسحاب من انتخابات الرئاسة المقبلة المقرر إجراؤها يوم 12 حزيران المقبل. ولكنه سيؤيد المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي.

إلا ان ثمة معلومات عن تحركات يبذلها موسوي لتوحيد الصفوف بين تيار خاتمي، خصوصاً في ظل الاقتناع الذي تولّد لدى الرئيس السابق بأن جناحاً كبيراً من المحافظين يؤيد ترشح موسوي. ونقلت وكالة مهرعن خاتمي قوله: نظراً الى ان بعض المبدئيين (المحافظين) أيدوا موسوي ايضاً، ومسألة تغيير الاستراتيجيات والممارسات هي أهم موضوع الآن، واستناداً الى المعطيات الموجودة، نفضّل ان يبقى موسوي في الانتخابات لأنه شخصية محبوبة، وبإمكانه تنفيذ برامجه في شكل افضل في الظروف الراهنة.

 وأضافت الوكالة ان خاتمي برر انسحابه المحتمل، بأن بعض المنافسين يريدون إيجاد خلاف في الأجواء الانتخابية بين أنصاره وأنصار موسوي، ومن غير الصحيح ان نمضي بهذه الطريقة في الانتخابات. حسب جريدة الحياة

ونسبت وكالة أنباء فارس الى خاتمي قوله: إذا انتقلت الانتخابات الى الدورة الثانية، فإن ذلك يُعدّ هزيمة كبرى بالنسبة إليّ، لكنه يُعدّ نصراً لموسوي. وأضاف: جئنا من اجل الحفاظ على المبادئ الأخلاقية، واعتقد أن المنافسين لنا انتهكوا حرمة الأخلاق. وتعهد خاتمي العمل كي يتفق الإصلاحيون على مرشح واحد.

وفي خطوة لافتة، انشق الاتحاد العمالي (خانه كاركر) عن صفوف الإصلاحيين، ليكون اول تجمع يدعم ترشح موسوي، بعدما كان الى جانب الأحزاب الإصلاحية كـ جبهة المشاركة ومنظمة مجاهدي الثورة الإسلامية اللتين أيدتا ترشح خاتمي.

في المقابل، تتقدم فكرة حكومة الوحدة الوطنية التي يقودها سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي بخطوات متسارعة، للخروج مما وصف بـ المأزق الذي يقبع فيه المحافظون. وتنحو هذه الفكرة باتجاه دفع واحدة من شخصيات ثلاث للترشح للانتخابات، وهي رضائي ومحمد باقر قاليباف وعلي اكبر ولايتي.

وان الداعمين لفكرة حكومة الوحدة الوطنية أوصلوا رسالة الى خاتمي مفادها انهم سيطرحون مرشحاً للانتخابات بديلاً من الرئيس محمود احمدي نجاد، إذا انسحب الرئيس السابق لمصلحة موسوي، وهذا ما دعا خاتمي الى القول إنه يريد تغييراً في السياسات والسلوك بمعزل عن شخصية المرشح.

يُذكر أن خاتمي الذي يعد من أبرز رموز التيار الاصلاحي سبق أن شغل منصب رئيس الجمهورية فترتين متتاليتين من 1997 حتى 2005، بينما تولى موسوي رئاسة الحكومة بين 1981 و1989 قبل أن يتم إلغاء هذا المنصب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 19/آذار/2009 - 21/ربيع الاول/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م